تقديم:
ما إن يبدأ الباحث في دراسة العلاقات المرينية مع دول شبه الجزيرة الإيبيرية المطلة على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، حتى يصطدم بحقيقة أساسية وهي تشعب العلاقات بين هذه الدول وارتباط بعضها بالبعض الأخر، الشيء الذي يفرض عليه دراسة العلاقات المرينية مع بني الأحمر ومع أراغون ومع قشتالة مجتمعة : أولا تفاديا للتكرار ثانيا لوجود التحالفات والتحالفات المضادة بين البلدان الإسلامية من جهة، وإسبانيا المسيحية من جهة أخرى، وفي بعض الحالات جمعت التحالفات بين بلد إسلامي وبلدان مسيحية ضد بلد إسلامي آخر والعكس.
- فتح السلطان يعقوب سبتة دون مساعدة الأراغون:
بدأ انشغال التاج الأراغوني بسبتة منذ سنة 634هـ/ 1234م ، وأضحى خايمي الأول الأراغوني يفضل القيام بعمليات تجارية مع هذه المدينة وسواحل بلاد المغرب ابتداء من منتصف القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي(1)، عوض القيام بعمليات عسكرية تندرج في إطار الحملات الصليبية التي لا يمكن التكهن بنتائجها مسبقا.
وإذا كانت سنة 1264م/664هـ قد شهدت ثورة مرسية(2)، التي تطلبت اتحاد قشتالة مع الأراغون لإخمادها(3)، فإن سنة 1269م أفرزت مجموعة من التحولات الكبرى في المغرب الأقصى، منها سقوط الدولة الموحدية وقيام الدولة المرينية بفاس، وتوقيع أول معاهدة بين الأراغون وسبتة العزفية، ولعل الهدف من هذه المعاهدة كان هو منع سبتة من دعم الثوار والتدخل في مرسية وبلنسية(4).
وبعد فتح يعقوب المريني لمراكش وسجلماسة وجه اهتمامه إلى طنجة وسبتة، غير أن سبتة استعصت عليه، فاضطر إلى طلب العون من الأراغون، موازاة مع ذلك وقع ألفونسو العاشر القشتالي مع ابن الأحمر ومع الثوار في الأندلس معاهدة هدنة(5)، وعلى إثر طلب السلطان المريني، وقعت محادثات بين خايمي الأول وألفونسو العاشر حول عمليات السلطان المريني يعقوب في شمال المغرب، والتي كان لها الأثر الكبير على قشتالة التي طلبت التدخل من الملك الأراغوني في حالة عبور المرينيين إلى الأندلس، إلا أن هذا الأخير أقنعها أن النية المرينية ليست سيئة، لأنه لو كان الأمر كذلك لما طلب سلطانها الصلح والتحالف. ولعل خايمي الأول كان يبحث عن مبررات يسهل بها تحالفه، خاصة وأنه يعلم في حالة حدوث ذلك سيحصل على مداخيل مالية مهمة، كما أنه سيسهل له استيراد الحبوب والقطاني من المغرب في الوقت الذي تعاني فيه بلاده من نقص فيهم(6). ورغم تحذير عثمان بن دبوس الموحدي - الذي لجأ إلى بلنسية بعد سقوط مراكش – لخايمي الأول من مغبة التحالف مع السلطان المريني، إلا أنه وقع المعاهدة، التي نصت على أن يمد ملك الأراغون السلطان المريني بخمسمائة فارس وبخمسين مركب مقابل مائتي ألف دينار بيزنطي ودينارين بيزنطيين للفارس في اليوم ومائة دينار بيزنطي للقائد في اليوم، وفي حالة ما إذا استمر الحصار أكثر من سنة فإن السلطان المريني ملزم بإضافة مائة ألف دينار بيزنطي(7)، غير أن الأحداث لم تمر كما كان يشتهي الملك الأراغوني، حيث تصالح العزفيين مع السلطان المريني، وأصبحت سبتة تابعة للمرينيين، والعزفيون ولاة عليها، على أن يؤدوا ضريبة سنوية للسلطان على شكل هدية تتكون من الأخبية والسلاح والثياب(8). على إثر هذا الحدث هنأ كل من ملك قشتالة وملك فرنسا خايمي الأول الأراغوني لأنهم كانوا يظنون أن فتح سبتة حدث بمساعدته(9)، ولعل هذا ما جعل أحد الباحثين يقول بأن خايمي الأول أدخل بيديه السلطان المريني إلى سبتة، وهو الذي مهد الطريق أمامه إلى الأندلس(10).
إن فتح سجلماسة بواسطة الأسلحة النارية « ونصب عليها [ على سجلماسة ] آلات الحصار من المجانيق والعرادات، وهندام النفط القاذف بحصى الحديد ينبعث من خزانه أمام النار الموقدة في البارود بطبيعة غريبة ترد الأفعال إلى قدرة باريها»(11)، يجعل الباحث يتساءل حول سبب عدم استعمال نفس السلاح لفتح سبتة، وتجنب طلب العون من الأراغون بشروط لا تخدم المرينيين؟ هل سبب عدم استعماله هو التخوف من تحطيم تحصينات المدينة وجعلها لقمة سائغة للعدو النصراني؟ أم أن السبب كما ذكر أحد الباحثين هو حصول المرينيين على هذا السلاح من قوة مسيحية وأن المصادر المرينية الرسمية حاولت طمس هويته حتى لا تثير عليها شبهة التعامل مع " دار الكفر " خاصة وأنها تريد أن تظهر بمظهر الحامي والمدافع عن الإسلام(12).
إذا ثقنا بهذه الإشارة فإن العلاقات المرينية مع قوة مسيحية كانت قائمة في السر قبل تاريخ طلب العون من الأراغون، خاصة وأن هذا السلاح يتطلب استعماله وقتا للتدرب عليه وللاستئناس به، وهذا بدوره يدفع إلى التساؤل حول عدم استعمال هذه القوة المسيحية لهذا السلاح الغريب في حروبها ؟ حيث يذكر أحد الباحثين نقلا عن إحدى الدراسات المتخصصة أن استعمال البارود بأوربا تم لأول مرة في حرب دارت بين جنوة والبندقية ما بين 1378- 1381م / 779-782هـ، وأنه انطلق من إيطاليا وانتشر بباقي المناطق الأوربية، كما تشير الدراسة نفسها إلى أن العرب استعملوا هذا السلاح خلال حصار الجزيرة الخضراء من طرف ألفونسو الحادي عشر القشتالي سنة 742هـ / 1342م(13)، وقبل هذا التاريخ استعمل بنو الأحمر السلاح الناري ضد القشتاليين في الأندلس سنة 724هـ /1324م(14)، ويبدو أن المرينيين عرفوا هذا السلاح قبل غيرهم من دول شبه الجزيرة الإيبيرية، بحكم أنهم استعملوه في حصار سجلماسة، واستعمله كذلك الأسطول المريني خلال مناوراته في مياه بجاية أمام السلطان المريني أثناء حملته نحو إفريقية(15)، ولعل عدم استعماله في فتح سبتة يرجع إلى أن السلاح مازال حديث العهد بهم، ولا يريدون أن يدخلوا في مجازفة قد تكلفهم فقدان هذا الثغر للأبد.
- بنو الأحمر بين طلب النجدة من المرينيين والتخوف من أطماعهم:
كانت العلاقة المرينية النصرية علاقات جيدة يسودها الود في أغلب الفترات، فبالرغم من بعض التصرفات التي عكرت صفو العلاقات بين الطرفين، فإنها ظلت ذات صبغة جهادية يطبعها مساندة المرينيين للنصريين ضد العدو القشتالي، وهو ما تفسره كثـرة الرسـل والرسائل بين البلدين وخاصة في عهدي السلطان أبي عنان و السلطـان أبي الحجاج(16)، وكثرة السفارات بين البلدين في أمر الجهاد والاستغاثة والمصالحة(17)، والمصاهرة والمهاداة(18).
لقد أدرك محمد ابن الأحمر أن صمود بلاده أمام العدو النصراني الذي كان يتربص بها رهين بتحالفه مع المرينيين، لذلك أوصى ابنه محمد الفقيه أن يعتمد عليهم ضد قشتالة(19)، وهو ما جعل السلطان النصري يطلب مساعدتهم وجهادهم ضد النصارى(20)، وحتى يدرأ يعقوب المريني خطر بني عبد الواد وقع مع يغمراسن بن زيان معاهدة صلح(21)، وعلى إثرها عبرت الجيوش المرينية إلى الأندلس، حيث تنازل محمد الفقيه ليعقوب المريني على كل من الجزيرة الخضراء وطريف ورندة(22)، وقاموا بحملات عسكرية في الأراضي القشتالية ، تمكن من خلالها السلطان المريني قتل القائد ذنونة سنة 674هـ / 1275م(23)، وأرسل برأسه إلى ابن الأحمر الذي طيبه وأرسله إلى عاهل قشتالة(24)، ويبدو من عمل ابن الأحمر هذا أنه لا يثق كثيرا في رغبة المرينيين في الجهاد.
مـوازاة مع هـذه الأحـداث توفـي خايمـي الأول عاهـل الأراغون، وخلفه ولي عهده بيدرو الثالث(25)، الذي رغب في أن تكون علاقاتـه طيبة مع الدول المطلـة على بحر الزقاق سواء منها الإسلامية أو المسيحية(26)، وفي هذا الصدد يذكر أحد الباحثين أنه يجهل إذا ما كان الملك بيدرو الثالث قد وقع معاهدة مع السلطان المريني أبي يوسف أم لا، ولكن الشيء الأكيد لديه هو أنه كان يرغب في علاقات جيدة مع المرينيين(27).
ويذكر ابن خلدون أن محمد الفقيـه ارتـاب من أمير المسلميـن يعقوب، وظن به الظنون، ظن أنه يريد أن يعيد ما قام به يوسف بن تاشفين السلطان المرابطي بالمعتمد بن عباد ملك إشبيلية وبملوك الطوائف(28)، ولعل تأخره في اللحاق بالسلطان المريني خلال جوازه الثاني، يؤكد مدى تخوفه، وزاده تنازل ابن أشقيلولة عن مالقة ارتيابا(29)، الأمر الذي جعله يصل يده بيد ألفونسو العاشر عاهل قشتالة لمنع أمير المسلمين يعقوب من فك الحصار القشتالي على الجزيرة الخضراء سنة 677هـ / 1278م(30)، كما راسل الطرفان يغمراسن بن زيان ليقلق المرينيين من جهة الشرق(31)، ولما رأى ابن الأحمر ما لحق بالمسلمين في الجزيرة من جراء حصار العدو، أرسل أساطيله لمساعدة المرينيين(32)، وتمكن الأسطول السبتي من إلحاق الهزيمة بالأسطول القشتالي وفك الحصار عن الجزيرة(33).
- استنجاد ألفونسو القشتالي بالسلطان المريني:
ما إن أعلن ألفونسو العاشر القشتالي عن ولاية العهد، وإبعاد سانشو الرابع عنها حتى أعلن هذا الأخير العصيان والثورة(34)، وأمام هذا الوضع لم يجد الملك القشتالي بدا من الاستنجاد بأبي يعقوب المريني(35)، فوقع التحالف بين الطرفين ضد الابن الثائر الذي سيجد الدعم من الأراغون(36)، وتدخل السلطان المريني بالأندلس ليعيد للقشتالي حقوقه إلا أن المنية أدركت كل من السلطان المريني والملك القشتالي لتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه(37). وخلال هـذه الأثناء كانت فرنسا وشارل دنجو الصقلي والبابوية قد تحالفوا ضد ألفونسو الثالث الأراغوني على إثر احتلاله صقلية سنة 1282م/681هـ، وأضحت الأراغون مهددة على حدودها الشمالية من فرنسـا(38)، وأمام هذا الوضع أرسل ألفونسـو الثالث سفيرا له لتوقيع معاهدة مع السلطان المريني، إلا أن القشتالي كان أسرع منه، فما إن علـم بوفـاة يعقوب المـريني حتـى وقـع معاهـدة هدنة مع السلطان يوسف سنة 1286م/686هـ (39).
ويبدو أن السفير الأراغوني لم ينجح في توقيع المعاهدة مع أبي يعقوب يوسـف، لأن ألفونسو الثالث كان يقترح إبعاد النصريين عن هذه المعاهـدة فـي حيـن كان الطـرف المريني يصر على ذلـك، خاصة وأن المعاهدة تنص على أن أعـداء الأراغون هم أعـداء المرينيين ولو كانوا مسلمين والعكـس صحيح كذلك بنسبـة للأراغونيين(40)، ويظهر من مـوقف الأراغوني هذا أنه يخاف من التحالف النصري القشتالي، كمـا أنـه يريـد استدراج المغاربـة لإدخالهــم فـي عـداء مع القشتاليين، وهذا ما رفضه أبو يعقوب وأدى إلى فشل إبرام المعاهدة.
- فقدان السلطان يوسف لطريف أمام تحالف غرناطة وقشتالة وأراغون:
عرفت سنة 690هـ / 1291م مجموعـة من الأحـداث أدت إلى تحولات خطيرة على مستـوى التحالفات والتحالفات المضـادة، فالأراغوني خايمي الثاني تصالح مـع فرنسـا والبـابوية، ووقع معاهدة سلـم وتعـاون مـع قشتالة، كما أن سانشو الرابع القشتالي استطاع التحالف مع غرناطة التي تربطها علاقات جيـدة مـع بني عبد الواد(41)، ونتيجـة لذلك أصبح المرينيون خارج هـذه التحالفـات، فـي حيـن أضحـت قشتالـة قويـة بتحالفـهـا مـع الأراغون وغرناطة.
وتحالف محمد الفقيه النصري كذلك مـع العاهل القشتالي، وكان الاتفاق ينص على أن سلطان غرناطة يمد سانشو الرابع بالمدد والميـرة والأقوات للعسكر أيام منازلة طريف، على أن تكون لبنـي الأحمر إذا خلصت من يد بني مريـن(42). وأمـام اشتـداد الـوضع علـى المسلميـن مــن جراء حصـار طريف اضطر المرينيون إلى التنازل على هذا الثغــر، واستولــى عليه الملـك القشتـالي سنـــــــة 1292م/691هـ(43)، فطالب محمـد الفقيـه النصري قشتـالـة بالتنـازل له عـن طريـف، ورفضــت وهـو مـا جعلـه يطلـب الصفـح والمساعـدة مـن السلطـان المرينـي(44)، أمـام هـذا الـوضع تظـاهر خايمي الثاني الأراغوني - الـذي أعطـاه سانشو الـرابع القشتـالي أمـر التفـاوض علـى الصلـح مع أبي يعقوب يوسف- أنـه يريد الصلح بين قشتالـة والمرينيين، فـي حيـن كـان يسعـى إلى عكس ذلك، بدليل أنه كان يزين لمحمـد الفقيـه الابتعـاد عن قشتالة(45)، إلا أن سلطان غرناطة استطاع أن يقنع السلطان المريني بالتنازل له على جميـع المدن التي كانت له بالأندلس، وأن يضع تحت تصرفه جيشا قوامه خمسة آلاف فارس لتعينه على استرجاع طريف(46)، هذا الاتفاق أغاض الملك الأراغوني، حيث احتج على سلطان غرناطة، وذكره أنه كان عليه أن يستشيره قبل أن يتفق مع السلطان المريني(47). وهكذا أصبحت العلاقـات المرينيـة النصـرية جيـدة، كمـا أن الملك الأراغونـي استدعى أسطولـه مـن ميـاه جبـل طارق بدعوى أن سانشو الرابع لم يؤد الواجبات المستحقة عليه، وسمـح ببيـع المـواد الممنـوعة إلى المغـاربة كالأسلحة(48). ورغم أداء البـلاط القشتـالي لهـذه الواجبـات إلا أن الملك الأراغونـي لـم يرسـل أسطولـه لميـاه المضيـق، ومكن بذلـك الجيـوش المغربيـة مـن الجـواز إلـى الأندلـس(49)، ولعلـه بفعلتـه هـذه أراد أن يظهـر للمـرينيين وللنصرييـن عـن نوايـاه الطيبـة اتجاههما.
وما إن توفي سانشو الرابع سنة 1294م / 694هـ حتى دخلت قشتالة في مشاكل داخلية، جعلـت عمليات الاسترداد القشتالية تتوقف، والثغور الإسلامية تعرف شيئا من الاستقرار(50). وعلى إثر ذلك وقع بنو الأحمـر مع الأراغونييـن معاهـدة هدنـة وتعـاون سنـة1295 م / 695هـ، وتجـددت هذه المعاهـدة سنـة 1301م / 701هـ(51). موازاة مع ذلك، كـان السلطان أبو يعقوب يوسف يسعى إلى توقيع معاهدة مع الأراغون، تنص على تقديم المساعدة البحرية للمرنيين ضد تلمسان، إلا أن خايمي الثاني كان يتماطل، لأن تحالفه مع كل من بني الأحمر وبني العبد الواد يغنيه عن هذا التحالف(52).
- احتلال بني الأحمر سبتة واستنجاد بني مرين بالبحرية الأراغونية:
قلـب موت محمد الفقيه السلطان النصري في الثامن من شعبان سنة 701هـ / 8 أبريل 1302م(53) كل الموازين، فمحمد المخلوع ولي عهده وقع هدنة مع الأراغوني خايمي الثاني في 7 فبـراير سنة 1303م / 18 جمادى الثانية 702هـ لمدة سنة(54)، وأضحى السلطان المريني يطلب مـن التاج الأراغونـي قبول توقيـع معاهـدة معـه من شروطهـا مساعدته بأسطول بحري فـي حصـار تلمسـان، إلا أن الأراغون كانـت تماطـل فـي ذلـك، لأنها كانت تعتقد أن انشغال يوسف المريني بحصار بني عبد الواد في صالحها، وقد لا يسمـح للمرينيين بعقد معاهدة مع قشتالة تشكل خطرا على وجودها في مرسية، كما أنها كانت محتاجـة لـود غرناطة حليفة بني عبد الواد، والتي قد تشكل خطرا عليها في حالة التحالف مع قشتالة(55)، لكـن تحول محمد المخلوع نحو قشتالة، وتوقيعه معاهدة مع فرديناند الرابع(56)، أقلق كل من السلطـان المريني والعاهـل الأراغوني، حيث رأوا فيه تهديدا لهما(57)، وهو ما دفع بالطرفين إلى التحالف حيث أصبحت عـلاقاتهما جيـدة لدرجـة أن خايمي الثاني أصدر أمرا لقواده بعدم التعرض لسفن المرينية لأنهم أصدقاء وليسوا أعـداء، ورفض أبو يعقوب بدوره عرض قشتالة الذي ينص على الصلح والتحالف(58)، وهكذا أصبحت موازين القوى شبه متعادلة رغم أن التحالف الأراغوني المريني يعوقه التهديد العبد الوادي.
وأفرزت سنة 1304م/704هـ مجموعة من التحولات على مستوى العلاقات المرينية مع دول شبه الجزيرة الإيبيرية، فأراغون أحرزت تفاهما مع قشتالة حول قضية مرسية حيث اتفق الطرفان أن تكون الجهة الشرقية للأراغون والجهة الغربية للقشتاليين(59)، في حين استغلت غرناطة علاقاتها الجيدة مع خايمي الثاني وفرديناند الرابع لتستولي على سبتة(60)، وهو ما أقلق كل من قشتالة وأراغون الشيء الذي جعلهما يوقعان معاهدة فيما بينهما سنة 1308م/708هـ، تنص على هجوم الأراغون على ألمرية وهجوم قشتالة على الجزيرة الخضراء(61).
وأمام هذه التطورات، أضحى السلطان المريني في حاجة ماسة إلى تحالف مع الملك الأراغوني، واستطـاع أن يقنعـه بذلك، حيث وقعت المعاهدة التي سميت بمعاهدة فـاس في 5 يوليوز سنـة 1309م/ 25 محرم سنة 608هـ بين السلطان المريني أبي ربيع سليمان والملك الأراغوني خايمي الثاني، وتـنص علـى أن السفـن الأراغونية تحاصر سبتة بحرا والجيـوش المرينية برا، وفي حالة فتح المدينة يأخذ الملك الأراغوني كل مـا وجــد بالمدينـة من أثاث ومـواش، هذا فضـلا عن سبعـة آلاف دينار والثلث من المداخيل الجمركية(62). لكن سكان سبتة أدركــوا أن السلطان النصري غير قادر على حمايتهم ضد هذا التحالف، واستطـاع بعض الثـوار من السيطـرة علـى المدينة وتسليمها للمرينيين(63)، وعـاش بذلـك الأراغوني نفـس الفشل الذي عاشه جده خايمي الأول سنــــــة 1275م / 674هـ، غيـر أن أبـا الربيـع لـم يتملـص مـن بنود معاهدتـه مع الأراغــوني خايمي الثاني، حيث ظـل ملتزمـا بها(64)، ويبدو أنه كـان محتاجا لهذا التحالف خاصة وأنه وقع معاهدة صلح مع النصريين بمقتضاها تنازلت غرناطة للمرنيين عن الجزيرة الخضراء ورندة(65). وما إن حاصرت الجيوش الأراغونية الجزيرة الخضراء في إطار تحالفها مع قشتالة حتى أرسل أبو الربيع يحتج على أراغون بدعوى أنهم حلفائه وأنهم يحاصرون بلاده لأن الجزيرة الخضراء أضحت تابعة له، كما اتخذها ذريعة لكي لا يؤدي ما اتفق عليه في معاهدة فاس، واضطرت أراغون إلى فك الحصار على الجزيرة ومغادرة مياه بحر الزقاق(66)، ليجد نفسه مرة أخرى مضطرا إلى فك الحصار على ألمرية، لأنه فقد الإمدادات التي كان يطمع في الحصول عليها من خلال معاهدة فاس، وبذلك كان الملك الأراغوني الخاسر الأكبر ، فالسلطان المريني استرجع سبتة والجزيرة الخضراء ورندة، وأصبحت علاقاته جيدة مع غرناطة خاصة بعد التصاهر بين البلاطين(67)، والملك القشتالي استطاع أن يضم إلى أراضيه جبل الفتح(68)، في حين لم تنجح مخططات الملك الأراغوني في منطقة بحر الزقاق، الشيء الذي جعله يوجه عنايته نحو شرق الحوض الغربي للبحر المتوسط.
- فتور العلاقات المرينية خلال عهد أبي سعيد:
شهد العقدان الثاني والثالث من القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي، فتورا في العلاقات المرينية مع دول شبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك راجع لعدة أسباب منها المشاكل التي عرفها المغرب الأقصى خلال هذه الفترة، فالأمير أبو علي عمر بن السلطان المريني ثار على أبيه في فاس وسجلماسة(69)، وتطلب إخماد ثوراته من السلطان وقتا طويلا، وهو ما شغله عن العلاقات الخارجية.
وعرفت الدولة النصرية حركات انفصالية، حيث انقسمت البلاد إلى منطقتين: أبو الجيوش في وادي آش وأبو الوليد في غرناطة(70)، وأمام الضغط القشتالي حاول بنو الأحمر استمالة أراغون لتوقيع معاهدة لضغط بها على قشتالة، غير انشغال أراغون بحربها مع جنوة على سردانية جعلها لا تعير اهتماما كبيرا لمطالب غرناطة. إلا أن قشتالة وغرناطة وقعتا معاهدة هدنة على مرسية أولا ثم شملت كل البلاد بعد ذلك سنة 1316م/ 715هـ(71)، ويبدو أن هذا التحالف كان موجها ضد مصالح أراغون في مرسية.
وفي سنة 718هـ / 1318م، اشتدت وطأة القشتاليين على بني الأحمر حيث شنوا عليهم عدة حملات، اضطروا معها إلى طلب العون من المرينيين(72)، غير أن العلاقات بين الطرفين كان يشوبها التوتر، لأن ابن أبي العلاء المريني – الذي ثار على المرينيين في سبتة واستولى عليها – أصبح شيخ الغزاة في الأندلس، وأضحى له نفوذ في البلاط النصري، وفي مقابل جواز السلطان أبي سعيد إلى الأندلس طلب من السلطان النصري أن يسلمه ابن أبي العلاء، وكان أمر تسليمه صعبا على بني الأحمر، فلم يستجب السلطان المريني لرغباتهم(73).
وعرفت العلاقات المرينية الأراغونية الفتور، ففي سنة 723هـ / 1323م، طلب السلطان الأراغوني من السلطان المريني أن يرسل له المرتزقة الكطلان، الذين كانوا في خدمة الجيوش المرينية، لأنه كان محتاجا إليهم في حربه بسردانية، إلا أن أبا سعيد عثمان رفض(74)، ويبدو أن السلطان المريني كان محتاجا لهذه الجيوش الكطلانية، للقضاء على ثورة ابنه في سجلماسة
.
- استرجاع أبي الحسن المريني جبل الفتح وفقده طريف:
اضطر السلطان أبو سعيد على إثر انشغاله بمشاكل وفتن ابنه الثائر إلى إرجاع رندة والجزيرة الخضراء إلى بني الأحمر سنة 712هـ / 1312م، إلا أن قشتالة استغلظت عليهم بعد ذلك فأعادوهما للمرينيين سنة 729هـ / 1328م(75). ومـا إن توفـي السلطان أبو سعيـد حتى اشتـد الضغـط القشتالي على بني الأحمر، فقدم محمد بن إسماعيل ابن الأحمر على أبي الحسن سنة 732هـ/ 1332م، يطلب منه العون والجهاد ضد النصارى، ورغم انشغاله بمشاكل أخيه إلا أنه أرسل معه ابنه أبي مالك إلى الأندلس وأمدهم بالجيش والعتاد(76). واستطاع الجيش المريني والنصري أن يسترجعا جبل الفتح سنة 733هـ/1333م(78)، كما توصل الطرفان إلى توقيع معاهدة صلح مع قشتالة مدتها أربعة سنوات في مارس 1334م / جمادى الثانية 734هـ، حيث فوض السلطان النصري يوسف بن إسماعيل لأبي الحسن حق توقيع المعاهدة باسمه، وانضمت إليها أراغون فيما بعد(79). وفي سنة 739هـ/1339م وقع أبو الحسن مع خايمي ملك ميورقة معاهدة تجارة، هذه المعاهدة التي يبدو أنها لم ترق للملك الأراغوني، لذلك وقع معاهدة مع قشتالة ضد غرناطة والمرينيين في السنة نفسها(80).
وموازاة مع هذه الأحداث اضطر أبو الحسن إلى العبور إلى الأندلس خاصة عندما علم بمقتل ابنه على يد النصارى(81)، فطلب من صهره الحفصي إرسال الأساطيل حيث تجمعت لديه أساطيل المغربين وأساطيل بجاية وبونة(82)، وما إن علمت قشتالة بالأمر حتى أرسلت أسطولها إلى بحر الزقاق لمنع الجيوش المرينية من العبور لكنها انهزمت(83)، فأرسلت أسطولا آخرا إلى بحر الزقاق، وتمكن من منع وصول العلفات والمؤن إلى الجيش المريني، واستظهرت بالأمم النصرانية، فانهزم السلطان المريني بقرب طريف سنة 741هـ/ 1342م(84)، وشاركت الأساطيل الأراغونية إلى جانب قشتالة في هذه المعركة، غير أنها لم تساهم معها في الحملة البرية حتى لا تخل بمعاهدة الهدنة التي أبرمتها مع غرناطة(85).
وعلى إثر هزيمة طريف استأسد العدو القشتالي فقام بحصار الجزيرة الخضراء بمساعدة أسطول الأراغون، حيث منعوا المدد عنها من المغرب الأقصى حتى استسلمت سنة 743هـ / 1342م(86)، وأمام سقوط الجزيرة، قام المرينيون بتحصين جبل الفتح أملين في استرجاعه إلا أن هذا الأمل أصبح ضعيفا مع تركز القوات النصرانية في مياه بحر الزقاق.
وفي سنة 745هـ/ 1345م، وقع السلطان المريني معاهدة سلم مع قشتالة لمدة 10 سنوات، ومعاهدة سلم مع غرناطة والأراغون(87).
- العلاقات المرينية خلال عهد أبي عنان:
ما إن أعلن أبو عنان نفسه سلطانا على المغرب إثر هزيمة أبيه بالقيروان سنة 748هـ/ 1349م، حتى بادر ثغر جبل الفتح ببيعته، وبعث يطلب دعمه ضد قشتالة(88)، لأنهم فوجئوا بحصار ألفونسو الحادي عشر لهم(89)، الذي تنصل من شروط المعاهدة التي وقعها مع أبي الحسن حول وضعية جبل الفتح، وكاد الثغر أن يسقط بيده لولا وفاته بمرض الطاعون الأسود(90)، الذي هدد أوربا الغربية خلال منتصف القرن الرابع عشر الميلادي/ منتصف الثامن الهجري(91).
ويبدو أن أبا عنان لم تكن له رغبة العبور إلى الأندلس، والدخول في معارك لا يمكن التكهن بنتيجتها، خاصة وأن الأوضاع في بلاد المغرب لم تكن تشجع على ذلك، لذا أرسل للسلطان النصري أبي يوسف سنة 752هـ / 1351م مجموعة من الهدايا على شكل معدات حربية ليستخدمها في جهاده ضد النصارى(92).
وكانت العلاقات النصرية المرينية جيدة خلال عهد أبي عنان، وكان السلطان النصري يكتب له بعض الرسائل يخبره فيها بظروف الأندلس(93)، غير أن هذه العلاقات كانت تتوتر عندما يلجأ أحد الثائرين إلى إحدى البلدين، كما حدث مع أبي الفضل أخو أبي عنان، ومع محمد بن محمد أبي عبد الله بن جزي، الذي لجأ إلى فاس على إثر تعذيبه من طرف السلطان النصري، وعينه أبو عنان كاتبا في دولته(94).
أما بخصوص العلاقات المرينية الأراغونية، فقد اقترح السلطان أبو عنان على ملك الأراغون بيدرو الرابع معاهدة صلح، ورغم أنه لم يعد يولي اهتماما لعمليات الاسترداد، إلا أنه وقع مع أبي عنان معاهدة هدنة سنة 1350م / 749هـ لمدة أربعة عشر شهرا، ثم أعيد تجديدها بعد ذلك، وفي سنة 1357م / 756هـ وقع الطرفان معاهدة أخرى لمدة خمسة سنوات(95). وموازاة مع ذلك وقع الغني بالله النصري مع ملك قشتالة معاهدة تنص على الهدنة لمدة أربعة سنوات وعلى ضريبة سنوية تؤديها غرناطة، وبرر السلطان النصري توقيعه للمعاهدة بضعف المدد المريني وقوة العدو النصراني(96).
----------------------------
الهوامش:
1) DUFOURCQ ( CH .E ), L’Espagne catalane et le maghrib aux 13 ème et 14 ème siècles, presse universitaire de France, 1966, p 161.
2) MORERA ( JEAN CLAUDE ), Histoire de la catalogne, Edi tions l’harmattan, Paris 1992, p 42.
3) DUFOURCQ, op.cit, p 163.
4) Idem.
5) Ibid, p 165.
6) Ibid, p 166.
7) Idem.
8) مؤلف مجهول، الدخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص 137. وابن خلدون ( عبد الرحمان أبو زيد)، تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس خليل شحادة وراجعه سهيل زكار، دار الفكر لبنان، الطبعة الثالثة 1996، ج 7، ص 249. والناصـري ( أبو العباس أحمد بن خالد)، كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الدولة المرينية، تحقيق وتعليق ولدى المؤلف جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954، ج 3، صص 34-35. والحريري (محمد عيسى) ، تاريخ المغرب الإسلامي والأندلس في العصر المريني (610هـ/1213م –869هـ/1465م)، دار القلم للنشر والتوزيع الكويت، ط 1، 1985، ص 41.
9) DUFOURCQ, op.cit ,p 168.
10) Ibid, p 168.
11) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 249. ومؤلف مجهول، الدخيرة ...، م.س، ص 139. وابن أبي زرع ( أبو الحسن علي بن عبد الله الفاسي)، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص 312.
12) نشاط (مصطفى)، جوانب من " المسكوت عنه " في الكتابة التاريخية المرينية: نموذج الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية،حوليات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الحسن الثاني الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، العدد السابع 1990، ص 197.
13) نفسه، ص 196. نقلا عن:
- CONTAMINE ( PHILIPPE ), La guerre au Moyen Age, P.U.F, PARIS 1980, p 261.
14) COLIN ( G.S ), Barud, Encyclopédie de l’islam,Maisonneuvre & Larose .s.a, Paris 1991, Nouvelle édition, Tome I, p 1089.
15) ابن الحاج النميري ( أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله)، فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، إعداد محمد بن شقرون، د.د.ن، الرباط، 1984، ص 100.
16) ابن الخطيب (لسان الدين)، كناسة الدكان بعد انتقال السكان، تحقيق محمد كمال شبانة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر مصر، 1966، صص 64-73، 80-82، 107-109، 131-132.
17) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، صص 250-256، 286-287،329-331.
18) عزاوي أحمد، الغرب الإسلامي من خلال رسائله، أطروحة مرقونة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد الخامس الرباط، 1996، القسم الثاني ، السفر الثالث، الرسالة رقم 320، صص 809-811، والرسالة رقم 321، صص 812-813، والرسالة رقم 351، صص 904-907.
19) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص233. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 38.
20) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 249. وابن أبي زرع، الأنيس...، م.س، ص 313. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، صص 38-39. الحريري، تاريخ المغرب...، م.س، ص 43. وحركات (إبراهيم )، المغرب عبر التاريخ، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، الطبعة الثانية 1984، ج 2، ص 17.
21) ابن أبي زرع، الأنيس...، م.س، ص 314. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص39.
22) حركات، المغرب...، م.س، ج 2، ص19.
23) ابن الخطيب (لسان الدين)، اللمحة البدرية في الدولة النصرية، منشورات دار الأفاق الجديـدة، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة 1980، ص 57.
24) مؤلف مجهول، الدخيرة السنية...، م.س، ص 151 . وابن خلدون، العبر...، م س، ج 7، ص 256. الناصري، الاستقصا...، م.س، ج 2، ص 41.
25) DUFOURCQ, op.cit , p 196.
26) Ibid, pp 196-197.
27) Idem.
28) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 262. وللوقوف على الأحداث التي شهدتها الأندلس عهد ملوك الطوائف وعزلهم يمكن الرجوع إلى: سعد زغلول (عبد الحميد)، تاريخ المغرب العربي، مطبعة المعارف، الإسكندرية، الطبعة الأولى 1995، ج 4، صص 332-341.
29) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 262. وابن الخطيب (لسان الدين)، أعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، تحقيق إ. ليفي بروفنسال، دار المكشوف، بيروت – لبنان، ط 2، 1956، القسم الثاني ، ص 288.
كان بنو أشقيلولة أصهارا لمحمد الفقيه ونظراء له في الرياسة، وكانوا التقوا بالسلطان المريني عند جوازه إلى الأندلس، كما كانوا أول المستقبلين لأبي يوسف يعقوب خلال جوازه الثاني، ويذكر الناصري أن ابن أشقيلولة قال للسلطان المريني:« إن لم تحزها [ أي مالقة ] أ عطيتها للفرنج ولا يتملكها ابن الأحمر». الناصري،الاستقصا...، ج 3، ص 48.
30) KABLY ( MOHAMED ), Société, pouvoir et religion au Maroc à la fin du Moyen-Age, Maisonneuve & larose, Paris 1986, P 91.
31) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 266. وابن الخطيب، أعمال...، م.س، القسم الثاني، ص 277. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 50.
32) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 267. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 51.
33) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 268. وابن الخطيب، اللمحة...، ص 58. وعزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثاني، الرسالة رقم 147، ص411.
34) DUFOURCQ, op.cit , p 203.
35) ابن خلدون، العبر...، م س ، ج 7، ص 271 .
36) DUFOURCQ, op.cit , p 203.
37) Ibid, p 204.
38) Ibid, p 205.
39) الناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 63. والحريري، تاريخ المغرب...، م.س، ص 50.
- DUFOURCQ, op.cit, p 212.
40) DUFOURCQ, op.cit, p 214.
41) العروي، العروي ( عبد الله )، مجمل تاريخ المغرب، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، ط 1، 1994، ج 2، ص 200.
Voir aussi DUFOURCQ, op.cit, p 218. CORNEVIN ( ROBERT ), Histoire de L’Afrique, Payot Paris, 1967, TomeI, p 341.
42) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 285.
43) نفسه، ج 7، ص 286. وابن الخطيب، اللمحة...، م.س، ص 55. والحريري، تاريخ المغرب...، م.س، ص 87.
Voir aussi DUFOURCQ, op.cit, p 222.
44) ابن خلدون ، العبر...، م س ، ج 7، ص 286 . والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 71.
45) DUFOURCQ, op.cit, pp 225-226.
46) ماريانو ( أريباس بالاو )، بنو مرين في الاتفاقيلت المبرمة بين أراغون وغرناطة، مجلة تطوان، سنة 1963، العدد الثامن، ص 192.
47) نفس المقال والصفحة.
48) DUFOURCQ, op.cit, p 228.
49) Ibid, p 230.
50) Ibid, p 236.
51) Ibid, p 252.
52) Ibid, pp 245-246.
53) ابن الخطيب، اللمحة...، م.س، ص 57.
54) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 193. وعزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثاني، الرسالة رقم 176، صص 498- 500.
55) DUFOURCQ, op.cit, p 361.
56) DUFOURCQ, op.cit, p 361.
57) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 193.
58) DUFOURCQ, op.cit, pp 356, 361.
58) رأى السلطان المريني في تحالف غرناطة مع قشتالة تهديدا لسواحله إذا ما فكرت قشتالة في اجتياحها، ورأى فيه العاهل الأراغوني تهديدا لوجودهم في مرسية موضوع الصراع بين بلاط قشتالة وبلاط أراغون.
- DUFOURCQ, op.cit, p 362.
ويمكن الرجوع لماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 193.
59) DUFOURCQ, op.cit, p 377.
- وماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 193.
60) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 303. وابن الخطيب، اللمحة...، م.س، ص 66. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 82. والحريري، تاريخ المغرب...، م.س، ص 89.
61) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 194.
Voir aussi DUFOURCQ, op.cit, p386.
62) DUFOURCQ, op.cit, pp 396-397.
وماريانو، بنو مرين، م.س، ص 194. وعزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثالث، الرسالة رقم ( 181 )، ص 508-509.
وتنص هذه المعادة على أن يتعاهد الملكان ( المريني والأراغوني ) أن يكونا صديقي الأصدقاء وعدوي الأعداء ضد سائر الملوك في الدنيا. كما يتعهد الملك أبو الربيع سليمان بدفع ألفي مثقال لكل مركب حربي بسائر معداته وذخائره لمدة أربعة شهور، وعند انتهاء الأربعة شهور الأولى له أن يدفع ألف مثقال لكل سفينة في أربعة شهور مادام محتاجا إليها. كما يلتزم الملك أبو الربيع بدفع مرتبات ألف فارس لمتابعة الحرب ريثما يفتح مدينة سبتة. ويتعهد ويقسم حسب شريعته أنه لن يعقد معاهدة صلح ولا هدنة مع ملك غرناطة بدون موافقة ملك أراغون. وأن يعين ملك المغرب ملك أراغون ضد ملك غرناطة بالسفن والمال عندما ينتهي ملك المغرب من استرداد سبتة.
عزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثاني، الرسالة رقم 193 مكرر، ص 533.
وحول حق الأراغون في المداخيل الجمركية يمكن الرجوع إلى عزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثاني، الرسالة رقم 194، ص 534.
ويذكر أحد الباحثين أن خايمي الثاني صاحب أراغون أعار السلطان المريني في إطار المعاهدة الموقعة بين الطرفين خمسين مركبا وألف فارس.
إيفر ( G.YVER )، سبتة، ترجمه إلى العربية صبحي، دائرة المعارف الإسلامية،طبع وزارة المعارف العمومية، مصر، 1933، المجلد الحادي عشر، حرف ز- س، ص 228.
63) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 317. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 101. والعروي، مجمل...، م.س، ج 2، ص 201.
64) DUFOURCQ, op.cit, pp 400-401.
65) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص317.والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 101. وماريانو، بنومرين...، م.س، ص 194. وعزاوي، الغرب...، م.س، القسـم الثاني، السفر الثالث، الرسالة رقم 195، ص 535-537.
66) DUFOURCQ, op.cit, pp 403-404.
67) الناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 101.
68) DUFOURCQ, op.cit, p 401.
69) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، صص 322-323. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 110.
70) ابن الخطيب، اللمحة...، م.س، صص 76، 82-83.
71) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 194.
72) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 329. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 108. القلقشندي ( أبو العباس أحمد بن علي )، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، مطابع كوستاتسوماس وشركائه، القاهرة - مصر، د.ت، ج 5، ص 198.
73) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، صص 330-331. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 109.
74) عزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثاني، الـرسالة رقـم 221، صص 585-586. والـرسالة رقـم 222، صص 587-588.
75) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 337.
76) نفسه، م.س، ج 7، ص 338.
77) نفس المصدر والجزء والصفحة. والناصري ، الاستقصا...، م س ، ج 3 ، صص 122-121. وماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 195. والحريري، تاريخ المغرب...، م.س، ص 113.
78) ماريانو، بنومرين...، م.س، ص 196.
79) عزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثاني، الرسالة رقم 277، صص 682-683.
80) نفسه، القسم الثاني، السفر الثاني، الرسالة رقم 277، صص 682-683.
81) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 345. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 125. وابن الخطيب، اللمحة...، م.س، ص 105.
82) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، صص 345-346. والحريري، تاريخ...، م.س، ص 115.
83) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 346. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 125.
84) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 347. والناصري، الاستقصا...، م.س، ج 3، ص 125. وابن الخطيب، اللمحة...، م.س، ص 105. العروي، مجمل...، م.س، ج 2، ص 202. وحركات، المغرب...، م.س، ج 2، ص 41. والحريري، تاريخ المغرب...، م.س، صص 115-116.
85) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 196.
86) ابن خلدون، العبر...، م.س، ج 7، ص 348. والناصري، الاستقصا...، م س، ج 3، ص 138. ابن الخطيب، اللمحة...، م.س، ص 110. وحركات، المغرب...، م.س، ج 2، ص 42. والحريري، تاريخ المغرب...، م.س، ص 116. و ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 196.
87) ماريانو، بنومرين...، م.س، ص 196.
88) عزاوي، الغرب...، م.س، القسم الثاني، السفر الثالث، الرسالة رقم 300، صص 729-733. والرسالة رقم 301، صص 734-739.
89) نفسه، القسم الثاني، السفر الثالث، الرسالة رقم 302، صص 740-745.
90) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 197.
91) PERROY ( EDAOUARD ), Etudes d’histoire médiévale, Publications de la Sorbonne, Paris 1979, p 381.
92) ابن الخطيب، كناسة...، م.س، صص 57-62.
93) نفسه، صص 94-96.
94) ابن الأحمر (أبو الوليد إسماعيل)، نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان، دراسة وتحقيق محمد رضوان الداية، دار الثقافة، بيروت – لبنان،1967، صص 295-296.
95) ماريانو، بنو مرين...، م.س، ص 197.
96) عزاوي، الغرب...، م.س، القسم الأول، ص 176.
----------------------------------
لائحة المصادر والمراجع والمجلات المعتمدة في الدراسة:
1. ابن أبي زرع ( أبو الحسن علي بن عبد الله الفاسي)، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972.
2. ابن الأحمر (أبو الوليد إسماعيل)، نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان، دراسة وتحقيق محمد رضوان الداية، دار الثقافة، بيروت – لبنان،1967.
3. ابن الحاج النميري ( أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله)، فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، إعداد محمد بن شقرون، د.د.ن، الرباط، 1984.
4. ابن الخطيب (لسان الدين)، أعمال الأعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، تحقيق إ. ليفي بروفنسال، دار المكشوف، بيروت – لبنان، ط 2، 1956، القسم الثاني.
5. ابن الخطيب (لسان الدين)، اللمحة البدرية في الدولة النصرية، منشورات دار الأفاق الجديـدة، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة 1980، ص 57.
6. ابن الخطيب (لسان الدين)، كناسة الدكان بعد انتقال السكان، تحقيق محمد كمال شبانة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر مصر، 1966.
7. ابن خلدون ( عبد الرحمان أبو زيد)، تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس خليل شحادة وراجعه سهيل زكار، دار الفكر لبنان، الطبعة الثالثة 1996، ج 7.
8. إيفر ( G.YVER )، سبتة، ترجمه إلى العربية صبحي، دائرة المعارف الإسلامية،طبع وزارة المعارف العمومية، مصر، 1933، المجلد الحادي عشر، حرف ز- س.
9. حركات (إبراهيم )، المغرب عبر التاريخ، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، الطبعة الثانية 1984، ج 2.
10. الحريري (محمد عيسى) ، تاريخ المغرب الإسلامي والأندلس في العصر المريني (610هـ/1213م –869هـ/1465م)، دار القلم للنشر والتوزيع الكويت، ط 1، 1985.
11. سعد زغلول (عبد الحميد)، تاريخ المغرب العربي، مطبعة المعارف، الإسكندرية، الطبعة الأولى 1995، ج 4.
12. العروي ( عبد الله )، مجمل تاريخ المغرب، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، ط 1، 1994، ج 2.
13. عزاوي أحمد، الغرب الإسلامي من خلال رسائله، أطروحة مرقونة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد الخامس الرباط، 1996.
14. القلقشندي ( أبو العباس أحمد بن علي )، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، مطابع كوستاتسوماس وشركائه، القاهرة - مصر، د.ت، ج 5.
15. مؤلف مجهول، الدخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972.
16. ماريانو ( أريباس بالاو )، بنو مرين في الاتفاقيلت المبرمة بين أراغون وغرناطة، مجلة تطوان، سنة 1963، العدد الثامن.
17. الناصـري ( أبو العباس أحمد بن خالد)، كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الدولة المرينية، تحقيق وتعليق ولدى المؤلف جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954، ج 3.
18. نشاط (مصطفى)، جوانب من " المسكوت عنه " في الكتابة التاريخية المرينية: نموذج الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية،حوليات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الحسن الثاني الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، العدد السابع 1990.
19. COLIN ( G.S ), Barud, Encyclopédie de l’islam,Maisonneuvre & Larose .s.a, Paris 1991, Nouvelle édition, Tome I.
20. CONTAMINE ( PHILIPPE ), La guerre au Moyen Age, P.U.F, PARIS 1980.
21. CORNEVIN ( ROBERT ), Histoire de L’Afrique, Payot Paris, 1967, TomeI.
22. DUFOURCQ ( CH .E ), L’Espagne catalane et le maghrib aux 13 ème et 14 ème siècles, presse universitaire de France, 1966.
23. KABLY ( MOHAMED ), Société, pouvoir et religion au Maroc à la fin du Moyen-Age, Maisonneuve & larose, Paris.
24. MORERA ( JEAN CLAUDE ), Histoire de la catalogne, Edi tions l’harmattan, Paris 1992.
25. PERROY ( EDAOUARD ), Etudes d’histoire médiévale, Publications de la Sorbonne, Paris 1979.