(1)
ألهَث بِعينيَّ الذابِلتين كلما داهمهُما جُوع البُكاء،
وراءَ ما مَدى طراوَة الأفقِ أمامي.
هذهِ عادتي السَّيئة المُفرطة،
لإنهاكِ ركضِ أرجُلِ ساعةِ جيْبٍ قديمة أخبئُها
وساخراً بِقلبي الظامئ أقول:
ثمَّة بقايا ضوْءٍ أراه ... أراه
ولا يراني ...
يبْدو لي قطرةَ مَاء
تتدَلى ...
عَلى مَهَل
تتدلى ...
منْ عينِ أفقٍ مُغلقة.
(2)
هُو الأفقُ المُعلقُ نياشينَ ثقيلة على أكتافِ الحياة،
مَحطة عُبورِ أسفارِنا العَسيرة
نحوَ ما تبقى مِن ثواني ودقائقَ
مُتهالكة بِرُطوبة العَدم.
رُبَّما سنَشيخ ... لستُ أدري.
سنشيخُ سريعا أطفالا بلا ذاكرَة،
لألوان نهاراتِنا المُترنِّحة
كقصباتِ صيدٍ هَشة.
سنشيخ بِلا شهْوة،
لأجنِحةِ طائِراتنا الورَقية الصَّغيرة لِلريح.
نُلوِّحُ بِفزع المَوتى الغارقينَ في سُباتِ الذكرياتِ،
للأفقِ المُنكمِشِ على أسرار الحياة
بِجماجِمنا اليابِسة،
ولآخرِ غفوةِ نَجم خامدٍ هُناك
لمْ يكتمِل ضوؤه،
بينَ حُطام أعْمَارنا
أوْرَثنا عَمَى الألوَان.
(3)
رُبما...
وهذِه هَواجِسي التي تتَملكُني،
قد تُعشعِشُ للأزلِ لحَظاتُنا تلك المُغترِبة،
في ذاكرةِ أرضِنا الجَدْباء...
حيثُ الأشجارُ المَيتة تغتالُ ظِلها،
الظلُّ الحارقُ يغتالُ ضَوءَه.
وحيثُ ما هو شبيهٌ بالمَوتِ داخِلنا،
هو ضوءُ كِذبة حياةٍ بَيضاء
لا،
لا يخبو...