قصة - قصة : خالد تواتي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
anfasse.orgاستسلم لأناملها تداعب شعر رأسه برفق وحنان، وتفعل في دمه فعل السحر، واسترخى استرخاء وليد بين يديها، سرت في دمائه نشوة الخدر اللذيذ. تتنهد هي بعمق وتزفر بحرارة في وجهه.
-        ما لك حبيبتي؟
-        أحبك ولا أدري لما أحس أن قلبك مع أخرى غيري.
-         ما هذا الهراء، إني أحبك أكثر مما تحبينني.
-   لا أعتقد ذلك، لا يمكنك أن تبادلني الحب بالمقدار نفسه، لا يمكنك أن تتصور أبداً شعوري، أنت عمري كله.
-         لا تعودي لمثل هذا الكلام عزيزتي. تعلمين جيداً أنك حبي الوحيد.
يتجنب النظر إلى عينيها بأن يغمض عينيه، ويتظاهر بالسهاد تحت تأثير أناملها التي تهدئ أعصابه، غير أنه بمجرد أن يطبق الجفن، حتى يشرد عقله، ويتحرك قلبه، يعود إلى حيث كان.
       يحس بقشعريرة في بدنه ووجهه على بعد مليمترات من وجهها، ينظر إلى داخل عينها ويغرق في الظلمة الحالكة المتربصة داخلهما، يسرق قبلات لطيفة متناثرة ولكنها تلسع قلبه، يريد أن يزرع خريطة وجهها قبلاً، يشم أنفاسها، ويتذوق ريقها، وتدوخه آهاتها وتسترقه باستسلامها له. لا يدري كم مرة كرر بهمس دافئ (نبغيك)، لكنه يحس بأن الكلمة  قاصرة لا تفي بالغرض، لا تكفي للتعبير عما يحسه تجاهها.
       يضحك قلبه وهو يتذكر تلك اللحظات، يحس بالسعادة تملأ كيانه، هو اليوم ممتلئ حباً، تنضح به نفسه، عب منه اليوم جرعة كبيرة، ولا ضير بأن يفيض بشيء منه عليها.
       يفكر لو أن يحكي ذلك، كيف سيلقى استغراباً لهذا الأمر واستهجاناً، وربما تكذيباً، هو نفسه لم يكن ليصدق هذا لولا أنه يحصل معه، كيف يعقل هذا، كيف أصبح يفيض بالحب والحنان عليها، عندما يذكر حبيبته.
       يتصاعد ركام من الشعور الدافئ إلى حلقه، وتمتلئ عيناه ولسانه، يود لو يخبرها بسر السعادة التي ينتشي به، ويجود بمقدار منها عليها، غير أنه يستدرك نفسه، يستبقه عقله، ويعرض عليه في صور تهويلية، تبعات الإقدام على الإفصاح بذلك، فيحجم عن الكلام، ويعطف عليها بعناق متأجج وقبل حارة، (نبغيك حبيبتي).

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة