سَجِّـر يَراعكَ المُغمَـدَ في حِبــرٍ
مَحْموم كما الشَّـجَـن..
واحشُدْهُ بسِنان البوح المتوثب
من على العتبــات.
و كُن أولَ مَن ألقـى الأحرُفَ عن قَصْد..
أو – ربما عن غير قصد –
لتَميدَ بك الكلمـات عَبْـر حَشرجةِ الرّوح
و تَنَطُّـعِ الآهــات..
أشجانٌ تَنفلِتُ مِن أَصفادِ الوَثَن
القابِـع فينا منذ بدء الخليقة..
تَساوَقَتْ لتعبُـرَ جِسْـرَ العَتمـة،
مِن قــــاعِ الغــابِ إلى أزهار المدائـنِ.
ولِــتُنبِأ المَـــــلأَ بما خَطَّ الموتُ
على صفائِحِ الرُّخــام.
هي ذي أَطيافُنا تَسير على أَجْداث الحُلُم
المُتَمَلِّص مِن سؤال الوُجود.
تَطوف حَول الأفُق المترامي
على ضفاف التاريخ.
تَسْتَرِق اللّحظات المُــتْـرَعَةِ على المجهول،
لَعلّ الأقــدارَ تَجود بِأمــلٍ مَسلول
نَخُطُّ به بَعضا من آهـاتِنــا،
و نَحضُـنُ به بعضا من آمـالنــا الدفينـة.