" المتعلم " - قصة : حسن تاج

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أنفاسيهمهم بكلمات أساسها ساقط ....لكن .....في قرارة نفسه  فقط.
- أسمعك تقول شيئا ما !!
- لا ، فقط اغني ...
يغني ˤ مادا تراه سيغني وهو يكاد يهضم أغاني سعيد المغربي كلها ، .....أغاني لا تكاد تنطق إلا بما يذكي نار الالتزام باللاشيء في عالم يخلقه لنفسه ، حيث لا زالت نبرات أدب الواقع تحرث بقوة في نفسه التي لم تستوعب بعد كل شيء .....طبعا لا يسعه إلا أن يغني ، ودواخله تعج بالخوف من هدا الكائن الذي لن يكون إلا " المعلم "
- وقاد خدمتك يا هاد بنادم....!!
 لك الحق في اختزال كياني كله في مجرد أنني لا شيء ......يحلم ....لا بد له أن يصبر اذن.... طبعا كبرياؤه يمنعه من معاودة عناق زاوية درب ما ، وتأبطه علبة السجائر ....لن يبيعها  مرة أخرى ، سيعمل الآن ، على الأقل ،  سيستر كيانه في خندق مغلق ...لن يراه أحد يهان
- جيب الفأس ......جيب البالة .....جيب خنشة ديال السيمة .....جيب .....و جيب .....

حسنا ...حاضر ، سأعمل ما تأمرني به .....أكره هده الحياة ...كيف لها أن تسمح بهدا الذلˤ ، لماذا احتقر نفسي ˤ لمادا يحتقرني " المعلم " ˤ  قمة السادية تطبع جبينك ، فمك يفترش الابتسامة وهو يراقب عن بعد محاولاته الخجولة من أجل أن يكون " متعلما " نجيبا " دريهمات قليلة ، أكيد ....ولكنها قد تغنيه عن دل النظرات المحتقرة للكيان....اللعنة عليك يا زمان.....يفترسك شبح الاكزيما بعضات كبيرة ، فقط لأنك تغرق في بحور الاسمنت ، صاحبك " المعلم" يحيلك إلى اللامبالاة ، رجلك اليمنى تواصل غرقها ، تتأوه أنت في صمت  ....عهد فيك الزمان الصمت.... نتبكي في صمت ....سعيد المغربي يواصل ٳذكاء روح الغضب في دواخلك ، تبتسم أنت ببرود .... كبرياؤك جاف يا صاح ، تنتظر اليوم الذي تتحده كيوم عطلة ، تحلم بكونك سيد قرارك ، تتسلم مبلغا خجولا عن عمل الأسبوع ، قائمة من الٳكراهات المادية تنتظرك ، ولا يسعك دائما إلا الصمت ... تتشبث أكثر بالتحصيل الدراسي  ، ترتب له ميزانية خجولة .
- أكرهك في صمت يا "المعلم " ....
وكأنه يجيبك :
- لست مذنبا في ذلك ، هذه فرصتي في أن استشعر التحكم ولو لفترة ، لا يهمني أن تكون أحسن مني تكوينا ، كلما يهمني أنني الآن أنا " المعلم "
- وكأنك تجيبه بدورك :
- حسنا ، أنت محق ، ولكنني سأواصل صبري فقط لأنني احلم في متاهاتي بأنني يوما سأكون ، أحلم يوما بمغادرة ترانيمك يا حزن....
تتعالى الضحكات من هنا وهناك ، تندمج مع الأجواء ، تنسى للحظة انك كنت "متعلما " لا يهمه إلا تحصيل مقدار خجول يغنيه عن تأبط علبة السجائر الساخرة .
   

    بقلم  ذ : حسن تاج

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة