حب خمر ...خبز وصحف – نص: غزلان شرعي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أتيتك بالحب والخمر وبالخبز والصحف
من أين سنبدأ هاته الليلة الغريبة ؟ وكيف ؟ ونحن عزمنا أن نخون عهد الله وان نسقط أنا وآنت في لذة العصيان ومتعة الرذيلة قررت أنا أن أخون الحرف والكتابة وان تخون آنت المدينة والموسيقى والتاريخ واتفقنا أنا وآنت كأي ألماني متطرف وكأي يهودية متشددة وآنت تعرف يا شريك أنه لم يجتمع الألمان واليهود إلا في كراهية وبغض بعضهم البعض فهل أنا وآنت سنخالف التاريخ وسيجمعنا الحب والرذيلة ؟

إنها المرة الأولى التي ينام فيها العدوان عاريين تماما أعزلين من البنادق والقنابل والرصاص جنبا لجنب على سرير واحد تحشر فخدك بين فخدي الناعمين...  
حسنا أترك قارورة الخمر حتى الأخير ودعني أحتسي قهوتي أولا بمزاج عال وكأنها آخر رشفات امرأة محكومة بالموت بعد لحظات وأقرا صحفي بتمعن وبعدها أجيئك يا شريكي بالرذيلة وبالخمر المعتق...
ثم يا شريك لا يمكن لليلة مصيرية كهانه أن تمر صامتة !
اسمع يا شريك ! لدى إخواننا المتصوفين نوع جيد من الأغاني الصوفية وبما أن الموسيقى لا دين لها سنستمع أنا وأنت لأغان بصوت بشار الزرقان إنه يغني بشكل لابأس به واللحن والكلمات جيدة وسبق أن أهديتك أغنيته وأعجبتك ،مع الخمر والشمع والشعر ستكون الأغاني أجمل ....
أنت رجل كبير بالسن والتجارب وأنا امرأة ناضجة ولكن شكلنا يبدو مضحكا ونحن نخجل من بعضنا كالأطفال أنت تتفادى أن تلمسني وأنا أتحاشى النظر إليك. إن ممارسة الرذيلة يا رجل يلزمها قلب قوي وتلزمها النية المبيتة والإصرار وترصد الفرص ونحن الاثنين نوينا وعزمنا على ذلك منذ شهور وأيام وليالي فهل يحتسب علينا الذنب ؟! وإن لم نتجرأ على ذلك ؟
آه ! تذكرت يا شريك لابد من مقدمات يجب أن أغريك وأبدي لك بعض مفاتني وزينتي
عادي لا تضحك يا فنان...
لهذا السبب وجدت حواء من الأصل لتؤنسك وتغريك كي تأكل من الشجرة المحرمة وتطرد من الجنة وتعيث في الأرض فسادا...
بدأت أخفف من الثرثرة وأكثر من الشرب وأسرح شعري وأجمع ركبتي تحت ذقني القرفصاء أتكلم عن الشعر وأسكت... أتكلم عن الأغاني والأفلام واسكت وأنت تنظر ألي وترتشف من كأسك وتبتسم إلي بمكر وكأنك تقول هل انتهيت كي نبدأ ؟
وكنت تنظر إلي إبتداءا من أصابع قدماي إلى ركبتي ونهداي المتدليان عليهما كفاكهتين ناضجتين وإلى شفتي وهما ترتعشان والى شعري المسدل ...
أنت تخجلين يا شاعرة ؟
أولست أنت من تحدثت عن العناق العاري السريالي وعن الماء والعرق والدمع والملح !
 نعم أنا...
وها أنا أتعرى لك تماما من فضيلتي ومن ريشي ومن حريري يا فنان.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة