في الذهنية العربية الكلاسيكية، البطل لا يموت إلا غدراً بيد عدوه. فعناصر الملحمة لا تكتمل إلا حين تبلغ التراجيديا قمّتها، لذا يكمن الثقل النوعي القيمي للملحمة في نهايتها. ومن هنا كانت الأمور في خواتيمها. ولعل خالد ابن الوليد، وهو ابن تلك الذهنية، قد أدرك بحدود قليلة أو كثيرة معنى أن يموت المرء على فراشه لا في ساحة المعركة بيد العدو، مما دفعه للتعبير عن استيائه من هذه النهاية فيصف موته بجملته الشهيرة «فها أنا أموت على فراشي كما يموت العير».
لا تزال هذه الذهنية سائدة ومسيطرة على عقول الكثيرين. أحدهم، الشاعر السوري محمد خالد الخضر: (« وطأة الدس الأميركي في الأدب العربي وعدم الاعتبار»، مجلة الأزمنة، 06-01- 2014) المفتون بالنهايات الملحمية. وانطلاقا من تلك الذهنية المسيطرة، لا يمكن لمثقف أو مناضل أو مقاوم أن يُرفع الى منزلة الرمز دون أن تكون نهايته الموت على يد العدو، أما استمرار الآخرين أو موتهم على فراشهم، فهو أمر يدعو للتشكيك فيهم لدرجة اتهامهم بالتخلي عن ثقافة الصمود والتصدي: « لماذا ترنّح في مطلع عصرنا الحديث أمام أدب الآخر وتطلعاته بعد أن كشف ما كشف مثل أحمد لطفي السيد وسلامة موسى وشبلي شميل وأميل حبيبي فتحولوا من المقاومة إلى المعارضة أمام العقل الذي لم يعد يتقن ثقافة الصمود والتصدي مما جعل العدو يرتكب حماقاته في اغتيال من لم يمض في ركب هؤلاء فيترك هؤلاء في الأراضي المحتلة ويمد أصابعه الخبيثة ليقتل غسان كنفاني في بيروت وكمال ناصر وخليل الوزير وماجد أبو شرار إضافة إلى مناضلين آخرين تمكنوا من اصطيادهم وهم في أماكن عديدة».
منطق غريب يجعل من فعل العدو معيارا للحكم على وطنية هؤلاء أو تخاذل أولئك، بل يجعل من الاغتيال شهادة براءة وربما صكاً للغفران لن يمتلكه من بقي حياً. فلسطينيا على نحو خاص، يسيطر منطق «الحيُّ مدان حتى تثبت براءته بيد العدو». الكثيرون من منتقدي الراحل ياسر عرفات الذين اتهموه بالخيانة والتفريط بالثوابت الوطنية غيروا مواقفهم كلياً بعد فشل مفاوضات «كامب ديفد» في جولتها الأخيرة وحصاره في المقاطعة، ومن ثم اغتياله الذي لا يزال حتى اللحظة موضع شك ومثار للجدل، ليصبح عرفات عندهم مثالاً يحتذى في وجه خلفه محمود عباس، وكأن لسان حالهم يقول مت يا عباس حتى نصدقك.
يصر الخضر على نظرية المؤامرة وعلى أنها منظوره الوحيد على ما يبدو في قراءة التراث العربي قديمه وحديثه: « وإذا بدأنا بقراءة الشعر العربي من هذا المنظور التآمري الذي يكشف الدسّ والمؤامرات فنتساءل كيف لشاعر عربي عريق ابتكر أجمل الصور الشعرية وأبدع في معلقته ما يمكن أن يصل إلى أبعد مدى في حياة الإنسان أن يكون؟ كالنابغة الذبياني الذي قال: إِلّا سُـلَيمانُ إِذ قـالَ الإِلَـهُ لَـهُ / قُـم فـي البَرِيَّةِ فَاِحدُدها عَنِ الفَنَدِ/ وَشَـيِّسِ الـجِنَّ إِنّي قَد أَذِنتُ لَهُم/ يَـبنونَ تَـدمُرَ بِـالصُفّاحِ وَالعَمَدِ» طبعا هنا يجهل أو يتجاهل الخضر أن عصر التدوين في التاريخ العربي الاسلامي قد بدأ بالنصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، مما يعني احتمال تعرض المنقول بعد حوالي قرنين الى التحريف والتشويه عبر التناقل الشفاهي، ناهيك أن التدوين تم بإيعاز من السلطة السياسية المهيمنة وأن الشك وارد في المؤرخين والمدونين وبالسلطة السياسية ولا يمكن حصره فقط بالنابغة الذبياني نفسه أو بتلوثه بالمؤامرة أو بالأيدي اليهودية الخفية.
يصر الخضر على أن حالة العداء هي مع اليهود هكذا بإطلاق، فيعطي الصراع العربي الاسرائيلي طابعا دينياً، ولا أدري إن كان يضفي على اليهودية طابعاً عرقياً ما، لاسيما في ظل ما يطرحه الكيان الصهيوني حول «يهودية الدولة» وإلحاحه على المطالبة بالاعتراف بـ «اسرائيل» كدولة لليهود. أما مبرر العداء لليهودية من وجهة نظره فهو: «نظراً لما يحمله اليهود في قلوبهم منذ أن وُجدوا بدأت رؤيتهم تمتد إلى البعيد القادم» وعلى هذا فاليهود في كل مكان كما يفهم من كلام الخضر، هم العدو الأبدي للعالم بأسره:«فهل كان خلف الأحمر والمفضل الضبي وسواهم من الرواة حذرين من دسِّ اليهود ومؤامراتهم التي كانت مستهدِفة للعالم بأسره؟!.. فإذا قرأنا وبحثنا نجد أن بداياتهم كانت منذ أن أوقعوا بيوسف عليه السلام بالجب إلى يومنا هذا». هكذا يمضي الخضر في أن يمنح أصحاب ديانة ما طبيعة سرمدية فوق التاريخ.
قبل أيام، أعلنت الحكومة الإسبانية عزمها على منح الجنسية الإسبانية لأتباع الديانة اليهودية المتحدرين من أصل إسباني الذين طرد أجدادهم من إسبانيا إبان قانون الطرد الذي أصدره فرديناند وإيزابيلا في العام 1492 بعد سقوط غرناطة آخر معقل عربي اسلامي في الأندلس، ينسى الخضر أن هؤلاء قد عاشوا في ظل الحضارة العربية الاسلامية متمتعين بحقوق واسعة أهمها حرية المعتقد وأنهم عوملوا كذميين في الدولة العربية الاسلامية علينا معاملتهم بالحسنى. طبعا الخطأ الإسباني التاريخي الذي تحاول الحكومة الإسبانية تصحيحه، على حد تعبيرها، يجعلها ترتكب خطأ جديدا بتجاهلها الاعتذار للعرب المسلمين الذين خيروا بعد هذا التاريخ بسبع سنوات بين اعتناق المسيحية أو الطرد. تلك النظرة العنصرية القديمة تجاه العرب المسلمين وتجاه اليهود، وهذه الأخيرة تجاه العرب المسلمين لابد أن تدان. إن التسامح شيمة عربية إسلامية أصيلة تفوقت فيها الحضارة العربية الإسلامية على غيرها من الحضارات، تلك الحضارة التي عاش في ظلها المسيحي والمسلم واليهودي والملحد وغيرهم، والتي كان فيها التسامح معياراً لازدهارها وتطورها، وأن لحظات الانحطاط فيها كانت مقترنة بغياب هذا التسامح. والتسامح شيمة تضاف الى شيم الكرامة والشرف والمروءة التي يتساءل عنها الخضر في مقاله المذكور.
يستنتج الخضر من مقالي: («محاولة اغتيال محمود درويش»**، أنني طالبته بـعدم تخوين أحد وأن عليه أن يفتش «عن حلول تؤدي إلى مخارج تعمل على احترام علاقات إنسانية بين العرب واليهود وهذا شيء أشدّ وقعاً من الذلِّ المميت..». كنت أتمنى أن يتحلى شاعرنا بقدر أكبر من الأمانة العلمية بأن ينقل أقوالي اقتباسا بدل أن يقدم للقارئ استنتاجاته المبنية على المغالطات ولا أقول الغلط. وأرجو أن يحافظ على التفريق بين المصطلحين.
في مقالي المذكور أعلاه بينت كيف تعمد الخضر قراءة محمود درويش انطلاقا من موقف مسبق ينسجم مع منظوره السابق الذكر حول نظرية المؤامرة اليهودية، مما دفعه للانتقائية وعدم الدقة في النقل والاقتطاع من السياق لا ثبات وجهة نظره في أن الشاعر الفلسطيني محمود درويش: « تمكن من العمل على تأسيس نسيج ليس بالقليل على مستوى الوطن العربي ظاهره يختلف عن باطنه» وأن هذه الظاهرة الدرويشية ساعدها «دعم من الغرب والولايات المتحدة الاميركية وبتخطيط من الموساد« ويصف إحدى قصائده وغيرها بأنها: « محض كلام يحمل دلالات الذاهب إلى الصلح مع الجلاد وتحوير مظاهر القتل والدمار إلى حالات شبيهة بتلك التي وصفها في قصيدته الآنفة وأراد أن يصنع من الجندي الصهيوني بطلاً مسالماً طيبا« أما ما قلته أنا فكان أن : «ما يلمّح إليه الخضر من توظيف للتراث اليهودي، كما فهم صاحبنا من خطاب درويش الشعري إلى سارة "اليهودية" التي تقام تحت ظلال حاجبيها الأعراس، فهو ليس بالأمر الجديد، فقد وصفه البعض بالشاعر اليهودي المتنكر بالزي الفلسطيني. محمود درويش الفلسطيني اللاجئ الذي ضاقت به الأرض أراد توسيع أفق القصيدة، لذلك أضاف إلى الموروث العربي الإسلامي والمسيحي موروثاً يهوديا، انطلاقا من إدراكه أن خصب القصيدة يتأتى من تعددية العناصر التي توظفها وتعيد صياغتها. لذلك يمضي محمود درويش في توظيف التراث البابلي والآكادي والحثي والكنعاني والإسلامي والمسيحي واليهودي.... إذ أن أي هوية ثقافية أحادية العنصر تنهزم أمام خصمها قبل أن تنال منه. ولابد من القبض على العدو ثقافياً لتصبح هزيمته ممكنة». بينت أيضاً، كيف أن محمود درويش في مشروعه الشعري قد انحاز« إلى الأدب الحقيقي الذي يتوجه إلى الإنسان فيدافع عن القيم العليا التي تفضح عنصرية المستبد والمحتل. فالطرف الأضعف لا يستطيع أن يسلك في صراعه مع الأقوى ذات مسلكه وأن يستخدم نفس أدواته، بل عليه أن يميز حقه بقيم ومعايير مختلفة عن تلك التي يتمثلها عدوه، وكلما كان العدو لا أخلاقياً كان عليه أن يتمسك أكثر بالقيم الأخلاقية، فلا يمكن أن تكون ضعيفا ولا أخلاقياً في آن معاً. هذا يرتبط بجوهر الصراع الحضاري بيننا وبين الكيان الصهيوني». فمن أين استنتج الخضر ما استنتجه؟ انها القراءة المتعسفة لأي نص النابعة اساسا من عقدة المؤامرة، التي عليها أن تقوّل اياً كان ما لم يقل حتى لا تسقط هذه النظرية.
ولنفرض جدلا أني طالبت بعلاقات انسانية كما ادعى الخضر بين العرب واليهود ما الضير في ذلك؟ ولماذا ارتأى فيه الخضر ذلا مميتا؟ فأنا شخصيا لست مفتونا بصراع الحضارات ولا بنظريات هنتنغتون أو فوكوياما. لست ضدها لكون أصحابها يهودا فرضاً، بل يكفي ما فيها من تحريض على الآخر وعنصرية تجاهه تهدد الحضارة الانسانية نفسها ومستقبل التعايش بين مكوناتها. أنا مع الحوار بين مختلف الحضارات والثقافات، مع الفهم المتبادل والتعايش بين الطوائف وحتى السلم الأهلي. لماذا أكون ضد شارلي شابلن الذي حاول تعرية المجتمع الرأسمالي مبكرا ليلقى الضوء على المواطن الأميركي الفقير وأحلامه البسيطة، والذي حين سؤل عن "اسرائيل" رأى أن دعوة يهود العالم للتجمع بفلسطين يشبه دعوة مسيحيي العالم للتجمع في الفاتيكان، ليخرج الصحفي الذي أجرى معه اللقاء يصيح مستاء: ليس بصهيوني ليس بصهيوني. لماذا أكون ضد فرويد أو ماركس أو اسبينوزا، ألمجرد كونهم يهودا، وهل يكفي هذا؟ أنا كفلسطيني ضد نتنياهو وشارون وبيريز وليفني وأولمرت وغيرهم كثر لأنهم صهاينة وليس لكونهم يهودا. نعم اليهود في كل مكان، في اسبانيا وبلجيكا وروسيا وأميركا وغيرها.... ولكني شخصيا ومعي الكثيرون من الفلسطينيين والعرب ليس لنا مشكلة مع هؤلاء. إذ لا يكفي أن يكون المرء يهوديا ليكون وجوده مشكلة بالنسبة لي ولهم. لكن أن يتنازل عن إنسانيته فيكون قاتلا، سفاحا، محتلا، عنصريا، هو ما يجعل منه عدوا مهما كانت ملته وانتماؤه. يغيب عن بال شاعرنا أن مشكلتنا كفلسطينيين وكعرب ليست مع الدين اليهودي، مشكلتنا مع الحركة الصهيونية وغيرها من الحركات المتطرفة التي تنفي الآخر وتبرر اقتلاعه. ألم تستنزف الحركات الإسلاموية المتطرفة المجتمعات العربية بقدر ما استنزفها الكيان الصهيوني المزروع في قلب الوطن العربي وربما أكثر. معيار العداء إذا ليس الانتماء إلى دين معين والمعيار الأخلاقي الذي يقرره القرآن أحد المكونات الرئيسية للثقافة العربية هو: « لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (الممتحنة/8).
إذا كان المغلوب مولعا بتقليد الغالب حسب التعبير الخلدوني، وإذا كانت ثقافتنا العربية مهددة فلا يكمن الحل أن نتقوقع داخل الذات ولا أن نتمسك بعقدة الآخر فندخل في صراع حضاري وثقافي سوق له االمحافظون الجدد الذين ملئوا الأرض جورا في عهد جورج بوش والذين سوقهم إرهاب 11 سيبتمبر خير تسويق. إن تحصين الثقافة العربية عبر مزيد من الأنسنة وإبراز الجانب الاخلاقي الإنساني المشترك الكامن فيها هو ما يمكّن هذه الثقافة من أن تكون ندا تستطيع فيه أن تدخل في عملية مثاقفة وحوار بناء مع الثقافات الأخرى، وهذا ما يجعلنا اقوى في صراعنا الحضاري الثقافي مع الكيان الصهيوني ومع التطرف والعنصرية أيا كان مصدرها.
أما فيما يخص قبول درويش لفكرة الدولة ثنائية القومية، فيبدو أن الخضر يجهل أو يتجاهل أن شرائح واسعة من الشعب الفلسطيني بقيادة حركتي «فتح» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أكبر فصيلين فلسطينيين حينها، قد تبنتا هذه الفكرة في نهاية الستينات وناضلت من أجلها وتبناها المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1971م. وحتى اليوم لا يقتصر الأمر على درويش نفسه فلازال يؤمن بها الكثيرون من أبناء الشعب الفلسطيني كحل يرونه يحفظ حقوقهم في أرضهم لاسيما حق العودة، من حق أياً كان أن يتفق أو أن يختلف معهم لكن هل نستسهل إدانة كل هؤلاء أيضاً؟ أما عن قبول درويش لإدخال قصائده في المناهج الدراسية الإسرائيلية، فلنا أن تنظر إليه من حيث هو اضطرار اسرائيلي للاعتراف بالثقافة العربية الفلسطينية، ونصراً لدرويش نفسه، لاسيما في ظل نجاح الأقلية العربية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 أصحاب الأرض الأصليين أن يقاوموا محاولات تهميشهم وطمس هويتهم وثقافتهم العربية الفلسطينية، أولئك الذين ظلوا شوكة في حلق الكيان الصهيوني تفضح عنصريته وهويته المأزومة التي تريد واهمة الجمع بين الدين والدولة والديمقراطية. أما عن اتهاماته لمجلة «حوار» ودور المخابرات الأميركية فأنا جاهز في أي لحظة للإطلاع على الأدلة والوثائق التي تثبت ذلك. ولكن هذا لا يعني في حال عدم توفرها استسلامي لاتهامات غير مثبتة تدفعني لإعلان الادانة القطعية بناء على مجرد إشارات من لويس عوض أو خالد أبو خالد أو حتى فرنسيس سوندرز. النابغة الذبياني خلف الاحمر والمفضل الضبي وأحمد لطفي السيد وسلامة موسى وشبلي شميل وأميل حبيبي ومحمود درويش وأدونيس وتوفيق الصايغ ويوسف الخال وبدر شاكر السياب وجميل جبر والطيب صالح ورياض الريس. جميع هؤلاء على قائمة الإدانة ، فماذا ترك الخضر بعدُ من ثقافة عربية؟
إذا كان كلامي هذا عصي عن الفهم بالنسبة للخضر، فربما من المفيد أن أحيله إلى رائد القصة القصيرة في القرن التاسع عشر الأديب الفرنسي غي دو موباسان. موباسان كان يكره برج إيفل ورأى أن مدينته كانت أجمل قبل بنائه، مع ذلك اعتاد أن يتناول غداءه يوميا داخل مطعم هذا البرج. وحين سؤل عن هذا التناقض أجاب أن مطعم البرج هو المكان الوحيد الذي يمكنك منه النظر إلى باريس دون أن ترى برج إيفل. لذلك يا صديقي، محمود درويش ومثله كثيرون وعلى عكس موباسان يفضلون أن يتأملوا برج إيفل بدل أن يحاولوا الاختباء خلف كرههم له، علهم يفهمونه فيفككونه ليتمكنوا من اسقاطه وبناء برج أجمل. أرجو هنا أن يسعف المجاز شاعرا كمحمد الخضر أعياه كلامي المباشر فخرج منه بتلك المغالطات. وأرجو ألا يخرج بأخرى جديدة من مقالي هذا، لاسيما وأنه كشاعر لابد أن يمتلك ناصية اللغة العربية أبرز عناصر الثقافة العربية التي يقدم نفسه مدافعاً عنها. مفترضا دائما حسن النوايا، وإن ارتأيتُ أنه ليس بتلك التراجيديا تؤكل الكتف ولا بنظرية المؤامرة تورد الإبل.