أهل الاعتزال قناديل الإسلام الساهرة ـ زهير الخويلدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

"lanterإن الذي لابد له من طلبه في المتكلمين مما يتكامل به علمهم بالله وصفاته وعلمهم بعدله وتوحيده وعلمهم بالنبوة والشرائع وتمسكهم بذلك"
استهلال:
يكاد يتفق معظم الباحثين في الإسلاميات على أن ما سمي بالاعتزال هو حركة عقلية رائدة تعود إلى فئة القراء الذين حفظوا القرآن في صدورهم واتبعوا المنهاج النبوي في أعمالهم وينحدر هذا التوجه من خط التوحيد والعدل وينسبه البعض إلى محمد ابن الحنفية وأبي ذر الغفاري ومعاذ بن جبل وعبد الله ابن مسعود والحسن البصري وغيلان الدمشقي وسعيد ابن جبير. بيد أن واصل ابن عطاء هو أول من جاهر بالاعتزال وحول الكلام في العقائد إلى علم عقلي ينطلق من مقدمات وأصول ويتبع مسالك وأساليب وينتهي إلى نتائج وقوانين وقد تبعه في ذلك من الطبقة الأولى عمرو ابن عبيد وزيد ابن علي وأبو عمرو عثمان بن خالد الطويل وحفص بن سالم وبشر بن سعيد وأبي عثمان الزعفراني.
غير أن الاعتزال لا يتوقف على جملة من الأسماء وعدد من الأشخاص بل هو منزع فلسفي ومغامرة فكرية حمل لواءها الكثير من الأعلام الثائرة والرجال الأحرار والعقول النيرة التي سعت إلى فهم عميق للآيات والآحاديث من أجل الإيضاح والتبليغ والرد على الخصوم بالحجج المنطقية والبينة الدامغة.

من المعلوم أن فرسان المعتزلة قد جالوا بخواطرهم وعاشوا تجربة الشك وخاضوا معارك النقد الذاتي واعتصموا بالعقل وتسلحوا بالعلم وطرحوا الأسئلة وأثاروا القضايا واقتحموا لجج عالم الافتراض والممكن وصنفوا المسائل وبوبوا العقائد وضبطوا الحدود وقربوا غوامض الكلام وغريب اللفظ وطريف المعنى وجدة الفكرة من الأفهام وشجعوا الناس على الاجتهاد ودربوا على التأويل والمقارنة والاستنباط. 
{sidebar id=6}لكن السؤال الذي يطرح هاهنا يتعلق بمدى اقتراب المبادئ الاعتزالية الخمسة المعروفة من التعبير عن روح الإسلام ويثير أيضا مشكلة الدور التنويري الكبير الذي لعبه فرسان الاعتزال في حضارة اقرأ وأسباب التواري والذبول في عصور الانحطاط والجمود وسر تعلق محاولات الفكر النهضوي الثاني في الساحة العربية الإسلامية بالمدونة العقلانية التي تركها تلامذة واصل ابن عطاء والجاحظ والعلاف والنظام ومعمر ابن عباد وبشر ابن معتمر والفوطي والاسكافي وثمامة ابن الأشرس والجبائي والخياط والزمخشري والأصم والبلخي والقاضي عبد الجبار والبيضاوي والجرجاني.
لعل أهم الإشكاليات التي مازالت تحير الباحثين وتملك وجاهة الطرح هي: عن أي عقائد إيمانية يتساءل علم الكلام؟ وما السبيل الذي يعتمده لتعليلها بالأدلة العقلية؟ وماهي الأسس النظرية والمبادئ العقدية التي بنا عليها المعتزلة تصورهم للعالم؟ وكيف كان المنهج الذي استخدموه في قراءة القرآن والحديث منهجا عقلانيا؟ ولماذا راوح أقطاب هذا المذهب مكانا وسطا بين فرق الأمة وخاصة السنة والشيعة والخوارج؟ والى مدى يحق للناهضين اليوم أن يستندوا على روح الاعتزال الجديد من أجل تحقيق الاستفاقة المنشودة؟
ما نراهن عليه من خلال هذه البحث هو الرد على الشبه المضللة والدعاوي المغرضة بخصوص إلجام العوام عن علم الكلام والعمل على الكشف عن مناهج الأدلة العقلية في عقائد الملة الشرعية.
الدفاع عن علم الكلام:
" موضوع علم الكلام عند أهله إنما هو العقائد الإيمانية بعد فرضها صحيحة من الشرع من حيث يمكن أن يستدل عليها بالأدلة العقلية، فترفع البدع وتزول الشكوك والشبيه عن تلك العقائد."
من البين أن علماء الاعتزال هم بناة حضارة قد أبدعوا ثقافة بالمعنى الواسع للكلمة وساهموا في خلق علوم نقلية ولغوية أصيلة واستأنفوا علوم صحيحة وطبيعية حركت البيئة الثقافية الإسلامية آنذاك بعد أن كادت تغرق في بحور من الركود و الظلام. إذ قلما نجد علما ناشئا لم تكن وراءه شخصية اعتزالية بما في ذلك الفلسفة والتصوف فقد عرف عن الكندي والحلاج أنهما من خرجي مدرسة الاعتزال. وقد نشأت هذه المدرسة في أواخر العهد الأموي ولكنها اشتهرت أكثر وتفرعت إلى عدة فرق في العصر العباسي ويؤصل البعض هذه التسمية الاعتزال من الآية الكريمة التي تتحدث عن سيدنا إبراهيم عليه السلام:"واعتزلكم وما تدعون من دون الله" والآية التي تروي قصة أهل الكهف:"وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله".
بيد أن هذه المشاعل المرفوعة والمنارات المضاءة عبثت بها رياح التسلط والطغيان وأطفئت أنوارها أفواه التقليد والاجترار وبالتالي تعرضت مؤلفات حكماء المعتزلة إلى الحرق والطمس وزادت السلطات من عزلة أهل الاعتزال وألبت عليهم الجمهور وصودر حقهم في الكلام على مستوى القضاء والفتوى والإمامة فسقطوا في خصومات مرهقة وأبدوا ردود أفعال أدت بهم إلى الدخول في لعبة التنافس بين سلطان القلم وقوة السيف.
إذا كان منهج فرسان الاعتزال هو استعمال العقل من أجل بيان وجاهة الدين الحق ضد تشكيك المعطلين فإنه من المشروع استعمال هذه السلطة للدفاع عن المنزع العلمي الكلامي عامة والطرح الاعتزالي خاصة وبيان رجاحة تصورات هذا الطرح وحداثته في ذاك الزمان وحاجتنا الأكيدة اليوم لمثل ذاك الجدل الخصب والمحاورة الجادة حول علاقة الدين بالحياة تصديقا لقوله تعالى:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ".
هناك عدة بواعث ومبررات ساهمت في نشأة علم الكلام لعل أهمها :العامل الخارجي وهو انتشار الإسلام في العالم والاحتكاك بجملة من الثقافات الأجنبية والتحدي الذي مثلته عدة معتقدات غريبة مما اقتضى نحت خطاب عقلاني يستوعب هذا التنوع والثراء ويوضح الدعوى ويفسر ماهو غامض ويفصل الخطاب ويرد على الخصوم. أما العامل الثاني فهو داخلي ويتمثل في وجود عدة آيات تفيد التجسيم والتشبيه بالإنسان وبروز اختلاف في الفهم ونزاع بين المفسرين مما استوجب التدقيق في التأويل والنظر إلى القصص على سبيل المجاز لا على سبيل الحقيقة والحرص على التجريد والتنزيه. ومن المفيد التذكير بأنهم"سموا مجموعه علم الكلام إما لما فيه من المناظرة على البدع وهي كلام صرف وليست براجعة إلى عمل وإما لأن سبب وضعه والخوض فيه هو تنازعهم في إثبات الكلام النفسي".
عندئذ عرف علم الكلام على "علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات" وقد اصطلح على تسميته بعلم التوحيد وعلم أصول الدين وكانت مهمته تقديم براهين عقلية على وجود الله والملائكة والرسل والكتب المنزلة والبعث والجزاء والعقاب. وعلم التوحيد الذي تحصل به السعادة الإنسانية في الدنيا والآخرة هو علم اضطراري في النفس يساعد الإنسان على بلوغ مرتبة الإيمان الكامل، وهذا الأخير "هو أصل التكاليف وينبوعها هو بهذه المثابة ذو مراتب أولها التصديق القلبي الموافق للسان وأعلاها حصول كيفية من ذلك الاعتقاد القلبي وما يتبعه من العمل مستولية على القلب." وهذا يدل أن علم الكلام يساعد المرء على الحصول على ملكة الإيمان وذلك بتحقيق الموافقة والمصالحة بين الشهادة بماهي إقرار باللسان والتصديق القلبي والعمل بالجوارح.
إن العقائد الإيمانية التي يقررها علم الكلام هي تنزيه الذات الإلهية  عن مشابهة المخلوقات وعن صفات النقص وتوحيده والاعتقاد بأنه عالم قادر ومريد ومقدر لكل كائن وموجد ومعيد وباعث للرسل ومجازى. وزاد علماء الكلام على ذلك أقوال في البعث والرؤية والثواب والعقاب وأحوال الجنة والنار والصلاح والأصلح والتحسين والتقبيح والتخيير والكسب والإمامة والجوهر الفرد والحدوث والسببية. وقد جعل علم الكلام "هذه القواعد تبعا للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها لتوقف تلك الأدلة عليها وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول." والمقصود من ذلك أن إثبات صحة هذه الفنون النظرية والعلوم الفلسفية الغاية منه هو الاستدلال على صدق العلوم الدينية والسماح بانتشار العقائد الشرعية بين الناس.
من هذا المنطلق "إذا علمت حال الفن في حدوثه وكيف تدرج كلام الناس فيه وكلهم يفرض العقائد صحيحة ويستنهض الحجج والأدلة علمت حينئذ ما قررنا هلك في موضوع الفن وأنه لا يعدوه."
غير أن اعتبار ابن خلدون نشأة الاعتزال نوع من البدعة في الدين ودعوته إلى التخلي عن خدماته بقوله:"ينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلام غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم" هو أمر في حاجة إلى تمحيص وتثبت لأنه قول يشترط انقراض الإلحاد والابتداع وترسخ العقائد عن طريق الحجج النقلية والشفاء من كل العيوب والأمراض المشخصة وهذا غير صحيح طالما أن المسلمين يعيشون زمن العولمة حالة من التحول الكبير والمخاض العسير في المعايير والقيم.
زد على ذلك هناك تنوع في النظريات وتطور في الفلسفات وظهور الكثير من البدع مثل عبادة الشيطان وما أدى إليه تطبيق بعض العلماء لمناهج لغوية لقراءة الوحي والحديث من نتائج محيرة ومناقضة للسائد مما استوجب استئناف الاجتهاد في علم الكلام وبالتالي فإن "نفي العيب حيث هناك عيب ليس بالعيب".
" إنهم رأوا أن الاعتقاد بحدوث العالم في الزمان والعناية الإلهية بالعالم في جزئياته الشخصية والمعجزات لا يمكن أن تتفق وأرسطوطاليس. ولكن مذهبا جديدا قدر له أن يكون أداة في المحافظة على الإسلام وتقاليده الفكرية في عالم العقول المستنيرة، وهذا المذهب أو النظام هو ما عرف في تاريخ الفلسفة باسم علم الكلام، كما عرف رجاله باسم "المتكلمين"، ولما كان القصد من علم الكلام أن يستخدم سندا للمذاهب الدينية فقد قام على فروض ضد الفروض الأرسطية وكان في المعنى الحق للكلمة فلسفة الدين وأقدم أنصاره هم الذين عرفوا باسم "المعتزلة" الذين أوجبوا على أنفسهم أن يبعدوا عن "الله" كل الأفهام أو التصورات التي تتنافى الاعتقاد بعدله وأن يطهروا فكرة الله من كل الأفهام التي قد تفسد بطبيعتها وحدته وعدم تغيره المطلق. وفضلا عن ذلك فهم يتمسكون في ثبات وقوة بفكرة الله الخالق العامل المعني بالعالم."
إننا نعاني اليوم من فوضى في المفاهيم واختلاط في المسائل والالتباس في المواضيع مما يستوجب إدخال أفكار الفلاسفة في العقائد ورفع التناقض بين اعتماد التقليد واستنهاض الهمم من أجل الإصلاح والسداد. على هذا النحو يمثل علم الكلام الحاضن العلمي الأول لتجربة ثبت الهوية وأحد الأسلحة النظرية التي استخدمها العقل في حضارة اقرأ للنحت خصوصيته والدفاع عن قصوره المعرفية الحصينة ونحن اليوم نلجئ إليها مثلما يحتمي فاقد البوصلة ببر الأمان. من جهة مقابلة ثمة من يقدم السمع على العقل في إدراك حقيقة المعبود ورسالة الشارع ويبرهن على ذلك بأن "العقل ميزان صحيح فأحكامه يقينية لا كذب فيها غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد والآخرة وحقيقة النبوة وحقائق الصفات الإلهية وكل ما وراءه طور، فإن ذلك طمع في محال."
لكن ألا نحتاج إلى الأدلة العقلية من أجل تنزيه الله صفات الحدوث وصمات النقص؟ ثم ماذا سيربح المسلمون بالاكتفاء بالفهم الحرفي وجهلهم بالحجج العقلية؟ وألسيت فائدة هذا العلم العقلي معتبرة؟ وكيف نصف المعتزلة بالتبديع وهي فرقة عقلية نشأت من أجل التصدي لأهل البدع من حيث الأصل؟
الأصول الخمسة عند المعتزلة:
"ويسمون أصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية والعدلية... وقالوا لفظ القدرية يطلق على من يقول بالقدر خيره وشره من اله تعالى..."
حارب أهل الاعتزال عند أول ظهورهم الآراء الظنية عند القائلين بالتوكل والتسليم والجبر والإرجاء وتخاصموا مع من يحيل أحوال العباد كلها على ما فيها من نفع وضرر إلى القدر المحتوم والحكم المحتوم ونادوا بالإدراك والعمل والحرية والمسؤولية وانقسام الخير والشر على فعل الله وفعل العبد. وقد سميت بالوعيدية والمقتصدة وذلك لقولها بأن مرتكب الكبيرة هو في المنزلة بين المنزلتين وبالتالي فهو ليس بمؤمن ولا بكافر ويجوز تسميته بمسلم لنطقه بالشهادة ولا يجوز القول بأنه مؤمن. أما الاجتهاد العقلي الثاني الذي تفطن إليه حكماء الاعتزال فهو القول بالاختيار وذلك لكون الإنسان وهب العقل واستخلف في الأرض وشرف بوظيفة التعمير وسخرت لهم المخلوقات وهو يخلق أفعاله بنفسه ومختار في كل أمر يقوم به وليس مسيرا ولذلك يستحق الجزاء والعقاب يوم الحساب. وقد طور واصل ابن عطاء هذه الأفكار وصاغها في نسق كلامي يتكون من خمسة مبادئ هي التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي مشتقة بعضها من بعض وقد أضاف إليها تلامذته وتابعيه العديد من الأصول الأخرى والاستتباعات العملية والكونية.
إن أصل التوحيد هو تنزيه الله عن كل سمات الشرك والنقص من جهة الذات والصفات أولا لأن الله ليس كمثله شيئا وذلك لكونه مختلف عن الأشياء وموجدها من العدم وصفاته عين ذاته والقدم أخص وصف لذاته بينما كل ما عداه محدث وهو علم بذاته وقادر بذاته وحي بذاته لا بعلم وقدرة وحياة. وليس الله بجسم ولا عرض ولا عنصر ولا جوهر ولا عنصر بل هو الخالق لكل هذا وليس له حد ولا نهاية ولا يحده المكان ولا يسعه الزمان بل هو الذي لم يزل والمحيط بكل شيء.
لقد نشأت عن هذا الأصل قضيتان خلافيتان أثارت العديد من الجدل وتنازع حولها وهما: مسألة خلق القرآن وذلك لنفي صفتي الكلام عن الله وامتناع رؤيته بالأبصار يوم القيامة وذلك تفاديا للتجسيم والتشبيه.  إذ "لو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف لشاركته في الإلهية".
في العموم لقد قام شيوخ المعتزلة بنفي الصفات الايجابية وأن تكون زائدة عن الذات حتى لا تشارك الله في القدم وحاربوا المنوية والتثليث الذي تقره المسيحية وقالوا بأن الصفات عين الذات أو أحوال لها وميزوا بين صفات أزلية وصفات أفعال وأولوا الآيات بما يتفق مع ذلك.
الأصل الثاني هو العدل ويعني أن الله ليس بظلام للعبيد ولا يرضى بالفساد في الكون ولذلك ترك مسؤولية اختيار الأفعال للإنسان لكي يفعل ما أمره به ويترك ما نهاه عنه بالقدرة التي جعلها فيه. والله لا يكلف نفسا إلا وسعها وهو ولي لكل حسنة وبرئ عن كل سيئة تحدث للمخلوق. كما أن الله لا يجبر الناس على طاعته ولا يضطرهم إلى معصيته رغم قدرته على ذلك ولكن رحمته وسعت كل شيء.
"إن الله خلق للإنسان قوة وكان بها الفعل وخلق له إرادة للفعل واختيارا له منفردا كما خلق له طولا كان به طويلا ولونا كان به متلونا." وقد ترتب عن هذا الأصل "أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد." إضافة إلى ذلك تقول المعتزلة بفعل الأصلح ويعني أن الله لطيف بالناس وما يصبهم من ضرر أصغر هو امتحان وابتلاء من اجل جلب منفعة ودفع لضرر أكبر. في هذا السياق نجد تأكيدا على أن العدل هو القانون الوجودي الذي ضبط به الله الكون:" أراد جل وعز أن يؤمنوا طوعا لا كرها لتصح المحنة والابتلاء وليستحقوا أفضل درجات الثواب وانه لا يكلف عباده ما لا يطيقون ثم يعذبهم على تركه ولا يحول بين أحد وبين ما أمر به بوجه من الوجوه ، وأنه لا يفعل بعباده مؤمنهم وكافرهم مادام آمرا لهم بطاعته ناهيا لهم عن معصيتهم إلا ما فيه صلاح لدينهم الذي أمرهم به وماهو داع إلى طاعته والإيمان والرجوع عن معصيته إلى إتباع أمره وأنه لا قصور في خلقه ولا تفاوت في تدبيره وأن كل ما قضاه وقدره ففيه الخيرة وأن الواجب الرضا بكل ما قضاه وقدره والتسليم لذلك والإنكار والرد له والتكذيب به كفر وضلال."
الأصل الثالث هو الوعد والوعيد ويعني أن يفي الله بوعده ويجازي الذين آمنوا وأحسنوا عملا في الدنيا ويدخلهم الجنة ويخلدهم فيها وأن يعاقب الذين كفروا وساءت أعمالهم في الدنيا كما توعدهم وأن يدخلهم النار ويخلدون فيها لارتكابهم الكبائر وامتناع الشفاعة فيهم. عندئذ "إن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض...وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها واستحق الخلود في النار."
المبدأ الرابع يسمى المنزلة بين المنزلتين وهو حكم الفاسق في الدنيا حيث لا يكون مؤمنا ولا بكافر وهي النقطة التي اختلف حولها واصل ابن عطاء عن أستاذه الحسن البصري حيث كانت الخوارج تقول: إنه كافر، وكانت المرجئة تقول: إنه كامل الإيمان وتقول المعتزلة: انه منافق.  من هذا المنطلق "إن الإيمان عبارة عن خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمنا وهو اسم مدح. والفاسق لم يستجمع خصال الخير وما استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا وليس هو بكافر مطلقا لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه... لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار خالدا فيها."
لقد ترتب عن هذا المبدأ قول المعتزلة "أن الله سبحانه لا يغفر لمرتكبي الكبائر من غير توبة"، ثم "إن كل ما لم يأمر الله تعالى به أو نهى عنه من أعمال العباد لم يشأ الله شيئا منها."
بقي الأصل الخامس وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتنزل ضمن الصعيد العملي والحياة الواقعية ويفصل بأن الجهاد في سبيل الله من أجل نشر راية الحق فرض عين على كل مؤمن ومؤمنة ولكنهم اشترطوا ذلك باستيفاء شروط الإمامة وحصول الإجماع وقد حذروا حكماء الاعتزال من التردد على مجالس الحكام وأكدوا على النصح وإصلاح ذات البين عند كل منازعة وتغيير المنكر والخروج عليه إن ضلوا عن الحق.
قد ارتبط هذا المبدأ بالآية الكريمة:" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"، وقد برر عبد الجبار هذا المبدأ كما يلي:" الغرض من تشريع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن لا يضيع المعروف ولا يقع المنكر، فمتى حصل هذا الغرض بالأمر السهل لا يجوز العدول عنه إلى الأمر الصعب وهذا ما أشار إليه تعالى بقوله:" وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله" فقد أمر الله بإصلاح ذات البين أولا ثم بالمقاتلة ثانيا إن لم يرتفع الغرض إلا بها".
هكذا تبوأ مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانة رئيسية في الدين القيم ولازال ركنا من أركان العقيدة وبدونه يصبح الإسلام دينا نظريا وحبرا على ورق لأن الغرض من الدين هو العمل وان تطبيقه كفيل بأن يخلص المسلم من مرض النفاق والقعود ويجعله يجمع بين التصور والفعل.
على هذا النحو ينبغي أن ننظر إلى المعتزلة على أنها مدرسة فلسفية كاملة اتخذت لنفسها مواقف سياسية ثورية وليست مجرد فرقة دينية نشأت نتيجة حادثة تاريخية بعد خلاف حول مسألة فقهية.  لكن ماهي رؤية هذه المدرسة لعلاقة الإنسان بالطبيعة ومنزلته في الكون؟
الإيمان بالعقل والسببية:
"أمور العالم ممزوجة بالمشاكلة ومنفردة بالمضادة وبعضها علة لبعض، كالغيث علة السحاب والسحاب علة الماء والرطوبة وكالحب علته الزرع والزرع علته الحب...والإنسان علته الإنسان."
أن يكون الإنسان إنسانا عند المعتزلة ويستحق أن يرتقي إلى مرتبة الاستخلاف والتعمير هو أن يجمع بين فضائل العقل ومكارم الشرع وبين طهارة الروح وطهارة الجسد وأن يعمل ما ينفع الناس ويمسك نفسه عن إتباع الهوي وارتكاب المعاصي ويتحلى بالإيمان والتقوى ويعتبر العقل أصل في العقائد قبل ورود النقل ويقوم للاجتهاد والتعلم ويؤمن بقوانين الطبيعة وسنن الكون إذ "لن تجد لسنة الله تبديلا".
من هذا المنطلق "إن الإنسان من وجه في دنياه حارث وعمله حرثه ودنياه محرثته ووقت كموته وقت حصاده والآخرة بيدره ولا يحصد إلا ما زرعه ولا يكيل إلا ما حصده."
لقد شرف الله الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل والنطق والعمل ولكن ماهية الإنسان في حد ذاتها تتركب من جوهر هو الروح والبدن والأعراض ويدرك الجسم بالبصر بينما تدرك النفس ذاتها و"وجود النفس في الإنسان لا يحتاج إلى أن يدل عليه لوضوح أمره" و"قد ركب الله الإنسان تركيبا محسوسا معقولا على هيئة العالم وأوجده شبه كل ماهو موجود في العالم حتى قيل: الإنسان هو عالم صغير ومختصر للعالم الكبير وذلك ليدل به على معرفة العالم فيتوصل بهما إلى معرفة صانعهما."
حري بنا أن نبين أن حكماء الاعتزال يؤمنون بأن الإنسان تحركه مجموعة من القوى الطبيعية هي التغذي والإحساس والتخيل والنزوع والتفكر والعقل وأن أرفع هذه القوى هو العقل ولكنهم يعظمون أمر القلب باعتباره جوهر الذات ووسيلة إدراك وقوام وجود وذلك بقول واحد منهم:"لما كان مبدأ تأثير هذه القوى من الدماغ قيل: مسكن الفكرة وسط الدماغ ومسكن الخيال مقدمه ومسكن الحفظ والذكر مؤخره. ولما كان قوام الدماغ بل قوام الجسم كله من القلب الذي منه منشأ الحرارة الغريزية صار في كلام الناس يعبر عن هذه القوى تارة بالدماغ.. ويعبر عنها تارة بالقلب والثاني أكثر."
هذا التركيز على الإنسان والعقل بفعاليته قواه المدركة والفاعلة يضاف إليه تأكيد على أن فضل الإنسان على سائر المخلوقات يكون "بالقوة المفكرة التي بها العقل والعلم والحكمة والتمييز والرأي" وفي الجسم "باليد العاملة واللسان الناطق وانتصاب القامة الدالة على استيلائه على كل ما اوجد في هذا العالم" ولذلك يطلب منه أن يراعي "ما به صار إنسانا وهو العلم الحق والعمل المحكم."
ما يهمنا هنا هو تركيز شيوخ الاعتزال على فضيلة العمل في تحديد أهلية الاستخلاف وكمال الإيمان وبالتالي فإن أفضل الناس هو من يصل إلى معارف حقيقية ويأتي أعمال حسنة ويعدل في نفسه ومع غيره ويقوم بعمارة الأرض وعبادة الله وخلافته ويهتدي بفضائل المساواة والحلم والإحسان والفضل.
يميز شيوخ الاعتزال بين السببية والعلية وبين السبب الشرعي والعلة العقلية وبين الأسباب المادية والأفعال الإرادية وذلك أن الأسباب منها ما هو موجب لبعض الأحكام الشرعية بالجعل ومنها ما أوجدها الله أمارات على بعض الأحكام الشرعية، وهذا النوع من الأسباب الذي يكون السبب موجبا للحكم قد شبهه المعتزلة بالاستقراض باعتباره سببا مساعدا على سداد الدين، وكذلك بالإنعام على الغير والتكفل بالوديعة، باعتبارهما سببين موجبين لشكر المنعم وحفظ الوديعة.
أما العلة العقلية فتستعمل في كل ذات أوجبت حالا لغيرها والأسباب المادية الطبيعية ينطبق عليها مبدأ العلية لا السببية لأن "المعلول صادر عن العلَّة وجوبا، أما المُسبَّب فإنه صادر عن السَّبب اختيارا"، أما مسلك المعتزلة في الأفعال الإنسانية فيقوم على مبدأ السببية لا العلية ذلك أن الفعل يحدث باختيار الفاعل إن شاء فعله، وإن شاء لم يفعله. في حين ذهب شيوخ المعتزلة إلى أن هذه العلاقة بالنسبة للأفعال الإلهية تفقد حتميتها، ذلك أن الله تعالى يخلق السّبب كما يخلق المُسبَّب، بمعنى أنه يقع عنده الفعل لا به، فلا يكون السَّببُ موجبا للمُسبَّب في أفعال الغائب." كما أقروا فكرة التلازم بين العلة والمعلول عند اكتمال الأسباب.
وفي المجمل إن السبب يوجب المُسبب إذا تحققت لوازم السببية، وقد جعل بعض المعتزلة من القائلين بالطبائع والمتولدات للطبيعة تأثيرا مستقلا، فكل طبع من طباعها يمتلك تأثيرا ذاتيّا مستقلا ولكن الله عز وجل لا يفعل إلا ابتداء، وإن ظهر لنا وجود بعض الأسباب في أفعاله، فهي مجرد أمارات وعلامات.
بين إذن أن الأسباب قد تستوي في مواضع وتتفاوت في مواضع ولكن كل ذلك في سبيل أن يجمع الله تعالى لعباده مصالح الدنيا ومراشد الدين وأن يؤلف بين قلوبهم على الرضا بالأوطان وإعمال التمدن فيها.
زد على ذلك تؤكد المعتزلة على ضرورة العودة إلى الفطرة التي فطر الله عليها عباده وذلك لكونها لا تحاج إلى نظر أو تدبر فهي طبيعة الإنسان وقانون خلقته وما عليه جبلت الخلائق وان انقاد إليها واتبعها يحقق جوهره وينعم بالصحة في الدنيا والآخرة. وتعنى الفطرة أيضا العقل والدين وبها يميز الناس بين الخير والشر وبين النافع والضار وهي أفضل النعم  وأصل النشأة وبالاعتماد عليها يحصل المرء على درجة عالية من التعلم والتأدب . في ذلك نجد قوله عز وجل:" فطرة الله التي فطر الناس عليها" والحديث الشريف:"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه".
إن إتباع الفطرة وملازمتها يؤدي بالإنسان إلى مفارقة الألف والعادة والكد في طلب العلم النافع والحرص على العمل الصالح والتمييز بين الذي يحسن طلبه من العلوم والذي لا يحسن وذلك لأن "العلوم ضرورية وإنها تختلف للمكلف بالإلهام فيعرف صحيحه من فاسده باضطرار".
لقد ترتب عن هذا الاهتداء بالفطرة والعقل اتفاقهم على "أن أصول المعرفة وشكر النعمة واجبة قبل ورود السمع.والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل واعتناق الحسن واجتناب القبيح واجب كذلك وورود التكاليف ألطاف للباري تعالى وأرسلها إلى العباد بتوسط الأنبياء عليهم السلام امتحانا واختيارا." وبذلك نسبوا طاعات إلى الله ونفوا نسبة المعاصي إليه وأكدوا أن الله خلق الإنس والجن ليعبدونه وأنه يجازي الذين أمنوا به بجنة الخلد والنعيم ويعاقب الذين كفروا به بالعذاب في النار.
من هذا المنطلق إن العقل وحده لا يكفي في تحصيل المعرفة وان الناس يحتاجون إلى الشرع والأخبار وإرسال الرسل من أجل الانتباه إلى حقيقة الائتمان ويؤدون وظيفة التعمير ويسيرون نحو المثل الأسمى من الخلق وهو البعث والمعاد. أضف إلى ذلك أن الإنسان في عرف المعتزلة مخير أكثر منه مسير وأنه حر في أن يفعل ما يريد وفي أن يترك أفعال منفرة ولذلك "قد يكون الإنسان مسخرا لأمر ومخيرا في آخر ولولا الأمر والنهي لجاز التسخير في دقيق الأمور وجليلها وخفيفها وظاهرها، لأن بني الإنسان إنما سخروا له إرادة العائدة عليهم ولم يسخروا للمعصية كما لم يسخروا للمفسدة."
ألا يكفي الإيمان بالعدل الإلهي والحرية الإنسانية والدعوة إلى إقامة الإمامة بإجماع الأمة بجمهورها وعلمائها على أن تكون النظرية الاعتزالية خير سبيل للتقريب بين الفرق ولإقامة الحكم الرشيد والسياسة الشرعية التي تعطي لكل ذي حق حقه وتصون العرض والنفس والمال والدين؟
خاتمة:
" لا ينبغي للعاقل أن يستهين بشيء من العلوم بل يجب أن يجعل لكل واحد حظه الذي يستحقه ومنزلته التي يستوجبها ويشكر من هداه لفهمه وصار سببا لعلمه."
لقد كان أهل الاعتزال مصابيح مشتعلة أضاءت أروقة قصور المعرفة الإسلامية وأنارت قناديلهم الساهرة سراديب الذات العربية وزرعت الورود في حديقة العقل وأيقظت الرغبة في الاكتشاف والمتعة من البحث ووضعت النجاة في الآخرة والصحة في الدنيا غاية تتوق إليها النفوس وتهفو إليها القلوب وكانت عقولهم سيوفا مسلطة على أعداء الأمة وعلى الخصوم المشككين من أهل العقائد المغالية. ولعل من محاسن هذه الحركة العقلية أنها ساعدت الفكر على ممارسة تجربة الشك بطريقة مغايرة لتجربة الريبيين وعلى التفطن إلى أهمية المرور بمراحل المنهاج التجريبي من ملاحظة وافتراض وثبت واستنتاج أو ما سموه بالسبر والمعاينة والاعتماد على الحساب والإحصاء وفنون الهندسة الرياضية في إنقاذ الظواهر الفلكية والتحكم في القوى الطبيعية، هذا إضافة إلى التفلسف في الدين والنظر إلى الفلسفة من زاوية الرؤية القرآنية للوجود.
إن هذه المرونة العقلانية في التعامل مع النصوص والأحداث التاريخية ومع الشخصيات الرئيسية في الدعوة ومع الوقائع الاجتماعية مكنتهم من اتخاذ جملة من المواقف الثورية وإبداء جملة من الآراء الحكيمة بخصوص أمهات القضايا التي مازلت عالقة إلى حد الآن مثل نظرتهم الايجابية للمرأة وتثمينهم لقيم الحب والجمال وإباحتهم الغناء والاعتناء بالفنون وإدراج ذلك في باب الحكم الجمالي. ورغم تأكيدهم على الدور المركزي للعقل وعلى أن المعرفة إرادية إلا أنهم بينوا أهمية الحواس والمعارف الاضطرارية وكشفوا عن الحاجة إلى الاهتمام بالتخيل و القصص والرواية التاريخية التي تقوي الذاكرة وتيسر الاعتبار من التقاليد وتجارب الأمم الغابرة واقتناص الحجج على صدق النبوات.
في ذلك نجد ما يلي:"ولو أن الناس تركوا وقدر قوى غرائزهم ولم يهاجوا بالحاجة على طلب مصلحتهم والتفكر في معاشهم وعواقب أمورهم وألجئوا إلى قدر خواطرهم التي تولد مباشرة حواسهم دون أن يسمعهم الله خواطر الأولين وأدب السلف المتقدمين وكتب رب العالمين لما أدركوا من العلم إلا اليسير ولما ميزوا من الأمور إلا القليل."
إن اكتشافات المعتزلة كثيرة وآراؤهم الكلامية المبتكرة عديدة فقد عرف عن واصل قوله بالمنزلة بين المنزلتين وعن العلاف تبنيه لنظرية الجوهر الفرد وعن ابن عبيد بأن العالم محدث وعن ثمامة المتولدات وعن معمر الأعراض والطبائع عند الجاحظ والأحوال عند أبي هاشم الجبائي ونفي الإمامة عند الأصم والنظم والبلاغة عند الجرجاني والفقه عند النظام والبصيري والنحو عند سبويه والإعراب و التركيب عند ابن جني. وقد لأكد الجاحظ أن "كل شيء لم يوجد محرما في كتاب الله وسنة رسول الله صلعم فمباح مطلق وليس على استقباح الناس واستحسانهم قياس ما لم نخرج من التحريم دليلا على حسنه وداعيا إلى حلاله". لقد بقي شيوخ الاعتزال قناديل ساهرة تحرس الإسلام من كل تحريف وتدافع على المناهج النبوي دون غلو وكان وقودها هو الحجة العقلية والبينة التجريبية والاعتبار من قصص الأولين.
غير أن الإشكال الذي يظل قائما هو هل تكفي مثل هذه العودة إلى التجربة المستنيرة لأهل الاعتزال من أجل الرد على تدهور الأوضاع في الواقع العربي الإسلامي البائس؟ ألا نسقط في وهم استعادة الأصول وفي الحنين إلى الماضي مجددا؟ وألا تحتاج مثل هذه العودة نفسها إذا ما رمنا تأسيس التنوير الأصيل الذي يخصنا إلى نقد واعتزال؟ ألم يحسن أهل الاعتزال صنعا عندما اعترفوا بتناهي المعرفة البشرية تصديقا للآية الكريمة:" " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ؟
المراجع:
أبو عثمان، رسائل الجاحظ، الرسائل الكلامية، تقديم علي أبو ملحم، دار ومكتبة الهلال، الطبعة الثالثة 1995
أبو الحسن الشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، طبعة أولى ، القاهرة، 1969.
عبد الرحمان ابن خلدون، المقدمة، تحقيق سعيد محمود عقيل، دار الجيل، بيروت، طبعة أولى 2005.
القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، تحقيق عبد الكريم عثمان، مطبعة الاستقلال، القاهرة، الطبعة الأولى 1965.
القاضي عبد الجبار، فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ، تحقيق فؤاد السيد، الدار التونسية للنشر،تونس ، طبعة 1986.
الراغب الأصفهاني، كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة، تحقيق أبو اليزيد العجمي، دار السلام للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى 2007.
محمد جلال شرف، الله والعالم والإنسان في الفكر الإسلامي، دار النهضة العربية، بيروت،طبعة 1980،
محمد عبد الكريم الشهرستاني، الملل والنحل، تعديل صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية 2002،
عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، تعليق إبراهيم بيضون، دار المعرفة ، بيروت، طبعة 2001.
كاتب فلسفي

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟