متوالية الصحو و الهذيان - سعيف علي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
anfasse.orgمواربة
في المتون استدراكات للعب على المعنى، و ثمة كاميرا تصور كل شيء، و ينحدر الأمر إلى ر كح المسرح لكن الأتربة و الجنون سيكونان أرضا لحج المعنى… ثمة رجل على حافة الجنون و ثمة رجال يرون المجنون و وراء النافذة، سيمسكون بالشمس قليلا لتدخل إلى الفراغات الفاصلة بين الكلمات و يقيسون المسافة…نحن فقط سنصفق عندما نعود وحيدين إلى بيوتنا لنخبر أحلامنا أن الشمس كانت معلقة على جبين مرآة سحرية….
هذيان
الدنيا حلوة ..أدركت الشمس تألقها،..مرت على جسدي، و مرت على الشارع، ثم انبسطت في عليائها..صباح الخير يا شمس المدينة …هل تحبين العيد…عيد سعيد يا شمس المدينة..لا تلتفتي إلى غيري..كلهم أغبياء..إنهم يصعدون السطوح لإمساكك، …يتصايحون فتعلو جلبتهم و يكون صوت مكرهم مثل لهب في طواحين الهواء..الشمس شمسي…إنهم خائنون يا صفراء يحبون القمر..يشدونه إلى أمتعتهم و أشعارهم بالحبال الغليظة…ويرتلون الخدود…وجه القمر صار بدرا..لكنهم يلهجون بالهلال..الم يخبرك احد أن الحِربة غرست في ظهرك..

لماذا تهرقين نورك و نارك من أجل زهرة في مرج واسع اقطفها أو يأكلها ثور..انتبهي ثمة نصل في جبينك…أنا لست خائفا ..أنا ارتعش لأني اسرق منك البرد…أنا لست أخافك..عاقبت نوفل هذا الصباح لأنه لم يدرك إعراب الجملة…رددوا جميعا..شمس الأرض جميلة…أعيدوا جميعا…معا..معا…ههيه..أنتِ..أنتَ ردد ..ردد معهم…ألا تحب الشمس…تعالى يا غبي..أعرب لفظ الشمس… لماذا تسكت باهتا..هات العصا…خذ…
صحو
لا يمكن وصف حالة الذهان التي وصل إليها صادق،..يبدو ان حالة الاكتئاب التي كتبنا في تقاريرنا أنها انعكست على مردوده البيداغوجي قد أصابت في تشخيص الحالة و أنا لست مستعدا لتعريض حياة الصغار لذهان و جنون….يجب فعل شيء بسرعة….
كانت عينا صادق تجول بكل أجزاء المقهى، و لا ترى أحدا….كان يغرق في نور كالجلاء…جعل يده إلى يده و رفع رأسه إلى الأعلى ثم حطه في كل مكان…. جلس إلى كوب الشاي منذ ساعة، معرضا عن الحديث غارقا إلى هاجس عنيف… لم يكن وجهه صامتا،….كانت تقاسيمه كخطوط الموج…ليست على صفة واحدة….حاول أكثر الجالسين اقتحامه لكنه كان ممتنعا
هذيان
أيها اللعين…الشمس مضاف داخل الابتداء..ألا تدرك الأشياء يا غبي…اللعنة على الإضافة..الزيادة درن..منذ أن صرت صفراء ردفا لكل تعابيرنا… الحلوة…العدالة…الحرية…شمس العدالة…شمس الحرية ..أصابتك اللعبة…صرت أكذوبة كالقمر المدور..أصبحت سرابا…نسيت أصلك في عقولنا….لم يعد يصلنا منك غير الوهج…عليسة اكتوت..عليسة المنفية بقرت بطنها فأصبحت شمسا…احترقت يا منفية في محاجرك لكنك لهب صغير و بعيدا …تبا لك ..تبا لك…
صحو
تتدهور حالته بصفة أقرب للفاجعة،….لا تبدو الإدارة مكترثة بكل التقارير التي وصلتها …روتينية ستقلب الأمر إلى مأساة لا محالة،.. يجب أن يدركوا انه فعل شيئا رهيبا ليفهموا خطورة الموقف…
حاولت أن اخترق الكتلة التي أراها أمامي و لا تراني،…كنت أرى عينيه تتوهان و تبتعدان عن المكان..أنا متأكد انه لم يكن غافلا عن آمر توليه و تيهه..كان يعرف أني أريد اقتحام عالمه و أن آخذه من دائرته
هذيان
من هذا الغبي الذي يريد أن يفتح بابي و يقتحم وسعي…ألم يعلم باني الفضاء ..لا قعر لي غير الهاوية و لا مدود لي غير المسافة المسافرة…لكني سأطير لن يمسك جناحي سأقع على رأسه مثل الأبابيل…لن يمسكني …لن يمسكني…هل اتساع غير الذي احويه و يحويني..أيدخل الضيق من كان متسعا…ااه..سأنزل ..انزل …انزل ….و أضيق ..أضيق …يجب أن أضيق ..بابي عين تلك الإبرة..يا خُرمة…سأنحسر و ادخل ضيقهم….
صحو
لن أتحمل الخطر الدَّاهم أبدا ..جن الرجل ولن أستطيع إمساكه عن فعل مجنون… كان أخر إخباره المفزعة ما فعله أول أمس بصبوحة الردَّادية…كانت تريد أن تحصِّل إيجارها منه أول الشهر لكنها فزعت فزعا كبيرا وجدته يضرم النار في كل الخشب و الأغصان و الكراسي و الطاولة الخشبية الوحيدة ..قالت وسمعها الجميع..؛...كان يصيح تختلط في حلقه الحروف و في رأسه لا أعيها ولا أفقهها….كان يقعد و يقوم و يقعد و يقوم ..و يلتفت إلى الكراسي ..بقي على هذه الحالة ردحا يزيد عرقه تصببا على كامل جسمه ..كانت شفتاه جفاف و صارت عيناه حمراء بعد بياض.. ..يا ويلي…يا ويلي..
كان الجميع ينصت إلى صبوحة الردادية ..لم يعد الأمر ممكننا..علينا فعل شيء ما ..لا ادري… كنت أريد أن أضع المسألة في إطار صغير لكن الجميع أصبح صاحب رأي....كانت تروي فيخرس لساني..لم استطع أن انظر إلى وجهها فانا من اجتهد لجلبه لمدرسة القرية وأنا من ساعده على كراء البيت
هذيان
يا عمتي بئرك غزيرة …سأغليها بكل الحطب…سيجمع الكل الحطب ليغلي ماءه ..انه قدر كبيرة..يا صبوحة لا تبأسي..لا تحزني فقد غرقت الأسماك…أبدا يخطفون مني المساحة و الأرض ..هذا الحمى حماي..سأحطم الكراسي…سأحطم البرودة…سيغلي ماء البئر سترين…سترين..هل تريدين المساعدة..
صحو
أخطرت الدرك، وكل مصالح التدخل السري،ع ..لم يكن بدٌّ…لم يكن بدٌّ..قد يحرق كل القرية …لقد تطلب ترويضه سواعد رجال كثيرين.
حاولت أن احل المسالة في صمت، لكن المسؤولية لها واجباتها،..كان معلما ملهما ..…ولكن لا ادر من أين جاءته اللوثة…أتكون ضربة شمس … لعلها كذلك..سأحاول أن انظم شيئا لا يفقد به عمله…تبا..تبا…المستشفى سيزيد في تعكر الحالة….
الصحو يلوذ بالهذيان
هكذا قد يحدث أحيانا أن تطلب الضيق فيتسع ..و أن تطلب الوسع فيضيق..وان يكون في النهر بحر و في بطن السردين حوت عظيم…كان الرجل أمامنا لكنه مال قليلا، فمال معه عالم و ضياء و شمس رسمها على جبهتي… الدنيا حلوة ..أدركت الشمس تألقها……

سعيف علي
تونس 2009


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة