ولا تأتني مثل برق عنيف
تزعزع لوز الهوى في ذراي
ولا تدخرني
لتكسرني مثل ضوء
تشبث ليلا بروح المرايا
ولا تتئد كي تمر خيولي محملة بالصهيل
مطهمة بالحكايا.
ولا تنتثر مثل طفل الغمام
ولا تندثر مثل ظل الزوايا
ولا تنتحل للرواة مجازا
فلن يستطيعوا
وان حاولوا أن يزوروا مجازي
ولا أن يجاروا خيولي
ولو ركضوا باتجاه الحجاز
ولن يستطيعوا امتشاق البروق
التي في عروقي
ولا ان يذوقوا الحتوف
التي في حروفي
ولو شرقوا بانكسار الزجاج.
ولا تلحق اللوم بي
فلست انا من يلام
فلم أحرق الزرع ليلا
ولم أعبر الكرم سرا
ولم أنثر الملح فوق الطعام
ولم أشرب الشري سهوا
ولا عثرت رجلي بذاك الحطام .
تلوم غزالا عطا ذات صبح لخضر الدوالي؟
تلوم هزارا شدا واستدار
لتورق سوسنة في الخيال؟
تلوم كمانا رنا وتغنى
و سرب ظباء عطا وتمنى
لكي ينزل الغيم رهوا
وتأتي إليك الحقول ضياء وزهوا
وتغشى سماك الثريا
فتنبت بعد الدجنة صفوا.؟
تلوم ربيعا سرى بعد موت
فأحيى الزروع
تلوم رياحا سرت فاستبدت
بعرض البحار قلوع
تروم سيولا أتت من أعالي الجبال
فجرت صخورا
وحطت بسيل ففاحت أقاح
وحل الزمان وقد توجته الأماني زهورا؟
تلوم حروفا من الياسمين
شجاها الأنين
سرت مثل جمر وباتت مضرجة بالحنين؟