إضاءة :
كان هنا الى وقت قريب، يؤنس وحشتنا برهافة حسه الفكاهي، وسخريته اللاذعة أحيانا. وهو حين يحدثك، يجذبك بطرافة ما كان يرويه من ذكرياته المعتقة، هو الذي بارك الله في عمره الزمني، وباعد بينه وبين ثلة من أصفيائه ورفقائه الذين طواهم الزمن وعبروا الى الضفة الأخرى.
وبمجرد ما يستهويه الحديث عنهم تراه يستل من جيبه علبة ذاك المسحوق الأخضر الذي يسويه على طول إبهامه مستنشقا ما يحبل به من رائحة تزكم أنوفنا نحن المتحلقين حوله، متلهفين سماع أحاديثه ومستملحاته ورواياته العابقة بالأمثال والدروس والسير للذين ساروا بأرجلهم الحافية على الطرق المسنونة، يكتشفون أسرار الخلق وغياهب المشيئة.
نسيت دمي عندهم بوح شعري لعصارة نفس تواقة للانغماس في الهموم القومية الذبيحة، الممزوجة بالأوجاع الذاتية الناشدة لمن تحررها مما يطوقها من أحزان ومكابدة في الزمن العربي العاقر الموشوم بالخيبات والأزمات والهزائم. وفيما يلي قراءة لما تحبل به القصائد المبثوثة في هذا الديوان.
1- الهم القومي الذابح :
يبدو الشاعر مهووسا بزرع بذور الانتساب الى الهوية العربية. هو الذي ينتمي الى الرعيل الأول ممن خاض غمار استنبات البراعم التي ستتفتق في تربة مغرب ما بعد الاستقلال بحكم انتمائه إلى الأسرة التربوية. وهو بانغماسه المتواصل هذا في أداء وظيفته، لم يتسنى له أن يعكف على ما كانت تمور به نفسه الإبداعية من قصائد كان يحلو له أن يبوح بها لمن تحلق حوله من أصدقائه ورفاقه المقربين، وينشرها لعامة القراء. أما ديوانه هذا، فكان سيعرف نفس المصير لولا تكفل اتحاد كتاب العرب بطبعه في عمان لما كان الشاعر منغمسا في أداء دوره في هذا الاتحاد، وذلك بالمساهمة في أنشطته ومشاركته في اللقاءات والندوات الفكرية والأدبية بحكم عضويته التي كانت مستمرة كأحد ممثلي اتحاد كتاب المغرب بفرع العاصمة الاسماعيلية، مدينة : مكناس.
وقد جثم الهم القومي على كيان الشاعر لزمن ليس باليسير. وقد احتلت القضية الفلسطينية مركز هذا الاهتمام كمعادل لهذا الهم القومي الذي قض مضجع الشاعر. يقول في قصيدته: " تعاويذ" :
قبل أن ندفن موتانا عبرنا الحزن
غسلنا الأماسي
وتوسدنا سحابة
وتكدسنا على أضرحة الشرف قناطير من الهم المباح
كلنا يلعق بابه
راهني عني ولا تقترفي الصمت اللعين
يا تعاويذ الكابة
إننا في رحلة الإفلاس صنوان
نحمد النحس الذي سوى خطانا
وديار الطين أو ذل المهابة 2
إن واقع الكفاح الفلسطيني المخذول من طرف الأمراء / الخلعاء الذين أسلموا الفدائيين الفلسطينيين لبسيط بنادقهم حتى استعاض عنها أطفالهم بالحجارة، هو ما يؤلم الذات الشاعرة التي تبوح بما يؤرقها نتيجة هذا الخدلان الذي وشم الذاكرة العربية في زمن الهزائم المخزية :
خلل في الحساب
ام ترى لحظة البدء تأخذ شكل التراسيم
من منا يقاوم عنف الحساب
ويوقف زحف الحدائق
كل الأمارات تنبئ عن نزهة أو قتال
على كتف النار يلهث أصغرهم
او على صهوات النشيد
وأحزمة من مطاط
من هنا ركبوا الشمس " 3
إن جو الكآبة جاثم على نفس الشاعر لا يستطيع منه فكاكا، وهو ما يساعده على رسم صور مركبة بحجم الجو الجنائزي الذي يغلفه حين يقول :
وتكدسنا على أضرحة الشوق وقناطير من الهم المباح ص 20
إن واقع الخزي والعار، والمذلة والمسكنة الذي أصبح سمة عصر الخلفاء / الخلعاء، هو ما يحز في نفس الشاعر : ومن ثم يرفع صوته بالتنديد لعدم تحملهم لمسؤولياتهم وخنوعهم للهزائم النكراء التي هزت عروشهم الواهية، وهذا ما يدفع الشاعر إلى الإشادة بالدور البطولي لأطفال الحجارة الذين كتبوا صحائف الفداء والنضال أدهشت العالم باستماتهم وتصديهم للمحتل الغازي المدجج بأحدث وسائل الدمار الشامل :
على كتف النار يلهث أصغرهم
أو على صهوات النشيد
كان يشهق من فرح إن رأى في الزقاق حصاة
وأحزمة مطاط
من هنا ركبوا الشمس
يا للمروءة هذي علاماتهم
قطع من دفاترهم
قطرة من دم في الزقاق
ونعل شريد
وحدهم يركبون قوافل أشلائهم
وحدهم ينبتون على نهم النار بين الخرائب والمقبرة
كانت سواعدهم كالرداد
وحناجرهم كالصهيل
من نواصيه أورق درب المجرات يقطع خط التلاقي،
ويحرق بستان كل هشام. 4
إن احتفاء الشاعر وإشادته ببطولة أطفال الحجارة الذائدين عن أرضهم الفلسطينية، في السهل والوعر في التل والزعتر، في يافا وحيفا، وفي المقدس أرض المبشرين يحلم البشرية؟ هو ما يؤجج تعبيره الفني ليرقى به الى رسم صور رائعة يستعين في تشكيلها ببديع الكناية، وبلاغة الاستعارة التي تحقق هذا الانزياح اللغوي الذي يسمو بالبوح الشعري:
فصغار الأطفال يلهثون على كتف النار وصهوات النشيد، يركبون الشمس وقوافل أشلائهم، وينبثون على نهم النار بين الخرائب والمقبرة " ص "30.29.
بهذه الطريقة، يبدو أن الشاعر غير قادر على أن يتحرر من هذا الهم القومي، وكيف عساه أن يفعل هو المكتوي بنار هذا الواقع من النهر الى البحر، وهذا ما فجر فيه أهم قصيدة في هذا الديوان ارتبطت مناسبة كتابتها بذكرى رحلة الشاعر الى بلاد ما بين النهرين، واحفاءا بأمجاد الحضارة العراقية، إذ يقول فيها :
حنانيك دجلة من فك آصرة الوصل من أربك الخطوات
دعوتك، من حرم الشعر محترفا بانفعالي
ومدثرا بالرياح الفواجر
أمتشق الشمس مركبة
والمجرة أحصنة والفرات
هيئى الطقس واستنطقى الدار يا رعشة الأغنيات
وعانقي هذا المهاجر في النبض ملء الذراعين
عانقي أرض العراق
نسيت دمي عندهم حين مروا كراما
وحين تسابقوا لا فرق بين احتراق وبين احتراق
أزهر العمر طوبي بقافلة الراحلين
فيا دجلة الخير تيهي
ويا نسمة الرافدين ا نشريه على صفحات الخليج كتابا
وباركي أرض الحسين 5
2- الهم الذاتي:
تحضر الذات الشاعرة بهمومها وانشغالاتها : باثة شكواها ونجواها وما يؤرقها في كثير من قصائد الديوان، وغالبا ما يفترض فيها الشاعر - في طريقة تعبيره عنها - محاورا له يشاركه في بثه لهمومه هاته.
وتبدو هذه النجوى والشكوى للوهلة الأولى نابعة من ذات شفافة تواقة للحضن الدافئ، والقلب الحنون الذي بإمكانه أن يخلصه مما يئن تحته من مواجع وآلام، بحكم ما يكابده من غربة وحزن مقيم كلما غبشت الأماسي، وادلهمت الليالي: هو الذي تقدم به السن وامتلأت زوادة عمره بما راكمه من تجارب مضنية، ومتاعب مرهقة.
أ- الشعور بوحشة الوحدة وبالهواجس المثيرة للحيرة والقلق:
إن الشعور بالانكسار والتيه، وفقدانه لمن يحرره ويحقق رغبته في الانصهار والتلقيح طاغ على معظم قصائده الذاتية، وهو شعور يفضحه معجمه اللغوي بشكل واضح لا غبار عليه ولا يستطيع الشاعر له ردا. يقول في قصيدة : " متاهة " :
للمتاهات أسلمت رحلي في لحظة واهمة
كانت العين قاصرة
والمسافات مغرية
والتكايا دعاء
ليس بيني وبين الوصل
سوی همهمات وترتيلة وانحناء
بعدها أستبيح انحنائي حتى عقفت
وحتى صدئت
وداهمني البرص في الردهات. 6
وهذا الشعور بالحرمان والتيه والضياع هو ما يسلمه في آخر هذه القصيدة الى اليأس القاتل :
يا شموس السماوات
ويا نفحة الملكوت
وما لمعقوف ظهر سوى أن يموت.
ويقول في قصيدة: " مواكب الاحزان ": ما مله الساري ولا انحسر السواد وأنا هنا عبثا أرتق أحرفا
وأخادع الكلمات،
يا موكب الأحزان كيف تناسلت هذي الرؤى وانهدت الأبعاد . 7
لولاك يا حزني الكبير، ما التأمت فواصل أحرفي
أو لانت الأوتاد 8
يتضح جليا أن الحزن الذي يدثر الشاعر بهواجسه في لياليه الطوال، هو المفجر لقوله الشعري وملهمة للتعبير عما يساور ذاته القلقة، الحائرة، التي تئن تحت وطأة الوحدة والفراغ والشعور بعدم الفاعلية والجدوى.
ومن أبلغ قصائده التي يطلق فيها عنان تأمله فيما حاصره في واقعه الذي لا تبدو في أفقه المنظور أية بارقة أمل لما يحبل به من آلام ومواجع، ما جاء في قصيدته: " سفر ما بعد البدء" التي يقول فيها:
ومن جرار الشيح أسفاري
ومن رشح الجرار ينبت السدر وأعشاب البحار
كانت الآفاق تنحل تباعا
وأنا أمرق من صرم عراها بين فيء وسقر لم أعد أذكر أني صرت وقفا بسند
في التراتيل العريقة. عبثا أرفس في وحل الدهاليز وفي قيد الفرار
يا رفيقي لا تعللني «برأي" و " صحيفة "
كلنا في نسق العلبة مكفوف النظر
آه لو يسعفني التيه كسيحا في الحنايا
في انكسارات الفكر
لأعدت السرد للعالم أغتال خفافيش بصدري
وغرابيب وغيلان وأشباحا أخر. " 9
ويمضي الشاعر على نفس هذه الوتيرة في إثارة أشجانه وغياب أفراحه الدارسة حين يقول في مقطع من مقاطع قصيدة: " قوافل عينيك " : ركبنا احتراقاتنا وتماهينا
حتى انصهرنا جداول أو قبرات
نحتمي بالهديل ونطلع في سطوة الرعب مثل القناديل
أرى المنادل تعلن أفراحنا الدارسة.
ربما قسونا على بعضا عند منعطفات التماهي
وحين تناسلنا عبر مدى قرف الوجنتين
ربما خانتنا الحظ هذا الذي يدعي الواقفون
ربما فتحنا خزائن بر جدید
ورأينا الذي لا يرى . 10
يبدو الشاعر في هذه المقتطفات الشعرية، حريص على نفت ما يشغل باله، ويؤرق وجدانه هو المتسول لمن يحرر ذاته مما يدثرها من وحشة وإحساس بالوحدة الجاثمة على كيانه، ملتمسا أطياف القادرة على أن تغدق عليه مشاعر الوئام والسلوى، والحنان الكفيل بتخليصه من البلوى التي استبدت به هو المفجوع بما يحبل به واقعه هذا الذي يثير فيه الإحساس بالمهانة. وهذا ما يحرر تعبيره الشعري من المباشرة والجمل التقريرية ويسمو به ليضفي عليه شفافية وإيحاءا يخول له رسم مضامينه بتوظيفه للتشابيه البليغة، والمجازات والاستعارات ويحقق له التعبير الإيحائي الذي يخلق الفجوات المبتغاة بين الدوال ومدلولاتها، وهي مهارة اكتسبها الشاعر عبد السلام الزيتوني بفعل تمرسه بتدريس البلاغة والبيان في المركز التربوي الجهوي بمدينته : مكناس
ب - مراودة الذاكرة لاعتصار ما بقي عالقا بها :
خصص الشاعر باقة من نصوصه الشعرية المبثوثة في ديوانه، يستحضر فيها ما عاشه في أيام شبابه حين كانت تستدرجه الخمارات وبعض الفنادق الشعبية وأوكار بائعات الهوى ليروي لنا بعض تفاصيل هذه المغامرات و الممارسات، موظفا فيها أسلوب السرد القصصي.
يقول في مقطع من قصيدة: " المدينة ":
" وحين تجاد بني الدرب والدرب كانت تراودني امرأة
تتسيب في شبه عاشقة
بأناملها ناولتني مفاتيحها
وانزوت في تضاريس بهو عميق
لم أجد رغبة في انسدال الجدلية
أو بسمة في اخضرار الطريق. 11
أو كما يقول في قصيدة: " النزل المهجور":
نزل تضاجعه الرياح
وتحتمي فيه المتاعب والتعاسة والهموم
والعانس العرجاء
ما فتئت تجوب بطاحه
وعجائز
قيل بعثن من القبور
على هدى
تحملن أسرار النجوم
يمرحن فيه!
فأين منه حبيبيتي؟
آه على أمسي
على نزلي القديم
لا تعتبي
إني على سفر غدا.
وحقيبتي الحمقاء تجتاز التخوم 12
وحين يستعيد الشاعر شريط أيام شبابه هاته التي قضاها في غرف الفنادق لما كان يستبد به السفر للتغلب على رتابة الأيام واستواء حالها بمدينته المشتهاة التي لم يفارق طيفها إلا لماما يتذكر مغامراته وكيف كانت تستدرجه ردهات الخمارات ليقضي بها أماس وليال صحبة الأصفياء من رفاقه وخلانه الندامى.
خمارتي
والكاس تحميني إذ ألامس أنثى
ولسوف تحجبني الكروم
ست من السنوات
خلتها مضت
ستا من اللحظات في البهو النعيم. 13
إلا أن ما بقي خالدا في ذاكرته لن يمحوه صدأ الزمان، هو المكان الأليف، والبهو اللطيف الموشوم بجلسات خمرية رائعة صحبة عشاق رحيق الكروم، والمنتشين بمرارة عصير الدوالي بتوالي الظهائر والعشيات والليالي الوكر المضمخ بعطر السنين: حان الكارافيل"، وعنها يروي لنا الشاعر بعضا من طقوس هذه الجلسات:
الخمر أودية بأروقة الكرام
والحان يلهث صاخبا
فطومة والندل والواشون
والهرج السقيم.
ما جفت الخمر ولا احترق النديم من كف عارية القوام
رأسي هناك على الجدار وأنا هنا
من فك آصرة الوئام؟
ما زالت الأكواب طافحة
وما جفت عناصرها المدام
والندل يعرف من أنا
والليل والكرافيل والخمر الهمام. 14
وعلى هذه الوتيرة، يمضي الشاعر في استدعاء بعض الصور الهاربة يقتنصها من ذكريات أيامه الذاهبة بين تجاعيد السنين الخوالي، يناوش الكلمات، ويجمع ما تهدل من عناكبها للتعبير عما كان يساوره من ظما في الزمن الجاحد، ومن توق للظفر بأطياف من تدثره بالحنان والأمان، وتخفف عنه غلالة الأحزان، وتحرره من ثقل ما ينوء به في واقعه الذي يحاصره بالبذاءة والنكران.
من ثم فإن قدر الشاعر هو هذا اللهاث وذاك الشبق :
وبي شبق موغل في ارتياد الموانئ
وصرت أجدف دون بداية أو آخرة
أتردد بين سعال الشراع وبين نزيف الرياح،
وألعق من صهوة الذاكرة
ولا شيء إلا العوانس مدت كساءها والحجر المتناسل ...والمتاهات ما أفرخت عندليبا وما أورقت في المدى الحرقات."
لكنه لا يحصد من هذا اللهاث في النهاية، سوى الكوابيس والهواجس والخيبة
تتشظى الكوابيس حين ألاحق عينيك
أو أستفز الضفائر في رحلة عارية. " 15
يستخلص القارئ المتأني للنصوص الشعرية لديوان: " نيست دمى عندهم" للشاعر المخضرم عبد السلام الزيتوني - على اختلاف الهموم المفجرة لها - أنه كان مهووسا بالأحلام القومية التي بشر بها الرواد الأوائل أمثال: زكي الأرسوزي وساطع الحصري وعبد الرحمان الكواكبي ، إلا أن ما تلاحق من أحداث مؤلمة عاشتها الشعوب العربية من المحيط الى الخليج، ساهمت في انطفاء شعلة هذه الأحلام والتطلعات، وهذا ما فجر شيوع الرؤى السوداء التي اكتوى بنارها شاعرنا عبد السلام الزيتوني.
وقد استعان في عملية صياغة رؤاه هاته التي ترشح بها نصوص الديوان، باقتناص الشهي المعبر عن انهما كه في رحلة الكلمات " يراود دابر الطرف، يستنطق العبارات، ويلملم ما انفك من شعت الحروف في بحرها " كما يقول - ويغازل فوانيس الفصحى عله يستل باقة من نصوص هو الذي شاخ في صدرها.
د. امحمد برغوت
الهوامش:
1نسبت دمي عندهم " منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الأمانة العامة، طبعة عمان 1994.
2من قصيدة: "تعاويذ" ص 20
3من قصيدة: "زحف الحدائق" ص 29
4 من قصيدة: "زحف الحدائق" ص 29-30
5 من قصيدة: "نسيت دمي عندهم" ص 32 -33
6 من قصيدة: "متاهة" ص 21
7 نفسه
8 من قصيدة: "موكب الأحزان " ص 5
9 من قصيدة: "سفر ما بعد البدء " ص 8 - 9
10من قصيدة: "قوافل عينيك " ص 18 - 19
11من قصيدة: "المدينة " ص 42 - 43
12من قصيدة: "النزل المهجور " ص 48 - 49
50-49 13 نفسه ص
14 من قصيدة: "قافلة الريح " ص 54 -55
15من قصيدة: "رحلة العوانس " ص 36 - 37