الانتقام - قصة : الطاهر كردلاس

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسكز على أسنانه من الغيظ….كز عليها  بشدة حتى سمع طقطقتها بين فكيه … قرر أن يذبحها من الوريد إلى الوريد ..
منظر رائع أن يرى جيدها المصقول ، وصدرها الناهد متسربلين بالدم .. سيسمع أنينها الموجع ..ولكن لن تذرف له عين أو يرف له جفن .. أيعقل أن تخونه مع مخنث ــ كما أسر إليه بذلك  صديقه الحميم  مصطفى العباسي ــ بعدما قضت معه ثلاث سنوات  بين أحضانه دون زواج شرعي ؟؟ ظروفه المادية ومعارضة أهلها ، حالا دون الزواج الشرعي .. رضيا بالواقع ، فتحديا القيم والأعراف السائدة.. فكانت تنام بين أحضانه لمدة ليست بالقصيرة.. نعما باللذة المسروقة من غفوة الزمن، ما شاء لهما أن ينعما ..
كانت بالنسبة إليه في هذه السنوات الثلاث الملجأ الوحيد من عبثية الوجود … وكان  يمثل بالنسبة لها، الحب المثالي  الذي لا يعتريه النقص .. لم يصدق ما سمعه عن خيانتها مع ذلك المخنث … أيعقل أن تطعنه في فحولته ؟؟ هذه الفحولة التي يتباهى بها أمام زملائه ، بأنه يستطيع أن يضاجع امرأتين دون كلل أو ملل ... القذرة تستحق الذبح من الوريد إلى الوريد ..
سيشحذ السكين بكل ما أوتي من قوة .. وسيفصل رأسها بكل ما أوتي من برودة دم .. اللعينة خانته مع مخنث .. أيعقل هذا؟
سيجد متعة لا تقاوم في فصل الرأس عن الجسد .. فلتندس في الثرى غير مأسوف عليها .. وليزج هو في غياهب السجن غير آبه.. السجن أحب إليه من الإهانة والنكد..
ذهب إلى المطبخ لا يلوي على شيء .. أخذ السكين المعلقة بالحائط .. بدأ بالشحذ .. سيجعل من ذبحها فرجة واحتفالا  ..
ما ألذ الانتقام .. سيطفئ لهيب الغيظ والحقد الدفين .. الملعونة .. القذرة .. هل وجدت خيرا منه ؟ مخنث .. يا للشماتة !!
سمع طرقا متتابعا بالباب ..هوى قلبه نحو الأسفل .. تصلبت يداه .. اصطكت أسنانه قليلا .. كاد السكين يسقط من يده .. تماسك .. فالفرجة قادمة .. والاحتفال وشيك ...  ما هذا الارتعاش .. لقد كنت قبل هذا فحلا .. عليك أن تفصل الرأس أولا
عن الجسد .. وبعد ذلك تمتع بمرأى الدم المتدفق .. المخزية  تستحق أكثر من هذا ... سيسحق ما تبقى من فتنتها ..
أما عن عشيقها المخنث ، فلن يفلت هو الآخر من الانتقام .. فلينتظر حتفه على يديه عما قريب ..
 ذهب بسرعة إلى غرفة النوم ، خبأ السكين تحت الوسادة .. سيتظاهر بعناقها وتقبيلها .. ثم يبدأ الاحتفال .. سيتقزز قليلا
أثناء التقبيل والعناق .. ولكن لابد مما ليس منه بد.. تتابع طرق الباب .. فأسرع الخطى .. متأهبا للأسوأ ..
أطل صديقه مصطفى العباسي من الباب .. كانت علامة القلق والحيرة بادية على محياه .. بادره بسؤال محير: ألم تعلم بالخبر ؟؟ الدنيا مقلوبة رأسا على عقب .. وأنت قابع في المنزل ، كأن الأمر لا يعنيك ..
سأله بارتباك : ما هو هذا الخبر ؟؟ وما ذا يعنيني منه ؟؟
أجاب صديقه دون تردد : أتذكر المخنث الذي حكيت لك قصته مع عشيقتك الخائنة ؟؟ لقد علم بخيانتها معك ، فاهتزت مشاعره .. وثارت ثائرته .. وقرر الانتقام لفحولته المغتصبة .. فذبح عشيقتكما من الوريد إلى الوريد .. لو رأيت منظرها
وهي مذبوحة لوليت فرارا .. كان الدم يملأ جيدها وصدرها .. وعيناها الجميلتان اللتان كنت تتباهى بسحرهما، كانتا شاخصتين نحو الأعلى ..تعلوهما زرقة ..
كز أسنانه أكثر فأكثر .. يالسخرية القدر !! لقد سبقه الملعون إلى الاحتفال .. والاستمتاع بمرأى الدم.. فتساءل في عجالة : أين هو المخنث ؟؟ أجابه مصطفى العباسي مقطبا بين حاجبيه : لقد غرز السكين في صدره هو الآخر بكل ما أوتي من قوة .. فسقط  قريبا من جتثها .. كان منظر الجثث مقززا، يثير الغثيان .. ليتك لم تر ذلك ...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة