هلوسات.. زير نساء ـ قصة : محمد أبوزرة

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse15042انطلقا بحثا عن رضيعها، الذي ضاع منهما قبل يومين، إثر اتصال وردهما من أحد موظفي محطة القطار.
لدى وصولهما إلى المحطة وجدا رضيعا موضوعا فوق مكتب مدير المحطة؛ طلب منها الاقتراب و التعرف على الرضيع.
لم تستطع الأم أن تكفكف دموعها، و الزوج يضع رأسه بين راحته، و مظاهر الحزن تعم بيت العائلة. لم يصد الجدّ إهمال ابنه و زوجته، صرخ بوجهيهما:
أنتما لا تستحقان أن تكونا أبوين ! إنكما عار على الأبوة.
لكن يا أبي ! ماذا عسانا نفعل !؟
كان بإمكانكما، على الأقل، ألا تنجبا في هذه المرحلة.. حتى تستقر أحوالكما.
حاولت الجدة، تهدئة زوجها، الثائرة أعصابه؛ فهو لا يمكن ان ينكر سعادته بمجيء هذا الحفيد، كي يرث اسمه من بعده.


مضت خمس سنوات بعد آخر محاولة بحث، حتى وردهم اتصال مفاجئ؛ لم يصدقوا ما سمعت آذانهم، ظنوه حلما آو كابوسا مزعجا.
ألو ! من معي؟
ابنك معي، إذا أردته، يمكنك أن تلتقيني قرب المقهى.
أي مقهى !؟
لا تتحاذق، إنك تعرفه، تعرفه جيدا. قابلني في نفس موعدنا المحدد.
أحسَّ بالدوار، و بكل شيء من حوله يحاول الانفلات من مكانه.
حاول أن يتذكر شيئا ذا صلة، لم يفلح في ربط الخيوط التي تراءت أمامه. نظرت إليه زوجته باستغراب و سألته:
من المتصل؟
لا أعرف ! إنها.. إنها.. صوت امرأة، نعم صوت امرأة.
زادت دهشتها من إجابته المشتتة و كأن صعقة كهربائية قد أصابته.
لم يستطع النوم، ظلّ طوال الليل ساهرا، يفكر في من تكون تلك المتصلة؟ أدرك انه ربما قد كان على علاقة من نوع ما بها في السابق، لكن من منهن تحديدا؟
فجأة طفرت إلى ذهنه ذكرى ضبابية، المقهى ! نعم المقهى.. أي مقهى تحديدا، المدينة تعج بالمقاهي، كيف لي أن أعرف أي مقهى !؟
حسنا، حسنا ! الموعد المحدّد، نعم تذكرت لقد كنت أواعد إحداهن في ذلك المقهى في موعد "محدّد".
عند الخامسة مساء، كان واقفا بالقرب من ذلك المقهى، لقد تغير قليلا خلال الخمس سنوات الماضية، ربما انشغاله بغياب ابنه، جعله لا يلاحظ تلك التغيرات التي طرأت على المقهى.
سمع اسمه، التفت وراءه.. التقت عيناه بعينيها، عقدت الدهشة لسانه.
لا يعقل ! لا يمكن أن تكوني.. أنتِ !؟
لقد.. لقد..، (ههههه) غير معقول ! أنت ما تزالين على قيد الحياة، ظننت أنك قد نفّذت تهديدك.
ماذا تظن ! أني سأتركك؟ بمجرد أن سمعت تهديدي، لم تحاول إيقافي، فقط كنت تنتظر الخبر. و لما غبتُ بضعة أيام، ظننتَ أني أقدمت على الانتحار فعلا !. لم تكلف نفسك عناء السؤال و التيقن..
أنا.. أنا...
ماذا، أنت؟ أنت لا تكترث إلا لنفسك. عند أول فرصة تزوجت من أخرى، فضلتها على التي أرادت أن تضحي من أجل حبك.
لكن أخبريني، كيف سولت لك نفسك أن تفعلي ذلك؟
أردت أن أراك تتعذب و حسب.
إنكِ مجنونة، أكيد؟
نعم. بحبك أنا مجنونة.
حسنا، حسنا ! أين ابني الآن؟
ابنك !؟ انسه، إنه ابني، إنه رائحتك التي أتنشقها كل يوم.
هل تريدين أن أتصل بالشرطة؟
افعل ما تشاء، فمن سيصدّقك. من سيصدّق أنك رأيت امرأت ماتت منذ زمن..  

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة