فقد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" 7 ملايين مستخدم في احصائية جديدة يرى المحللون التقنيون انها لا تشكل خطراً على أشهر موقع يجمع في صفحته 700 مليون مستخدم.
وتثير الاحصائية التي اعلنها موقع "إنسايد فيسبوك" مزيدا من التساؤلات حول إدمان التواصل التقني في وقت وصفت أستاذة علم الاجتماع شيري تركل الطريقة المحمومة للناس في التواصل من خلال شبكات "التويتر" و"الفيسبوك"، بشكل من اشكال الجنون الحديثة.
وذكرت دراسة اعدتها تركل استاذ علم الاجتماع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن هذا السلوك الذي بات مقبولاً ونموذجياً يعبر عن مشكلة نفسية-اجتماعية.
وقللت تقارير صحفية من تأثير تخلى 7 ملايين مستخدم على الموقع الذي يتواصل نموه بشكل مضطرد، فيما ذكرت ارقام جديدة عن تخلي مائة الف مستخدم عن الموقع في بريطانيا مؤخرا.
وقال متحدث باسم "فيسبوك" "نحن نرى بين وقت وآخر حكايات عن فقدان الموقع مستخدمين في مناطق من العالم.. وبعض هذه التقارير تستخدم بيانات مأخوذة من أداتنا الإعلانية.. التي توفر تقديرات كبيرة للغاية حول الإعلانات على الموقع والتي لا تشكل مصدراً لمعرفة النمو الفعلي والحقيقي لمستخدمي الفيسبوك".
وأشار موقع "إنسايد فيسبوك" إلى ان الوضع في المكسيك سار باتجاه معاكس بعد أن انضم للموقع قرابة مليون مستخدم، إلا انه اعتبر إن التباطؤ الذي يشهده الموقع في أميركا الشمالية يثير تساؤلات حول ما إذا الموقع وصل إلى كل المستخدمين الذين يمكنه أن يصلهم في تلك القارة.
ولفت "إنسايد فيسبوك" إلى ان التراجع في الشهر الماضي يعد أول مرة تشهد فيها الولايات المتحدة خسارة للمستخدمين النشطين على موقع فيسبوك منذ عام كامل، بينما شهدت كندا فترات زيادة وتراجع خلال العام نفسه.
ووصل عدد مستخدمي فيسبوك في يونيو/حزيران الحالي إلى 687 مليون مستخدم، غير ان معدلات النمو أخذت تتباطأ مؤخراً، حيث انضم للموقع في مايو/أيار الماضي 11.8 مليون مستخدم، بينما كان الرقم في أبريل/نيسان الماضي 13.9 مليون مستخدم، ونحو 20 مليون مستخدم في كل شهر من الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.
وسبق ان وصفت أستاذة علم الاجتماع شيري تركل الطريقة المحمومة للناس في التواصل عبر الإنترنت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كـ "التويتر" و"الفيسبوك"، بشكل من اشكال الجنون الحديثة.
وذكرت دراسة اعدتها تركل استاذ علم الاجتماع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن هذا السلوك الذي بات مقبولاً ونموذجياً يعبر عن مشكلة نفسية-اجتماعية.
وتسبب كتاب تركل، الذي نشر في بريطانيا، بضجة كبيرة في الولايات المتحدة، التي تشهد اقبالاً شديداً على شبكات التواصل الاجتماعية، وقد بات يشكل هاجساً أميركيا.
وتقوم أطروحة تركل على فكرة أن التكنولوجيا تهدد بأن تهيمن على حياتنا وتجعلنا أقل إنسانية، وأنه وتحت شعار "التواصل بشكل أفضل"، فإن هذه الشبكات تزيد من عزلة الناس، عبر ادماجهم في عالم افتراضي متخيل، وليس في عالم انساني حقيقي.
وثبت أن موقع "فيسبوك" ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى لا تحمل خطورة ممكنة على الأطفال والشبان الصغار فحسب، ولكنها أيضا سبب رسمي لنهاية واحدة من بين كل خمس زيجات في الولايات المتحدة.
هذا الرقم أكده المحامي الأميركي في مجال الطلاق آلان مانتيل رئيس الأكاديمية الأميركية لمحامي العلاقات الزوجية في نيويورك.
وقال مانتيل "إن مواقع غوغل وفيسبوك وماي سبيس وتويتر تجعل من السهل على الشريك أن يثبت الخيانة".
واضاف "إن معدل الطلاق في حد ذاته لم يتغير بشكل لافت للنظر. فالناس دائما غير مخلصين".
وتوجد هناك حالة من بين كل حالتي زواج في الولايات المتحدة تنتهي بالطلاق.
وكشفت دراسة أخيرة قامت بها الأكاديمية إن من بين حالات الخيانة المكتشفة من خلال وسائل الإنترنت، 66 في المائة ثبتت من خلال فيسبوك و15 في المائة عبر ماي سبيس، و5 في المائة خلال موقع تويتر، والـ 15 في المائة الباقية عبر مواقع أقل شهرة.
وحتى بعض المشاهير قد وقعوا ضحية الشبكات الاجتماعية، كما أثبتت التقارير أن نجمة مسلسل "زوجات يائسات" إيفا لونغوريا قد رفعت قضية للطلاق من زوجها لاعب كرة السلة المحترف توني باركر، الذي اكتشفت أنه كان على علاقة حميمة عبر "فيسبوك" بامرأة أخرى.
وقالت فيفيان ريدينج المفوضة الاوروبية المسؤولة عن الاعلام ومجتمع المعلومات في كلمة في يناير/ كانون الثاني الماضي حددت فيها مخاوفها "لا يمكن أن نتوقع أن يعطي المواطنون ثقتهم لاوروبا اذا لم ندافع عن حق الخصوصية".
وقالت أمام البرلمان الاوروبي "أصبحت مواقع مثل فيسبوك وماي سبيس وتويتر تحظى بشعبية كبيرة لاسيما بين الشباب".
والنقاش حول الخصوصية بدأ مع الانترنت ولكن النمو الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي والقلق المتزايد بشأن التأثير الذي قد يكون لها على التفاعل الاجتماعي زاد من حدة النقاش في الاشهر الاخيرة.
وأضاف الفيسبوك وقودا لهذا النقاش عندما رفضت الشركة في أن تدخل تعييرا جوهريا على اعدادات الخصوصية مما يجعل البيانات الشخصية الخاصة بالافراد متاحة بدرجة أكبر من العلانية فعليا ما لم يغير المستخدمون اعدادات البيانات بأنفسهم.
وشرح مارك زكربرغ مؤسس الفيسبوك الخطوة قائلا ان السلوك الاجتماعي تبدل نتيجة للانترنت وان الخصوصية ليست الان كما كانت قبل ستة أعوام.