ملابس سهرة!! ـ قصة : ندى بوخبزة

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

عبثا حاولت ان أنسج قماش قصيدة، أكسو به جسد أحزاني، فكانت صنارة القلم تنكسر أمام قسوة صوف الألم وتعجز آلة الحياكة الأدبية عن الترصيف في جلدي.
يختنق صوتي ويتلاشى في غرفة لا هواء فيها، فأقع اسيرة الصمت، واكتفي عن مخاطبة هذه الدنيا.
وبعد فترة أتذكر صوتي فأستيقظ مذعورة واصرخ بكل ما أوتيت من قوة، لا للتنفيس عن الغضب الكامن في داخلي، بل لأتأكد فقط إن كان صوتي لا يزال موجودا.
وبعد التأكد أعود لصمتي..
تدخل أزرار الآهات لتملأ فراغ عروة الصمت، وتقفل قميص معاكسات القدر، وتشد ربطة عنق الانتظار....

يلبسني ثوب الحنين الأسود الموشى بالدموع نجوما تتلألأ في سماء مخمليةـ ويتربص على كتفي وشاح الشوق الثقيل كالبرجوازيات اللواتي اعتدن في سهراتهن الفاخرة رمي وشاح ثقيل القماش على أكتافهن، والتظاهر بالراحة على الرغم من ثقل هذا الوشاح الفاخر. احمل حقيبة اللهفة بأناقة لا مثيل لها، وانتظر ليموزين الفرص لتصطحبني الى سهرة اللقاء....عقـــارب الساعة تنفث سمها فيتوقف الزمن، يطول انتظاري ولا تصل الليموزين، اتوق الى سهرة اللقاء، حيث اجد ثيابي القديمة... فأنزع قميص الصمت وارتدي سترة الكلام، اخلع وشاح الشوق الثقيل، لألبس رداء اللقاء الفضفاض، امسح تشقق العبوس لأتزين بأحمر شفاه الضاحك، واستبدل كحل ليل الوحدة بنور وجه اشتقت لرؤيته...
.....ووقفت!!!
وقفت على ناصية رصيف العمر طويلا مع صديقي الانتظار، ولم تدركني الليموزين، ولم يعانقني اللقاء.
هل صاحب الدعوة ألغى الحفل أم دعا ضيوفا غيرنا؟
ضيوفا خلعوا عنهم ثياب الصدق ليرتدوا حلة انتهاز الفرص. ام تراه نسي حفل اللقاء لفرط ما انتظره فغلبه الملل وداهمه النسيان؟
ام ترانا ما زلنا الضيوف المنتظرين؟
 وما تأخير الليموزين إلا امتحان يختبر به القدر صبرنا.

تعليقات (1)

This comment was minimized by the moderator on the site

رائع جدا

Zakaria SOUBARI
لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة