في الطريق إلى الجامعة – قصة : محمد المهدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أنفاس نتخرج مسرعا من المنزل ، كان مُقدم(1) الحي يرقب في مدخل الزقاق كل هابّة و دابة، حيّاه بابتسامته الصفراء المعهودة ، كان سعيد يرتاب من تلك الابتسامة ، و يعتبر رؤية المقدم نذير شؤم سيلقاه في يومه . كان يسرع الخطى ، إنه يرغب في حضور محاضرة الفلسفة منذ البداية ، لأنه يعشق الفلسفة ، بل يراوده من حين إلى آخر حلم أن يصير فيلسوفا بلحية كثة و شارب طويل .. أليست هي ملامح الفلاسفة و المجاذيب !؟. واصل سيره دون التفات،أمعاؤه تقرقر .. ليس فيها سوى جرعات من شاي أسود، في الجهة المقابلة ، شاب يعاكس فتاة متبرجة ،كأن كل مساحيق العالم قد صبت على وجهها ... ألم تفعل ذلك للإثارة ؟  يعاكسها و تتمنع ، فارتسم في رأسه سؤال الرغبة و الامتناع دون أن يجهد نفسه في الإجابة عنه.استفاق من غَـشية السؤال ، فوجد نفسه أمام الجامعة .. الباب مغلق و الباحة فارغة إلا من كلاب الحارس الليلي . آه .. ،لم يفطن إلاّ حينها ..

إنه يوم الأحد(2)، لا عمل و لا دراسة اليوم..هزّ رأسه في حيرة و استغراب ، لقد كان ينوي الذهاب إلى الغابة،فوجد نفسه أمام الجامعة ...
تساءل في اندهاش مُريع ، تُرى ما علاقة الجامعة بالغابة ؟ و هل يمكن أن يكون طريق الجامعة هو نفسه طريق الغابة ؟ . التقط حَجرا من على الأرض ،و نحت السؤال على جدار البوابة و لوى راجعا ، ربما قد يأتي من يجيب عنه يوما.

-------------------
1 - المُخبر المكلف من قبل الداخلية بمراقبة سكان الحي وتحركاتهم .
2 - يوم الأحد هو عطلة نهاية الأسبوع بالمغرب ،تعطل فيه جميع المرافق العمومية

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة