لغة الأطفال المبتكرة بين مسؤولية العائلة والمدرسة * - أ. د. أنور طاهر رضا

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاس المقدمة :
كان العرب الأوائل يتعلّمون اللغة على السليقة ، وكان منهم الخطباء والشعراء وأهل الأقوال المأثورة . وكان الشعراء منهم يقفون في سوق عكاظ ، يؤلفون في الحال ويلقون عشرات الأبيات من الشعر عن ظهر قلب ، وهم لا يعرفون القراءة والكتابة . وكانوا قد ألّفوا خير ما ألّفوا من قصائد شعرية في هذه الفترة العصيبة . ويكفيهم فخرا أن المعلّقات السبع ألّفت في هذه الفترة بالذات . فما احتاجوا إلى قواعد اللغة ، فالقواعد تضيّق النفوس والآفاق ، وهم أهل الصحراء الشاسعة . فلم يضيّقوا نفوسهم بهذه الشروط والقوانين والمحدّدات ، وما كان لهم أن يفعلوا ذلك ، وما وجدوا أنفسهم بحاجة إليها . وإذا ما أراد الحضّر منهم أن يعلّموا أولادهم فصيح اللغة أرسلوه إلى البادية ليتعلّم من أهلها أحسن الكلام وأفصحه وأبلغه . وكان نبيّنا محمّد (ص) بين من أرسل إلى البادية ، فتعلّم اللغة على خير وجه . وقد انعكس ذلك على أحاديثه وكانت قد سبكت خير سبك . وما هذه الأحاديث المسبوكة إلا خير دليل على فعّالية مثل هذه الطريقة من التعلّم .  
وبفضل نشر الإسلام إلى العالم احتكّ العرب بغيرهم من غير العرب . لقد دخل إلى الإسلام أول ما دخل من غير العرب العجم . ولأن العربيّة ليست لغة أمهات الأعاجم فقد لقوا صعوبة شديدة في تعلّمها . فأرادوا أن يحصروا كل ما يقال من فصيح اللغة بقوانين وقواعد محدّدة لأنهم أهل حضارة ساسانية سابقة . لم يكن للعرب عهد بهذه القوانين والقواعد التي ما فتأت تنتشر حتى أضحت لها مدارس مختلفة . وليس من غريب الأمور أن يكون فطاحل قواعد اللغة العربيّة من غير العرب .
لقد تغيّرت الأمور كثيرا نتيجة هذا الاختلاط بسبب الإسلام الذي ساوى بين العربي وغير العربي وجعلهم كأسنان المشط يشدّ بعضهم أزر البعض الآخر لقد اعتنقت الإسلام قوميات أخرى غير العجم . ولأن الإسلام دين المساواة فتزاوج المسلمون من قوميّات شتى ، وأضحى بمرور الأيام من غير العرب من هم أهل الحول والصول ونتيجة لهذا الاختلاط فقد لكن العرب كغير العرب . وهم يعيشون اللكنة اليوم كغيرهم من غير العرب . وظنّوا أنهم إنما يقوّمون ألسنتهم كغير العرب بقواعد اللغة . فخاب ظنّهم ، واصبح العرب كغير العرب ، وحتى أكثر لكنا من غيرهم في بعض الحالات . 
واليوم تعطي أهمية خاصة لتعلم قواعد اللغة في التربية والتعليم في كثير من الدول العربية . وفي واقع الحال إن تعلم قواعد اللغة صعب وخاصة بالنسبة للأطفال . والقواعد بحد ذاتها لا تعلم اللغة ، بل تعزف الأطفال عن التعلم . إنها تحدّد كل شئ بقوانين لا يجوز الخروج عليها البتّة . وأينما كانت القوانين كان الابتكار محدّدا إلى درجة كبيرة . كما يمكن تعلم اللغة بشكل صحيح بدون تعلم قواعد اللغة . ومثال ذلك أن الأطفال إنما يتعلّمون لغة الأم بدون أخذ دروس خاصّة في القواعد .

ولقد أن الأوان أن نتساءل : من المسئول عن هذا الإهمال الواضح للقصص ؟ ماذا يقع على أولياء الأمور من واجبات تجاه قصص الأطفال ؟ ما دور المعلم في ذلك ؟ ما هي واجبات الطالب في هذا الخصوص ؟ كيف يمكن أن نجعل من هذه الوسيلة أداة تربوية تحقق الابتكار في أوج ذروته ؟
 
مسؤولية العائلة تجاه قصص الأطفال
تقع المسئولية الأولى في تعليم قصص الأطفال وغرس محبّتها والتذوق بها والاستمتاع بجمالها على أولياء الأمور ، ذلك لأن الطفل ينشأ أوّل ما ينشأ في كنف والديه . وتبرز أهمية العائلة أن الطفل يقضي في البيت من حياته أكثر ممّا يقضي في المدرسة . يستطيع أولياء الأمور أن يقوموا بما يأتي فيما يخصّ قصص الأطفال :
 
1.    إسماع الجنين بالقصص المدعمة بالموسيقى في مرحلة الحمل
تشير البحوث إلى أن الجنين يتأثر بالموسيقى ويستجيب لها بالتحرّك داخل رحم الأم . إذا كان هذا الأمر صحيحا فإن اصطحاب رواية القصص بالموسيقى يتوقع أن يكون له مثل هذا الأثر .
 
2.    مشاهدة التلفزيون بعد الأيام الأولى ما بعد الولادة
إن التلفزيون الذي دخل كل بيت في هذه الأيّام يؤثّر في سلوك الأطفال إيجابا وسلبا . وفي كل يوم تعرض عشرات الأفلام التي تتضمّن القصص المختلفة على أن الكثير من هذه الأفلام تتضمن الشدّة والعنف وتؤثّر على سلوك الأطفال في الاتجاه السلبي . اصطحاب الطفل إلى صالة التلفزيون منذ نعومة أظفارهم أثناء عرض الأفلام ذات القيمة الأخلاقية وتجنب ذلك لدى عرض الأفلام التي تتضمن الشدة والعنف يفيد الطفل كثيرا .
 
 أضف إلى ذلك فإن التلفزيون يعرض مشاهد كثيرة تتغير بشكل مستمر . وهذا يعني أن المثيرات التي يتعرض لها الطفل أثناء مشاهدة التلفزيون كثيرة جدا بحيث لا يمكن عدها أو حصرها . ومن الجدير بالذكر أن العلاقة بين التعرض إلى المثيرات الكثيرة والابتكار واضحة كل الوضوح .
 
3.    قراءة القصص ما قبل النوم
تساهم بعض العائلات مساهمات فعّالة في هذا المجال ، فيسمعون أطفالهم قصصا مختلفة ولاسيما ما قبل النوم . وهذه العادة حميدة ، ويجب القيام بها بشكل منتظم بقدر الإمكان
 
4.    الالتزام بمبدأ الاختيار
اختيار القصص الجيّدة العلمية أو تلك التي تؤكد على جوانب الشخصيّة الإيجابية التي لا تخلو من عبر ودروس أخلاقيّة مفيد من وجهة النظر التربوية . كما أن القصص الخيالية يدعم من خيال الطفل ويوسع من آفاقه
 
5.    إبداء الآراء حول القصص
يكون من المفيد طلب إبداء رأي الطفل في القصص التي سمعها أو التي قرأها أو التي شاهدها على شاشة التلفزيون أو المسرح أو السينما . إن استفسار الطفل بين فترة وأخرى ما فهمه من دروس وعبر من القصّة أو كيف يتوقّع أن تنتهي القصة ؟ أو المقارنة بين القصص أو ما إلى ذلك إنما يستهدف تدريبه على عدم تقبّل كل شئ كما هو وتعويده على الرؤية الثاقبة في الأمور .
 
6.    إبداء الاستحسان والاستهجان حول القصص
تعويد الطفل على تذوق القصص الجيّدة وإبداء الاستحسان للكاتب وتذوّق كلّ ما هو جميل ، واستهجان ما هو غير مرغوب ، ومحاولة أخذ أسباب ذلك من الطفل نفسه ، تدريب جيد للطفل على التمييز بين الثرى والثريا . وهذه الطريقة أفيد من المنع من قراءة القصص المستهجنة بكثير ، ذلك لأن في المنع نوع من الضغط على مكروه . أما الاستحسان والاستهجان ، وتذوّق ما هو جميل ، وترك ما هو مبتذل يكون بإرادة الطفل الذي يتحمّل مسئولية الاستمرار في ذلك في مستقبل حياته عندما يكون الأبوان غير موجودين
 
7.    ارتياد السينمات والمسارح
اصطحاب الطفل إلى السينما إذا كانت تعرض قصّة جيّدة لها معان خاصّة ، وإلى المسرح إذا كان الموضوع يتضمّن رسالة أخلاقية أو علميّة أو ما إلى ذلك يفيده كثيرا من الناحية اللغوية والاخلاقية ، وينوع أخذ ما هو مفيد من مصدر مختلف . وفي التنويع تدريب جيد على الابداع والابتكار لاسيما أن ما يعرض من هذه المصادر إنما يتضمن الكثير من الابداع والابتكار
 
8. تأسيس مكتبة خاصّة بالطفل
شراء قصص الأطفال وتكوين مكتبة خاصة تتضمن هذه القصص وعدم البخل في هذا المجال بالذات ضروري جدا ضرورة التربية نفسها . تعويد الطفل منذ الصغر على تبادل القصص مع أقرانه من الأقارب أو الجيران أو زملائه في الصفّ يوسع هذه الثروة كثيرا .
 
8.    إلقاء القصص
طلب إلقاء القصص التي سمعها الطفل أو التي قرأها أو التي شاهدها على شاشة التلفزيون أو المسرح أو السينما وإن كنا مصاحبين له في كل هذه الحالات يدربه على الانتباه الجيد لكل ما يدور وما يقال في هذه القصص . ويكون الهدف من ذلك التأكد من مدى انتباهه لتفاصيل مهمّة في هذه القصص
 
9.    تأليف القصص
الطلب من الأطفال محاولة تأليف القصص بأنفسهم ، وإبداء الرأي حول هذه القصص من قبل الوالدين ، ومناقشتها مناقشة وافية يفيد الأطفال كثيرا في كتابة أفضل القصص .
 
 وظيفة المعلم تجاه قصص الأطفال
تعتبر المدرسة المؤسسة الثانية التي تساهم مساهمة فعالة في تربية الأطفال . ويشكل المعلم عنصرا مهمّا من عناصر التربية والتعليم سواء في التربية المتمركزة على المعلم أو تلك  المتمركزة على الطالب . يمكن أن يلعب المعلّمون دورا مهمّا جدا فيما يخصّ قصص الأطفال . يمكن الحديث عن مساهمات المعلمين التالية في هذا المجال :
 
1.    قراءة المزيد من القصص 
ينبغي على المعلمين قراءة المزيد من القصص والروايات . ذلك لأن على المعلم أن يفعل شيئا قبل أن يوصيه إلى الطلاب . تحققّ القراءة الغزيرة للقصص والروايات للمعلمين الفوائد التي تحققّها للطلاب . وهكذا تكمل نواقص المعلمين اللغوية . هذا ومن ناحية أخرى فهم يكونون على بيّنة من أمرهم بخصوص هذه القصص والروايات . ويستطيعون بذلك الإجابة على أسئلة الطلاب من دون أي تردد .  
 
 
2.    اختيار القصص المناسبة
توجد قصص كثيرة جيدة وأخرى مبتذلة في الأسواق . ومن هذا المنطلق يكون اختيار القصص والروايات المناسبة للطلاب ذا أهمية كبيرة . يشجع المعلم الطلاب على قراءة تلك القصص والروايات التي تستهدف إعطاء دروس وعبر أخلاقية أو حقائق علميّة معيّنة بعيدة كل البعد عن الابتذال . ومن أجل تحقيق مثل هذا الهدف ينبغي أن يكون المعلمون على علم تام بالقصص والروايات الموجودة في الأسواق . وهكذا يستطيع المعلمون أن يختاروا من بين هذه القصص والروايات تلك التي تكون لها أهداف تربوية واضحة ومفيدة من زاوية التربية والتعليم
 
3. دعم الدروس بالقصص
كما أن القصص تستخدم في دروس اللغة العربية أو الأجنبية فإنها يمكن أن تستخدم في الدروس الأخرى جميعا ومن ضمنها العلوم والرياضيات . يمكن للمعلّم أن يبدأ درسه بقصّة كتبها هو بنفسه أو من كتابات غيره  . تستخدم هنا القصة في بداية الدرس من أجل جلب انتباه الطلاب للدرس ورفع دوافعهم . أما القصص التي تروي مع مضمون الدرس فإنها إنما تعمل على نقل الحقائق العلمية من الذاكرة المؤقتة إلى الذاكرة الدائمية . وفي الفترة التي يتقدم فيها الدرس يمكن للمعلم أن يقرأ من عيون الطلاب أنهم إنما تعبوا وشتت إنتباههم . وسرد قصّة متعلقة بالموضوع سواء من قبله أو من قبل الطلاب إنما يعيد تركيز انتباههم حول الموضوع مرة أخرى .
 
3.    كتابة القصص
ومن أجل أن يكون المعلم نموذجا حسنا لطلابه فلابد أن يكتب القصص بنفسه . يقرأ هذه القصص بين فترة وأخرى لطلابه . وهكذا ترتفع قيمة المعلم في نظر طلابه .
 
4.    تقييم القصص
يستمع المعلم إلى ما يرويه تلاميذه من القصص أو يقرأها بكل دقة متناهية ويقيّمها تقييما موضوعيّا . ومن أجل رفع شأن هذه القصص فلابد من إبداء المقترحات والآراء اللازمة بهذا الخصوص . ويمكن أن تجنى فوائد أخرى في إشراك باقي الطلاب في مثل هذا التقييم بمناقشتها في الصفّ .
 
5.    تشجيع الطلاب على قراءة المزيد من القصص
يدعو المعلم طلابه إلى قراءة المزيد من القصص سواء كان في داخل الصفّ أو خارجه . ويحصل ذلك في دروس اللغة والدروس الأخرى على السواء . ذلك لأن قراءة القصص تشكّل الأساس لكتابة القصص . يطلب المعلم من طلابه أن يلخّصوا القصص التي قرؤوها بألفاظهم الخاصّة ويقرؤونها لزملائهم في الصفّ . وهكذا يستفيد باقي الطلاب من ناحية ، ويشجّعون على قراءة هذه القصص من ناحية أخرى .
6.    تأسيس مكتبة القصص في الصف والمدرسة
يؤسس المعلم في الصف والمدرسة بمساهمات الطلاب والمعلمين وغيرهم من أهل الخير مكتبة خاصة بالقصص . تضمّ هذه المكتبات القصص العلمية بجانب القصص الأدبية . ويستطيع الطلاب بذلك الوصول إلى القصص بكل سهولة ويسر متى ما شاؤا ، ويستفيدون من هذه القصص كلما رغبوا في ذلك . وسهولة المصادر إنما ترفع من الاستفادة من هذه المصادر
 
واجبات الطالب اتجاه قصص الأطفال
وبين مسؤولية العائلة والمدرسة تقع المسؤلية الأولى على الطالب نفسه . وواقع الحال أن العائلة والمدرسة إذا ما تحملتا مسؤوليتهما بشكل كامل فإنها تخلق مسؤولية كاملة لدى الطالب نفسه . يشكل الطالب في التربية الحديثة مركزا مهمّا في عمليات التربية والتعليم . وهذا الأمر صحيح أيضا في مجال القصص . يعتمد دور القصص في زيادة الابتكار على مساهمات الطلاب أنفسهم . ولما كانت قصص الأطفال تعتبر ميدانا خصبا لابتكارات الأطفال فإن الطلاب يشجعون على المساهمة الفعّالة في هذا المجالّ . تحتلّ كتابة القصص ذروة هذه المساهمات . ومن أجل تحقيق ابتكارات أكثر من قبل الطلاب في ميدان القصص لابدّ من إتّباع الوسائل التالية :
 
1.    قراءة المزيد من القصص
ينبغي على الطلاب قراءة المزيد من القصص . ويكون من المفيد جدا أن يقرر الطالب بينه وبين نفسه قراءة قصّة واحدة في كل يوم لمدة قد تستمر طول سنة واحدة على الأقل . وإذا ما التزم الطالب بذلك بالتعويض عن الأيّام الفائتة فإنه يجد نفسه شخصا آخر ولاشك في نهاية هذه المرحلة . تشكّل هذه القراءات الحجر الأساسي للابتكار . تزداد الثروة اللغوية لديهم من ناحية . إن القراءة تسبق الكتابة دائما يقرأ الطالب ويكتب ثم يقرأ ويكتب من جديد فيدعم بذلك ابتكاراته . قد يبدأ الطفل بتقليد أسلوب أحد الكتّاب . ولا بأس من ذلك فهذه بداية الطريق . وحينما يزداد تحكّما في اللغة بمرور الأيّام فإنه يشكّل لنفسه أسلوبا جديدا . حين ذاك يضيف إلى الخبرات التي يحصل عليها خياله وخبراته الشخصية فيكوّن تركيبة جديدة خاصة به .
 
2.    تلخيص القصص
ينبغي أن يلخّص الطلاب ما قرؤوه من قصص بألفاظهم الخاصة . ذلك لأن تلخيص القصص بألفاظ الطلاب الخاصّة يشكل بداية الطريق لكتابة قصصهم الشخصيّة . كما يجب حفظ هذه الملخّصات وقراءتها بين فترة وأخرى
 
3.    كتابة القصص وشرحها للآخرين
ومن أجل كتابة القصص من قبل الطلاب فلابد أن يتعلّموا كيفية ممارسة كتابة القصص . ينبغي دعوة الطلاب إلى إنتاج القصص سواء بكتابتها أو بإلقائها عن ظهر قلب . وقد يخصّص وقت خاص لذلك . إلقاء القصص عن ظهر قلب وسيلة جيّدة للتدريب على تدفق الكلام في ذلك الوقت المحدد . قد يلقي الطفل ما كتبه هو أو يلقي قصص الآخرين .
 
يعتبر تورانس (  Torrance; 1999 ) إلقاء القصص قوّة ابتكارية فعّالة ، ويعطيه مجالا بيّنا في قياس الابتكار . وكلما ازداد الأطفال من كتابة قصصهم وإلقائها على الآخرين كلما ازدادوا ابتكارا .  يمكن للمعلم أن يطلب من الأطفال الصغار وضع رؤوسهم على رحلاتهم ، ويناموا لمدة خمس دقائق ، ويتحدثوا عن أحلامهم . وخلال هذه الفترة يستخدم الأطفال خيالهم ويؤلفون القصص . إذ يمكن للأطفال أن يؤلفوا قصصهم في هذه الفترة الوجيزة بالذات . ويمكن إعطاء فترة أطول لمثل هذه النشاطات سواء في داخل الصف أو خارجه .
 
4.    تكملة القصص
تتضمن آداب اللغة العربية كما هي الحال في اللغات الأخرى قصصا وروايات كثيرة ذات قيمة أدبية عالية .  يستطيع المعلم في الصف أن يطرح جزء من هذه القصص والروايات . يطلب من الطلاب تكملة هذه القصص والروايات . وهكذا يؤلف الطلاب قصصا جديدة تنبع من ذواتهم . يقع على المعلم في هذه الحالة مسؤولية تقييم مكمّلات الطلاب . يكون من المفيد جدا هنا مكافأة الطلاب الذين أجادوا في هذا المجال ، ومناقشة كيفية تطوير ابتكارات الطلاب الآخرين . كما أنه يمكن تكملة القصص المكتوبة أو المنطوقة يمكن تكملة القصص المرئية أيضا . يمكن قطع عرض الأفلام أو أشرطة الفيديو وطلب تكملتها من قبل الطلاب . وقد تعرض هذه الأفلام والأشرطة بدون صوت ثم يطلب من الطلاب تخيل القصّة وكتابتها . قد يطلب من الطلاب خلال فترة زمنية مقدارها 20 دقيقة على سبيل المثال أن يدوّنوا ما  سمعوه أو شاهدوه من أطوار الناس والحيوانات الغريبة الملفتة للنظر .
 
5.    كتابة القصص حول مواضيع معينة
تعتبر هذه الوسيلة عكس الوسيلة السابقة . كما أنه يمكن وضع عناوين كثيرة لقصص معينة يمكن كتابة قصص لعناوين محدّدة مسبقا . يزود الطلاب في فترات مختلفة عناوين يمكن أن تكون مواضيع لقصص الأطفال . في هذه الطريقة توجّه الأفكار نحو أهداف معيّنة . تعتبر هذه الطريقة مهمة من وجهة النظر التربوية . ذلك لأن القصص التي تؤلف بهذه الطريقة إنما تخدم الأفكار التربوية والعلمية وهكذا ينتج الطلاب أفكارهم حسب حاجات تنبع من الواقع .
----
- أ. د. أنور طاهر رضا
جامعةالتاسع من أيلول
كلية التربية - ازمير - تركيا
E-mail : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 
نشر في مجلة الأبعاد الخفية – الكويت (2006) 6 ( 62 ) 18-21


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟