تحميل رواية "الحج |إلى واشنطن " لكاتبها المهدي عثمان

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

hajje-washington"من ألف عام أكتب إليكَ رسائل أوجاعي، فتمزّقها أو يمزّقها وجه غروركَ. كيف أحبّكَ يا حبيبي.. يا ربيع العمر والترحال.. يا قاتلي كلّ مرّة ألف مرّة.
مِن ألف عام أخضّب كلّ رسائلي بعطر أحلامي وأمنياتي المرفْرفة في سماء شموخكَ.. بعطريَ الأنثويّ الذي تشتهي. كنتُ أضمّخ كلّ أشيائي الجميلة باسمكَ : شالي الحريريّ
( مثلا ).. فستاني.. قلم الشفاه.. و حتى رحيق الكلام..
يـــــــــاه.. كل رسائلي سقطت في بهو مياهكَ المالحة، واختنقت بمائكَ عبير كلماتي. غير أني أرى الوقت أحلى كلما كنتَ معي.. أرى الشوق أكبر كلما غبتَ، وأرى الألوان في أشدّ الأوقات قتامة.
صارت مساءاتي ـ يا أخير زمانكَ في العشق وفي الوجع ـ قنديل مخاض وعسر ولادة. أبحث عنكَ كمن يمنح وجهه لزخات المطر، ولا أتعثّر إلا على مدارج حزني. و لمّا تعود من غيابكَ، أعود إليكَ وأنسى الرحيل وأنسى الضجر.


ها أنّكَ الآن ترحل دون بوصلة لعودة واضحة. لا مناديل تودّع قواربكَ، ولا قُبلة تحتفي بقدومكَ بعد الرحيل.
ها أنكَ الآن ترحل دون إذن من سيّد عشقنا. أمّا أنا، فمن ألف عام أشدّ الرحيل ولم أرحل.. من ألف عام أجدّف في مكاني وأرسو في بحوركَ من جديد .
مع ذلك ـ وأنا القارب دون شراع بدونكَ ـ أشدّ الرحيل كأوراق خريف يذرفها الوقت. لكنني إن سقطتُ، أرفرف مرّة أخرى ولا أنحني.
أنا إذن، أقف لأعشق من جديد، فليَ الخيار و لكَ الخيار.."
كنتُ مُلقى كالسلحفاة على ظهري، أتلو رسالتها على وجعي المقرفص حذوي، كمن يعود مريضا لا شفاء له. أُغالب ثقتي أنها من أرسلت هذا البوح إلى الصحيفة التي تعوّدتُ أن أنشر على صفحاتها رسائل عشقي إليها .
كانت هواجس وخواطر في شكل رسائل من سجن لا قضبان له، وأدوّن أسفل النصّ: "شاعر مرّ من هنا".

 

تحميل الرواية كاملة 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة