يعد محمد المكي الناصري في طليعة الرعيل الأول من رجالات الوطنية والفكر والثقافة في عهد الحماية والاستقلال ، ونموذج فريد ضمن النخبة المغربية في المزج بين حقول الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة والإطلاع الواسع على الفكر الغربي من جهة ، والالتزام السياسي من خلال انخراطه المبكر في العمل الوطني قصد التصدي للاستعمار الفرنسي والاسباني من جهة أخرى . فإلى جانب العناية الفائقة التي أولها المكي الناصري للتراث العربي الإسلامي رواية ودراية وتأليفا وتصنيفا ، والإحاطة الموسوعية التي تشهد له على ذلك أثاره ومصنفاته العديدة ([1])، درس المكي الناصري الفلسفة والسوسيولوجيا وعلوم التربية والقانون الدستوري على يد أساتذة يشهد لهم بكفاءتهم العلمية بأشهر الجامعات المشرقية والأوربية ([2]). كما بدأ الناصري نشاطه الوطني والسياسي في سن مبكرة منذ العشرينيات من القرن الماضي منخرطا في قضايا المجتمع ، ومؤسسا وفاعلا في العديد من المنظمات السياسية السرية والعلنية.ولعل من أبرز مظاهر الحضور السياسي للمكي الناصري انخراطه الوازن في العمل الصحفي مؤسسا ومحررا ومناضلا كما تشهد بذلك صحف ومجلات الفترة الاستعمارية([3]) .
إن الناظر في قائمة مؤلفات المكي الناصري ومصنفاته ، سيلاحظ بجلاء أن كتاب" إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " الذي يعتبر أول مؤلف ألفه الناصري ، لم يحظ باهتمام الباحثين على غرار ما حظيت به كتب زعماء الحركة الوطنية مثل مؤلفات المختار السوسي وعلال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني وأحمد معنينو وغيرهم ، رغم أن الكتاب ظهر في سياق تاريخي يحيل على جملة من القضايا والأسئلة ذات تقاطعات متعددة . لذا تنتظم هذه القراءة حول هذا العمل في ثلاث محاور تتصل بالسياق التاريخي الذي أطر تأليف " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " ومضامينه وملاحظات عامة حول القضايا المنهجية والمعرفية التي أثارها المؤلف .
1 ـ السياق التاريخي لتأليف إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة
ألف محمد المكي الناصري " كتاب إظهار الحقيقة وعلاج الحقيقة " سنة 1922 ، وعمره لا يتجاوز ستة عشر سنة ، وصدر المؤلف مطبوعا سنة 1926 بمطبعة النهضة بتونس على نفقة الفقيه محمد بن العباس القباج ([4]). وتكمن قيمة الكتاب في السياق التاريخي الذي أنتجه والتمثل الذهني الذي أطره حيث تتمثل تجليات ذلك فيما يلي :
أولا : ألف كتاب إظهار الحقيقة في سياق دولى تميز بالسيطرة شبه الكلية للاستعمار الأوربي على العالمين الإسلامي والعربي ، وإلغاء الخلافة الإسلامية من قبل أتاتورك وإعلانه قيام دولة تركية مدنية علمانية ، ومن ثم إجهاض مشروع الجامعة الإسلامية التي كانت تدعو إليها السلفية النهضوية . وفي سياق محلي خيم عليه استئثار الرأي العام المحلي بحرب الريف التحررية وتوهجها من خلال الانتصارات العسكرية التي حققها محمد بن عبد الكريم الخطابي ضد القوات الغازية الإسبانية ، وما أثارته من مظاهر الحماس والغيرة الوطنية في صفوف النخبة المغربية . أما صدور الكتاب فتزامن وخفوت الثورة الريفية وإخفاقها بسبب جملة من الأسباب في مقدمتها الدور السلبي للطرقيين وتواطؤ شيوخ التصوف مع الاستعمار الفرنسي والإسباني ضد الثورة الريفية([5] ).
ثانيا : جاء تأليف "إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " وصدوره بالتزامن مع ارتقاء السلفية من الطابع التنويري التربوي والتعليمي بخصوص إصلاح العقيدة وتجديد نظرة الناس إلى الدين ، إلى الممارسة الفعلية للتأثير في مجريات الوقائع ، أي ربط المبادئ الموجهة للاتجاه السلفي بالوقائع التاريخية والتقلبات السياسية التي فرضت على أقطاب السلفية الدخول في معترك التغيير والبناء السياسي ([6]) . وبالتالي أضحت السلفية المغربية بهذا المعنى خطابا وطنيا يقاوم الاستعمار ومخططاته الاستنزافية من جهة ، ويقاوم تدهور الأحوال الداخلية من جهة أخرى . وبذلك تكون السلفية المغربية قد تأثرت بشكل كبير بمبادئ السلفية النهضوية في المشرق العربي ، حيث اعتبر المكي الناصري نفسه من المخلصين والمنافحين عن السلفية المشرقية والإشادة بأقطابها أمثال " الأستاذ الحكيم المرحوم الشيخ محمد عبده ، مفتي الديار المصرية في وقته والشيخ محمد بدر الدين النعساني ، ومؤسس جريدة الأستاذ ومحررها المرحوم الشيخ عبد الله النديم الإدريسي ، ومؤسس مجلة المنار ومحررها الشيخ محمد رشيد رضا ... وغيرهم من كتاب العصر المصريين والتونسيين"([7]).
ثالثا : حظي كتاب " إظهار الحقيقة وعلاج الحقيقة " بإقبال فائق الأهمية من قبل الطرقيين والسلفيين على حد السواء ، وعلقت عليه " الصحف والمجلات مابين مصرية وتونسية وجزائرية ومغربية ، وقامت حوله ردود ومعارضات كانت لها ضجة في المجتمع المغربي من أقصاه إلى أقصاه " ([8])، نظرا لما تضمنه الكتاب من انتقادات لاذعة تجاه الطرق الصوفية وممارساتها البدعية . فكان من الطبيعي أن يقوم الطرقيين برد فعل إزاء مضامين الكتاب ، فألف أحد المؤلفين الشباب يدعى الشرقي الشرقاوي ، وهو من أتباع الطريقة التيجانية ، كتابا عنونه ب " نهاية الانتصار وغاية الانتصار على صاحب الإظهار " يرد فيه على المكي الناصري ، ويعيد الاعتبار للطرقيين من خلال الدفاع عن منحاهم الصوفي بدليل الكتاب والسنة ([9])، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كتاب إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة لاقى التأييد والقبول من قبل رواد السلفية وشكل إطارا مرجعيا لرواد الحركة الوطنية في صراعهم مع الطرقيين، ، خاصة وأن المكي الناصري أرفق بكتابه تقاريض لسلفيين مغاربة أمثال عبد الله الناصري وأبي حامد البطاوري وعبد الله الجندري ومحمد الحجوي ([10])، أدركنا أن رد الطرقيين كان موجها للسلفية المغربية عامة لا إلى مؤلف كتاب إظهار الحقيقة وحده ([11]) وأدركنا كذلك مدى تصدي محمد بن اليمني الناصري –وهو من تلامذة أبي شعيب الدكالي- ليرد على هؤلاء الطرقيين، ويناصر أخاه صاحب الإظهار ، فألف كتابه "ضرب نطاق الحصار على أصحاب نهاية الانكسار" شدد فيه النكير على مزاعم الطرقيين، واتهمهم بالخروج عن سيرة السلف الصالح وكان هذا الكتاب أكثر عنفا في الحملة على الطرقيين([12]).
رابعا : صدر الكتاب إظهار الحقيقة سنة 1926، وهي السنة نفسها التي تأسست فيها " الرابطة المغربية " التي يمكن اعتبارها أول تنظيم سياسي في تاريخ المغرب المعاصر ، وجاء ظهوره كبديل عن التنظيمات التقليدية من قبيل الزوايا والعشائر القبلية بهدف تحرير الوطن ،وقد ضم زعماء ينتمون إلى الشمال والجنوب مما يعني رفض الإقرار بواقع التجزئة الذي فرضته الحماية الفرنسية. وكان المكي الناصري أول أمين عام للرابطة المغربية ، مما يعني أن صدور مؤلف إظهار الحقيقة كان بدعم من هذا التنظيم السياسي السري السابق لكتلة العمل الوطنـــــي .
2 ـ السلفية بديلا للطرقية
من خلال تصفح كتاب " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " ، يبدو واضحا أن المكي الناصري لم يخرج عن سياق المبدأ العام الذي يتردد في جميع الاتجاهات والتيارات السلفية ،وهو التخلي عن ما أحدث في الدين والرجوع إلى ما جاء به الكتاب والسنة ، والاقتداء بما كان عليه السلف الصالح ([13])، حيث كرس الناصري القسم الأول من الكتاب لإبراز مقاومة البدع والعوائد الحادثة في المجتمع التي تتناقض مع مبدأ التوحيد الذي جاء به الإسلام مستندا إلى ما ورد في الكتاب الكريم من آيات قرآنية والسنة من أحاديث نبوية ([14]) وذلك " رد البدع على مبتدعيها وذمهم والحط من مقامهم ، والأخبار الطافحة بالحض على التمسك بالكتاب والسنة والإجماع ونبذ ما خالف هذه الأصول من البدع المحدثة في الدين المنافية للشريعة الإسلامية ... إذ الخير كله في الأتباع ، والشر كله في الابتداع...فالإتباع أًصل الفضائل كلها وأس الكاملات بأسرها ، والابتداع رأس الفضائح والمصائب ، والسبب في اضمحلال الأمم وانحطاطها وما يصب من اللعنات عليها ويحل بها كل لحظة من القوارع والنوائب "([15]). من هذا المنطلق يربط المكي الناصري مقاومة البدع بمفهوم الإصلاح الذي يتحدد في العودة إلى الأصل نصا وسلوكا كما كان الشأن لدى السلف الصالح والمرجع هو الإسلام ، وبذلك يعود الناصري إلى " اجترار" الأطروحة السلفية القائلة بأن أسباب التأخر الحاصل في الأمة يعود إلى تخلي المسلمين عن دينهم ، حيث " نابها من المصائب ما نابها ، وأصابها من الانحطاط ما أصابها ، فخملت بعد النباهة ، وضعفت بعد القوة ، واسترقت بعد السيادة ، وضيمت بعد المنعة ووهى بناؤها ، وانتثر منظومها ، وتفرقت فيها الأهواء، وانشقت العصا ، وتبدد ما كان مجتمعا ، وانحل ما كان منعقدا ، وانفصمت عرى التعاون ،وانقطعت روابط التعاضد ، وانصرفت عزائم أفرادها عما يحفظ وجودها "([16]) ، وهذا يعني في نظر المكي الناصري تخلي المسلمين عن العامل الذي كان يقف وراء قوتهم وتفوقهم ، ولن يتمكن المسلمون من بلوغ الرقي الذي ينشدونه ، ويتطلعون إليه إلا بالرجوع إلى أصول الدين الإسلامي الذي " هودين الفطرة والكمال المانح للعقل وللإرادة شرف الاستقلال ، المقيم قواعد العدل والمساواة ، الآمر بمجاهدة النفس في سبيل الخير ولي عنانها عن طريق الغي والهوى، المرشد إلى منهج الحق والهدى ، الحامل على السير في محجة القصد والاعتدال ، والتوسط في كل الأحوال([17]) .
توقف المكي الناصري في القسم الثاني من " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة" عند الممارسات البدعية والطقوس الدينية المرتبطة بها ، معتبرا أنها إضافات للدين ، الأمر الذي يجعلها مرفوضة شرعا ، موجها انتقادات شديدة للطرقيين وسلوكاتهم وممارساتهم الغريبة والمثيرة للجدل ، والمتظاهرة بخرق العادة ، لأن الطرقيين من منظور الناصري يخلطون بين الإسلام والوثنية ، ويخرقون مبدأ التوحيد الذي هو أساس الدين الإسلامي ، ذلك أن "حدوث البدع ليست من الدين في شيء أقامها دعاة البدع مقام تلك الأصول الثابتة ، وأعرضوا عما يرشد إليه الدين ، وعما أتى لأجله ،وأعدته الحكمة الإلهية له " ([18]). ومن البدع التي عالجها المكي الناصري تلك المرتبطة بزيارة القبور والتوسل ، ومما قاله في هذا الصدد " فمنهم الذين اتخذوا القبور حرمات ومعابد ، فبنوا عليها المساجد والمشاهد ،وزخرفوها بما يجاوز حد السرف بمراتب ، واصطلحوا فيها على بناء النواويس ، واتخاذ الدرابيز ، والكسا المذهبة وتعليق الستور والأثاث النفيسة ، وتزويق الحيطان وتنميقها ، وإيقاد السرج في تلك القبور ككنائس النصارى ، وسوق الدبائح إليها ، وإراقة الدماء على جدرانها والتمسح بها ، وحمل ترابها تبركا ، والسجود لها وتقبيلها ، واستلام أركانها والطواف حولها ، والنذر لأهلها ، وتعليق الآمال بهم ، والتوسل إليهم بالله ليقضوا لسائليهم الحوائج " ([19]). ومن الأمور التي استشهد بها المكي الناصري كذلك على انحراف الطرقيين السماع والرقص فكتب مستهجنا هذه البدعة " ومنهم جماعات اتخذوا دين الله لهوا ولعبا، فجعلوا منه القيام والرقص حالة الذكر الجهري ، ظانين أن ما يفعلونه من الرقص حالة الذكر عبادة ، مع أن من ظن ذلك تجب عليه التوبة ، فإن ناظر على ذلك ، وقال إنه عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى يخالف الإجماع فيكون عاصيا أثما إن لم يكن كافرا بناء على القول بتكفير مخالف الإجماع([20]) . وفي السياق نفسه ، وانسجاما مع الخطاب السلفي ، أكد الناصري على رفض كل ما لا أصل له في الكتاب والسنة وما لا إجماع عليه في أقوال السلف من الممارسات البدعية للطرقيين ، بحيث جعلوا يوما " من من السنة خصوصا بفضيلة أكل اللحوم النيتة والطواف في الأسواق ودق الطبول والنفخ في الأبواق وتلطيخ الثياب بالدماء المسفوحة طول يومهم الذي يكونون فيه قرناء الشيطان ، مع أكل الزجاج والشوك والحيات والعقارب وشرب القطران . ويزيدهم قبحا وبشاعة وتمكنا في الهمجية ما يتمثلون به من الحيوانات البهيمية ، ويتشبهون به من الوحوش الضارية، فيشخصون للإنسان كل ما امتازت به تلك الحيوانات بغاية البراعة والإتقان ويستملون نفوس الرائين ويسترعون أسماعهم بما يحسنون بهى تلك الأدوار من أنواع المهايتات والصياح ويجوزون الشوارع الواسعة ، ذات الأطراف الشاسعة ، على هذه الحالة البشعة المنظر ، مختلطين بالنساء حاملين الرايات الشيطانية ، جاعلين أبناء شيوخهم وسطهم ، راكبين على عتاق خيولهم ، لابسين أحسن ما عندهم من الثياب محفوفين بالعز والتأييد والمهابة والإقبال ، منظورين بعين التعظيم والإجلال " ([21]). وقد أعطى الناصري أمثلة أخرى عما يجري في الأسواق والمواسم من بدع الطرقيين التي تصادم الشرع وتنتهك عقيدة التوحيد حيث يوجد " قوم آخرون أبشع منظرا وأقبح حالة ، يطوفون في الأسواق ، ويضربون الطبول وينفخون في الأبواق مثل سابقيهم ، إلا أن هؤلاء يشدخون رؤوسهم أتناء تطوفهم ويضربونها ويسيلون دماءها بالأسلحة والفؤوس والقلال وغيرها من أنواع الآلات المحددة " ([22]).ومن المؤكد أن الطرقيين المعنيين هنا والذي يقصدهم الناصري هم أساسا العيساويين والحمدوشيين والهداويين ، لأن طوقوسهم كانت محط إقبال وتمجيد من قبل العوام وبعض الخاصة ، إذ ليس العجب يقول الناصري " من انتشار ذلك بين العامة الذين هم كالأنعام ، كل الأمم والأقوام ،بل العجب دخوله على كثير ممن يدعون من الخواص والعلماء وانتصارهم لأهله ، كأنه من عزيز الكمالات في الدين الإسلامي " ([23]). إن هذه الممارسات الطرقية البدعية والطقوس الاحتفالية المرتبطة بها وأمثالها هي التي كانت وراء إصابة " جسم الأمة الإسلامية بأمراض فعالة ، وسرت في عروقها سموم قتالة ، أولها احتجاب نور الشريعة عن أنظار العالم الإسلامي وراء ستر تقليد من لا علاقة له بالدين . ثانيها شيوع البدع والأحداث ونزولها منزلة أمهات المسائل الدينية . ثالثها : استكانة النفوس لتلك البدع والركوع أمامها من العلماء جهلا أو تجاهلا أو تأولا وتقولا ، ومن العامة تقليدا لهم"([24] ).
وبالقدر الذى حرص فيه المكي الناصري في مؤلفه " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " على إصلاح الدين وتعظيمه وتكريس السنة وسلطتها المرجعية والعودة بالوعي الإسلامي إلى أصوله التوحيدية ، وذلك عبر بوابة الانتقاد الشديد للطرقية والتحامل على ممارساتها البدعية ، بالقدر الذي ميز فيه الناصري بدقة مدلول التصوف الذي لا يخرج عما جاء في الكتاب والسنة ، ويعتمد على الاقتداء بما كان عليه أهل السلف ، وبين أعمال الطرقيين من شطح ورقص وسماع وغيرها من الممارسات البدعية المتسترة خلف خرق العادة كما هو الشأن لدى الطرق العيساوة والحمدوشية والهداوية . فالصوفيون الحقيقيون من منظور الناصري المكي الناصري طريقهم " مسلوك مبني على ملازمة الكتاب والسنة ، وترك البدع والأهواء ، ومعاداة مرتكبيها ، وتربية الإرادة وحسن النية والإخلاص في العمل ، وحب التهجد ، وملازمة الذكر والصمت عن اللغو ، والزهد فيما في أيدي الناس ، والإرشاد إلى الطريق المستقيم ، وغايته منها الوصول إلى تجريد التوحيد وكمال المعرفة بالله ... فتبين مما ذكرناه أن الصوفية مجمعون على تعظيم الشريعة مقيمون على متابعة السنة ، غير مخلين بشيء من آدابها ، أبعد الناس عن البدع وأهلها ، ولذلك لا تجد أحدا منهم ينتسب فرقة من الفرق الضالة أو يميل إلى خلاف السنة " ([25])، وهذه الأمور التي قام بنشرها رجال التصوف "من أحسن ما يتخذ لتهذيب النفوس وتعليم الدين فلو لزمها متصوفة العصر كما لزمها واضعو الطرق لاهتدى بهم خلق كثير ولخدموا السنة خدمة يثابون عليها من الله تعالى ويشكرهم عليها كل مسلم ولبقيت الطرق محل اعتبار وإجلال ، ومرجع هدى ورشاد " ([26]) ،إلى درجة أصبح معها "كثرة المنتمين إلى هذه الطريق من ذوي الغش والتبليس ، والخداع والتدليس ، وإدخالهم البدع والأهواء فيها ، وزعمهم أن ذلك منها ، ومتابعة العوام لهم عليها ، قد التبست على كثير من الناس حقيقتها ، وخفيت عنهم جليتها" ([27]).وبالتالي فإن كتاب إظهار الحقيقة لا يخرج عن نطاق كتب البدع التي جعلت من مقاومة البدع والعوائد الحادثة في المجتمع موضوعا لها ، وأبرز مواقف مؤلفه التي لم تحد بدورها عن التنظير السلفي الذي يرى أن " علاج الأمة الناجع فيه والدواء النافع لها إنما يكون برجوعها إلى قواعد دينها ، والأخذ بأحكامه على ما كلف في بدايته، وإرشاد العامة بمواعظه الوافية بتطهير القلوب وتهذيب النفوس وإيقاد نيران الغيرة وجمع الكلمة "([28]).
3 ـ ملاحظات ومراجعات
إن تصفح كتاب " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " يسمح بالوقوف على بعض الملاحظات العامة حول القضايا المنهجية والمعرفية التي أثارها المؤلف ، وشكلت إحدى انشغالات المكي الناصري :
أولا ـ يندرج كتاب إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " ضمن كتب البدع التي تعتمد على الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح كمصادر أساسية لمضامينها وخطابها الذي لا يخرج عن سياق الدعوة إلى المعروف والنهي عن المنكر ، ومن ثم لا يخفي المكي الناصري من وراء تأليفه كتابه أن يكون رائدا لمشروع إصلاحي شرعي يتوخى مواجهة حالة الجمود والتقليد والتخلف الديني و توعية الناس بحقيقة دينهم والحرص على التمسك بالدين كأساس كل إصلاح سياسي كان أو فكري أو اجتماعي ، غير أن ما يعاب عن الناصري في كتابه إظهار الحقيقة هو انتقاده لبدع نمطية وإعادة استنساخها من جديد من قبيل بدع التوسل وزيارة القبور والسماع والذكر والشطح وغيرها من الممارسات البدعية الطرقية التي كان محط انتقاد شديد من لدن فقهاء العصر الوسيط ([29])، ومن قبل الوهابية التي تحمل معها مرجعيتها السلفية ممثلة في فكر ابن تيمية المرتبط بفكر ابن حنبل([30]).
ثانيا ـ يتمثل المستوى المضمر لتأليف كتاب "إظهار الحقيقة " في الرهانات الدينية والاجتماعية والسياسية للسلفية، إذ لا يخفى أثر الدعوة السلفية بالمشرق في نهوض الحركة السلفية المغربية ، حيث شكلت حركة الأفغاني وعبده، ورشيد رضا الفكرية والدعائية والعملية، نقلة نوعيا في مسار الحركة السلفية ذات الامتداد الوهابي ، على صعيد محاربة البدع المتمثلة في الطرقية وفكرها ومسلكياتها، بوصفها انحرافا عن إسلام "السلف الصالح،وتاريخ السلفية بالمغرب يشهد بالكيفية التي وظف بها رواد السلفية أفكار الأفغاني وعبده في محاربة الطرقية وتجديد الفكر وتوحيد كلمة المسلمين ضد أهداف المستعمر([31]). في هذا السياق ظهرت كتابات أبرزها كتاب " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " للمكي الناصري ،مدافعة عن النهج السلفي ، و شكلت إلى جانب الدروس الإرشادية وكتابة العرائض والصحافة وتأسيس لجن الإصلاح الديني والاجتماعي أبرز الآليات التي وظفتها السلفية المغربية في صراعها مع الطرقية والطرقيين ، حيث ربط المكي الناصري بين الطرقية والتخلف الديني والاجتماعي ، وكان مبرره في أن تخليص الدين من الشوائب والبدع التي ألصقت به يظل أمرا عسيرا في ظل سيادة الممارسات البدعية للطرق الصوفية ، وهذا يعني أن الطرقيين المتصوفة مبتدعة ، تصبح مقاومتهم وفضح أعمالهم ممارسة مشروعة ومبررة ،والتشهير بطقوسهم التي تعمل على تدنيس جوهر العقيدة الإسلامية وتشويهها وتدفع بالمغاربة إلى الابتعاد عن جوهر دينهم والسقوط في براثن الجهل والخمول والتواكل.
ثالثا ـ لا ينبغي فصل كتاب " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " عن استراتيجية عمل السلفية المغربية عامة التي اتخذت من محاربة الطرقية سبيلا للإصلاح ومدخلا لمواجهة الاحتلال،ذلك أن محاربة مظاهر التخلف عند الطرقيين باسم الدين من أجل التحرر والتقدم والرقي ، يعني في المقام الأول تهديد مضمر للاستعمار ومصالحه فرواد السلفية ربطوا بشكل علني بين الطرقية والاستعمار على اعتبار أن الطرقية هي علة التخلف الديني ، وهذا الأخير هو علة وجود الاستعمار ،لكن ما يثير الانتباه أن سلفية المكي الناصري من خلال مؤلفه "إظهار الحقيقة " كانت سلفية إصلاحية نهضوية ولم تكن "ثورية" ولا "جهادية"، متبعا النهج الذي أخذه عن الشيخ أبو شعيب الدكالي و محمد عبده في سلفيتهما الإصلاحية التربوية ، والتي غالبا ما كانت تتخذ طابعا دعويا تنويريا وتربويا بغية إصلاح العقيدة والفكر وعادات وتقاليد المسلمين. وتميل إلى تكوين أجيال تحمل الدعوة وتنشر التربية الإسلامية ([32]).
رابعا ـ في الواقع ، ما يعاب على المكي الناصري في كتا ب " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " هو ذلك التعميم النمطي في الأحكام السلبية على الطرقيين لكونه مبتدعة ، وغير ملتزمين بما ورد في الكتاب والسنة وغيره من الأحكام الجاهزة ، التي لا تصمد كقرائن أمام التاريخ الذي يشهد بالمواقف المبدئية للكثير من الطرقيين التي كانت تستند كذلك إلى الكتاب والسنة وترى فيما كان عليه السلف الصالح نموذجا للإصلاح ، ومنهم من كان يتميز بصفات الورع والزهد والعفاف والصدق والقيام بالفرائض والسنن ، وهي صفات تعكس جوهر الدين الإسلامي ، ونسوق في هذا السياق نماذج لشيوخ طرقيين عاصرهم المكي الناصري أمثال أحمد الهيبة الذي كان يبين لأتباعه" أن نصرة الإسلام واجبة وأن التخلف عن ذلك يوجب البوار وسوء المصير في دار القرار"([33]).والشيخ عبد الرحمان الدرقاوي الذي كان "عالما صوفيا مقرئا فقيها من أهل الفضل والمجد مجبولا على التواضع والكرم والمواساة كثير الإطعام والإنفاق على الواردين عليه في كافة الأوقات ساعيا في قضاء حوائج الناس ، وإصلاح ذات البين ، وإخماد الفتن، وجمع الكلمة على طاعة المخـزن مـع نباهة القدر والجاه العريض وتعظيم العامة والخـاصــة "([34]) ، والشيخ عبد الحي الكتاني الذي " تبحر تبحرا ما عليه من مزيد في علوم الحديث والسير والأنساب والتاريخ لذلك فقد أجمع المخالف والمخالق على أنه حافظ العصر ومحدث الزمان تمكن من علوم الحديث تدريسا وتصنيفا وتعليقا ما عجز عنه الكثيرون "([35]) ،فكان بذلك " مثلا أعلى من النبوغ الممتاز والعبقرية الكاملة والكمال الفكري الذي تحتفظ به الطليعة فلا تهبه للمجموع البشري إلا بين الحين والأخر"([36]). فشهرته " كافية في الدلالة على سمو منزلته وعظيم مقامه وانفراده بسعة الحفظ وسيلان الدهن وجودة البحث وسرعة الخاطر وله من النعوت السامية والصفات العالية ورمزا لجلائل الأعمال وعنوانا عما يتصف به وجل الرجال من نعوت الكمال وشرف الخصال"([37]) فشيوخ التصوف لم يكنوا بعيدين عن القضايا السياسية التي تشغل المغاربة ، ويكفي أن نشير إلى حضور العامل الطرقي الصوفي كحافز معنوي في تغذية وإذكاء روح المقاومة ، لما يتميز به الفعل الديني من جاذبية روحية وقدسية داخل المجتمع المغربي. ومن ثم فحضور الوازع الديني في المقاومة المسلحة الذي جسدته مساهمة شيوخ الزوايا والطرق الصوفية في تعبئة وتأطير الأتباع ، إنما تعبير عن مدى إيمان هؤلاء الشيوخ أمثال أحمد الهيبة والحجامي و موحا نيفروتن و النكادي و سيدي رحو وعلي امهاوش، أن المقاومة ليست مجرد رد فعل عاطفي وتلقائي فحسب ، بل تجسيد لغيرة دينية متجدرة في المجتمع المغربي وفي وعيه الجماعي ([38]). أضف إلى ذلك نماذج سلفيين مزجوا بين السلفية والطرقية أمثال المختار السوسي الذي لم يكن يجد تعارضا بين كونه سلفيا وطنيا إصلاحيا يتطلع إلى التجديد والتحديث ، وكونه صوفيا متشبعا بالروحانيات الربانية التي تسمو فوق الماديات "والتهامي الوزاني الذي تمتزج الصوفية والسلفية عنده بشكل لا يجعل الممارسة الصوفية ابتعادا عن مشاكل المجتمع وقضاياه([39]).
خلاصة القول، أن تأليف المكي الناصري كتاب " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة " يأتي في سياق دعوات السلفيين إلى تقويض نفوذ الطرقية والعمل على الحد من اتساع نفوذها داخل المجتمع ، مما يعني توسيع القاعدة الاجتماعية للسلفية لتكون هذه الأخيرة بديلا للطرقية ، ومدخلا لمواجهة الاحتلال ، حيث ستتحول السلفية في المغرب من سلفية تقليدية وهابية الطابع إلى سلفية وطنية مناضلة ضد الاحتلال الفرنسي والإسباني .
*أستاذ باحث من الدار البيضاء
1 ـ أنظر في هذا الصدد سيرة الشيخ محمد المكي الناصري ، شهادات تقدير ووثائق عن حياته وجهاده في خدمة العلم والدين والوطن سلسلة منشورات جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية ، الحلقة الأولى من تكريم الشيوخ الرواد ، مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط ، 1991.
http://www.tafsir.net ـ مولاي عمر بن حماد، الشيخ المكي الناصري ودوره في الإصلاح من خلال تفسيره ،[2]
[3] ـ . من بين الصحف التي ساهم المكي الناصري في تأسيسها نذكر مجلة المغرب الجديد ، صحيفة الوحدة المغربية ، صحيفة منبر الشعب ، صحيفة الشعب
[4] ـ من الأدباء الأوائل بالمغرب ، له كتاب في الأدب بعنوان " الأدب العربي في المغرب الأقصى " كان عضوا في الرابطة المغربية وهي التي كلفته بنشر كتاب إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة على حسابه الخاص باسمه ، دون الإعلان عن اسمها ، لأنها كانت هيأة سرية ، أنظر إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، دراسة وإعداد إدريس كرم ، تخريج وتحقيق محمد برعيش الصفريوي ،منشورات السبيل الرباط ،2010 ، الهامش 1ص 156
ـ[5] أنظر رسالتنا الزوايا الطرق الصوفية من خلال الصحافة العربية الصادرة بمنطقة الحماية الفرنسية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ (2012)، نسخة مرقونة بخزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ، ص 234 ـ 243 .
ـ عبد الجليل بادو : السلفية والإصلاح ، دار النشر سيليكي إحوان ، طنجة ، 2007، ص 272.[6]
ـ المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، مرجع سابق ، ص 156 ـ 157 . [7]
المكي الناصري : الأدب العربي في المغرب الأقصى ، المكتبة الوطنية ، 1929 ، ص51. [8]
[9] ـ وضع المكي الناصري تحت حماية السلطان مولاي يوسف بعدما هدد بالقتل من قبل الطرقيين ، المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، مرجع سابق ، ص 54 .
ـ المرجع نفسه ،ص 219 ـ 221 .[10]
ـ عبد الجليل بادو : السلفية والإصلاح ، مرجع سابق ، ص 290.[11]
5 ـ قال محمد بن اليمني الناصري في الرد على مؤلف " غاية الانكسار " : إنك وأمثالك في واد والدين الطاهر النقي في واد آخر ، لخروجك عن سننه وانتصارك للمبطلين البطالين بالباطل المحض . لعلك التبس عليك الأمر فنسبت ذلك إليه ، والحالة أن الأمة الإسلامية هي الذابلة السقيمة الضعيفة لخروجها عن سننه ، وهجرها لفروضه وسننه ، بتدجيل الدجالين أمثالك ، المحتالين على سلب ضعاف العقول عقولهم وأموالهم ، وتركهم تحت نير الاستسلام للمتجرين باسم الدين ، والانقياد لعمائمهم وسبحهم وتلوناتهم ، ولباسهم لكل من حال من الأحوال الشيطانية لبوسها ، وضربهم بالأسداد على عقولهم حتى لا ينفذ إليها ما ينور أفكارهم وينبههم إلى مواقع سقطاتهم من تعاليم ديننا الصحيحة ، ونصوصه البينة الواضحة الصريحة ، حتى إن من أولئك الدجالين من يحرم نشر العلم ودرسه في المجالس العامة بدعوى إنما يقصدون بتعليمه الرياء والسمعة ، ومنهم من يمنعهم من التوغل في الفقه بدعوى أنه يقسي القلوب ، ويحرمها من التعلق بعلام الغيوب ، ومنهم من يمنعهم كبعض فقهائنا المبتلين بداء الجمود والخمود من النظر في الحديث بدعوى أنهم مقلدون ، وأم النظر في علم الحديث دراية ورواية إنما هو من وظيف المجتهد المطلق ، مع أن الحديث هو المبين لمعاني كتاب الله ومقاصده العالية " ضرب نطاق الحصار على أصحاب نهاية الانكسار ، المطبعة الأهلية ، 1345ه ،الرباط ،ص 29 ـ 30.
1 ـ يقول المكي الناصري في هذا الصدد : " أن السبب الوحيد في ذلك ، والوسيلة الموصلة إلى بلوغ ما هنالك ، هو اتباع الكتاب العزيز واقتفاء المشرع الأعظم ، وعدم العدول عما أتى به صلى الله عليه وسلم " إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، مرجع ، ص 157 ـ 158 .
ـ استدل الناصري في تحريم البدع على ثمان آيات وتسعة عشر حديثا .[14]
3 ـ المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، مرجع سابق ، ص 165 ـ 168 .
1 ـ المرجع نفسه ، ص 168 ـ 169.2
2 ـ المرجع نفسه ، ص 170 .
3ـ المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، مرجع سابق ، ص 171.
ـ المرجع نفسه ، ص 175ـ 176. [19]
[20] ـ المرجع نقسه ، ص 177ـ 178.[20]
ـ المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة ، مرجع سابق ، ص 179 ـ 180 . [21]
ـ المرجع نقسه ، ص 180.[22]
ـ المرجع نفسه ، ص 181.[23]
ـ المرجع نفسه ، ص 81.[24]
ـ المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة ، مرجع سابق ، ص 205.[25]
ـ المرجع نفسه ، ص 210 . [26]
ـ المرجع نفسه ، ص 184.[27]
ـ المرجع نفسه ، ص 213. [28]
[29] ـ راجع في هذا الصدد محمد ياسر الهلالي : قراءة في بعض "كتب البدع " بالمغرب الأقصى أواخر العصر الوسيط ، مجلة دفاتر البحث ، العدد 1 ، الدار البيضاء ، دجنبر 2001، ص 11 ـ 42.
[30] ـ أنظر حسن بن علي السقاف : السلفية الوهابية ، أفكارها الأساسية وجذورها التاريخية ، دار الإمام الرواس ، بيروت ، بدون تاريخ ، ص 19 ـ 45.
[31] ـ عبد الجليل بادو : السلفية والإصلاح ، مرجع سابق ، ص 268.
1ـ يقول الناصري في هذا الصدد "إلا أن علاج تلك الأدوء الفتاكة التي أصيب بها الدين الإسلامي ومحاربة البدع والأحداث يجب أن يكون من جهة النابتة الجديدة والناشئة الحديثة ....وليس ذلك إلا بإتباع الكتاب والسنة ، وعدم الخروج عنهما ، والحذر في الوقوع في مهاوي البدع ، والقبض على الشريعة بيد من حديد ، والعض عليهما بالنواجد ، والمحافظة علة قوميتنا وجنسيتنا ، والاهتمام بشأن جامعتنا ، والاعتناء بحفظ هيأتنا ، والتعاون على إصلاح ما أفسده الدخلاء الخراصون القصاصون من ديننا ، وتبيين حقيقته لإخواننا ، ونشر المقالات العلمية في بيان محاسنه ، واستعمال الخطب الحية في محاربة البدع والمنكرات ن ودفع ما يتوجه على الدين بسببها من الانتقادات والاعتراضات " المكي الناصري : إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، مرجع سابق ، ص215 ـ 216 .
1 ـ العباس بن ابراهيم السملالي : الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام ، مراجعة عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية الرباط ، ط 2 ، ج 2، ص 474.
2 - عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي : معجم الشيوخ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 2003 ، ص 192 .
3ـ جريدة السعادة ، العدد 4809، 23 نونبر 1939.
[36] ـ العدد نفسه.
[37] ـ جريدة السعادة ، العدد 3501، 26 فبراير 1930.
6 ـ راجع في هذا الصدد رسالتنا الزوايا الطرق الصوفية من خلال الصحافة الصادرة بمنطقة الحماية الفرنسية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ (2012)، نسخة مرقونة بخزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالحديدة ، ص 151 ـ 223 .
ـ عبد الجليل بادو : السلفية والإصلاح ، مرجع سابق ، ص 302 ـ 308.[39]