ولد – قصة : د.حسين مرعي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسافزعها منظر المرأة الضخمة التى تتشح بالسواد وتتجول فى انحاء البيت
لفت انتباهها صراخ امها العالى من حجرتها .. حتى ان علبة الوانها سقطت منها ولم تشعر
غابت المرأة لحظات فى مكان تعرفه جيدا .. فهى تهدأ عندما تدخل هذا المكان وهى جائعة
خرجت وبيدها اناء تغلى فيه الماء وتتصاعد الأبخرة لتغطى سقف البيت المتساقط دهانه القديم
**
دخلت المرأة على حجرة امها التى لم تتوقف عن الصراخ .. خافت على امها
ظنت انها طريقة جديدة للقتل .. القت برسوماتها على الأرض وحاولت ان تتدخل
لكنها تراجعت عندما نطقت تلك المرأة بصوتها الغليظ كصوت ابيها .. روحى العبى
**
فكرت لماذا لا يخرج ابوها من حجرة مكتبه حتى ينقذ امها المتوجعة ويطرد تلك المرأة الغريبة
وما الذى يشد انتباهه فى الجريدة حتى انه يقرأها منذ الصباح الباكر
دخلت عليه .. جذبت منه الجريدة ..
تبسم الأب ورفعها الى جواره..هيبقالك أخ..
لم تفهم .. فطوال سنوات عمرها الست لم تسمع هذه الكلمة..
تركت اباها وانسحبت .. انطلقت نحو حجرة امها تنتظر اجابة اخرى تفهمها
**
غفلت عيناها برهة وهى تتكأ على باب الغرفة.. انتفضت من صوت صراخ ينطلق من ذات الغرفة
لكنه صراخ جديد.. يشبه ذلك الصوت الصادر من عروستها اللعبة
خرجت المرأة  تحمل بين يديها لفافة يتدلى منها اصابع بيضاء صغيرة
انطلقت منها زغرودة مدوية .. واندفعت نحو حجرة الأب .. مبروك .. ولد
**
انتهزت الفرصة واسرعت على امها الملقاة على سريرها ويتصبب عرقها اللامع.. وتبتسم
مدت لها يدها.. انطلقت تستكشف ماذا فعلت تلك المرأة.. قبلت امها كعادتها وتاهت فى احضانها
عادت المرأة من جديد.. لملمت نفسها وتراجعت قليلا الى حافة السرير
وضعت المرأة اللفافة بين يد الام الممتدة كأنها تستقبل هطول المطر
**
مرت الأيام وذلك الذى يطلقون عليه ..أخ .. لا يتوقف عن الضجيج
وما زالت الام ملقاة على سريرها .. وتلك المرأة ما زالت تتجول فى البيت
كانت تعد لها طعامها المفضل وتعقد ضفائرها بطريقة غريبة
والاب العائد من عمله يتفقد الوافد الجديد ويطبع قبلة على جبين الام .. ويستقر بغرفة مكتبه
التى لا يصدر منها الا صوت موسيقى هادئة ودخان سجائركثيف ..
**
استقيظت يوما ولا اثر لتلك المرأة .. فرحت ولكن ظنت ان امرا جديدا قد حدث
دخلت غرفة امها .. لم تجد احدا الا ذالك الوافد الجديد على سريره الصغير
انطلقت نحوه.. اول مرة تراه من قريب.. كانت عيناه مغمضتين وكف يده مضمومة
مدت يدها تلمس ذلك الشئ الصغير الذى يصدر منه صوت
فتحت الام الباب وصرخت .. ابعدى عن الولد
**

لماذا صاحت امى؟ وماذا يكون هذا الذى اخذ كل الاهتمام ؟
تساءلت كثيرا ولكن لم تصل لاجابة تنهى الحرب المشتعلة بداخلها
دق جرس الباب.. فتحت الام هذه المرة .. يبدو ان مهمة المرأة الغريبة قد انتهت
دخل الاب يحمل عددا من اللفائف الزاهية الالوان
انطلقا حيث مقر الوافد الجديد .. وضعا كل اللفائف على سريره الصغير
**
اندفعت نحو ابيها عله يتذكر ويهديها شيئا
تبسم كأنه يفهم ما تريد .. لكنه لم يعطها شيئا
طبع قبلة على وجه الوافد الجديد .. وانطلق
خرجت الام وجذبتها من يدها .. كأنها تخاف ان تنفرد بالولد 
فتحت الام خزانة الالعاب القديمة ..اخرجت منها لعبة يصدر منها صوت عصافير
اسرعت نحو الوافد الجديد كأنها تزف اليه البشرى بنصر جديد
**
قررت لحظتها ان تشد الانتباه بطريقتها المجربة .. ارتفع صوتها بالبكاء
نظر الاب من غرفته .. وتوجه نحوها .. ظنت ان خطتها نجحت.. لكنه اغلق الباب على نفسه
خرجت الام .. تفقدتها فوجدتها بخير .. فانطلقت تعد الطعام
خفضت صوتها قليلا .. وتسحبت نحو الغرفة
اقتربت اكثر .. كان قد استيقظ ..وبيده لعبتها
مدت يدها تنتزع ممتلكاتها وتنسحب .. سقطت  اللعبة من يده الصغيرة
فانطلق يبكى افضل منها .. مدت يدها ورفعت اللعبة..
 وضعتها بين يديه ولامست اصابعه التى تشبه المسامير الصغيرة
رفع عيناه نحوها وابتسم .. فابتسمت له

انتهت          

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة