تنح .. إلى اليسار قليلا ! – قصة : حميد بن خيبش

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسدلفت إلى المقرخلفه..متباطئا ومرتبكا..رائحة الثورة تنبعث من هذا المكان ..صور شاحبة للذين قضوا دفاعا عن حلمنا.. ووهمهم ! أشار إليهم بزهو قائلا : إنهم الآباء !..انتابني ريب في شرعية الانتماء .. لا أحد منهم تبدو عليه سيما الثراء و الرفه !..ملامح رجولية غاضبة..قسمات تنبض بالعنفوان !
 ..دعاني بلباقة الى الجلوس ..وشرع يفك  طلاسم المرحلة !..كل خيوط  الأحداث تتشابك لتمنح حزبه العتيد أهلية الحكم ..ولذة الوصاية على ملايين البسطاء !
أنا ابن الكادحين !..هكذا قال ..ثم شرع بحماس ملفت يرتل آيات كفاحه المرير ..
نشأت فقيرا كشأن السواد الأعظم في بلدتي ..بيت متواضع يعوله اسكافي منهك.. تحملت شظف العيش أملا في مستقبل أفضل.. يشهد أساتذتي اني لم أكن سطحي الفكر كـأ ترابي, فطرقت باب العمل الحزبي وانا دون الثامنة عشرة, ونلت قسطا اوفر من المضايقات والاعتقال و التنكيل و ملاحقات المخبرين لسنوات طوال فآثرت الهجرة الى الخارج حيث لا رقابة على الفكر الحر !! وها أنذا بعد عقد ونصف ألتحق بزمرة الكادحين لأمنحهم عيشا أفضل ! .. ويسارا يليق بالمرحلة !
فتح درج مكتبه وسلمني استمارة الانضمام الى حزبه العتيد..شكرته ثم  عدت أدراجي إلى البيت و أنا أحاول جاهدا أن أفك لغز التشابه بين صور الذين قضوا دفاعا عن اليسار ..وبين أحلام الكادحين من طينتي ..قررت أخيرا أن أختصر المسافة وأوجز المسار ..سأمكث قرابة العقدين في الخارج ..و أعود لأسوس الكادحين ..و أملأ استمارة ..اليسار !!

حميد بن خيبش
الحسيمة


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة