أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن قطاعات صناعة الأجهزة المحمولة والألعاب الإلكترونية، لديها القليل من المخاوف من الثورة الحاصلة في الأجهزة اللوحية. لكن يتوجب على قطاعات تصميم وإنتاج قارئات الكتب الإلكترونية، ودفاتر الإنترنت «نتبوك»، والكومبيوترات المحمولة (لابتوب)، التحلي بمزيد من الحذر.
وقد قامت هيئة الأبحاث «ريزولف ماركت ريسيرتش» بتفحص مشتريات الأجهزة الاستهلاكية الجوالة واتجاهاتها في يوليو (تموز) من العام الماضي، وفي الفترة الأخيرة أيضا، فوجدت أن نحو 53 في المائة من المستهلكين لا ينوون شراء قارئ إلكتروني إثر قيامهم بشراء جهاز لوحي، كما أن 42 في المائة لا ينوون شراء «نتبوك»، أو لابتوب، بعد حصولهم على جهاز لوحي. وهذه زيادة في الفئتين معا، عما كان عليه الوضع قبل سنة.
وتقول إليان بي كولمان، كبيرة الباحثين في «ريزولف»: «نعتقد أن الأجهزة اللوحية ستسد الحاجة إلى القارئات الإلكترونية، لكننا نعتقد أننا بحاجة أيضا إلى جهاز فريد واحد خاص بالقراءة».
* تنافس القارئات واللوحات
وبين إحصاء مفاجئ في نتائج البحث هذا أن ألعاب الأجهزة اللوحية لا تقوم باقتحام ميدان أجهزة الألعاب عموما أو تلك المحمولة منها، «فالأجهزة اللوحية تتيح ممارسة جميع أنواع الألعاب، كما أن الألعاب العرضية هي في طريقها إلينا قائلة لنا إنها مسلية وتشكل نوعا من الترفيه الفريد. لكن الممارسين المتمرسين بالألعاب لا يمكنهم ممارسة ألعابهم المفضلة على الجهاز اللوحي»، وفقا إلى كولمان.
ويبدو أن أجهزة القراءة الإلكترونية ودفاتر «نتبوك» تكافح للبقاء في العصر الذي تلا الأجهزة اللوحية. ومثال على ذلك فإن قارئات «إريفر ستوري إتش دي» صممت في محاولة لمزج مميزات مثل الشاشات العالية الوضوح والتحديد (768×1024)، مع برامج «مايكروسوفت أوفيس»، وإتاحة الدخول إلى كتب «غوغل» لتمييز ذاتها عن القارئات الإلكترونية الأخرى، مثل «نوك تاتش»، أو «كيندل» غير القابلة للقرصنة والاختراق. وكانت الشركات الصانعة لدفاتر «نتبوك» مثل «إيسر»، قد وجهت بشكل متزايد جهودها نحو الطابع اللوحي. ومع رغبة الناس في الحصول على جهاز جوال واحد، فإن خيارات الأجهزة الكبيرة التي لا تقوم سوى بمهمة واحدة، شرعت بالانحسار.
* شعبية الأجهزة اللوحية
لكن أصحاب الأجهزة اللوحية لا يستطيعون الحصول على ما يرغبونه بشكل كاف كما يبدو، فقد وجدت «ريزولف» أن 24 في المائة من مالكي الأجهزة اللوحية حاليا يملكون في الواقع اثنين أو أكثر من الأجهزة اللوحية، كما يتوقع نحو 70 في المائة من هذه الأجهزة امتلاك عدة أجهزة خلال العام المقبل.
ويقوم نحو 57 في المائة من الناس باستخدام أجهزتهم اللوحية، إما جزئيا أو بشكل كامل، للنشاطات المتعلقة بالأعمال، بحيث شرعت تحتل الحيز الذي كانت تشغله سابقا دفاتر «نتبوك» وأجهزة اللابتوب. وتستخدم الأجهزة اللوحية غالبا كشاشة ثانية لأغراض القراءة ومراجعة المستندات، وتصفح الشبكة، والكشف على البريد الإلكتروني.
«عندما تكون هناك تطبيقات يمكنها إنتاج جداول حسابية (سبريدشيت)، مع العمــل مع الوثائق والمستندات، بدعم سحابي، فإنه يجري التخلي عن اللابتوب بمعدلات أسرع»، استنادا إلى كولمان. لكن في ما يتعلق بالقارئات الإلكترونية، فإن ديريك فيليبس مدير التسويق في «فريسكايل كونسيومر» يعتقد أنها لا تزال ضمن سياق اللعبة، ولم تخرج منها. و«فريسكايل سيميكوندكتور» هي صانعة المعالج الموجود في «إريفر إتش دي ستوري» والقارئات الأخرى.
ويتابع فيليبس قائلا: «نعتقد قطعا أن ثمة سوقا للتعايش مع جميع الأجهزة، فلا تزال القارئات من أفضل أجهزة القراءة، وتطبيقها الوحيد الذي يعمل بصورة أفضل هو لمطالعة القصص والروايات»، ليس لأن الأجهزة اللوحية لا تستطيع القراءة، بل لأنها لا تقوم بهذه المهمة كما ينبغي.
ويمضي فيليبس في حديث لمجلة «وايرد نيوز» الإلكترونية أن سوق القارئات لم تحلق فعلا، إلى أن أعلن عن «آي باد». واستنادا إلى الدراسة، فإن عدد مالكي القارئات مستمر في الارتفاع. فشاشاتها الفريدة الصديقة للقراءة مستمرة، وحياة بطارياتها الطويلة هي ما تميزها عن أبناء عمومتها الزاخرة بالمهام ذات الشاشات البلورية السائلة (إل سي دي)، التي تحفظها من الانقراض. لكن «إذا ما أصبح بالمقدور مكاملة هذه الشاشات مع الجهاز اللوحي، فقد تختفي قارئات الكتب الإلكترونية»، كما يقول فيليبس.
وعلى الرغم من أنها تبدو شبيهة بالقارئة الإلكترونية، فإن الاهتمام بدفاتر «نتبوك»، وأجهزة اللابتوب بات يقل ويضمحل، وأضحى الأمل معقودا على التحسينات الجارية في اللوحيات وابتكاراتها، لتقرير ما إذا كان بإمكانها أن تلبي حاجات الأجهزة الأولى.