مالذي تريده أرواحهم الهائمة من روحي
تعيد سطوة الحزن خيبةً تلو الخيبة
أوقظ الدفئ في قلبي الفاتر
يرتجف اليقين في تفاصيل الصلاة
إلى أن يهدأ في صدى الكلمات فزع اللحظات.نعم، أحن لعمر مضى كنا فيه، نحن،
لكن لم يعد -الحنين-مجدياً …
إذ لم يعد الجوع للحياة كما كان سابقا،
حين كانت البساطة فكرتنا اللامعة المجيدة
فماذا يريدون من ذاكرتي؟!
تلفني المشاوير بأصواتها، أدوخ،
أضواء تصرخ وأخرى تتهاوى مغلقةً دكاكين أصحابها
تطارد الخسائر كل العابرين
فمالذي عليه فعله لكي أفلت من اليأس!
هذا العام، غاب وجهي الأحب،
وتدفقت أحزان لا يمكن التصدي لها إلا بالصمت…
…لماذا لا يمهل الموت أحدًا بأن يقول أجمل ما في قلبه…!
ربما يضعه أمام خيار الغفران، حينها يصبح الرحيل خفيفا وأقل انهاكا.
تعبتْ حبات المسبحة وعاد الفجر في وقته دون تأخير
تبسمت الدموع في طريقها إلى الجفاف
وجففت الأفكار كلماتها الحزينة وابتعدت تنضم للنجوم البعيدة
وفي الصباح
دوت صرخات الأطفال خلف كرةٍ ملونة
وارتفع صوت الآذان يشق صمت الأضرحة
نشرت النسوة غسيلها تحت شمس السطوح
فيما لا تزال الأشرطة تصدح بتلاوة الصابرين.
النهار الجميل والماء والشجرة المائلة
المباني الحديثة وهي تتصاعد بعنف
مرارة الحُكم على المكتئبين بابتسامتهم المتكسرة
ورائحة القات واللبان وهما يمتزجان بحب مزعج
لم تهترئ عباءة الكون رغم كل ما حدث
ولم يقف الشحرور على نافذة حزينٍ
بل كان يرفرف لحرية
تلك القلوب الخالدة
في ذاكرة الأرض.