إستأنستْ الروح بك فَرسمت حروفها على قناديل مِن ضوء، كَي يكون الرحيل إلى
قلبك يَقظتي، ويكون الغروب إشراق مُهجة تجعلنا نحيا اللحظة دون خوف، ونبض
الروح يُرافقنا دائماً في أحاسيس من وهْجها!.. إننا نصنع من الكلمات سفناً نُبحر
فيها إلينا، كأنّها مناداة الحَياة التي تجعلنا نَبوح بالمستحيل وعلى شفاهنا ارتسم
صَمت بهي....حَبيبي..
إقرأ كتابي وفيه حكايا حُبّي وجراحي ودمعة تشفي روحاً تغلغلت بين الضلوع وبريق
عَينيك يتّقد في مُقلتي، فكم من مَرة جعلتُ من ألحاظك ورداً كي أنثر مِن عِطرك
في دروب الدُّجى، فتشرق من كَفيك ضحاي، كلما لاح في صَدري شبح الرحيل
غدوتَ قدري، ونبض قلب جَعلني أغادر كل الذنوب والخطايا... فكُن غلّة تَستفيض
منها روحي كي أشعل أصابعي قناديل وتسقط أهداب الصباح على الثرى..
حبيبي...
أضحى فؤادك جنّة أسكنها، والصدر تندّا شهيقاً وزفيراً حين صاغ الإله كَـــوناً مُعطراً
بشذا حُبّ يزهو ويَرفل بحروف أبجديتنا.. قد كان الرحيل إليك حلماً وأنا كَنهر ينبع من
كفيك ويجري مجرى الروح فتتوهج رؤياي، وأرى الأصابع أجساد زهـــــر يميل فينضح
العطر من مُحياي..
.
حبيبي...
لا تسألني عن أمسي ولا عن حاضري، فتاريخنا يجعلنا نتماهى في حياة ثوانيها
حجارة ثقيلة مُعفرة بالأحزان، لكننا نحيا تناغماً يناغي أحاسيسنا فالحب كالوحي
نبوءة نحققها في ذاتنا، فلا أجمل من حَرف يبعث فينا الحياة ويتركها تسري في
محيانا...
فماذا تستحق الذات منّا؟.. سوى الرحيل إلينا لنتماهى ونتهادى في عناق يبعث
الزهو والانفراج لنجمع رحيق العذابات، ونصنع منها فرحاً للقائنا... ففجر الزهر حين
صعدت أجساده نادانا بالحبّ فجعلنا نحيا بصمت لا يتَوارى خلف الكلمات ولا خلف
أقنعة المعاني التي تفجّر ما بنا من شغف يؤنسنا، وكأننا حرَف يرتسم في رسائلنا،
فكُن صوتي الآخر الذي لا يسمعه سواي، واقرأ حروفي لتبحر الى أعماقي ونـغادر
معاً سراديب القلق والخوف، فكلما قطفت من شغفي رحيقاً راودتني حَقيقة بعدي
عنك..
يا قطرة من ضوء تبسّمت سكرى... يا قبلة أمسكها على خد يملؤه الخجل بألوان
غروب يبتسم ،فأنشدني الشعر حرفاً كنسمة صُبح ترتعش على يدي....
فهل أجرؤ على محاكاة الزمان بغير حَرفي او أن أختبئ في قصيدة تكتبها يمناك
على أوراقي التي تنمو كبرعم ربيعي يَشتاق لثم أرض تعبر بي الزمان؟..
حبيبي..
إعشقني ما شئت حَسبي أنني حين أتأملك!.. أقول هذا حبيب رسمه القدر على
خطوط كفي، فلا تسألني بعد اليوم هل سنلتقي؟.. فكم من حرف كَتبتهُ تَـــمنى
عَزف اسمك على أوتاري..
ربما سنلتقي في رحلة عمر نقدم لها ابتهالاتنا، لننسى ما لون العيون التي جعلتنا
نمسح عن الخدود كهولتنا، فنحن ما زلنا نحيا بنبض حرف نرسله إلينا، نقرأه شعراً
نحيا به عمراً ندندنه ألحاناً، كنورس مسحور يطير فرحاً نشواناً، فالحب يا حبيبي
ليس نزوة لكنه سكن يملأ النفس مَودة وإيماناً...
فإن فتحنا أبواب الهوى نظمأ وإن رحلنا إلينا سنكون لكل عاشق قرباناً، فأنا الحبيبة
وأنثاك التي يزيدها حبك شموخاً وعنفواناً، لأحيا قداسة حُب يرفعني حيث أنت، فإن
كنت بعد هذا كاذباً يكفي ان يكون الصدق في عَينيك لظى جمر ووداع، فلا
تحسبني غافلة والوجود حبنا قد غنى لكلينا، فثغرك الصامت هُمسه ُحفيف أهداب
تبوح بحبها ونحن نرحلُ في كل حين إلينا...
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى