مأدبة لئيم - قصة : د.إبراهيم ياسين

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسفي مطعم ... تقدم منه قط بئيس ... كان يموء بصوت يكاد لا يسمع ، كان ينظر إلى الرجل البدين نظرة استعطاف ... ولسان حاله يقول : أطعمني أطعمك الله . نظر الرجل الضخم في عيني القط ، حدق بإمعان ... حتى يتأكد من أن رسالته ستصل إلى عقل القط الباطني : وبصرخة هزت القط هزة زلزال قلب قرية رأسا على عقب : " تصاب ألحمار "... وعوض أن يفر القط في اتجاه ممر النجاة فإنه اصطدم بالكرسي ... وفي لحظة وجيزة أصبحت أرجله أعلى وظهره أسفل ... بدأ يتلوى بشكل دائري ، أصبح همسه صرخة ... أعاد المحاولة تحت تأثير الألم ليصطدم مرة أخرى بباب المطعم ... سمعت صرخات القط ومعها صرخات نسوة تألمن لحاله ... يا الله ما ذنب قط يطلب طعاما ؟! قط يتسول طعاما في بلد الخيرات ... إنه أمر مخز ... وصمة عار في جبين ذوي البطون المنتفخة ... اللئام الذين يملئون ويهضمون ثم يفرغون ... لا يسمحون لشيء أن يتسرب يمينا أو شمالا ... فتحات أفواههم تسد مشارق الأرض ومغاربها ... آه هذا القط التعيس ! قد يكون أبا أو جدا ... قد يكون يتيما ... لا أدري ... كل ما أدركته أنه بقي مدة قد تطول وقد تقصر ... بقي في غيبوبة ... وحين استفاق من غيبوبته وجد أمام عينيه قطعة لحم ... لكن كرامته وعزة نفسه حالتا دون أن يمد إليها فمه ... انسحب في كبرياء ممتلئ ومعدة فارغة .
سمع ذو البطن المنتفخ على مقربة منه : " تفو " ... قام من مكانه ينوي رد الصاع صاعين والكيل كيلين إلا أن الأصوات تقاطرت من كل حدب وصوب : لعنة الله عليك ... " علاه المش حمار ألحمار " ؟! لم يجد أمامه إلا أن ينصرف تاركا طعامه الدافئ وجزءا من كرامته إن كان يمتلكها فعلا ... الله أعلم .
{mosimage}

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة