أراك كما لا تراني ـ نص : ماهر المقوسي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

1358415035أراك كما لا تراني، تفيض بما يحتفي بالغيوم الشفيفة كلَّ احتمال قمرْ..تؤوِّلُ ما يستريح على حانة الوقت منك ومني بظلين لم يعرفا بعدُ كُنْهَ التباس البياض بهذا الفراغ المليء بكِبْرِ الخطايا..ألسنا وحيدين منذ مواويل أمي وأمك قبل البكاء على الأوفياء بحبرِ المؤرخ، عشب قبورٍ سعت كل شيء عدا الشهداء، وإيقاع ناي السفر؟..
أراك على بُعْدِ هذا الزمان زمانا يؤرق صوت المغني، كأن الكلام ذبول الشفاه المباغِتِ بالصبر كل الحدود التي أتقنتك تراثا عصيا على الإحتفال أو الإنتقال بدون انكسارٍ يريدون منه التئام الهزيمة حتى تُعَلَّق في غور عيدِ شهيٍ لمن حرَّفوكَ ومن صيَّروك إله المكيدةِ..إيهٍ سليل الشقاء البعيدِ..وما زلتَ تبتدع الحلْم مثل النوافذ، بادلتَ -كم أنت بادلتَ- أسرابَ حمَّى تعض الشرود إلى من أقاموا بيوت الغياب على هاجسٍ من حنينٍ وطينٍ ببوحٍ عن القمح والقبرات بما قد تيسر مما يَرُدُّ السؤال إلى الطيبينْ..على عجَلٍ طال هذا الخلاف عليك من الساهرات يُعَدِّدْنَ ما قد تساقط منك بآناء همس الظلال وأطراف رعش النخيل وأنت المعافى كخيط مطرْ..


أراك مواعيد حبٍ شفيفٍ يطالعن ما ينتحي بين كفيك ماء الحكايا، تقيس احتفاء العصافير بالسنبلات بسِفر البداية،  تدعوك كل جميلات قلبك: هبني حبيبي شهيقا تضوع عطر الحروف على شفتيك..وتمضي كما دائما أنت تمضي إلى حيث لا تشتهي ساهما في رفيف الغسيل على سطح بيتك أو راعشا في وترْ.
أراك ومازلت وحدك توقد للريح نار الحكاية، تهمس للساهرين بأمسك:مرحى..ترى ما تراه ببئر الصعود إلى لجة الملح ممتشقا بيعة الراحلين على سلم الأرض..كانوا على رسلهم يحفظون نشيد القيامة، أما الخوارج -في كل صوب- فقد رتبوا في الوضوح حصاركَ..مرحى -يقول الحفاة على جمر دربك- مدَّ غواية سرك كنا نهيم على كسرةٍ من حجرْ. 
 أراك كما لا تراني تغادر حدسك..تمضي بدوني إلى آخر الليل تحصي المهالك، لا تقربوني –تصيح بملء المسالك- إني رشحت على الماء نارا...من العشب لي ما يرد اكتمالي، ولي حكمة الموت:لا تقربوني وأنتم حيارى.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة