اسْمَحِيّ لِيَ أَنْ أُحِبُّكِ ؟ - نص : عايدّة الْرَبيعي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

3AYEDA33فِيْ مَشْهَدٍ ضَرَير وَحُمْرَة تُشْبِهُ الْكَرَزِ خَلْفَ قِنَاعِ الْرَّفْضِ، تَصْحُو ثَمةَ  أَشْيَاء عَلَيْنَا أَن نَبكِيها وَلَا نُبَادر إلى الْبَوْح بِهَا.
تَوَسَّدت يَدَيهَا فَوْق الْمِنْضَدَة فِي غُرْفَة تَبْدُو بِلَا أَبْوَاب وَلا نَوَافِذ صَمَّاء إِلَا مِن حَفِيْف الْأَوْرَاق
كَانَت قُبَالَتَه تَلُوْذ بِصَمْت مُسْتَغْرقَة فِي الْتَّأَمُّل وَكَأَن شَيْئا حَبِيْسَا فِي دَاخِلِهَا
كَيْفَ يَجُوْزُ لَهَا أَنْ تَقُوْلَ
وَأَنْ قَالَتْ،
كَيْفَ؟
تَرَددَ وَهُوَ الْغَارِقِ فِيْ كُنْهِهِ، بَعْدَ أَنْ ضَجَّ بِنَشِيدٍ مِثْلَ الْقَصِيْدَةِ، بِصَمْتٍ تَأَجَّجَ خَلَفْ رَغْبَتُهُ وَهُو يَرَاهَا بِكُل كَيَانِه،
كُوْنِيْ لِيَ، لِيَ وَحَسْبُ

ـ أَبْقَىْ أَحْلَم، (قَالَتْهَا فِيْ خَاطَرْهَا وَنَفَسُهَا الْحَائِرَة) دُوْنَ أَنْ تَنْظُرَ نَحْوَهُ
يَتَنَاهَىْ وَقَدْ ادَّخَرَ دُمُوْعُهُ
ـ ابْقِيْ مَعِيَ .. (يا لروعته، بِتَوَسُّلٍ ـ قَالَهَا ـ وَرَجَاءً فَحَوْلِيّ )أَخْفَتْهُ رُجُوْلَتِهِ الْشَّرْقِيَّةُ ،وَلَكِنَّ؛ بَرِيْقَ عَيْنَيْهِ فَضَحَهُ.
ابْقِيْ مَعِيَ قَلِيلَا،
تَأَوَّهَ
ـ لا تَذْهَبيّ (رَدَّدَهَا ، وَانْأَ مُتَأَكِّدَة أَنِّيْ لا احلُمْ)
(آَهٍ ..)،
كَأَنَّهُ حَرَّرْنِي مِنْ قُيُوْدٍ أَلْتَزِمُ بِهَا أَمَامَ نِفَاقٍ الْمُجْتَمَعِ،وَلَكِن،
صُغْ لِيَ قَانُوْنَا لِلْبَقَاءِ؟ وَحَرِّرُنِي مِنْ عَبَثِهِمْ الْفُضُولِيِّ الَّذِيْ يُهَاجِمُنِي,
يُسَوّرَنِيّ بِنَظَرَاتِ مُرَوِّعَة
قَالَهَا لِيَ ، بَعْدَ سَنَوَات الْعُقْمِ وَتَعَنُّت الْقَدْرِ تجَاهِي، حَتَّىَ فِيْ رُؤْيَتِيْ !
- لا تَذْهَبيّ ،إِنِّنيَ احْتَاجُك.
( انْتَفَضَ جَسَدِيْ الْحَوَائِيّ) ، إِلَّا ثَوْبِيَ ، بَقِىَ مَذْهُولَا هُوَ الْآَخر وَلَمْ يَتَحَرَّكْ مِثْلُ رَأْسِيْ !
اخْتَلَطَتْ الْأَشْيَاء مِنْ حَوْلِيْ
اتَّجَهَت نَحْوَهُ، أَبْصَرْتُهُ طِفْلَا وَاهِنا يَتَوَسَّلُ بِصَمْتٍ ،دُوْنِ حُرَّاك بَائِن ،وكَمَا عهْدَته شَرْقِيّا حَدَّ الْعَظْم
أَجَبْتُهُ بِابْتِسَامَةُ نَامِيَةً شَاحِبَة بَعْض الْشَئ، وَأَنَا أَهِمُّ بِالْنُّهُوْضِ ، أُلَمْلِمُ إِغْرَاضِيّ عَلَىَ وَشْكِ الْرَّحِيْلِ وقفتُ وَلَمْ تَتَحَرَّك مِنْ حَوْلِنَا الْأَشْيَاء
- مَاذَا تُرِيْد ؟
أَلَا تَشْعُر
سَمِعْتُهُ ، وَمِنْ شُبّاكٍ ضَيْقٍ فِيْ نَفْسِهِ
أَصْغَيْت لَه
) اسْمَحِيّ لِيَ أَنْ احَّبكِ.. أَنْ تَكُوْنِيْ لِي أَن احْلَمْ مَعَك)
إِحَسَّاس انْسَلَّ كَخَيْطٍ وَوَخْزَ وَتَيّن قَلْبِي. وَلَا ادريّ
إلى أَيْنَ سَيَمْضِي بِنَا هذا الْمَشْهَدِ الْضَّرِير ؟
أَجَابَهُ خَاطِرِيْ وَ الْسَّمَاء تَنْظُرُ إِلَىَ مَحْيَانَا مِنْ فَتْحَةٍ تَكَادُ أَنْ تَكُوْن
احْلَمْ بِلَا نِهَايَة..
هَاجَر بِحِلْمِك دَوْمَا وَامْتَلَك مُهْجَتِيْ ، لِبَعْض الْعُمْر
و َلَكَ أَنْ تَحْلُمَ . أَحْذَرُ أَنْ تَصْحُوَ وَانْتَبِهْ
فَلَحْظَةَ الْحَقِيقَةِ تُحمِل أَسَى مِئَات الْسِّنِيْن مِنْ عُمُرِكَ وَعمْرِي
وَ لَكَ خَيَارَانْ ..
إِمَّا أَنْ لا تحلُمْ ..
أو،لا تصْحْوَ.
أَمَّا أَنَا ، فَلَنْ اسْمَحِ لَكَ أَنْ تُحِبَنِّي
لَأَنّنِي احِبُك كَثِيْرا.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة