أطلقت السماء سراح رذاذ ، اغتبط الشارع الذي امتصت حركته ساعة معها يسفر ضوء النهار .
على مرمى قلب سارع إلى الحياة أبصرته باتجاهها يتنزل المنـحـدر في تـُؤدة .
طفل يمتهن النط على دراجة الكنغـر*. بينما تصعد في جلال خطا مستقـيما نقاطه تـنـتهي عنده .
حـدست أن توازنـه لن يعمر. راهنت على سقوطه الوشـيك. ضبطت إيقاع سيرها. على مرمى قلب سارع إلى الحياة أبصرته باتجاهها يتنزل المنحدر في تـُؤدة .
حدست أن توازنه لن يعمر. راهنت على سقوطه الوشـيك. ضبطت إيقاع سيرها. لا محالة السير عزز في تقليص المسافة .
ناطا يتـمايـل يسـتعـيد تــوازنـا رشـيقــا ...
تبـيــّنــتـْه وسيما كما راق لها أن تراه . فرخ في صدرها حلم .. استبقت توقـا تخط لهذا الوسيم بطاقة
فنية شخصية جدا: - بذلته الرمادية تنم عن ذوق. ربطة العنق تمام التناغم . أجزم أني أرشح لنفسي
الحظ الــجم! من يكون هذا الوسيم سوى صاحب أعمال حرة ؟.. على أدنى احتمال ابن ثري .
قطعا جيوبه هي مستودع صكوك أرصدتها حكرا عليه.
ينط .. توازنه و توازيه في ميزان ريبة و إحكام.
نقاط الخط الذي تسلكه آخذة في الذوبان و مع ذلك تراهن على أنه آيل للسقوط.
تستـأنف خطها وخطـتها : - رشاقة قامة .. شعر براق .. حذاء لماع ...أطياف كازنوفـا تشغله حيزا ملائما .. تتمشى تسرب لها مجانا أنباء حول فـلـّة تخطف السمع و الأبصار .
- ذا قبالتي..وفي متناولي. الآن هي فرصتي؛ فالتذهيب خيوط العناكب بلا رجعة . سأمسك بخيوط حريـر ..نـسيـجا لحياة مؤمـّنـة العواقـب.
يسفـّه الطفل جميع الظـنون . يجتاز بسلام .
تلعثمت خطوتها . خرس لسانها . في أعلى صدرها تسارعت نبضات ، سرعان ما انخفض مخططها البياني. بالمنكب لامست بذلته الأنيقة و لم تجسر. لحظتها دوت الجبال ، هاجت البحار وانتكست الأعلام؛ لكن شيئا من هذا لم يــحدها عن الخروج لتنقب عند ناصية شارع متحالف مع يوم حظ.
مـشــهد
2
تطلعتُ إلى وجوه المارة ، ابتهجتُ لتوقف الصبـيـب. أغلقتُ مطريتي شاكرا للسماء فضل تلطفها مع بذلتي الرمادية . أهبط الشارع مختوم اللذة . أحفل بطقس قــلّـــما يهبُ الروح لمدائن الطوفان والطما.في تواز، طفل أشقر يمتهن لعبة النط على الكنغر*.
سبب غامض هجس ينبـئـُني ولم أعارض. - توازن الطفل يختل ! حمق منه أن لا يفعل. بلا .. إنه على وشكان السقوط . فيما تــبـينــتُها بخطوها الهــين مشدودة الوتـر تـــفطـنتُ إلى أني طرف القوس الـذي ستشده تلـك الوتر.
غير آبه لا يزال يــنطُّ في توازن مريــب !
فلسفت حكمتي ، ادعيتُ فـرضا لا انطلاق لسهم دون قوس و وتر . ما تلا هندسة أفكاري لم يعد لي
عليه سلطان . قدمت على إيـصاد أبواب لكوابــيس قـديمــة . ألقـيـتُ مــزهوا بــخيـبــات خارج مــداري. حـــالي الآن تـحـتـقن، تـخـصب!.. في شــبه إنخطاف امسكني حلم من ذؤابتي
يطوح بي في لطف .. - تــبـتسم ؟ لا .. إنها تـبتــسم لي ! ..
ليس آبها لا يــزال يـنطُّ فـي تــوازن مــريــب.
ومع ذلك، ذاتها شفافة و لا تحيل على سـر مــغــلق. من تكــون هذه العـــابرة الـخـجولة ؟
أجزم أنها مكافـــحة ليس إلا . من صنف تعـفّر مثــلي فـي خــندق كدّ و عــرق . أوَلا تكُون عــارمة الطـيــبة.. عرف تـــدلـّى مـن نـاس كرام ؟ إذن.. هي تـــدرك أنّ من شـبّ على خصــاصة و هـب بـسخـاء. هـب أنّ الحظ في ساعة من رضا أفــلا أستـخـلصُه لنـفسي ؟
تـقليص المسـافة لم يعـفـني من تـرجيح السقـُوط وقـد حـانت مـنّي التـفــاتـة حيـاله، أنزع ما عـلق من وسـاوس ... - أكون غبـيـّا إن لم أبادر. ذا قـطـارهـا يـُنـبـّه بـالخروج.. لـم لا أحـجز تــذكرة تـسعنـا لـسفر يـدوم ؟
يجتـاز الطفل بسلام غـيـر آبـه بـوساوس تـُساورُ الكبـــار .
خطوتان... وجها لوجه !.. ارتـعـشت أطـراف الـقوس إذ تـقـلـّص انحنـاءها بـغـتـة ولم يـدركهـا
شـدُّ الــوتــر.
عـبرت هــي الــشــارع تـبصـمُه بـــعطر ما يـزالُ حـديث الــمارة.
تـمت
بقلم /السعيد مرابطي
هـامش :
-* الــكنغــر: دراجة أطفال لها مقود بعجلة واحدة مثبّت إلى نابض .