رائحة البحر - نص : محمد بقوح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسأتجول باحثا بين دروب أسئلة نصوص المدينة ، المغسولة الوجه ، بشيء من ماء الزهر المفقود و طلعة الملح القادم . إليك تشدني  الفراشات البيضاء ، و المشاكسة  في فراغات المعنى المحتمل و العميق عموديا  أقرأها زائرا و مسائلا ..و رافضا  لصورة جدل ، يدخن سجارة في مقهى عقيم . أخترق تفاصيل الحروف المرفوعة الرأس ، و الأخرى المنقسمة الأطراف . يصيبني شيب اللفظ حينا  بحجارة الدلالة المبتورة العين .فأقول لابأس ..، فلتكن بداية هذه السفرة ، عثرة قدم تشعل الضوء في طريقي إلى الأمام .
و حينا آخر ، أجدني واجما ، تعتريني نار الدهشى القصوى .
 و عبر احتراق الدخول السهل ، إلى تلوينات متعة حرف ، يسائل و لا يشكو لسلطان قبيلة الرقمي الفياضة ..،  و بمعية سواعد الأشجار الطالعة ، تحت هذي التكوينات الجارية ، أطرح سؤال البحر الحزين .. و المنتشر غريبا ، بين عطش المد .. ، و رمل الجزر العليل .
هي  ريشة حمراء ، أزرع بها أجمل الأسئلة الفاضحة ، في تربة تدير أكبر مقاولة لبناء الأقنعة ، و ربطات الأعناق الطويلة ، في مدينتي .. تربة شقراء و أنيقة .. ، احتلها القمر الهرم منذ كنت طفلا ، تستهويه اليوم أرجوحة الأجداد ، المشدودين بعمود رمال مخيمة حبلى بالمزيد من الجراح ..
أيها الزمن البسيط ..،
 أيها البحر الجارف الواسع  الجبين ..،
كان لسانك أطول من شمسي ..و صدقتك ، كنت غارقا معي في لعب الكبار ، و لم أصدق صرخات أطفال  الحي ..
أيها السؤال الصعب ،  الذي كنت ذات يوم صديقي .. ، أمقتك ، لأنك صيرتني نزيل أجمل زنازن بلاد لغات المواسم المعتقة .  قسرا حملتني على صهوة فرس جذاب من سراب .
 معي تصعد الآن ، أيها الشغب  الطفولي المجند بتباشير اللون القادم ، كما  أنا تماما ، سلّما يعزف سمفونية المطر ، و بحروف آهلة بتفاصيل رائحة الشوارع الموصدة ، تكتبني أملاح قصائد صمتك المشروخ الجسد أيها البحر الهارب إلى خلف العدم .
كل الحجارة و المحارات و زبد الموج الهائج ، الذي انهارت قواه ، شاهدة اليوم كما الأمس ، على خيانتك العظمى لرجال من نار ، سكنوك إلى عهد قريب .أنت الآن يا شقيق النعامة مسكين .. تصيرك التعازي الجميلة ، و المنقولة إليك في أظرفة شجرية اللون ، من جهات عليا ، يكسرها الجبن الوارف الظلال ، تعرفها أنت ، و هم  يركبونها سفينة محملة بمثلجات أطفال مهربة  ، بها أبحروا فرادى و جماعات صامتين ، يدخنهم يبس المكان ، بين أمواج بحار عربية مسروقة الطعم و الرائحة .  

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة