الدين من القضايا المقدسة إطلاقا , كيفما كان نوع الدين , فالإنسان قلما ينقده بمسؤولية و موضوعية.و للدين آثار و تأثير في حياة الناس و مصائرهم , في قلوبهم و عقولهم و توجيه سلوكهم.و على الرغم من خطورة المعتقد و أهميته الكبرى : في مصير النفس الإنسانية في الحياة الدنيا و الآخرة,فقد ظل الانسان يلتف حول ما يخدم مصالحه اللحظية الدنيوية حتى مع تعارضها و عدم انسجامها مع ما يقتضيه الشرع الالهي المنزل.
و كان بطبيعة الحال أن يقع الصدام بين ما يفعله الإنسان و ما ينبغي أن يكون , فقام الإنسان على مر التاريخ , بإسم التأويل و التفسير , و بإسم مقولة الظاهر و الباطن , و العقل و القلب ..بتحريف الشرع الالهي , و الذي كان واحدا لم يتعدد في مضامينه و إن تعدد الرسل و الانبياء و كثرت اللغات.
و كان شعار الشرع الالهي التوحيد و العدل و الحرية , كما كانت غايته تصبو إلى إسعاد النفس البشرية و إبعادها عن الأهواء و الضلال و التضليل.. و تصحيح أخطاء العقل المكتسب و هفواته و التي كان و لا يزال للعلماء النصيب الاعظم في بناءها.والعلماء في كل مجالات الحياة , بالرغم من معرفتهم بمصدر الحقيقة , كانوا عبر التاريخ , مركبا للتناقض , و سببا في تحريف معنى الدين , بتأليفهم لأسفارهم المقدسة في اللاهوت و الشريعة.. و علوم الطبيعة.فكانت النتيجة أن أصبح الانسان يقدس شروح العلماء و وساوسهم و اجتهادتهم , فتعددت مصادر الدين و كثرت , و ترسخ في الأذهان دين جديد , و مصادر جديدة تختلف بإختلاف الملل و النحل.سواء عند اليهود و النصارى و المسلمين أو عند المجوس و الهندوس..
و إذا كان الدين البشري كما رأينا, فإن الدين عند الله لا يقبل التعدد ـ لأنه رسالة واحدة من خالق أحد لبشر ينتمون لنفس الطبيعة الممتلكة لنفس العقل ...ـ و ان تباينت مواقف الناس منه.
هذه المواقف المسجلة في التاريخ كأحداث و كتب ..أضحت دينا يتبع , دينا لا يقبل النقد و المحاكمة, و إرثا يصعب على الانسان الشك فيه أو إخضاعه للمسائلة. فكان هذا الأمر ـ كثرة الأديان و تناقضها..
سببا لكفر البعض بالدين و عقائده ..كما كان دافعا للخلط بين الشرع الإلهي و الشرع الانساني فنشأ دين يحمل التناقض و الزيف مما حدى بأتباعه الى اللجوء تارة الى التفسير و تارة أخرى الى التأويل : تفسير و تأويل الشرع الالهي لكي يوافق هوى النفوس و عقائد الشرع الإنساني.
و في خضم كل هذا كان التاريخ دوما حافلا بقلة من الناس , كانت دوما متمسكة بالهدي الإلهي وحده.
ماهو الدين؟ !
قبل الإجابة عن هذا السؤال, لزم القول بأن الدين كحقل معرفي مستقل عن باقي الحقول المعرفية في نظرته للكون و الانسان و الوجود.. كان دائما محط النقاش في عقول البشر و كانت موضوعاته خاضعة لتحليل العلماء و الفلاسفة, طبقا لنظريتهم في المعرفة, فكان من فحصه فآمن و كان أيضا من لم يقبله و شك فكفر.
" و الدِّينُ بالكسر العادة والشأن , تقول العرب: ما زالَ ذلك دِينـي ودَيْدَنـي أَي عادتـي " لسان العرب" ص 169 و الدِّينُ أيضا الجزاء والمكافأة يقال دَانَ ُ يدينه دِيناً أي جازاه يقال كما تُدِينُ تُدَانُ أي كما تُجازي تُجازى بفعلك وبحسب ما عملت وقوله تعالى " إنا لمدينون " أي لمجزيون محاسبون "مختار الصحاح " ص 91 و يعني كذلك القضاء و الحكم : لسان العرب ص 169.
و مصطلح الدين في اللغة يدل على معان متعددة منها ما يلي:
العادة، العبادة، الطاعة، الجزاء، القضاء، المجازاة، الحساب، الحكم، الإكراه، الإحسان، الحال، الداء، السيرة، الورع، الاستيلاء، السلطان، الملك: الذل، العز..
في الإصطلاح:
هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم فإن الوضع الإلهي هو الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء عليهم السلام." أبجد العلوم337 ص ".
و في الفرنسية و الأنجليزية يكتسب الدين معان مختلفة : فهو علاقة الإنسان بممارسات معينة, أو علاقة بين الانسان و الإله, أو نوع من الشعور الممتلئ بالخوف و الرهبة تجاه الاله.
الدين في الواقع اليومي:
شرع يطاع و يتبع بغض النظر عن نوعه و مصدره و قيمته المعرفية.
في علم النفس الدين :
إختلفت تعاريف علماء النفس للدين بسبب مواقفهم الفلسفية منه, و لكون مدارس علم النفس متباينة و متعددة.. فقد كان من نظر إليه بصفته عرضا للأمراض و الصراعات النفسية و التي يجب علاجها, و كان من رأى فيه نزعة مغروسة في أعماق النفس الإنسانية و غريزة موجودة عند جميع البشر ,لذلك فلا علاقة للدين بالمرض و الصراع النفسي.
يقول إريك فروم بأن الدين :"مذهب للفكر و العمل تشترك فيه جماعة ما و يعطي للفرد إطارا للتوجه و موضوعا للعبادة ".
و الدين عند فرويد رد فعل للجريمة و نوع من الوهم , ليس لأنه خاطئ, و لكن لإرتباطه بالرغبات و ليس بالحقيقة ..
و يزعم هذا الطبيب بأن نشأة الدين كان بدافع جنسي عندما أحس الأبناء في الجيل الأول للبشرية برغبة جنسية جامحة تجاه أمهم/ الوالدة فحال عنف الأب و سلطته بينهم و بين تحقيق عملهم الجنسي مع الأم فنتج عنه أن قتل الأبناء الاب ليستأثروا بأمهم . بعدها ندم الابناء على قتل أبيهم فققرروا تقديسه و عبادته تنفيسا للصراع النفسي و تكفيرا للجريمة الشنيعة..فنشأ الدين و طقوسه .
علم الإجتماع و الدين :
يقول اميل دوركايم بأن تعريف الدين يجب أن ينطبق على جميع الديانات و لتحقيق ذلك ينبغي البحث عما هو مشترك بين جميع الأديان المعروفة.لذلك فقد عرف الدين بكونه: مجموعة من المعتقدات و الرموز و الممارسات المتأسسة على المقدس , و التي توحد بين المومنين في مجتمع ديني اجتماعي.
أما فريزر فهو برى بأن الدين مجرد ممارسات بشرية تتوسل قوى ما وراء الطبيعة.
و إذا كان الدين يرتكز على المقدس فإن دوركايم يقول لا يجب الإعتقاد بإن المقدس يعني(الإله)فقط بل أي شيء يعظمه البشر .لذلك فكما تعلم فالمقدس قد يعني الاله أو قد يكون بشرا , رموزا , سلوكات , أو كائنات معينة..أي كل ما يجعل قلوب الناس في رهبة و خشية و يحرم المساس به إذ ا كان الاقتراب منه لا يهدف إلى عبادته و تقديسه.و التقديس يقوم على الصلاة و التقرب للمقدس , طلبا للإعانة و تحقيق مطالب معينة دنيوية أو أخروية.و بإختزال فعلم الاجتماع ينظر الى الدين كظاهرة اجتماعية يصنعها المجتمع لإيجاد مخرج و حلول للمشاكل الإجتماعية.
و هو كعلم مستقل بذاته لا يرى فرقا بين الدين كظاهرة اجتماعية و بين باقي ظواهر المجتمع .و إذا يلزم النظر في وظائف الدين و دلالاته و جوهره و رموزه ,و في العلاقات و الصراعات الناشئة عنه.
و الدين كظاهرة اجتماعية وواقع غير الدين في أساسه الإعتقادي بسبب التنوع السوسيولوجي للدين كممارسة هنا و هناك في الشرق و الغرب ..و حتى داخل نفس الطوائف المتعددة لكل دين .
والانقسامات و الصراعات الدينية على المستوى النظري لم تكن بسبب الاختلاف و التعدد النظري.. و إنما نتيجة للتناقضات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية.و يمضي علم الاجتماع قائلا : أن لكل طبقة إقتصادية/اجتماعية /سياسية دين مناقض لدين طبقة أخرى.فدين البروليتاريا غير دين البرجوازية الكبيرة ..وعندما تتصادم الأديان فذاك تعبير عن تصادم في البنى الاقتصادية و الإجتماعية..
الدين عند الفلاسفة:للفلاسفة أقوال متعددة و تعريفات أكثر من أن تحصى في ما يخص الدين. و مع تباينها فإنها تدور حول : تعظيمه أو الانتقاص منه و إزدرائه و الحط من شأنه. و فلاسفة الشرق كفلاسفة الغرب .. مجرد إختلاف في اللغة..و ليس في المواقف تجاه الدين لذلك سنقتصر على بعض الأقوال :يقول برغسون : الدين رد فعل تقوم به الطبيعة ضد الإنحطاط الفردي و التفكك الإجتماعي . أما فيورباخ فتراه ينظر اليه كغريزة تدفعنا نحو السعادة . و يذهب كانط الى أن الدين : معرفة الواجبات كلها بإعتبارها أوامر إلهية, أما هيغل أستاذ ماركس يقول بأن الدين هو سمو الروح من المتناهي الى اللا متناهي.
و الماركسية ترا في الدين مرحلة من مراحل تطور الفكر البشري , و أنه أداة للاستغلال الإقتصادي ووسيلة لضمان مصالح الطبقة السائدة/ الحاكمة..لذلك فالمجتمع الذي ينشد العلم الصحيح ما عليه سوى تبني الماركسية و تحديد موقف من الدين كتقليد أسطوري ,لا علمي,لا تقدمي ,ظلامي,يتبناه الفقير المسكين و المخدوع تسكينا للا لام و إنتظارا للتعويض عن الظلم في عالم ما بعد الموت..و الذي لن يتحقق حسب الماركسية. و بما ان الأمر كذلك فالبلوريتاريا تحتاج الى التنظيم حتى تستطيع الثورة على الطبقة المستبدة و من ثمة إزاحة الدين و النظام الرأسمالي و إحلال العلم محل الأسطورة و بناء المجتمع اللاطبقي السعيد.
الدين عند أهل الإسلام:الاسلام عنوان ينضوي تحته العديد من الفرق و النحل , وكل نحلة ترا في نفسها الفرقة الناجية و في الفرق الأخرى الضلال و العمى الذي ليس بعده عمى..
و إختزالا للزمن يمكن تقسيم هذه النحل الى:-فرقة تقول بأن الدين هو الشرع القرآني بالإضافة الى الشرع الذي أسسه العلماء و ما تناقله الأسلاف.وهذا الإتجاه يحمل فرقا تتجاوز العد , و على سبيل الاختصار يمكن تقسيمها الى: أهل سنة بمدارسهم المختلفة, و الى شيعة بمذاهبها المتعددة.
-فرقة تقول بأن الدين هو الشرع الالهي بالإضافة الى أنساق الفلاسفة و هم أقسام متعددة بتعدد الفلسفات.-فرقة تقول بأن الدين هو شرع الله في القران و ما تجيد به قلوب العارفين : المتصوفة و الإشراقيين.ناهيك على أن الانسان المسلم قد يكون متصوفا ,إشراقيا ,متفلسفا,سنيا,شيعيا,يهوديا ,نصرانيا,بوذيا في نفس الوقت.أو قد يجمع في تدينه بين هذا وذاك , أو يطغى هذا الاتجاه في تدينه على باقي الاتجاهات فيعيش التصوف شهرا , و يتفلسف شهرا , و هكذا..
-الدين عند أهل اكتاب :هو ما جاء في الأناجيل و ما قالت به الكنيسة و فقهاؤها . ما جاء في الكتاب المقدس بصفة عامة و كتب الأحبار و الرهبان و التلمود و تراث الأسلاف.و هم فرق متعددة و عجيبة.
-الدين نتاج لحكمة الحكماء كما في الهند و الصين و اليابان.. كالكونفوشيوسية و الطاوية و الشنتو و تعاليم بوذا.. -الدين كحركات رياضية و حوار مع الطبيعة و طاقة نفسية وتراث الأسلاف و أسفارهم و ممارساتهم.
و لما كان هذا التعدد و الاختلاف هاجسا يحكم عقائد البشر لزم توضيح أمر مهم لخطورة الدين .
أولا فالإنسان يعلم بأن للكون خالقا تماما كما نعلم بوجود صانع للطاولة و مهندس بان للعمارة.
و الكون دليل على الخالق , فكله ايات تدل عليه تعالى تماما كما يدل القران عليه.و القران كتاب ليس كالكتب البشرية في أسلوبه و مضمونه و مكوناته..القران إستثناء يلحظه أي إنسان عاقل.
و القران هو الخطاب الالهي للبشر, و هو الصورة الحقيقية للكتب السماوية السابقة في العقيدة و الشريعة. و هو الكتاب الذي يجب على جميع البشر الإحتكام إليه ,و هو كتاب يتحدث و ينظم و يأطر علاقة الانسان بنفسه : علاقة العقل بالنفس و الجسد.علاقة الانسان باللآخر, علاقة الانسان بالطبيعة , و أخيرا علاقة الانسان بالخالق. فالقران كتاب أصل للسياسة , للقضاء , للأخلاق , للعبادة ...و كل ماجاء به لا يناقض الفطرة و العقل و لا نظام الكون.القران يناقض أغلب ما جاء به تراث الأسلاف. و القران الكريم بإعتباره و حيا ربانيا و مصدرا للعلم, فقد تكفل الخالق بتنظيمه و كتابته و جمعه و ترتيبه و حفظه من التلاعب و التزوير.و لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك عند فرق أهل الإسلام !! و هذا أمر يستحق النظر أيضا فكل إنسان له الحق في ابداء نظره في الدين ..لأننا بشر لا إختلاف بيننا سوى في كيف نستخدم عقولنا فقط. و ليس هناك بشر يقترب من الألوهية أو يعلوا على الانسان, و إذا إيمانا مني بكون مجموع الناس متساوون, بإمتلاكهم العقل الفطري, فإن الحق يسهل الوصول اليه .و بالتالي أعتقد بأن القران يحتاج الى التعريف به من جديد لأنه كتاب مجهول..عند أغلب البشر . وقد يعجب البعض من قولي هذا , ولكن الحق هو أن الكتاب الالهي كان مشهورا بالشكل الذي إختاره له كل فريق من النحل , أي أن الفرق المختلفة إتخذت من القران مطية للتعريف بمذهبها و اشهاره ..و نحن هنا سنقوم بإعادة النظر في ما قاله الأولون في القران.
الأوائل أرادوا طمس الحقيقة, و إرتفعوا بمذاهبهم و أقوالهم الى مستوى الوحي الدي يحرم المساس به في وقت جعلوا القران تحت أقدامهم و في سلة مهملات التاريخ .و موقفهم هذا ينطوي على موقف فكري كان السبب في جعل كتاب الخالق المصدر الأخير في الاسلام بينما إحتلت إجتهاداتهم الصدارة فطعنوا فيه اولا بأول و تركوه في أذهان الناس كتابا محاطا بالاسئلة و الحيرة. ان ما فعله علماء الاسلام, المحدثون و القدماء ,كان لا محالة و يقينا أكبر جرم في تاريخ الأديان. لقد جعلوا كتبهم المقدسة أصلا للدين, و جعلوا القران في الحواشي و الهوامش , خدمة و تبريرا و تفسيرا و دفاعا عن معتقداتهم الفكرية ذات أصول نفسية و فلسفية ..فشككوا في مصداقية القران و أنطقه السنة بما جال في خواطرهم ,و جعله الشيعةو الصوفية و الفلاسفة و أهل الكتاب ..قناة لأشهار توجهاتهم. و تلقت كل طائفة تراث أسلافها بالحفظ و التلقين .. مستعينة بكل شيء, حفاظا عليه, حتى بالقتل و الارهاب , و تركوا القران صامتا لا يتكلم ,و ان تكلم أخرسوه بالتأويل و التفسير و الطعن في مصداقيته. و سأترك القارء يتأمل بعقله فيما قاله أهل الاسلام في كتاب الله ليكتشف بنفسه التناقض في الأقوال و الكذب بغية التشكيك في القران .. فمن قال بعكس ما جاء في القران و أقصد كل من يدعي العلم فهو عندي شيخ الزنادقة .و ان كنتَ أعلم من الخالق و كفرت به فأنت حر في إختيارك و خطابي لا يلتفت إليك.و لأن القران هو أساس الدين و إذا إنهار هذا الأساس و شككوك فيه ضاعت دنياك و آخرتك لزم النظر في ما قاله علماء الإسلام عنه و ما يقوله القران عن نفسه .
قال أهل الإسلام بأن القران الكريم كان يكتب حين نزوله على أضلاع النخيل ، وقطع الخشب و الحجارة ، وأكتاف العظام و الرقاع!و دليلهم في ذلك ما أورده البخاري في صحيحه : يقول البخاري في الحديث رقم 5037 , باب جمع القران ما يلي :" حدثنا موسى بن إسماعيل.. أن زيد بن ثابت قال أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرني من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر " ، فحسب هذا الحديث لم يحفظ الخالق كتابه المنزل , و ترك حفظه و جمعه للبشر , مكتوبا على الخشب و العظام و الحجر ... وهو طعن في نبوة محمد عليه السلام , و تشكيك في الكتاب الذي أوحي اليه . بعدما تلقاه و مات و تركه مفرقا هنا و هناك .و علماء الإسلام يرون إتساقا بكل ثقة بين هذا الحديث الكاذب مع ما حدث فعلا لجمع القران.ولكن كيف أمكن من جهة : الاحتجاج بهذا الحديث و الدفاع عنه حتى بالدم تقديسا و عبادة للبخاري علما بأن أهل الكتاب من يهود و نصارى , الذين ناقشهم القران ,كانت لهم كتب يتداولونها فيما بينهم ,مكتوبة على الورق و القراطيس اللينة !! و ليس على و سائل بدائية كالحجر و غيره من العظام..!
كيف و قد أشار القران الى ( الكتاب) و (الصحف)! قبل نزول القران .. وذكر القران و سماه بالكتاب..من جهة أخرى ! كيف يمكن تصديق أن القران لم يكتب كباقي الكتب على الجلد الرقيق مثلا أو على نوع معين من الورق و الأدوات اللينة و مخطوطات وادى القمران و التي يعود تاريخها الى ما قبل الميلاد : ما بين 100 الى 240 قبل الميلاد و تحوي فصولا من الكتاب المقدس ! أي قبل بعثة النبي محمد بقرون عديدة!! كتبت على لفائف جلد رقيق!! تالله ما هذا من الإيمان !
و هل كان أهل الكتاب يحملون الحجر و العظام حتى يقرؤوا القران ؟؟ ..و هل كان الرسول لا يعتني بتدوين القران بنفسه على مواد لينة خصوصا و أن المدينة كانت لها علاقات تجارية بالبلدان المتقدمة أنذاك و كذلك مكة مما يسهل عملية الحصول على أدوات سهلة و مناسبة لتدوين القران الكريم.. ؟؟و لماذا طالب القران بكتابة كل ما يتعلق بالعقود التجارية و غيرها..إذا لم تكن وسائل الكتابة متوفرة ؟؟! و لماذا تم الحفاظ على ما دونه أحبار اليهود و غيرهم ! و كيف فعل زرادشت ! و ماذا عن بوذا! وحكماء الهند ! كيف تم نقل الفلسفة اليونانية!! و ماذا عن تراث الأمم !! و لماذا ذكر الخالق الصحف في القران!! و هل الصحف هي الحجر و العظام ؟؟
و قول البخاري و غيره ينقضه ما قال به إبن جزي في التسهيل لعلوم التنـزيل و إن زعم أن القران كان مفرقا: " كان القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفرقا في الصحف و في صدور الرجال فلما توفي جمعه علي بن أبي طالب على ترتيب نزوله .و قالوا بأن النبي لم يخط القران , و لم يجمعه , و لم يرتبه , و لم يحدد قراأته , و أن القران نزل على سبع لهجات أو أحرف , و نزلت ايات ثم حدفت , و سقطت ايات عديدة .. و إليك الدليل:يقول البخاري : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ . شرح الحديث: أن النبي لم يقم بوظيفته و التي تعني تبليغ الوحي و أن الخالق لم يجمع كتابه كما وعد تعالى عن ذلك .
و يقول:... ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَالِمٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ .
شرح الحديث: أن النبي حسب البخاري يقول لأمته بدلا من أخذ الحديث منه : خذ القران من معاذ بن جبل و غيره. و ينقضه حديث أورده البخاري نفسه و فيه أثبت البخاري أن القران كان مجموعا كاملا عند عائشة زوجة النبي(ص )و فيه يثبت كذلك أن القران كان "مصحفا":
...أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ قَالَ إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ فَقَالَ أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ قَالَتْ وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ قَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ قَالَتْ لِمَ قَالَ لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ قَالَتْ وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا وَلَوْ نَزَلَ لَا تَزْنُوا لَقَالُوا لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ قَالَ فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَ السُّوَرِ .
و هذا الحديث طافح بالتهكم و إستفزاز القران و التناقض و المرض و هو أخطر من السيدا.
و فيه أثبت البخاري أن القران كان مصحفا مجموعا عند عائشة . و كلام البخاري ,عن عدم جمع النبي للقران بنفسه , ينقضه إبن حزم الذي قال بأن القران كان هو هو مجموعا مرتبا بواسطة النبي محمد(ص) الذي لم يدع جمعه و ترتيبه لأحد من أمته:قال في الإحكام : " فلم يمت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلا والقرآن مجموع كما هو مرتب لا مزيد فيه ولا نقص ولا تبديل :الإحكام "ص492.وكتاب الله تعالى هو القرآن بإجماع الأمة ، وقد سمى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم المصحف قرآناً ، والقرآن كلام الله تعالى بإجماع الأمة ، فالمصحف كلام الله تعالى حقيقة لا مجازاً ويسمى المستقر في الصدور قرآنا ونقول إنه كلام الله تعالى " ص 566 نفس الكتاب.
و هذا القول ينقض أن القران لم يكن مصحفا مجموعا بواسطة النبي عليه السلام.
كما قال إبن حزم تعليقا على الاية القرانية :إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}القيامة : وهذه الآية تبين ضرورة أن جمع القرآن كما هو من ترتيب حروفه وكلماته وآياته وسوره حتى جمع كما هو فإنه من فعل الله عز وجل وتوليه جمعه أوحى به إلى نبيه عليه السلام وبينه عليه السلام للناس فلا يسع أحدا تقديم مؤخر من ذلك ولا تأخير مقدم أصلا .
و يقول البخاري عن نزول القران على سبعة أحرف ما يلي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ .
شرح الحديث:أن جبريل يغير ما يوحيه الخالق تعالى و أن القران كتب متعددة و مختلفة اللهجات.
و يقول إبن حجر عن إبن بطال:" لا نعلم أحدا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة لا داخل الصلاة ولا خارجها ". و قال البقلاني : يحتمل أن يكون النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " هو الذي أمر بترتيبه هكذا . ويحتمل أن يكون من اجتهاد الصحابة . و جاء في فتح الباري:"يروي أحمد والنسائي والترمذي والحاكم عن ابن عباس : قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المبين فقرنتموهما بهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبعالطوال ؟ فقال عثمان : كان رسول الله كثيرا ما ينزل عليه السورة ذات العدد فإذا نزل عليه الشئ ء يعني منها ء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا . وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وبراءة"من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بها فظننت أنها منها وقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها ".
و كما ترا فهي أقوال متناقضة و هي تقول بأن النبي ترك القران بدون جمع و ترتيب, و لم يوضح لأمته موضع الايات و ترتيب السور ,فقام الصحابة بذلك بدلا منه (ص) من جهة و تقول بأن النبي كان يشرف بنفسه على جمع القران و ترتيب سوره. و هذا يعني أن النبي رتب القران و أنه تركه بدون جمع و ترتيب ..يحتاج لتدخل البشر في تنظيمه و جمعه,و هذا تناقض و هراء .
و يحكي البخاري حديثا يعارض ما أورده بنفسه قَالَ مَسْرُوقٌ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي .و هذا الحديث ينفي أن يكون النبي قد مات و لم يبين موقع سورة التوبة. و يدل على أن القران كان مجموعا, كاملا, محفوظا. وروى الطبراني ، وابن عساكر عن الشعبي ، قال : " جمع القرآن على عهد رسول الله - ص - ستة من الانصار : أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد وكان مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاث ". و هذا حديث يقول بأن من جمع القران هم ستة و الرسول على قيد الحياة..و لكن لماذا الحديث عن مصطلح جمع القران في عهد النبي ! و هل إحتاج النبي الى جمع القران و هومغروس في قلبه, و محفوظ في قلوب الالاف ,و مكتوب مجموع في بيته و بيوت المسلمين ,و موجود بين أيدي أهل الكتاب و المنافقين..أم فقده النبي (ص)!! حتى يجمعه الستة!
وهذا الحديث ينقض حديثا رواه مسلم :..قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم.
و هذا الحديث يثبت أن القران كان مجموعا مكتوبا موجودا في كل البيوت. و في نفس الوقت يثبت أن الدين لن يكتمل سوى باتباع جعفر و عباس و عقيل.. و هو الشيء الذي رفضه أهل السنة, فصنعوا حديثا جعلوا سنتي مكان عترتي. و أصبحت السنة أ و العترة مصدرا مكملا للدين.
و لا يمكن تصديق أن مصطلح الكتاب يطلق على ما هو كامن في الصدور و الحجر.. بل على الكتاب .
و لو سألت الرضيع عن معنى الكتاب لأجابك. و يقول الذهبي بأن الذين عرضوا القران على النبي ليسوا أربعة أو ستة بل سبعة. و روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) "أنّه قد أمر عبد الله بن عمرو بن العاص بأن يختم القرآن في كلِّ سبع ليالٍ ـ أو ثلاث ـ مرّة، وقد كان يختمه في كل ليلة.رواه الدرامي و الترمذي ..و هذا يثبت تهافت حكايات أهل الحديث و أن القران كان مجموعا في عهد الرسول (ص). و يروي إبن سعد في الطبقات :"عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن . قال : فزعموا أنه كتبه على تنـزيله . قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم . قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه "
و أخرجه صاحب المصاحف : " عن الأشعث عن محمد بن سيرين قال : لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف " ، ففعل ، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام ، أ كرهت إمارتي يا أبا الحسن ؟ : قال : لا ، والله ، إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعه فبايعه ثم رجع .و هذا يعني أن القران حسب هذه الروايات لم يكن مجموعا .. و لم يجمعه سوى علي بن أبي طالب ..و حسب أقوال عديدة كان قران علي يحوي علوما ضاعت بضياعه.. كما قال إبن جزي و غيره من السنة و الشيعة. و أنه يختلف عن قران النبي محمد (ص) أضف أن هذه الرواية تقول أن أول من جمع القران هو علي و ليس أحدا آخر من الصحابة.و لكن لماذا يجمع علي القران و قد جمع حسب زعمهم و النبي لم يمت ! و هل تلقى النبي عدة قرانات !! واحد جمع في عهده و ثان بعد و فاته ..
أما الحاكم في مستدركه فقد قال بأن كتاب الله جمع ثلاث مرات:إحداها بحضرة النبي : و هذا يدل على أن القران جمع على عهده في كتاب واحد , و هدا يتفق مع ما نسبوه لإبن مسعود : أن النبي قال له : أديموا النظر في المصحف. الثانية: بحضرة أبي بكر كما روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت : و لكن ماذا كان يجمع أبو بكر و قد جمع القران في عهد النبي !! و الثالثة في عهد عثمان.
و نسبوا لعلي أنه جمع القران لأن الناس كانت تزيد و تنقص فيه.. و هو قول كاذب تماما كما هذه الحكاية:" عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء".
و من العجب أن ينسبوا للنبي :"قال الخطابي: إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أوتلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر". و هذا كلام عجيب.. أورده السيوطي في الاتقان.
و معنى هذا أن النبي يعلم الغيب لذلك فهو يعرف أن الايات التي كانت تنزل من السماء سيتم محوها فيما بعد.. و هو الشيء الذيجعله يترك القران بدون جمع..حتى يتأكد من أكذوبة الايات الناسخة و المنسوخة.. حسب زعمهم, و ما فائدة نزول ايات ستمحى فيما بعد !!
و هل إستمر نزول الوحي بعد و فات الرسول !! مادام أن الله تعالى "ألهم" الخلفاء الراشدين " جمع القران!!
ولم يكفهم كل هذا و قالوا :كما جاء في اتقان السيوطي:"اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل "الغلمان والمعلمون" فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نأى عني كان أشد تكذيباً وأكثر لحناً يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً فاجتمعوا فكتبوا فكانوا إذا اختلفوا وتدارءوا في أي آية قالوا هذه أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاناً فيرسل إليه وهوعلى رأس ثلاث من المدينة فيقال له كيف أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم آية كذا وكذا فيقول كذا وكذا فيكتبونها وقد تركوا لذلك مكاناً."و هذا الفيلم : صيغ سنوات عديدة بعد موت الرسول على يد من أراد الطعن في القران .و هنا يبدوا أن أصحاب النبي و ليس فقط من سمي بالخليفة الراشد من كتب القران ,و أن القران لم يكن وحيا منزلا محفوظا من الله تعالى , بل جادت به قلوب أصحاب النبي (ص).و هذا يناقض القران . و ماذا كان يكتب من عاش مع النبي..و أين كتبة الوحي كما زعموا ! و ماذا كانوا يكتبون ! و كل هذا الهراء ينقضه أبو بكر في الإنتصار: "الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ولا رفع تلاوته بعد نزوله هوهذا الذي بين الدفتين الذي حواه مصحف عثمان وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه أن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى ورتبه عليه رسوله من آي السور لم يقدم من ذلك مؤخر ولا منه مقدم وإن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها" و قال : ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا في موضع كذا.
و قوله هذا و إن جعل من جبريل يخاطب مجموعة من البشر يدل على ما ذهب إليه من أن القران هوهو كما أُنزل,و أن الخالق تكفل بحفظه و لم ينسخه..
أضف إلى ذلك حديثا أخرجه البخاري و فيه يقول بأن القران كان كتابا يقرأ .. و ما هو الكتاب المقروء!و أن جمعا من الناس كان يقرأ الكتاب أي القران الكريم..و هذا يعني أن القران كان موجودا في كل القلوب و المنازل محفوظا و مكتوبا يقرأ.و هذا الحديث يهدم من قال بأن الصحابة هم من كتبوا القران بعد أن ضاع بوفاة النبي.. يقول البخاري:7450 ـ ..."أن ابن عباس قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شىء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث، تقرءونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله. ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم."و إذا كان هذا القول يجرم الزيادة فيما أُنزل من السماء فلماذا قالوا بأن الصحابة إجتمعوا ليكتبوا إماماً للناس!! وا أنهم لا يكتبون آية إلا إذا وجدت عند شاهدين..و هل الشاهدين آلهة تعبد, قامت بحفظ القران في وقت نسيه الخالق تعالى عن ذلك.
و البخاري ينقض ما قال لما أورد حديثا يقول :.. عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ كُنَّا بِحِمْصَ فَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ سُورَةَ يُوسُفَ فَقَالَ رَجُلٌ مَا هَكَذَا أُنْزِلَتْ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحْسَنْتَ... "و هذا يعني أن الناس كانت تقرأ سورا لم تنزل من السماء.. و ينقضه حديث يقول فيه البخاري أن عثمان لم يفعل سوى نسخ القران الموجود عند حفصة فقام فيما بعد بتوزيع نسخه على البلدان , و إذا لم يفعل سوى نسخ عدة نسخ من مصحف النبي (ص) .
و مادام الأمر كذلك فلماذا كل هذا الهراء وا لكلام المخمور الذي ينفي أن يكون القران مكتوبا مرتبا محفوظا بفضل الخالق!و أهل الاسلام من السنة طعنوا في السور القرانية, و أول من طعن فيها البخاري.و كما نعلم و كما سنبين فيما بعد عندما سنسأل القران عن جمعه و ترتيبه... فالقران هو هو كما أنزل بسوره و اياته و كلماته و حروفه و نصبه و جره و رفعه.. كما أن أسماء السور كتبها النبي بيده كما أوحى الخالق إليه.لكن السنة يقولون أشياء عجيبة...تدل على تحديهم للخالق و إعتدائهم عليه.. و ما قالوه لا يمت بصلة للعلم أو للخوف من الله تعالى ..و هنا لا أازعم أن كل علماء الاسلام هكذا بل عرف التاريخ منذ وفاة الرسول من دافعوا عن القران و امنوا به وحده و نهلوا من علمه .
و البخاري و إن كان ليس بعالم أورد أقوالا تفصح عن عدائه للخالق!
لماذا أورد البخاري أقوالا يعرف تماما زيفها و تناقضها مع القران و طبائع الأشياء لو لم يكن في نفسه غرض تدمير الاسلام ! و هل الانسان الذي يقول بأن القران كذا و كذا نافيا ما أكده القران ..يمكن تقديسه و الدفاع عنه..أليس الأولى التبرأ منه !!
كيف يمكن تسمية سور القران , كتاب الخالق , بمسميات لم تنزل في القران الكريم , إن لم يكن من أجل إستفزاز الخالق و من يومن به ! كيف يمكن إعتقاد أن البخاري و غيره من المعتدين كان قلبه مملوءً بالرهبة و الخوف و الإيمان بالله!!اليس الإيمان هو الإلتزام بما جاء في القران!! لماذا نسم ايات القران بمسميات لم ترد في القران!!! البخاري -و غيره- له قول في ذلك, و هو بعلمه الجم برى ما لا يراه القران: فهو يقول :عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة!!! قال: التوبة ؟؟ بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظننا أن لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها.
و يقول السيوطي في الإتقان : أخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم أن"" رجلاً "" قال لابن عمر: سورة التوبة فقال: وأيتهن سورة التوبة فقال: براءة فقال: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي ما كنا ندعوها إلا المقشقشة. و جاء في إتقان السيوطي كلام عجيب, و إثبات عالم لهذا الكلام في أحد من كتبه لا يدل إلا على إيمانه به و إلا لقام بنقضه و إستنكاره... و مادام لم يفعل فهو مومن بذلك.
و هل منا أحد يزعم أن في التوراة سور كسور القران ! هل أسلوب التوراة الحالية هو عينه في القران !و هل التوراة الحالية فيها سور كما في القران !
فالبيهقي يقول نعم :روى البيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً أنها تدعى في التوراة الماثلة تحول بين قارئها وبين النار.يقصد سورة التوبة ـ راجع الاتقان.وأخرج البيهقي من حديث أبي بكر مرفوعاً: سورة يس تدعى في التوراة المعمة تعم صاحبها بخيري الدنيا والآخرة.وأخرج البيهقي عن ابن عباس أنها تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه,يقصد سورة يس.
و جاء في الاتقان :أخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: هي في التوراة سورة الملك وهي المانعة تمنع من عذاب القبر. وسورة الماعون الكافرون تسمى المقشقشة أخرجه ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى. والفلق والناس يقال لهما المعوذتان بكسر الواو المشقشقتان من قولهم خطيب مشقشق.ما هذا القوم المخمور!
ومذاهب الشيعة تومن قطعا بتحريف القران الكريم و قد صرح بدلك كبار علمائهم بدون إستحياء أو تفكر. .و أصبحت مقولات علماء الشيعة و رؤاهم مادة يعتمد عليها لنقض كلام الخالق, و شكوا في ماقاله القران من يقين تماما كالسنة, و كذبوه , و أنكروا أن يكون الخالق قد تكفل بحفظ كتابه المنزل,و أبوا إلا أن يومنوا بالصدأ . و رفضوا الشك في شكهم ,و جعلوه يقينا.
و من العجب أن يسمى من كذب بالله عالما عظيما و شيخا جليلا ! لا يأتيه الباطل و لا يمسه الجهل .
و أنتجوا ما إرتكز عليه كل مستشرق متعصب للتشكيك في الإسلام .و كان للحضور اليهودي تأثير كبير في معتقدات الشيعة فيما يخص القران ... , و لا شك في كون الغنوص و القبالا اليهودية مصدرا في صياغة الفكر الشيعي الذي أله البشر و أنسن الإله , فجعل الخالق يكذب و يخطأ بينما إتجه الى تقديس العلماء و الأئمة. فتناقلوا العلوم السرية تماما كالصوفية.و أضافوا اليهم صفات الله ,و آمنوا بالأشخاص تماما كالسنة.. التي كانت و لا زالت تعبد العلماء و الصحابة. و أعتبروهم ينابيع للمعرفة/ آلهة تسموا على الطبيعة البشرية. و لا شك في كون الشيعة مذهبا يحتفل بالبكاء و العويل تقديسا و عبادة للبشر الذي أُحيط بقداسة كبرى و عصمة ليس لها حدود.
و إذا كان السنة يقولون بأن الجماعة تحيطها العصمة فإن الصوفية قالت بعصمة الأولياء تماما كعصمة الأئمة عند الشيعة و تمام العلم عند الفلاسفة.لذلك فقد روى المسلمون حديثا يقول "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد شباب دينه" .فرأى أهل السنة ملاذا في العلماء و أصحاب النبي ,وشغل الأئمة و الأولياء فضاءً قدسيا في أفئدة الشيعة و قلوب الصوفية.و حتى يطمئن الشيعي على عقائده , و ينعم بالبكاء و ذرف العبرات , فقد رووا حديثا يقول فيه النبي (ص):"من الذي يعينني على روحه و هو معيني وولي الأمر من بعدي" فلم يبايعه أحد سوى علي. و رووا حديث الغدير:". ..إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله و عترتي.." تأسيسا للعقيدة الشيعية و تبريرا لها..و الحق أن المسلمين الأوائل لم يعرفوا قطعا مذهب السنة و الشيعة...بل كانوا مسلمين فقط يتبعون القران .. و إن كان الخلاف متجذرا حول المال و الحكم و الخلافة.و لم يعرف المسلم الاول مصدرا جديدا للاسلام غير القران ..و كان فيما بعد أن نسب الشيعة أقاويل لعلي و الرسول(ص) ,و رأوا فيما فعله أهل السنة عداءً لله و نبيه و وصيه, فقالوا بأن القران لحقه التحريف و الحذف و في ذلك أقاويل كثيرة سنقتصر على إيراد بع ض منها:قال الخـــــــــــــــميني عن الصحابة: "...فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار ـ وإلى الأبد ـ بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى. كشف الأسرارـ ألخميني ص 131.
وهذا يقول بصراحة واضحة وقوع التحريف..ولكن لماذا أشك في قول الله و أجزم بصحة وساوس الناس!! و أتخذ كلام البشر دليلا على أشياء ينفيها الخالق و الذي أنزل في كتابه "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر " و غيره كما سنرى في موضعه.
و يقول اخر: ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب ، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن ابي طالب والائمة من بعده .الصفار ـ بصائر الدرجات ص 213 .
و اقرأ ما قاله هذا الرجل:أن عثمان حذف عن هذا القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي، وأهل البيت، وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية " يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا "تذكرة الأئمة المجلسي ص9 .و يقول أحد الشيعة :" ان عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره وقال البعض إن عثمان أمر مروان بن الحكم ، وزياد بن سمرة . الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله مايرضيهم ويحذفا منه ماليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي نقلا عن كتاب " الشيعه والسنه" للشيخ احسان الهى ظهير . ص 114 .ويقول الشيعي نعمــــــــــــة الله الجزائري إن الأئمة أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من بين أيدي الناس إلى السماء ويُخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، ويعمل بأحكامه.كتاب الانوار النعمانية.
و يضيف:" الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة ، الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما،ومادة،وإعرابا ، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها " الأنوار النعمانية ص 357.قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي صلى الله عليه وسلم ، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام. وفي ذلك القرآن(قرآن المهدي) زيادات كثيرة وهو خال من التحريف.
و يقول عدنان البحراني في كتابه مشارق الشموس الدرية ص 126" الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر" يريد تحريف القران.و يقول المفسر الشيعي الكاشاني في كتابه تفسير الصافي ص 41: والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم " .و قال الطبرسي في كتابه الاحتجاج ص 155 الجزء الأول: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم " و لقد جعل الشيعة من أقوال علمائهم نصا دينيا لا يجب الشك أو الطعن فيه, و فيه تتجلى لهم حقائق الأمور.فأخفوا حقائق القران , ووجدت وساوسهم صدى في قلوب المرضى , ونمت, و إزدهرت. لقد عاش الشيعة غلوا عجيبا , قدسوا علي , و منهم من ألهه , و قال بكونه إله العالمين, و أنه في السماء. و أينع كل هذا الأمر, فقال بعضهم بأن الخالق يحل في الأئمة . و كذلك أهل السنة أعلوا من شأن علي و شأن الصحابة و ان غالوا في الخلفاء الأوائل تماما كجعل الصوفية عليا مصدرا العلم الباطن.و رأت الشيعة أن القران الحقيقي هو قران علي , و فيه أسرار الغيب الخفية , فيه ماكان , و ما يكون و ما سيكون. و جعلوا من النبي و علي أول من خلق ,و قالوا بأن جبريل عليه السلام أخطأ في تبليغ الوحي .. و نسبوا للأنبياء : أن سبب رفعتهم و سمو مقامهم كان بفضل نبوة محمد (ص) و إمامة علي و طهر الأئمة.و لست أريد دراسة عقائد الشيعة و إنما أردت فقط إبراز تأثير تقديس البشر و خطره في صياغة العقائد و لو تطلب ذلك التقول على القرآن المحفوظ و أنبيائه الكرام ..و سواء أراد الشيعة أم لا فقد طعنوا في قرآن رب العباد ,و في نبوة خاتم النبيين, و أسسوا للوحي المستمر.. و لا شك في ضلال من طعن في القران ,أو أورد كلاما يشكك فيه , و أهل السنة كالشيعة شككوا في القرآن و قالوا بأنه محرف.و لا داعي للنعيق أو سب هذا المستشرق أو ذاك..لأن من يطعن في الاسلام لم يفعل سوى إقتباس أقوال أهل السنة و الشيعة ...
و لا إختلاف عندي بين الشيعي و السني و مؤرخيهم و بين زرادشت و ماني و كتاب التلموذ..
فإذا قدس الشيعي علي ,فالسني يقدس الخليفة الأول و عمر , و إذا قال السني بفكرة رجعة المسيح و نزول المهدي و عدم إكتمال الدين, فالشيعي يتفق معه و يقول نفس الأمر و يدعمه بنظرية الامامة ...و كذلك الصوفي.و إذا طعن المسلم في الله و دينه فالشيعي يعضده و يعينه..ففرق الاسلام تعاونت على بناء الغلو في الدين و تزوير معالمه بتأسيس الأساطير الكبرى و التي إتخذت من طاعة الإنسان و عبادته فكرة تتنازعها القلوب , و تحظى بالعبادة , و تسيطر على العقائد.. و أخذت أسسها من الغنوص و التلمود ..و كيف يليق بك يا عالم ان تنتسب للعلم بدون استحياء , و بأن تزعم بانك من أهل النظر و التدقيق و البصر, و أنك تفحص العقائد و الأفكار ..كيف يليق بك كل هذا و أنت من الأكاسرة و ترسبت فيك عقائد الغنوص , و أصبحت مركزا للأسطورة!و أنت تنشد التلمود ,ترقب بعيون غادرة من يوقظك من منفاك العجيب!!كيف أمكنك أن تجمع بين القران و الشيطان يا قيصر!
قلنا بأن الشيعة و السنة.. قالوا بتحريف القران و هذا أمر معروف و مشهور , مبثوث في كتبهم , يعرفه القاصي و الداني .و كذلك طعنهم في نبوة محمد(ص) و في ذات الله و ملائكته لا يخفى على أحد اللهم إذا كان الإنسان لا يقرأ ما سماه علماء الإسلام بالكتب الصحاح في الحديث و غيرها .و المشكلة في هذا الإعتقاد سببها تقديس أهل السنة و الشيعة للصحابة و الأئمة و العلماء.
و الحق يقال أنهم يعبدونهم , و لولا هذا الأمر لسهل على الإنسان الإلتزام بما جاء في القرآن الكريم عن جمعه و كل شيء.سيقولون لا , و ألف لا .. نحن لا نعبدهم و لا نقدسهم ..و لكن أنظر الى هذا الحديث الكاذب في صحيح مسلم تحت رقم 6322 " أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً " .
فهنا أعلوا من مرتبة الخليفة الأول و جعلوه خليلا للرحمان..و القرآن يقول أن الخليل هو إبراهيم عليه السلام:"وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً "النساء: من الآية125 ..و برواية أخرى أوردها مسلم:تحت رقم 6326 عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلاً وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ " .و أترك لك التعليق. لقد قدس أهل السنة الصحابة و العلماء و الأقاويل التي نسبت إليهم . وانظر مثلا الى قول الشافعي و الذي أورده إبن الصلاح في مقدمته : ما أعلم في الأرض كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك يقصد الموطأ.فالشافعي تناسى أن القرآن هو أعظم كتاب للعلم المطلق..و عقب عليه ابن الصلاح قائلا ":وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز (البخاري ومسلم ) . وأما ما روينا عن الشافعي رضي الله عنه فإنما قال ذلك قبل وجود كتابي (البخاري ومسلم)".و البخاري كما تعلم قال : ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صحَّ، وتركت من الصحاح لملال الطول. أي أن ماذكرنا من الطعن في كتاب الله و غيره كثير, صحيح يجب الإيمان به.زد على ذلك أن البخاري إرتكب جرما بتركه الأحاديث الصحاح بسبب الطول..و الملل..و إذا فقد فقد أهل السنة الكثير من الصحيح..و مسلم يقول العكس تماما: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا ـ يعني في كتابه الصحيح ـ إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه.و بهذا الكلام ينخرم من يقدس الحديث. القدماء شغلوا بعقيدة عبادة البشر , و استجابت قلوبهم لحب ما أسموه بآل البيت و الصحابة و بموتهم إنتقل حبهم إلى قبورهم و كتب و أضرحة من أسس لحبهم و دافع عنه, فجعله دينا مقدسا. ثم أصبح الحديث المنسوب للنبي و نسائه أو لأحد ممن عاش معه دينا نزل من السماء و قولا مطلقا لا يقبل الشك .و الحقيقة أن كل ما نسب سواء للنبي و غيره يجب أن يظل بين قوسين بإعتباره نوعا من الظن ,هذا فيما يخص أحاديث مكارم الأخلاق و غيرها مما لا يمس الدين بسوء و حتى مع إتفاقها مع القران فلا أحد يستطيع أن يثبت نطق النبي و غيره بها , و في حالة إثبات نطقه بها و هذا مستحيل فلن تكون مصدرا للدين.أما الأحاديث و الأقوال الطاعنة في الله وقرانه و أنبيائه فلا شك في لزوم الفرار منها و الإقرار بضلال من قال بها و أثبتها في كتبه كحقائق و مسلمات إيمانية أراد بها الأعتداء على الله تعالى.و كان للنزاع حول السلطة و المال..في تاريخ المسلمين أكبر الأدوار في صنع إديولوجيات متعددة و جدت في وضع الحديث و إخراج الآيات القرآنية عن سياقها أسلوبا جديدا في الدفاع عن توجهها.و لم يكن الحديث منظما في البداية , لكن ما لبث أن أخذ طريقا آخر على يد علماء الاسلام بحيث سيعلنون فيما بعد أن الحديث مصدر من مصادر الدين.
و كان الشافعي أحد من قلب معالم الإسلام في أذهان المسلمين . لقد نادى الشافعي عاليا بأن الحديث من الدين و نهض المسلمون و غيرهم يخدمون الدين الجديد كل حسب حاجته.فغيبوا القران و أصبح الدين وديعة عند أهل الحديث و من خالفهم فقد كفر.و الامام مالك مثلا و من عاش معه و قبله كان برى إمكان اعادة النظر في أحكام منسوبة للنبي محمد (ص) إذا بان له فضل في إعتبارات فقهية أخرى عكس الشافعي الذي قال بأن ما نسبته النسابة للرسول و حي إلهي و بالتالي يجب طاعته.و دعم ذلك أصوليا مما جعله يغلوا غلوا عجيبا أصبحت معه أقاوليل الناس المصدر الأول في مذهبه.و لدرأ تناقض و تعارض الأحاديث فقد لجأ الشافعي الى محاولة إثبات الوحدة و الانسجام بين الأحاديث المتناقضة إعتمادا على الحيل كتخصيص الحديث" أ "للحديث" ب" و أكذوبة النسخ.أي أن الإمام مالك كان أقل ضياعا من الشافعي.فقُدست أقوال الناس حتى مع تعارضها و طعنها في الدين عند السنة و الشيعة.فالشيعة كما أوضحنا في السابق تكذب بالقرآن تماما.فهي لا ترا أن القرآن الذي بين أيدينا هو عينه القرآن المنزل على النبي محمد (ص) و الدليل ليس فقط ما قال به بعض علمائهم بل ما هو مبثوث في كتاب الكافي.و هذا القول ليس بالإتهام الرخيص أو التقول على الشيعة..و نحن نتحدث هنا عن أقل فرق الشيعة غلوا في الدين .و إذا كان كلامي تقولا ماذا سنقول و نحن نقرأ ما تم إثباته في الكافي تحت باب نوادر في فضل القرآن:عن الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ أَثْلَاثاً ثُلُثٌ فِينَا وَ فِي عَدُوِّنَا وَ ثُلُثٌ سُنَنٌ وَ أَمْثَالٌ وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ .صفحة 627 ، و الحديث الكاذب يقول بضياع القرآن الذي نزل في آل البيت و في أعدائهم ..و هذا يعني فقدان العديد من السور في القرآن و إلا لماذا إثبات هذا الحديث في الكافي ! إلا للإيمان بأن آل البيت بمفهومه الشيعي هم مركز الكون.و انظر الى ما قاله هذا الأعمى: عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ ..باب فضل القرآن , الكافي.و هو صريح في ضياع سور عديدة..و بالتالي حسب الشيعة فالخالق لم يحفظ كتابه كما وعد بذلك ,و النبي لم يبلغ الرسالة ,و الدين لم يكتمل.
و قالوا أيضا في الكافي ص631:عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ ( عليه السلام ) مُصْحَفاً وَ قَالَ لَا تَنْظُرْ فِيهِ فَفَتَحْتُهُ وَ قَرَأْتُ فِيهِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَجَدْتُ فِيهَا اسْمَ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ قَالَ فَبَعَثَ إِلَيَّ ابْعَثْ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ .
قد يقول قائل نحن نتهم الشيعة و الكل يعلم بضلالها..و أن الفرقة التي لم تطعن في الإسلام هي فقط فرقة أهل السنة و الحديث و الجماعة .و هذا كلام باطل كما أوضحنا فيما سبق و فيما يلي أدلة أخرى على طعن هذه الفرقة في دين الله تعالى.جاء في البخاري أن النبي(ص) ينسى القران و هذا أعظم افتراء على الرسول لم يقل به الشيطان. قال البخاري في باب نسيان القرآن:5090 ـ ... عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ " يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً مِنْ سُورَةِ كَذَا ".و كرر هذا الحديث مرة أخرى ليقول أن الرسول كان ينسى الوحي و يذكره الناس. و قال في حديث آخرـ5093ـ عالم أهل السنة و الجماعة البخاري:
ما معناه أن النبي كان يقرأ الناس نفس السورة بكلمات مختلفة لأن القرآن نزل على سبع لهجات كما قلت في السابق ,و رد الشيعة في الكافي على هذا الحديث بما يلي: ... عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَقَالَ كَذَبُوا أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ لَكِنَّهُ نَزَلَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ الْوَاحِدِ . الكافي كصحيح البخاري و إن قال السني ضل الشيعي يقول له الشيعي بل أنت الشيطان.و حديث السبعة أحرف متناقض كما أوردنا فيما سبق و أنظر الى التناقض الذي أورده صاحب:كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال .قال عن النبي:3074- أتاني جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءني الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا.
دع عنك تناقض هذا الحديث و انظر فقط الى من يأمر النبي بتغيير عدد الحروف في قراءة القران لأننا سنحتاج لهذا الأمر و نحن نقرأ ما يلي:.3075ء أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل استزده، فقلت زدني، فقال: اقرأه على حرفين، فقال ميكائيل استزده، فقلت زدني، فقال: اقرأه على ثلاثة أحرف فقال ميكائيل: استزده، فقلت زدني، كذلك حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأه على سبعة أحرف كلها كاف شاف.إنها السينما ! أليس كذلك !و انظر الى هذا الحديث:3105ء قال لي جبريل: إن أمتك يقرأون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه.
و أترك لك التعليق. و يضيف البخاري أن النبي كان يسقط الآيات .. لولا أن ذكّره أحد الرجال:5096 ـ عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ " يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا ".
و أضاف عالم السنة "الجليل "في حديث آخر متهكما و ساخرا من الرسول(ص):5103 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رضى الله عنه قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " اقْرَأْ عَلَىَّ الْقُرْآنَ ". قُلْتُ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ " إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ".وقال السيوطي في كتاب :الدر المنثور في التفسير بالمأثور : أخرج ابن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري. قال: فمشى وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد، فأخرج احدى رجليه من أسكفة المسجد، وبقيت الأخرى في المسجد. فقلت بيني وبين نفسي: نسي ذلك.. فأقبل علي بوجهه فقال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت {بسم الله الرحمن الرحيم} قال: هي هي... ثم خرج".
و هنا كما ترا فهم يستفزون النبي بعد أن جعلوا منه صبيا لا يعرف بماذا يستفتح الصلاة وأي شيء..وينسى ما أنزل إليه فيذكره الناس.و جاء كلام عجيب في الدر المنثور يقول السيوطي: و هذا الكلام و إن لا تربطه رابطة بموضوعنا فضلت إيراده لإنه طعن في الدين و في الوحي و النبوة.
أخرج عبيد وأحمد والبخاري في صحيحه تعليقا ومسلم والنسائي والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة من طرق عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده. إذا جالت الفرس فسكت. فسكنت... ثم قرأ فجالت الفرس فسكت. فسكنت... ثم قرأ فجالت فسكت. فسكنت... ثم قرأ فجالت. فانصرف إلى ابنه يحيى وكان قريبا منها فأشفق أن تصيبه، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء، فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء، حتى ما يراها، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أتدري ما ذاك؟ قال: لا يا رسول الله قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت تنظر الناس إليها، لا تتوارى منهم".تلك الملائكة نزلت لقراءتك سورة البقرة، أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب".
و قالوا أن بسم الله الرحمان الرحيم ليست بآية قرانية و في ذلك يقول صاحب:الجامع لأحكام القرآن :
"قال ابن العربي ويكفيك أنها ليست من القرآن اختلاف الناس فيها، والقرآن لا يختلف فيه والأخبار الصحاح التي لا مطعن فيها دالة على أن البسملة ليست بآية من الفاتحة ولا غيرها إلا في النمل وحدها. "و قد أورد مسلم حديثا في صحيحه حيث ذكر سورة الفاتحة بدون بسملة.أي أنه أسقط آية قرآنية.و أورد صاحب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال حديثا تحت رقم 4046 - عن ابن جريح قال: بلغني أن بسم الله الرحمن الرحيم لم تنزل مع القرآن، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتبها حتى نزل: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، فكتبها حينئذ، قال: ما بلغني ذلك ما هي إلا آية من القرآن.و أورد السيوطي في الدر المنثور ما يناقض ما ذهب إليه القوم في البسملة:أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم} فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت.أي أن البسملة تنزل من السماء تماما كباقي الآيات.
و أضحوكة الزيادة و النقصان في القرآن الكريم تحدث عنها الكثير من العلماء...و إختلاف القراآت حسب زعمهم وجه من وجوه التحريف, و هم يومنون بهذا الأمر فما عليك سوى قراءة ما يكتبوه و اسأل ان شأت من تثق في علمه من أصحاب اللحى و السراويل القصيرة.هذا إذا ما استثنينا ما قال به العجاردة ...بخصوص القران.
إن الأمر لخطير هنا و ما يزيد خطورته و -قد أكون مخطئا -أن إكتفاء الناس بما يقوله علماؤهم بحسن النية ...لأمر ليس بالهين. لأننا أمام موضوع إستثنائي , يستوجب نظرا إستثنائيا,نقدا إستثنائيا , دفاعا إستثنائيا,و حضور العقل بشكل إستثنائي..لسنا أمام "الإلياذة" و"الأوديسيا". و لسنا أمام مشكلة الشعر الجاهلي و من قال حقا هذا الشعر أو ذاك ..بل نحن أمام كتاب الخالق و الذي طعن فيه السنة و الشيعة.فإذا تناولت كتابا في الحديث و علوم القران و التفسير..فستلاحظ فرقا شاسعا بين ما يقوله عن القران و ما يقوله القران عن نفسه, و ما يقوله القران عن نفسه سنعرض له في الختام.
قيل مثلا أن عائشة قالت و هم كاذبون في ذلك: " أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (ص) في مائتي أية ، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن " ,الدرّ المنثور 6 : 56 ، الاتقان 3 : 82 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، تفسير القرطبي 14 : 113 .وهم علماء أهل السنة كما ترا.
وقيل و هو كذب محض :" أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم " ـ الاتقان 3 : 82 ،مسند أحمد 5 : 132 ،, الدر المنثور 6 : 559 . السنن الكبرى 8 : 211 المستدرك 4 : 359 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111.و هم علماء السنة كما تعلم.
و قالوا و هم كاذبون عن عائشة :نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها".
و قال القرطبي في تفسيره لسورة التوبة أن عدم إبتدائها بالبسملة يعود لفقدان العديد من آياتها فسقطت البسملة كذلك.
و قالوا بأن القرآن كان يحتوي على سورة الخلع و الحفد. و رووا أنّ :"أنْ جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة " و "لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" و "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" و "أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا". أنها من القرآن ضاعت بضياع سورها أو بنسخها أي محوها و رفعها.
و قال السيوطي:قال أبوعبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: ليقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر. وقال: حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ على أبي وهوابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى.قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
و نسبوا للرسول أنه قال أن ما يلي من القرآن : لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه سأل ثانياً، وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره.و قال السيوطي في الإتقان:النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه .
: قالت عائشة: كان فيما أنزل عشر مرضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات.فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ في القرآن. وحسب هذا الزعم فالقرآن ناقص محرف.
و جعلوا من النسخ بوابة للتلاعب بالقرآن بحيث قال الشافعي كما أورد السيوطي: حيث وقع نسخ القرآن بالسنة فمعها قرآن عاضد لها وحيث وقع نسخ السنة بالقرآن معه سنة عاضدة له ليتبين توافق القرآن والسنة. و هذا قول كبير ! لا يفقهه السنة.
من الواضح تماما لكل إنسان عاقل يتدبر القرآن أن أهل الإسلام طعنوا في القران و النبوة . لقد عادوا يعيشون كما كان أجدادهم قبل بعثة النبي محمد(ص) طبقا لما حدده الشيطان.لقد بايعوا الشيطان و ظلت بيعته في عنقهم لن يتخلوا عنها أبدا و سيظلون على و لائهم له.
مضت قرون طوال و أهل الاسلام يبنون الخرافة حول الصحابة و العلماء و الروايات الكاذبة , و الشيطان من فوق كمرشد سياحي في دنيا الكفر يطل هنا و هناك نافثا في نفوسهم و حيه الإبليسي.يقنعهم بأنهم الفرقة الناجية صاحبة الحق و ما عداها ضلال يجب قطع رأسها بالسيف لدخول الجنة.لقد نادوا برفع التكاليف و التحلل من أوامر الشرع و إتباع الشيطان و دعوا الى الحياة في رحاب العنف و الإرهاب و عاش الجهل السعيد قويا صارخا و تناقلوه في أرجاء العالم و أصبح ركنا دينيا يحرم المساس به.و عاد الضياع ينسج خيوطه من جديد و في و سطه نشأ أهل الحديث و الشيعة و الصوفية..و أبى العلماء إلا أن يتولوه بالحفظ و التلقين و التقديس و يرهبوا خصومهم نكاية بهم , و كيف لا و قد نشؤوا في حضانة الغلو في الدين و غذاهم اليهود و غيرهم بالثورة على الوحي المنزل.و هم العلماء و حدهم , و هم الأئمة العارفين بكل شيء .و الشيطان تنبه الى ضلاله وهم لم يتنبهوا بعد و سيخطب في المضلين يوم القيامة:وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ".
وفي النهاية سأدعك مع هذه النكتة : عن الضحاك بن مزاحم قال: مر ابن عباس بقاص فركله (الركل: الضرب برجل واحدة) برجله فقال: أتدري ما الناسخ والمنسوخ؟ قال: وما الناسخ والمنسوخ؟ قال: فما تدري ما الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال:هلكت وأهلكت.رواه الطبراني في الكبير.
قبل الإجابة عن هذا السؤال, لزم القول بأن الدين كحقل معرفي مستقل عن باقي الحقول المعرفية في نظرته للكون و الانسان و الوجود.. كان دائما محط النقاش في عقول البشر و كانت موضوعاته خاضعة لتحليل العلماء و الفلاسفة, طبقا لنظريتهم في المعرفة, فكان من فحصه فآمن و كان أيضا من لم يقبله و شك فكفر.
" و الدِّينُ بالكسر العادة والشأن , تقول العرب: ما زالَ ذلك دِينـي ودَيْدَنـي أَي عادتـي " لسان العرب" ص 169 و الدِّينُ أيضا الجزاء والمكافأة يقال دَانَ ُ يدينه دِيناً أي جازاه يقال كما تُدِينُ تُدَانُ أي كما تُجازي تُجازى بفعلك وبحسب ما عملت وقوله تعالى " إنا لمدينون " أي لمجزيون محاسبون "مختار الصحاح " ص 91 و يعني كذلك القضاء و الحكم : لسان العرب ص 169.
و مصطلح الدين في اللغة يدل على معان متعددة منها ما يلي:
العادة، العبادة، الطاعة، الجزاء، القضاء، المجازاة، الحساب، الحكم، الإكراه، الإحسان، الحال، الداء، السيرة، الورع، الاستيلاء، السلطان، الملك: الذل، العز..
في الإصطلاح:
هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم فإن الوضع الإلهي هو الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء عليهم السلام." أبجد العلوم337 ص ".
و في الفرنسية و الأنجليزية يكتسب الدين معان مختلفة : فهو علاقة الإنسان بممارسات معينة, أو علاقة بين الانسان و الإله, أو نوع من الشعور الممتلئ بالخوف و الرهبة تجاه الاله.
الدين في الواقع اليومي:
شرع يطاع و يتبع بغض النظر عن نوعه و مصدره و قيمته المعرفية.
في علم النفس الدين :
إختلفت تعاريف علماء النفس للدين بسبب مواقفهم الفلسفية منه, و لكون مدارس علم النفس متباينة و متعددة.. فقد كان من نظر إليه بصفته عرضا للأمراض و الصراعات النفسية و التي يجب علاجها, و كان من رأى فيه نزعة مغروسة في أعماق النفس الإنسانية و غريزة موجودة عند جميع البشر ,لذلك فلا علاقة للدين بالمرض و الصراع النفسي.
يقول إريك فروم بأن الدين :"مذهب للفكر و العمل تشترك فيه جماعة ما و يعطي للفرد إطارا للتوجه و موضوعا للعبادة ".
و الدين عند فرويد رد فعل للجريمة و نوع من الوهم , ليس لأنه خاطئ, و لكن لإرتباطه بالرغبات و ليس بالحقيقة ..
و يزعم هذا الطبيب بأن نشأة الدين كان بدافع جنسي عندما أحس الأبناء في الجيل الأول للبشرية برغبة جنسية جامحة تجاه أمهم/ الوالدة فحال عنف الأب و سلطته بينهم و بين تحقيق عملهم الجنسي مع الأم فنتج عنه أن قتل الأبناء الاب ليستأثروا بأمهم . بعدها ندم الابناء على قتل أبيهم فققرروا تقديسه و عبادته تنفيسا للصراع النفسي و تكفيرا للجريمة الشنيعة..فنشأ الدين و طقوسه .
علم الإجتماع و الدين :
يقول اميل دوركايم بأن تعريف الدين يجب أن ينطبق على جميع الديانات و لتحقيق ذلك ينبغي البحث عما هو مشترك بين جميع الأديان المعروفة.لذلك فقد عرف الدين بكونه: مجموعة من المعتقدات و الرموز و الممارسات المتأسسة على المقدس , و التي توحد بين المومنين في مجتمع ديني اجتماعي.
أما فريزر فهو برى بأن الدين مجرد ممارسات بشرية تتوسل قوى ما وراء الطبيعة.
و إذا كان الدين يرتكز على المقدس فإن دوركايم يقول لا يجب الإعتقاد بإن المقدس يعني(الإله)فقط بل أي شيء يعظمه البشر .لذلك فكما تعلم فالمقدس قد يعني الاله أو قد يكون بشرا , رموزا , سلوكات , أو كائنات معينة..أي كل ما يجعل قلوب الناس في رهبة و خشية و يحرم المساس به إذ ا كان الاقتراب منه لا يهدف إلى عبادته و تقديسه.و التقديس يقوم على الصلاة و التقرب للمقدس , طلبا للإعانة و تحقيق مطالب معينة دنيوية أو أخروية.و بإختزال فعلم الاجتماع ينظر الى الدين كظاهرة اجتماعية يصنعها المجتمع لإيجاد مخرج و حلول للمشاكل الإجتماعية.
و هو كعلم مستقل بذاته لا يرى فرقا بين الدين كظاهرة اجتماعية و بين باقي ظواهر المجتمع .و إذا يلزم النظر في وظائف الدين و دلالاته و جوهره و رموزه ,و في العلاقات و الصراعات الناشئة عنه.
و الدين كظاهرة اجتماعية وواقع غير الدين في أساسه الإعتقادي بسبب التنوع السوسيولوجي للدين كممارسة هنا و هناك في الشرق و الغرب ..و حتى داخل نفس الطوائف المتعددة لكل دين .
والانقسامات و الصراعات الدينية على المستوى النظري لم تكن بسبب الاختلاف و التعدد النظري.. و إنما نتيجة للتناقضات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية.و يمضي علم الاجتماع قائلا : أن لكل طبقة إقتصادية/اجتماعية /سياسية دين مناقض لدين طبقة أخرى.فدين البروليتاريا غير دين البرجوازية الكبيرة ..وعندما تتصادم الأديان فذاك تعبير عن تصادم في البنى الاقتصادية و الإجتماعية..
الدين عند الفلاسفة:للفلاسفة أقوال متعددة و تعريفات أكثر من أن تحصى في ما يخص الدين. و مع تباينها فإنها تدور حول : تعظيمه أو الانتقاص منه و إزدرائه و الحط من شأنه. و فلاسفة الشرق كفلاسفة الغرب .. مجرد إختلاف في اللغة..و ليس في المواقف تجاه الدين لذلك سنقتصر على بعض الأقوال :يقول برغسون : الدين رد فعل تقوم به الطبيعة ضد الإنحطاط الفردي و التفكك الإجتماعي . أما فيورباخ فتراه ينظر اليه كغريزة تدفعنا نحو السعادة . و يذهب كانط الى أن الدين : معرفة الواجبات كلها بإعتبارها أوامر إلهية, أما هيغل أستاذ ماركس يقول بأن الدين هو سمو الروح من المتناهي الى اللا متناهي.
و الماركسية ترا في الدين مرحلة من مراحل تطور الفكر البشري , و أنه أداة للاستغلال الإقتصادي ووسيلة لضمان مصالح الطبقة السائدة/ الحاكمة..لذلك فالمجتمع الذي ينشد العلم الصحيح ما عليه سوى تبني الماركسية و تحديد موقف من الدين كتقليد أسطوري ,لا علمي,لا تقدمي ,ظلامي,يتبناه الفقير المسكين و المخدوع تسكينا للا لام و إنتظارا للتعويض عن الظلم في عالم ما بعد الموت..و الذي لن يتحقق حسب الماركسية. و بما ان الأمر كذلك فالبلوريتاريا تحتاج الى التنظيم حتى تستطيع الثورة على الطبقة المستبدة و من ثمة إزاحة الدين و النظام الرأسمالي و إحلال العلم محل الأسطورة و بناء المجتمع اللاطبقي السعيد.
الدين عند أهل الإسلام:الاسلام عنوان ينضوي تحته العديد من الفرق و النحل , وكل نحلة ترا في نفسها الفرقة الناجية و في الفرق الأخرى الضلال و العمى الذي ليس بعده عمى..
و إختزالا للزمن يمكن تقسيم هذه النحل الى:-فرقة تقول بأن الدين هو الشرع القرآني بالإضافة الى الشرع الذي أسسه العلماء و ما تناقله الأسلاف.وهذا الإتجاه يحمل فرقا تتجاوز العد , و على سبيل الاختصار يمكن تقسيمها الى: أهل سنة بمدارسهم المختلفة, و الى شيعة بمذاهبها المتعددة.
-فرقة تقول بأن الدين هو الشرع الالهي بالإضافة الى أنساق الفلاسفة و هم أقسام متعددة بتعدد الفلسفات.-فرقة تقول بأن الدين هو شرع الله في القران و ما تجيد به قلوب العارفين : المتصوفة و الإشراقيين.ناهيك على أن الانسان المسلم قد يكون متصوفا ,إشراقيا ,متفلسفا,سنيا,شيعيا,يهوديا ,نصرانيا,بوذيا في نفس الوقت.أو قد يجمع في تدينه بين هذا وذاك , أو يطغى هذا الاتجاه في تدينه على باقي الاتجاهات فيعيش التصوف شهرا , و يتفلسف شهرا , و هكذا..
-الدين عند أهل اكتاب :هو ما جاء في الأناجيل و ما قالت به الكنيسة و فقهاؤها . ما جاء في الكتاب المقدس بصفة عامة و كتب الأحبار و الرهبان و التلمود و تراث الأسلاف.و هم فرق متعددة و عجيبة.
-الدين نتاج لحكمة الحكماء كما في الهند و الصين و اليابان.. كالكونفوشيوسية و الطاوية و الشنتو و تعاليم بوذا.. -الدين كحركات رياضية و حوار مع الطبيعة و طاقة نفسية وتراث الأسلاف و أسفارهم و ممارساتهم.
و لما كان هذا التعدد و الاختلاف هاجسا يحكم عقائد البشر لزم توضيح أمر مهم لخطورة الدين .
أولا فالإنسان يعلم بأن للكون خالقا تماما كما نعلم بوجود صانع للطاولة و مهندس بان للعمارة.
و الكون دليل على الخالق , فكله ايات تدل عليه تعالى تماما كما يدل القران عليه.و القران كتاب ليس كالكتب البشرية في أسلوبه و مضمونه و مكوناته..القران إستثناء يلحظه أي إنسان عاقل.
و القران هو الخطاب الالهي للبشر, و هو الصورة الحقيقية للكتب السماوية السابقة في العقيدة و الشريعة. و هو الكتاب الذي يجب على جميع البشر الإحتكام إليه ,و هو كتاب يتحدث و ينظم و يأطر علاقة الانسان بنفسه : علاقة العقل بالنفس و الجسد.علاقة الانسان باللآخر, علاقة الانسان بالطبيعة , و أخيرا علاقة الانسان بالخالق. فالقران كتاب أصل للسياسة , للقضاء , للأخلاق , للعبادة ...و كل ماجاء به لا يناقض الفطرة و العقل و لا نظام الكون.القران يناقض أغلب ما جاء به تراث الأسلاف. و القران الكريم بإعتباره و حيا ربانيا و مصدرا للعلم, فقد تكفل الخالق بتنظيمه و كتابته و جمعه و ترتيبه و حفظه من التلاعب و التزوير.و لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك عند فرق أهل الإسلام !! و هذا أمر يستحق النظر أيضا فكل إنسان له الحق في ابداء نظره في الدين ..لأننا بشر لا إختلاف بيننا سوى في كيف نستخدم عقولنا فقط. و ليس هناك بشر يقترب من الألوهية أو يعلوا على الانسان, و إذا إيمانا مني بكون مجموع الناس متساوون, بإمتلاكهم العقل الفطري, فإن الحق يسهل الوصول اليه .و بالتالي أعتقد بأن القران يحتاج الى التعريف به من جديد لأنه كتاب مجهول..عند أغلب البشر . وقد يعجب البعض من قولي هذا , ولكن الحق هو أن الكتاب الالهي كان مشهورا بالشكل الذي إختاره له كل فريق من النحل , أي أن الفرق المختلفة إتخذت من القران مطية للتعريف بمذهبها و اشهاره ..و نحن هنا سنقوم بإعادة النظر في ما قاله الأولون في القران.
الأوائل أرادوا طمس الحقيقة, و إرتفعوا بمذاهبهم و أقوالهم الى مستوى الوحي الدي يحرم المساس به في وقت جعلوا القران تحت أقدامهم و في سلة مهملات التاريخ .و موقفهم هذا ينطوي على موقف فكري كان السبب في جعل كتاب الخالق المصدر الأخير في الاسلام بينما إحتلت إجتهاداتهم الصدارة فطعنوا فيه اولا بأول و تركوه في أذهان الناس كتابا محاطا بالاسئلة و الحيرة. ان ما فعله علماء الاسلام, المحدثون و القدماء ,كان لا محالة و يقينا أكبر جرم في تاريخ الأديان. لقد جعلوا كتبهم المقدسة أصلا للدين, و جعلوا القران في الحواشي و الهوامش , خدمة و تبريرا و تفسيرا و دفاعا عن معتقداتهم الفكرية ذات أصول نفسية و فلسفية ..فشككوا في مصداقية القران و أنطقه السنة بما جال في خواطرهم ,و جعله الشيعةو الصوفية و الفلاسفة و أهل الكتاب ..قناة لأشهار توجهاتهم. و تلقت كل طائفة تراث أسلافها بالحفظ و التلقين .. مستعينة بكل شيء, حفاظا عليه, حتى بالقتل و الارهاب , و تركوا القران صامتا لا يتكلم ,و ان تكلم أخرسوه بالتأويل و التفسير و الطعن في مصداقيته. و سأترك القارء يتأمل بعقله فيما قاله أهل الاسلام في كتاب الله ليكتشف بنفسه التناقض في الأقوال و الكذب بغية التشكيك في القران .. فمن قال بعكس ما جاء في القران و أقصد كل من يدعي العلم فهو عندي شيخ الزنادقة .و ان كنتَ أعلم من الخالق و كفرت به فأنت حر في إختيارك و خطابي لا يلتفت إليك.و لأن القران هو أساس الدين و إذا إنهار هذا الأساس و شككوك فيه ضاعت دنياك و آخرتك لزم النظر في ما قاله علماء الإسلام عنه و ما يقوله القران عن نفسه .
قال أهل الإسلام بأن القران الكريم كان يكتب حين نزوله على أضلاع النخيل ، وقطع الخشب و الحجارة ، وأكتاف العظام و الرقاع!و دليلهم في ذلك ما أورده البخاري في صحيحه : يقول البخاري في الحديث رقم 5037 , باب جمع القران ما يلي :" حدثنا موسى بن إسماعيل.. أن زيد بن ثابت قال أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرني من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر " ، فحسب هذا الحديث لم يحفظ الخالق كتابه المنزل , و ترك حفظه و جمعه للبشر , مكتوبا على الخشب و العظام و الحجر ... وهو طعن في نبوة محمد عليه السلام , و تشكيك في الكتاب الذي أوحي اليه . بعدما تلقاه و مات و تركه مفرقا هنا و هناك .و علماء الإسلام يرون إتساقا بكل ثقة بين هذا الحديث الكاذب مع ما حدث فعلا لجمع القران.ولكن كيف أمكن من جهة : الاحتجاج بهذا الحديث و الدفاع عنه حتى بالدم تقديسا و عبادة للبخاري علما بأن أهل الكتاب من يهود و نصارى , الذين ناقشهم القران ,كانت لهم كتب يتداولونها فيما بينهم ,مكتوبة على الورق و القراطيس اللينة !! و ليس على و سائل بدائية كالحجر و غيره من العظام..!
كيف و قد أشار القران الى ( الكتاب) و (الصحف)! قبل نزول القران .. وذكر القران و سماه بالكتاب..من جهة أخرى ! كيف يمكن تصديق أن القران لم يكتب كباقي الكتب على الجلد الرقيق مثلا أو على نوع معين من الورق و الأدوات اللينة و مخطوطات وادى القمران و التي يعود تاريخها الى ما قبل الميلاد : ما بين 100 الى 240 قبل الميلاد و تحوي فصولا من الكتاب المقدس ! أي قبل بعثة النبي محمد بقرون عديدة!! كتبت على لفائف جلد رقيق!! تالله ما هذا من الإيمان !
و هل كان أهل الكتاب يحملون الحجر و العظام حتى يقرؤوا القران ؟؟ ..و هل كان الرسول لا يعتني بتدوين القران بنفسه على مواد لينة خصوصا و أن المدينة كانت لها علاقات تجارية بالبلدان المتقدمة أنذاك و كذلك مكة مما يسهل عملية الحصول على أدوات سهلة و مناسبة لتدوين القران الكريم.. ؟؟و لماذا طالب القران بكتابة كل ما يتعلق بالعقود التجارية و غيرها..إذا لم تكن وسائل الكتابة متوفرة ؟؟! و لماذا تم الحفاظ على ما دونه أحبار اليهود و غيرهم ! و كيف فعل زرادشت ! و ماذا عن بوذا! وحكماء الهند ! كيف تم نقل الفلسفة اليونانية!! و ماذا عن تراث الأمم !! و لماذا ذكر الخالق الصحف في القران!! و هل الصحف هي الحجر و العظام ؟؟
و قول البخاري و غيره ينقضه ما قال به إبن جزي في التسهيل لعلوم التنـزيل و إن زعم أن القران كان مفرقا: " كان القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفرقا في الصحف و في صدور الرجال فلما توفي جمعه علي بن أبي طالب على ترتيب نزوله .و قالوا بأن النبي لم يخط القران , و لم يجمعه , و لم يرتبه , و لم يحدد قراأته , و أن القران نزل على سبع لهجات أو أحرف , و نزلت ايات ثم حدفت , و سقطت ايات عديدة .. و إليك الدليل:يقول البخاري : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ . شرح الحديث: أن النبي لم يقم بوظيفته و التي تعني تبليغ الوحي و أن الخالق لم يجمع كتابه كما وعد تعالى عن ذلك .
و يقول:... ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَالِمٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ .
شرح الحديث: أن النبي حسب البخاري يقول لأمته بدلا من أخذ الحديث منه : خذ القران من معاذ بن جبل و غيره. و ينقضه حديث أورده البخاري نفسه و فيه أثبت البخاري أن القران كان مجموعا كاملا عند عائشة زوجة النبي(ص )و فيه يثبت كذلك أن القران كان "مصحفا":
...أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ قَالَ إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ فَقَالَ أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ قَالَتْ وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ قَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ قَالَتْ لِمَ قَالَ لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ قَالَتْ وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا وَلَوْ نَزَلَ لَا تَزْنُوا لَقَالُوا لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ قَالَ فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَ السُّوَرِ .
و هذا الحديث طافح بالتهكم و إستفزاز القران و التناقض و المرض و هو أخطر من السيدا.
و فيه أثبت البخاري أن القران كان مصحفا مجموعا عند عائشة . و كلام البخاري ,عن عدم جمع النبي للقران بنفسه , ينقضه إبن حزم الذي قال بأن القران كان هو هو مجموعا مرتبا بواسطة النبي محمد(ص) الذي لم يدع جمعه و ترتيبه لأحد من أمته:قال في الإحكام : " فلم يمت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلا والقرآن مجموع كما هو مرتب لا مزيد فيه ولا نقص ولا تبديل :الإحكام "ص492.وكتاب الله تعالى هو القرآن بإجماع الأمة ، وقد سمى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم المصحف قرآناً ، والقرآن كلام الله تعالى بإجماع الأمة ، فالمصحف كلام الله تعالى حقيقة لا مجازاً ويسمى المستقر في الصدور قرآنا ونقول إنه كلام الله تعالى " ص 566 نفس الكتاب.
و هذا القول ينقض أن القران لم يكن مصحفا مجموعا بواسطة النبي عليه السلام.
كما قال إبن حزم تعليقا على الاية القرانية :إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}القيامة : وهذه الآية تبين ضرورة أن جمع القرآن كما هو من ترتيب حروفه وكلماته وآياته وسوره حتى جمع كما هو فإنه من فعل الله عز وجل وتوليه جمعه أوحى به إلى نبيه عليه السلام وبينه عليه السلام للناس فلا يسع أحدا تقديم مؤخر من ذلك ولا تأخير مقدم أصلا .
و يقول البخاري عن نزول القران على سبعة أحرف ما يلي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ .
شرح الحديث:أن جبريل يغير ما يوحيه الخالق تعالى و أن القران كتب متعددة و مختلفة اللهجات.
و يقول إبن حجر عن إبن بطال:" لا نعلم أحدا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة لا داخل الصلاة ولا خارجها ". و قال البقلاني : يحتمل أن يكون النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " هو الذي أمر بترتيبه هكذا . ويحتمل أن يكون من اجتهاد الصحابة . و جاء في فتح الباري:"يروي أحمد والنسائي والترمذي والحاكم عن ابن عباس : قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المبين فقرنتموهما بهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبعالطوال ؟ فقال عثمان : كان رسول الله كثيرا ما ينزل عليه السورة ذات العدد فإذا نزل عليه الشئ ء يعني منها ء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا . وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وبراءة"من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بها فظننت أنها منها وقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها ".
و كما ترا فهي أقوال متناقضة و هي تقول بأن النبي ترك القران بدون جمع و ترتيب, و لم يوضح لأمته موضع الايات و ترتيب السور ,فقام الصحابة بذلك بدلا منه (ص) من جهة و تقول بأن النبي كان يشرف بنفسه على جمع القران و ترتيب سوره. و هذا يعني أن النبي رتب القران و أنه تركه بدون جمع و ترتيب ..يحتاج لتدخل البشر في تنظيمه و جمعه,و هذا تناقض و هراء .
و يحكي البخاري حديثا يعارض ما أورده بنفسه قَالَ مَسْرُوقٌ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي .و هذا الحديث ينفي أن يكون النبي قد مات و لم يبين موقع سورة التوبة. و يدل على أن القران كان مجموعا, كاملا, محفوظا. وروى الطبراني ، وابن عساكر عن الشعبي ، قال : " جمع القرآن على عهد رسول الله - ص - ستة من الانصار : أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد وكان مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاث ". و هذا حديث يقول بأن من جمع القران هم ستة و الرسول على قيد الحياة..و لكن لماذا الحديث عن مصطلح جمع القران في عهد النبي ! و هل إحتاج النبي الى جمع القران و هومغروس في قلبه, و محفوظ في قلوب الالاف ,و مكتوب مجموع في بيته و بيوت المسلمين ,و موجود بين أيدي أهل الكتاب و المنافقين..أم فقده النبي (ص)!! حتى يجمعه الستة!
وهذا الحديث ينقض حديثا رواه مسلم :..قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم.
و هذا الحديث يثبت أن القران كان مجموعا مكتوبا موجودا في كل البيوت. و في نفس الوقت يثبت أن الدين لن يكتمل سوى باتباع جعفر و عباس و عقيل.. و هو الشيء الذي رفضه أهل السنة, فصنعوا حديثا جعلوا سنتي مكان عترتي. و أصبحت السنة أ و العترة مصدرا مكملا للدين.
و لا يمكن تصديق أن مصطلح الكتاب يطلق على ما هو كامن في الصدور و الحجر.. بل على الكتاب .
و لو سألت الرضيع عن معنى الكتاب لأجابك. و يقول الذهبي بأن الذين عرضوا القران على النبي ليسوا أربعة أو ستة بل سبعة. و روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) "أنّه قد أمر عبد الله بن عمرو بن العاص بأن يختم القرآن في كلِّ سبع ليالٍ ـ أو ثلاث ـ مرّة، وقد كان يختمه في كل ليلة.رواه الدرامي و الترمذي ..و هذا يثبت تهافت حكايات أهل الحديث و أن القران كان مجموعا في عهد الرسول (ص). و يروي إبن سعد في الطبقات :"عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن . قال : فزعموا أنه كتبه على تنـزيله . قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم . قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه "
و أخرجه صاحب المصاحف : " عن الأشعث عن محمد بن سيرين قال : لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف " ، ففعل ، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام ، أ كرهت إمارتي يا أبا الحسن ؟ : قال : لا ، والله ، إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعه فبايعه ثم رجع .و هذا يعني أن القران حسب هذه الروايات لم يكن مجموعا .. و لم يجمعه سوى علي بن أبي طالب ..و حسب أقوال عديدة كان قران علي يحوي علوما ضاعت بضياعه.. كما قال إبن جزي و غيره من السنة و الشيعة. و أنه يختلف عن قران النبي محمد (ص) أضف أن هذه الرواية تقول أن أول من جمع القران هو علي و ليس أحدا آخر من الصحابة.و لكن لماذا يجمع علي القران و قد جمع حسب زعمهم و النبي لم يمت ! و هل تلقى النبي عدة قرانات !! واحد جمع في عهده و ثان بعد و فاته ..
أما الحاكم في مستدركه فقد قال بأن كتاب الله جمع ثلاث مرات:إحداها بحضرة النبي : و هذا يدل على أن القران جمع على عهده في كتاب واحد , و هدا يتفق مع ما نسبوه لإبن مسعود : أن النبي قال له : أديموا النظر في المصحف. الثانية: بحضرة أبي بكر كما روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت : و لكن ماذا كان يجمع أبو بكر و قد جمع القران في عهد النبي !! و الثالثة في عهد عثمان.
و نسبوا لعلي أنه جمع القران لأن الناس كانت تزيد و تنقص فيه.. و هو قول كاذب تماما كما هذه الحكاية:" عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء".
و من العجب أن ينسبوا للنبي :"قال الخطابي: إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أوتلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر". و هذا كلام عجيب.. أورده السيوطي في الاتقان.
و معنى هذا أن النبي يعلم الغيب لذلك فهو يعرف أن الايات التي كانت تنزل من السماء سيتم محوها فيما بعد.. و هو الشيء الذيجعله يترك القران بدون جمع..حتى يتأكد من أكذوبة الايات الناسخة و المنسوخة.. حسب زعمهم, و ما فائدة نزول ايات ستمحى فيما بعد !!
و هل إستمر نزول الوحي بعد و فات الرسول !! مادام أن الله تعالى "ألهم" الخلفاء الراشدين " جمع القران!!
ولم يكفهم كل هذا و قالوا :كما جاء في اتقان السيوطي:"اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل "الغلمان والمعلمون" فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نأى عني كان أشد تكذيباً وأكثر لحناً يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً فاجتمعوا فكتبوا فكانوا إذا اختلفوا وتدارءوا في أي آية قالوا هذه أقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاناً فيرسل إليه وهوعلى رأس ثلاث من المدينة فيقال له كيف أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم آية كذا وكذا فيقول كذا وكذا فيكتبونها وقد تركوا لذلك مكاناً."و هذا الفيلم : صيغ سنوات عديدة بعد موت الرسول على يد من أراد الطعن في القران .و هنا يبدوا أن أصحاب النبي و ليس فقط من سمي بالخليفة الراشد من كتب القران ,و أن القران لم يكن وحيا منزلا محفوظا من الله تعالى , بل جادت به قلوب أصحاب النبي (ص).و هذا يناقض القران . و ماذا كان يكتب من عاش مع النبي..و أين كتبة الوحي كما زعموا ! و ماذا كانوا يكتبون ! و كل هذا الهراء ينقضه أبو بكر في الإنتصار: "الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ولا رفع تلاوته بعد نزوله هوهذا الذي بين الدفتين الذي حواه مصحف عثمان وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه أن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى ورتبه عليه رسوله من آي السور لم يقدم من ذلك مؤخر ولا منه مقدم وإن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها" و قال : ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا في موضع كذا.
و قوله هذا و إن جعل من جبريل يخاطب مجموعة من البشر يدل على ما ذهب إليه من أن القران هوهو كما أُنزل,و أن الخالق تكفل بحفظه و لم ينسخه..
أضف إلى ذلك حديثا أخرجه البخاري و فيه يقول بأن القران كان كتابا يقرأ .. و ما هو الكتاب المقروء!و أن جمعا من الناس كان يقرأ الكتاب أي القران الكريم..و هذا يعني أن القران كان موجودا في كل القلوب و المنازل محفوظا و مكتوبا يقرأ.و هذا الحديث يهدم من قال بأن الصحابة هم من كتبوا القران بعد أن ضاع بوفاة النبي.. يقول البخاري:7450 ـ ..."أن ابن عباس قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شىء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث، تقرءونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله. ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم."و إذا كان هذا القول يجرم الزيادة فيما أُنزل من السماء فلماذا قالوا بأن الصحابة إجتمعوا ليكتبوا إماماً للناس!! وا أنهم لا يكتبون آية إلا إذا وجدت عند شاهدين..و هل الشاهدين آلهة تعبد, قامت بحفظ القران في وقت نسيه الخالق تعالى عن ذلك.
و البخاري ينقض ما قال لما أورد حديثا يقول :.. عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ كُنَّا بِحِمْصَ فَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ سُورَةَ يُوسُفَ فَقَالَ رَجُلٌ مَا هَكَذَا أُنْزِلَتْ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحْسَنْتَ... "و هذا يعني أن الناس كانت تقرأ سورا لم تنزل من السماء.. و ينقضه حديث يقول فيه البخاري أن عثمان لم يفعل سوى نسخ القران الموجود عند حفصة فقام فيما بعد بتوزيع نسخه على البلدان , و إذا لم يفعل سوى نسخ عدة نسخ من مصحف النبي (ص) .
و مادام الأمر كذلك فلماذا كل هذا الهراء وا لكلام المخمور الذي ينفي أن يكون القران مكتوبا مرتبا محفوظا بفضل الخالق!و أهل الاسلام من السنة طعنوا في السور القرانية, و أول من طعن فيها البخاري.و كما نعلم و كما سنبين فيما بعد عندما سنسأل القران عن جمعه و ترتيبه... فالقران هو هو كما أنزل بسوره و اياته و كلماته و حروفه و نصبه و جره و رفعه.. كما أن أسماء السور كتبها النبي بيده كما أوحى الخالق إليه.لكن السنة يقولون أشياء عجيبة...تدل على تحديهم للخالق و إعتدائهم عليه.. و ما قالوه لا يمت بصلة للعلم أو للخوف من الله تعالى ..و هنا لا أازعم أن كل علماء الاسلام هكذا بل عرف التاريخ منذ وفاة الرسول من دافعوا عن القران و امنوا به وحده و نهلوا من علمه .
و البخاري و إن كان ليس بعالم أورد أقوالا تفصح عن عدائه للخالق!
لماذا أورد البخاري أقوالا يعرف تماما زيفها و تناقضها مع القران و طبائع الأشياء لو لم يكن في نفسه غرض تدمير الاسلام ! و هل الانسان الذي يقول بأن القران كذا و كذا نافيا ما أكده القران ..يمكن تقديسه و الدفاع عنه..أليس الأولى التبرأ منه !!
كيف يمكن تسمية سور القران , كتاب الخالق , بمسميات لم تنزل في القران الكريم , إن لم يكن من أجل إستفزاز الخالق و من يومن به ! كيف يمكن إعتقاد أن البخاري و غيره من المعتدين كان قلبه مملوءً بالرهبة و الخوف و الإيمان بالله!!اليس الإيمان هو الإلتزام بما جاء في القران!! لماذا نسم ايات القران بمسميات لم ترد في القران!!! البخاري -و غيره- له قول في ذلك, و هو بعلمه الجم برى ما لا يراه القران: فهو يقول :عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة!!! قال: التوبة ؟؟ بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظننا أن لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها.
و يقول السيوطي في الإتقان : أخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم أن"" رجلاً "" قال لابن عمر: سورة التوبة فقال: وأيتهن سورة التوبة فقال: براءة فقال: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي ما كنا ندعوها إلا المقشقشة. و جاء في إتقان السيوطي كلام عجيب, و إثبات عالم لهذا الكلام في أحد من كتبه لا يدل إلا على إيمانه به و إلا لقام بنقضه و إستنكاره... و مادام لم يفعل فهو مومن بذلك.
و هل منا أحد يزعم أن في التوراة سور كسور القران ! هل أسلوب التوراة الحالية هو عينه في القران !و هل التوراة الحالية فيها سور كما في القران !
فالبيهقي يقول نعم :روى البيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً أنها تدعى في التوراة الماثلة تحول بين قارئها وبين النار.يقصد سورة التوبة ـ راجع الاتقان.وأخرج البيهقي من حديث أبي بكر مرفوعاً: سورة يس تدعى في التوراة المعمة تعم صاحبها بخيري الدنيا والآخرة.وأخرج البيهقي عن ابن عباس أنها تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه,يقصد سورة يس.
و جاء في الاتقان :أخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: هي في التوراة سورة الملك وهي المانعة تمنع من عذاب القبر. وسورة الماعون الكافرون تسمى المقشقشة أخرجه ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى. والفلق والناس يقال لهما المعوذتان بكسر الواو المشقشقتان من قولهم خطيب مشقشق.ما هذا القوم المخمور!
ومذاهب الشيعة تومن قطعا بتحريف القران الكريم و قد صرح بدلك كبار علمائهم بدون إستحياء أو تفكر. .و أصبحت مقولات علماء الشيعة و رؤاهم مادة يعتمد عليها لنقض كلام الخالق, و شكوا في ماقاله القران من يقين تماما كالسنة, و كذبوه , و أنكروا أن يكون الخالق قد تكفل بحفظ كتابه المنزل,و أبوا إلا أن يومنوا بالصدأ . و رفضوا الشك في شكهم ,و جعلوه يقينا.
و من العجب أن يسمى من كذب بالله عالما عظيما و شيخا جليلا ! لا يأتيه الباطل و لا يمسه الجهل .
و أنتجوا ما إرتكز عليه كل مستشرق متعصب للتشكيك في الإسلام .و كان للحضور اليهودي تأثير كبير في معتقدات الشيعة فيما يخص القران ... , و لا شك في كون الغنوص و القبالا اليهودية مصدرا في صياغة الفكر الشيعي الذي أله البشر و أنسن الإله , فجعل الخالق يكذب و يخطأ بينما إتجه الى تقديس العلماء و الأئمة. فتناقلوا العلوم السرية تماما كالصوفية.و أضافوا اليهم صفات الله ,و آمنوا بالأشخاص تماما كالسنة.. التي كانت و لا زالت تعبد العلماء و الصحابة. و أعتبروهم ينابيع للمعرفة/ آلهة تسموا على الطبيعة البشرية. و لا شك في كون الشيعة مذهبا يحتفل بالبكاء و العويل تقديسا و عبادة للبشر الذي أُحيط بقداسة كبرى و عصمة ليس لها حدود.
و إذا كان السنة يقولون بأن الجماعة تحيطها العصمة فإن الصوفية قالت بعصمة الأولياء تماما كعصمة الأئمة عند الشيعة و تمام العلم عند الفلاسفة.لذلك فقد روى المسلمون حديثا يقول "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد شباب دينه" .فرأى أهل السنة ملاذا في العلماء و أصحاب النبي ,وشغل الأئمة و الأولياء فضاءً قدسيا في أفئدة الشيعة و قلوب الصوفية.و حتى يطمئن الشيعي على عقائده , و ينعم بالبكاء و ذرف العبرات , فقد رووا حديثا يقول فيه النبي (ص):"من الذي يعينني على روحه و هو معيني وولي الأمر من بعدي" فلم يبايعه أحد سوى علي. و رووا حديث الغدير:". ..إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله و عترتي.." تأسيسا للعقيدة الشيعية و تبريرا لها..و الحق أن المسلمين الأوائل لم يعرفوا قطعا مذهب السنة و الشيعة...بل كانوا مسلمين فقط يتبعون القران .. و إن كان الخلاف متجذرا حول المال و الحكم و الخلافة.و لم يعرف المسلم الاول مصدرا جديدا للاسلام غير القران ..و كان فيما بعد أن نسب الشيعة أقاويل لعلي و الرسول(ص) ,و رأوا فيما فعله أهل السنة عداءً لله و نبيه و وصيه, فقالوا بأن القران لحقه التحريف و الحذف و في ذلك أقاويل كثيرة سنقتصر على إيراد بع ض منها:قال الخـــــــــــــــميني عن الصحابة: "...فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار ـ وإلى الأبد ـ بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى. كشف الأسرارـ ألخميني ص 131.
وهذا يقول بصراحة واضحة وقوع التحريف..ولكن لماذا أشك في قول الله و أجزم بصحة وساوس الناس!! و أتخذ كلام البشر دليلا على أشياء ينفيها الخالق و الذي أنزل في كتابه "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر " و غيره كما سنرى في موضعه.
و يقول اخر: ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب ، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن ابي طالب والائمة من بعده .الصفار ـ بصائر الدرجات ص 213 .
و اقرأ ما قاله هذا الرجل:أن عثمان حذف عن هذا القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي، وأهل البيت، وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية " يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا "تذكرة الأئمة المجلسي ص9 .و يقول أحد الشيعة :" ان عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره وقال البعض إن عثمان أمر مروان بن الحكم ، وزياد بن سمرة . الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله مايرضيهم ويحذفا منه ماليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي نقلا عن كتاب " الشيعه والسنه" للشيخ احسان الهى ظهير . ص 114 .ويقول الشيعي نعمــــــــــــة الله الجزائري إن الأئمة أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من بين أيدي الناس إلى السماء ويُخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، ويعمل بأحكامه.كتاب الانوار النعمانية.
و يضيف:" الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة ، الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما،ومادة،وإعرابا ، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها " الأنوار النعمانية ص 357.قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي صلى الله عليه وسلم ، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام. وفي ذلك القرآن(قرآن المهدي) زيادات كثيرة وهو خال من التحريف.
و يقول عدنان البحراني في كتابه مشارق الشموس الدرية ص 126" الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر" يريد تحريف القران.و يقول المفسر الشيعي الكاشاني في كتابه تفسير الصافي ص 41: والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم " .و قال الطبرسي في كتابه الاحتجاج ص 155 الجزء الأول: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم " و لقد جعل الشيعة من أقوال علمائهم نصا دينيا لا يجب الشك أو الطعن فيه, و فيه تتجلى لهم حقائق الأمور.فأخفوا حقائق القران , ووجدت وساوسهم صدى في قلوب المرضى , ونمت, و إزدهرت. لقد عاش الشيعة غلوا عجيبا , قدسوا علي , و منهم من ألهه , و قال بكونه إله العالمين, و أنه في السماء. و أينع كل هذا الأمر, فقال بعضهم بأن الخالق يحل في الأئمة . و كذلك أهل السنة أعلوا من شأن علي و شأن الصحابة و ان غالوا في الخلفاء الأوائل تماما كجعل الصوفية عليا مصدرا العلم الباطن.و رأت الشيعة أن القران الحقيقي هو قران علي , و فيه أسرار الغيب الخفية , فيه ماكان , و ما يكون و ما سيكون. و جعلوا من النبي و علي أول من خلق ,و قالوا بأن جبريل عليه السلام أخطأ في تبليغ الوحي .. و نسبوا للأنبياء : أن سبب رفعتهم و سمو مقامهم كان بفضل نبوة محمد (ص) و إمامة علي و طهر الأئمة.و لست أريد دراسة عقائد الشيعة و إنما أردت فقط إبراز تأثير تقديس البشر و خطره في صياغة العقائد و لو تطلب ذلك التقول على القرآن المحفوظ و أنبيائه الكرام ..و سواء أراد الشيعة أم لا فقد طعنوا في قرآن رب العباد ,و في نبوة خاتم النبيين, و أسسوا للوحي المستمر.. و لا شك في ضلال من طعن في القران ,أو أورد كلاما يشكك فيه , و أهل السنة كالشيعة شككوا في القرآن و قالوا بأنه محرف.و لا داعي للنعيق أو سب هذا المستشرق أو ذاك..لأن من يطعن في الاسلام لم يفعل سوى إقتباس أقوال أهل السنة و الشيعة ...
و لا إختلاف عندي بين الشيعي و السني و مؤرخيهم و بين زرادشت و ماني و كتاب التلموذ..
فإذا قدس الشيعي علي ,فالسني يقدس الخليفة الأول و عمر , و إذا قال السني بفكرة رجعة المسيح و نزول المهدي و عدم إكتمال الدين, فالشيعي يتفق معه و يقول نفس الأمر و يدعمه بنظرية الامامة ...و كذلك الصوفي.و إذا طعن المسلم في الله و دينه فالشيعي يعضده و يعينه..ففرق الاسلام تعاونت على بناء الغلو في الدين و تزوير معالمه بتأسيس الأساطير الكبرى و التي إتخذت من طاعة الإنسان و عبادته فكرة تتنازعها القلوب , و تحظى بالعبادة , و تسيطر على العقائد.. و أخذت أسسها من الغنوص و التلمود ..و كيف يليق بك يا عالم ان تنتسب للعلم بدون استحياء , و بأن تزعم بانك من أهل النظر و التدقيق و البصر, و أنك تفحص العقائد و الأفكار ..كيف يليق بك كل هذا و أنت من الأكاسرة و ترسبت فيك عقائد الغنوص , و أصبحت مركزا للأسطورة!و أنت تنشد التلمود ,ترقب بعيون غادرة من يوقظك من منفاك العجيب!!كيف أمكنك أن تجمع بين القران و الشيطان يا قيصر!
قلنا بأن الشيعة و السنة.. قالوا بتحريف القران و هذا أمر معروف و مشهور , مبثوث في كتبهم , يعرفه القاصي و الداني .و كذلك طعنهم في نبوة محمد(ص) و في ذات الله و ملائكته لا يخفى على أحد اللهم إذا كان الإنسان لا يقرأ ما سماه علماء الإسلام بالكتب الصحاح في الحديث و غيرها .و المشكلة في هذا الإعتقاد سببها تقديس أهل السنة و الشيعة للصحابة و الأئمة و العلماء.
و الحق يقال أنهم يعبدونهم , و لولا هذا الأمر لسهل على الإنسان الإلتزام بما جاء في القرآن الكريم عن جمعه و كل شيء.سيقولون لا , و ألف لا .. نحن لا نعبدهم و لا نقدسهم ..و لكن أنظر الى هذا الحديث الكاذب في صحيح مسلم تحت رقم 6322 " أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً " .
فهنا أعلوا من مرتبة الخليفة الأول و جعلوه خليلا للرحمان..و القرآن يقول أن الخليل هو إبراهيم عليه السلام:"وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً "النساء: من الآية125 ..و برواية أخرى أوردها مسلم:تحت رقم 6326 عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلاً وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ " .و أترك لك التعليق. لقد قدس أهل السنة الصحابة و العلماء و الأقاويل التي نسبت إليهم . وانظر مثلا الى قول الشافعي و الذي أورده إبن الصلاح في مقدمته : ما أعلم في الأرض كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك يقصد الموطأ.فالشافعي تناسى أن القرآن هو أعظم كتاب للعلم المطلق..و عقب عليه ابن الصلاح قائلا ":وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز (البخاري ومسلم ) . وأما ما روينا عن الشافعي رضي الله عنه فإنما قال ذلك قبل وجود كتابي (البخاري ومسلم)".و البخاري كما تعلم قال : ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صحَّ، وتركت من الصحاح لملال الطول. أي أن ماذكرنا من الطعن في كتاب الله و غيره كثير, صحيح يجب الإيمان به.زد على ذلك أن البخاري إرتكب جرما بتركه الأحاديث الصحاح بسبب الطول..و الملل..و إذا فقد فقد أهل السنة الكثير من الصحيح..و مسلم يقول العكس تماما: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا ـ يعني في كتابه الصحيح ـ إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه.و بهذا الكلام ينخرم من يقدس الحديث. القدماء شغلوا بعقيدة عبادة البشر , و استجابت قلوبهم لحب ما أسموه بآل البيت و الصحابة و بموتهم إنتقل حبهم إلى قبورهم و كتب و أضرحة من أسس لحبهم و دافع عنه, فجعله دينا مقدسا. ثم أصبح الحديث المنسوب للنبي و نسائه أو لأحد ممن عاش معه دينا نزل من السماء و قولا مطلقا لا يقبل الشك .و الحقيقة أن كل ما نسب سواء للنبي و غيره يجب أن يظل بين قوسين بإعتباره نوعا من الظن ,هذا فيما يخص أحاديث مكارم الأخلاق و غيرها مما لا يمس الدين بسوء و حتى مع إتفاقها مع القران فلا أحد يستطيع أن يثبت نطق النبي و غيره بها , و في حالة إثبات نطقه بها و هذا مستحيل فلن تكون مصدرا للدين.أما الأحاديث و الأقوال الطاعنة في الله وقرانه و أنبيائه فلا شك في لزوم الفرار منها و الإقرار بضلال من قال بها و أثبتها في كتبه كحقائق و مسلمات إيمانية أراد بها الأعتداء على الله تعالى.و كان للنزاع حول السلطة و المال..في تاريخ المسلمين أكبر الأدوار في صنع إديولوجيات متعددة و جدت في وضع الحديث و إخراج الآيات القرآنية عن سياقها أسلوبا جديدا في الدفاع عن توجهها.و لم يكن الحديث منظما في البداية , لكن ما لبث أن أخذ طريقا آخر على يد علماء الاسلام بحيث سيعلنون فيما بعد أن الحديث مصدر من مصادر الدين.
و كان الشافعي أحد من قلب معالم الإسلام في أذهان المسلمين . لقد نادى الشافعي عاليا بأن الحديث من الدين و نهض المسلمون و غيرهم يخدمون الدين الجديد كل حسب حاجته.فغيبوا القران و أصبح الدين وديعة عند أهل الحديث و من خالفهم فقد كفر.و الامام مالك مثلا و من عاش معه و قبله كان برى إمكان اعادة النظر في أحكام منسوبة للنبي محمد (ص) إذا بان له فضل في إعتبارات فقهية أخرى عكس الشافعي الذي قال بأن ما نسبته النسابة للرسول و حي إلهي و بالتالي يجب طاعته.و دعم ذلك أصوليا مما جعله يغلوا غلوا عجيبا أصبحت معه أقاوليل الناس المصدر الأول في مذهبه.و لدرأ تناقض و تعارض الأحاديث فقد لجأ الشافعي الى محاولة إثبات الوحدة و الانسجام بين الأحاديث المتناقضة إعتمادا على الحيل كتخصيص الحديث" أ "للحديث" ب" و أكذوبة النسخ.أي أن الإمام مالك كان أقل ضياعا من الشافعي.فقُدست أقوال الناس حتى مع تعارضها و طعنها في الدين عند السنة و الشيعة.فالشيعة كما أوضحنا في السابق تكذب بالقرآن تماما.فهي لا ترا أن القرآن الذي بين أيدينا هو عينه القرآن المنزل على النبي محمد (ص) و الدليل ليس فقط ما قال به بعض علمائهم بل ما هو مبثوث في كتاب الكافي.و هذا القول ليس بالإتهام الرخيص أو التقول على الشيعة..و نحن نتحدث هنا عن أقل فرق الشيعة غلوا في الدين .و إذا كان كلامي تقولا ماذا سنقول و نحن نقرأ ما تم إثباته في الكافي تحت باب نوادر في فضل القرآن:عن الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ أَثْلَاثاً ثُلُثٌ فِينَا وَ فِي عَدُوِّنَا وَ ثُلُثٌ سُنَنٌ وَ أَمْثَالٌ وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ .صفحة 627 ، و الحديث الكاذب يقول بضياع القرآن الذي نزل في آل البيت و في أعدائهم ..و هذا يعني فقدان العديد من السور في القرآن و إلا لماذا إثبات هذا الحديث في الكافي ! إلا للإيمان بأن آل البيت بمفهومه الشيعي هم مركز الكون.و انظر الى ما قاله هذا الأعمى: عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ ..باب فضل القرآن , الكافي.و هو صريح في ضياع سور عديدة..و بالتالي حسب الشيعة فالخالق لم يحفظ كتابه كما وعد بذلك ,و النبي لم يبلغ الرسالة ,و الدين لم يكتمل.
و قالوا أيضا في الكافي ص631:عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ ( عليه السلام ) مُصْحَفاً وَ قَالَ لَا تَنْظُرْ فِيهِ فَفَتَحْتُهُ وَ قَرَأْتُ فِيهِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَجَدْتُ فِيهَا اسْمَ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ قَالَ فَبَعَثَ إِلَيَّ ابْعَثْ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ .
قد يقول قائل نحن نتهم الشيعة و الكل يعلم بضلالها..و أن الفرقة التي لم تطعن في الإسلام هي فقط فرقة أهل السنة و الحديث و الجماعة .و هذا كلام باطل كما أوضحنا فيما سبق و فيما يلي أدلة أخرى على طعن هذه الفرقة في دين الله تعالى.جاء في البخاري أن النبي(ص) ينسى القران و هذا أعظم افتراء على الرسول لم يقل به الشيطان. قال البخاري في باب نسيان القرآن:5090 ـ ... عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ " يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً مِنْ سُورَةِ كَذَا ".و كرر هذا الحديث مرة أخرى ليقول أن الرسول كان ينسى الوحي و يذكره الناس. و قال في حديث آخرـ5093ـ عالم أهل السنة و الجماعة البخاري:
ما معناه أن النبي كان يقرأ الناس نفس السورة بكلمات مختلفة لأن القرآن نزل على سبع لهجات كما قلت في السابق ,و رد الشيعة في الكافي على هذا الحديث بما يلي: ... عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَقَالَ كَذَبُوا أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ لَكِنَّهُ نَزَلَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ الْوَاحِدِ . الكافي كصحيح البخاري و إن قال السني ضل الشيعي يقول له الشيعي بل أنت الشيطان.و حديث السبعة أحرف متناقض كما أوردنا فيما سبق و أنظر الى التناقض الذي أورده صاحب:كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال .قال عن النبي:3074- أتاني جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءني الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا.
دع عنك تناقض هذا الحديث و انظر فقط الى من يأمر النبي بتغيير عدد الحروف في قراءة القران لأننا سنحتاج لهذا الأمر و نحن نقرأ ما يلي:.3075ء أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل استزده، فقلت زدني، فقال: اقرأه على حرفين، فقال ميكائيل استزده، فقلت زدني، فقال: اقرأه على ثلاثة أحرف فقال ميكائيل: استزده، فقلت زدني، كذلك حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأه على سبعة أحرف كلها كاف شاف.إنها السينما ! أليس كذلك !و انظر الى هذا الحديث:3105ء قال لي جبريل: إن أمتك يقرأون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه.
و أترك لك التعليق. و يضيف البخاري أن النبي كان يسقط الآيات .. لولا أن ذكّره أحد الرجال:5096 ـ عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ " يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا ".
و أضاف عالم السنة "الجليل "في حديث آخر متهكما و ساخرا من الرسول(ص):5103 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رضى الله عنه قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " اقْرَأْ عَلَىَّ الْقُرْآنَ ". قُلْتُ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ " إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ".وقال السيوطي في كتاب :الدر المنثور في التفسير بالمأثور : أخرج ابن أبي حاتم والطبراني والدارقطني والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري. قال: فمشى وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد، فأخرج احدى رجليه من أسكفة المسجد، وبقيت الأخرى في المسجد. فقلت بيني وبين نفسي: نسي ذلك.. فأقبل علي بوجهه فقال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت {بسم الله الرحمن الرحيم} قال: هي هي... ثم خرج".
و هنا كما ترا فهم يستفزون النبي بعد أن جعلوا منه صبيا لا يعرف بماذا يستفتح الصلاة وأي شيء..وينسى ما أنزل إليه فيذكره الناس.و جاء كلام عجيب في الدر المنثور يقول السيوطي: و هذا الكلام و إن لا تربطه رابطة بموضوعنا فضلت إيراده لإنه طعن في الدين و في الوحي و النبوة.
أخرج عبيد وأحمد والبخاري في صحيحه تعليقا ومسلم والنسائي والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة من طرق عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده. إذا جالت الفرس فسكت. فسكنت... ثم قرأ فجالت الفرس فسكت. فسكنت... ثم قرأ فجالت فسكت. فسكنت... ثم قرأ فجالت. فانصرف إلى ابنه يحيى وكان قريبا منها فأشفق أن تصيبه، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء، فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء، حتى ما يراها، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أتدري ما ذاك؟ قال: لا يا رسول الله قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت تنظر الناس إليها، لا تتوارى منهم".تلك الملائكة نزلت لقراءتك سورة البقرة، أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب".
و قالوا أن بسم الله الرحمان الرحيم ليست بآية قرانية و في ذلك يقول صاحب:الجامع لأحكام القرآن :
"قال ابن العربي ويكفيك أنها ليست من القرآن اختلاف الناس فيها، والقرآن لا يختلف فيه والأخبار الصحاح التي لا مطعن فيها دالة على أن البسملة ليست بآية من الفاتحة ولا غيرها إلا في النمل وحدها. "و قد أورد مسلم حديثا في صحيحه حيث ذكر سورة الفاتحة بدون بسملة.أي أنه أسقط آية قرآنية.و أورد صاحب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال حديثا تحت رقم 4046 - عن ابن جريح قال: بلغني أن بسم الله الرحمن الرحيم لم تنزل مع القرآن، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتبها حتى نزل: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، فكتبها حينئذ، قال: ما بلغني ذلك ما هي إلا آية من القرآن.و أورد السيوطي في الدر المنثور ما يناقض ما ذهب إليه القوم في البسملة:أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم} فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقضت.أي أن البسملة تنزل من السماء تماما كباقي الآيات.
و أضحوكة الزيادة و النقصان في القرآن الكريم تحدث عنها الكثير من العلماء...و إختلاف القراآت حسب زعمهم وجه من وجوه التحريف, و هم يومنون بهذا الأمر فما عليك سوى قراءة ما يكتبوه و اسأل ان شأت من تثق في علمه من أصحاب اللحى و السراويل القصيرة.هذا إذا ما استثنينا ما قال به العجاردة ...بخصوص القران.
إن الأمر لخطير هنا و ما يزيد خطورته و -قد أكون مخطئا -أن إكتفاء الناس بما يقوله علماؤهم بحسن النية ...لأمر ليس بالهين. لأننا أمام موضوع إستثنائي , يستوجب نظرا إستثنائيا,نقدا إستثنائيا , دفاعا إستثنائيا,و حضور العقل بشكل إستثنائي..لسنا أمام "الإلياذة" و"الأوديسيا". و لسنا أمام مشكلة الشعر الجاهلي و من قال حقا هذا الشعر أو ذاك ..بل نحن أمام كتاب الخالق و الذي طعن فيه السنة و الشيعة.فإذا تناولت كتابا في الحديث و علوم القران و التفسير..فستلاحظ فرقا شاسعا بين ما يقوله عن القران و ما يقوله القران عن نفسه, و ما يقوله القران عن نفسه سنعرض له في الختام.
قيل مثلا أن عائشة قالت و هم كاذبون في ذلك: " أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (ص) في مائتي أية ، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن " ,الدرّ المنثور 6 : 56 ، الاتقان 3 : 82 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، تفسير القرطبي 14 : 113 .وهم علماء أهل السنة كما ترا.
وقيل و هو كذب محض :" أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم " ـ الاتقان 3 : 82 ،مسند أحمد 5 : 132 ،, الدر المنثور 6 : 559 . السنن الكبرى 8 : 211 المستدرك 4 : 359 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111.و هم علماء السنة كما تعلم.
و قالوا و هم كاذبون عن عائشة :نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها".
و قال القرطبي في تفسيره لسورة التوبة أن عدم إبتدائها بالبسملة يعود لفقدان العديد من آياتها فسقطت البسملة كذلك.
و قالوا بأن القرآن كان يحتوي على سورة الخلع و الحفد. و رووا أنّ :"أنْ جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة " و "لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم" و "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" و "أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا". أنها من القرآن ضاعت بضياع سورها أو بنسخها أي محوها و رفعها.
و قال السيوطي:قال أبوعبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: ليقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر. وقال: حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ على أبي وهوابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى.قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
و نسبوا للرسول أنه قال أن ما يلي من القرآن : لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه سأل ثانياً، وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره.و قال السيوطي في الإتقان:النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه .
: قالت عائشة: كان فيما أنزل عشر مرضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات.فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ في القرآن. وحسب هذا الزعم فالقرآن ناقص محرف.
و جعلوا من النسخ بوابة للتلاعب بالقرآن بحيث قال الشافعي كما أورد السيوطي: حيث وقع نسخ القرآن بالسنة فمعها قرآن عاضد لها وحيث وقع نسخ السنة بالقرآن معه سنة عاضدة له ليتبين توافق القرآن والسنة. و هذا قول كبير ! لا يفقهه السنة.
من الواضح تماما لكل إنسان عاقل يتدبر القرآن أن أهل الإسلام طعنوا في القران و النبوة . لقد عادوا يعيشون كما كان أجدادهم قبل بعثة النبي محمد(ص) طبقا لما حدده الشيطان.لقد بايعوا الشيطان و ظلت بيعته في عنقهم لن يتخلوا عنها أبدا و سيظلون على و لائهم له.
مضت قرون طوال و أهل الاسلام يبنون الخرافة حول الصحابة و العلماء و الروايات الكاذبة , و الشيطان من فوق كمرشد سياحي في دنيا الكفر يطل هنا و هناك نافثا في نفوسهم و حيه الإبليسي.يقنعهم بأنهم الفرقة الناجية صاحبة الحق و ما عداها ضلال يجب قطع رأسها بالسيف لدخول الجنة.لقد نادوا برفع التكاليف و التحلل من أوامر الشرع و إتباع الشيطان و دعوا الى الحياة في رحاب العنف و الإرهاب و عاش الجهل السعيد قويا صارخا و تناقلوه في أرجاء العالم و أصبح ركنا دينيا يحرم المساس به.و عاد الضياع ينسج خيوطه من جديد و في و سطه نشأ أهل الحديث و الشيعة و الصوفية..و أبى العلماء إلا أن يتولوه بالحفظ و التلقين و التقديس و يرهبوا خصومهم نكاية بهم , و كيف لا و قد نشؤوا في حضانة الغلو في الدين و غذاهم اليهود و غيرهم بالثورة على الوحي المنزل.و هم العلماء و حدهم , و هم الأئمة العارفين بكل شيء .و الشيطان تنبه الى ضلاله وهم لم يتنبهوا بعد و سيخطب في المضلين يوم القيامة:وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ".
وفي النهاية سأدعك مع هذه النكتة : عن الضحاك بن مزاحم قال: مر ابن عباس بقاص فركله (الركل: الضرب برجل واحدة) برجله فقال: أتدري ما الناسخ والمنسوخ؟ قال: وما الناسخ والمنسوخ؟ قال: فما تدري ما الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال:هلكت وأهلكت.رواه الطبراني في الكبير.