تـشـظــي – قصة : وائـل وجـدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاس.. نفضت هواجسي، الملونة، وارتقيت سلم "عيادة "، طبيب "العائلة"، الذي مازالت ملامحه: غائرة في سراديب الذاكرة: بسمته المهندم؛ لعله لم تغيره، السنين المنصرمة..
أخرجت من حافظة نقودي: ورقة المائة جنيه. ناولتها إلى "الممرض":- مستعجل.. من فضلك.
رفع رأسه، ورمى قلمه الجاف، على المكتب.. حدجني، بعينيه الناريتي اللحظ:
ـ كما ترى.. العيادة "كمبليت".. كل المرضى مستعجل..
هززت رأسي، بحركة آلية..
وألقيت بنفسي، فوق أقرب كرسي.. يداي يغسلهما العرق؛ في لحظات الانتظار، والقلق.. لا أحب العيادات والمستشفيات.. الدوار، يلف برأسي، والطنين بأذني، يزداد..
 حالتي، أصبحت تصطك لها خلاياي.. حاولت أن أضعها في بؤرة اللاشعور، لكنها أبت، لم يعد النوم، يداعب جفوني.. حدقت إلى عقارب ساعتي – العتيقة – لم يمر سوى ساعتين فقط.. سؤال طفا في عقلي – فجأة – هل ما صرت عليه.. حقيقة، أم كابوس كالح؟! جاءني، صوت "الممرض"، الأجش:
ـ تفضل يا أستاذ..
نقرت على باب حجرة الطبيب، ودخلت أحييه. أومأت برأسي ـ المتعب ـ؛ قعدت على كرسي، لصق المكتب.. تطالعني رأسه، التي غزاها الشيب. ونظارته، بعدساتها السميكة. لم يفقد ملامح الهدوء والطيبة.. بادرني، بأسنانه الناصعة البياض:
ـ منذ سنوات طويلة، لم أرك.. ما هي شكواك..؟.
 اغرورقت عيني بالدموع:ـ منذ أسبوع، اشعر أن أنفى يزداد طولاً..
بنظرات، مرتابة:ـ ماذا؟!.
ـ ما أقوله، ليس تخريفاً.. كل يوم أنظر في المرآة: لاحظت التغيير؛ المطرد في أنفى..
 قام الطبيب من وراء مكتبه. اقترب، وربت كتفي:
ـ صحيح أن اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، لكن ما تشكو منه.. حالة نادرة، لم تجابهني من قبل.
قلت، وعصب وجنتي اليسرى؛ يختلج:ـ أرجوك.. أكتب لي علاجاً.. لم أعد أطيق حالتي..
 سرح الطبيب، بنظراته إلى لوحة، معلقة على الحائط: شمس المغيب، وجدائلها القانية، تقاوم السقوط في بحر متلاطم... وعيناي تتابعانه...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة