لن أبتديء من حيث انتهيت،
وأنتهي حيث بدأت،
سأخسر الزمان رهانه حول تاريخ ولادتي،
أجعل العرافات يدركن، أن رملهن كاذب،
وأن الغجر مروا من هنا؛
يوم اشتد مخاض أمي،
أخذوني معهم سبية،
ولم يقطعوا الحبل السري .
لماذا لا أحمل ملامح الغجر؟
مع أني أقرأ خطوط الكف،
أفك هدير البحر،
وأجتر الطريق والخيام، إلى حيث ألاقي حتفي؟
لا تعجبني هذه البداية،
ولا أظنني أجد لها نهاية مشتهاة .
سأمزق الماضي،
أقتلع الحاضر من جذوره،
في يم السنين ألقيه،
أعيد رسم الكلمات بصمغ المعجزات ؛
أراني فيه أنثى تجيد تدبير الضياع،
ترشيد الاحتراق؛
كيما تحمل الريح رمادها،
فتفقد الحكاية بصمات البداية .
سأكتبني قصيدة عشق ؛ بعثرتها المنافي،
حين لملمتها يد الصبر،
رفضتها مدونة الأحوال الشخصية،
صارت تفاهة مكررة؛
والتاريخ يرفض الاجترار .
الفصل الثاني للرواية …أختبيء خلف المرآة،
أنادي كل الوجوه العالقة ؛ولا أحد يراني.
استمتعت كثيرا أيامها،
وأنا غياب يثقله الحضور.
والجدران جمهور يحسن الاستماع،
لا يجيد التصفيق.
تبا ..لا شيء يكتمل؛
كيف يكتمل وهو لم يبتدئ ؟
كيف يبتديء، وأنا لم أولد بعد إلا في امتداد الظل ؟
من حذف الشمس من لوحتي،
كان يرغب في بتر ظلي؛
لأغدو صلاة ضارعة في العتمة،
لا يعرف ملمحها بياض الفجر…
تتلو تراتيل الهذيان في الأوقات المنهوبة،
على سجادة الحيرة
طالت صلاتي حتى ملني الترتيل.
على خشبة مسرح وقفت،
أقدم عشتار في عشقها الأبدي
فاجأتني الخشبة برفضها لمحتواي :
شخصية عصر مجهول،
لا ينتمي إلى الزمان،
لا يعترف به المكان،
فصوله خارجة عن دائرة الكون.
الجمهور يريد بطلة متخمة بالألوان،
صوتها يتأرجح بين المنعطفات،
بكاؤها يعتقل الخطوات،
يمنح التسويف فرصة رحيل نحو اللاعودة.
وأنا …دائما أنا!......أجدني أمامي!
مللت مني.....ظهوري يسوس الأفكار،
يجر الحكاية نحو الهزيمة المغفورة؛
تلك التي تلخص ما أود تفكيكه،
تعري ما حاولت دوما تقنيعه،بجمر حام،
يجعل وجنتي تحمر؛
لأسبح كما الغيوم في ضوء الليالي المستعر.
ما رأيكم لو نعود إلى فصول العمر العجاف ؛
حين أقبلت قوافل الحزن،تحمل تباشير اليأس،
رافعة على أكتافها جثمان ربيعي؟
يومها .. فجعت أساريري الساذجة
باليباس القادم،
صنعت عروسا من خشب،
البستها فستاني،
وخرجت مع الصبية في أزقةالهول،
نطلب الغيث من الله....هكذا قال الأولون =
كلما جن الجفاف؛ تخرج الإناث للتضرع إلى الله،
استجلاب الخصوبة =
أشتاتا تاتا ..أوليدات الحراثة ….
المعلم بوزكري …طيب لي خبزي بكري.
لم ينضج خبزي،....ولاسد بوزكري جوعي.
كانت أيضا كذبة من الكذبات الكثيرة
التي دونت على صفحة رأسي الرمادية،
أثقلت شيخوختي الباكرة؛
حتى استوطن الشحوب مسافات النضارة .
هنا كان لابد من وضع نقاط عبور –
تسهل قراءة النص-،
استبدال الاستفهام بنقط استرسال؛
لتصبح العبارات راسخة المعنى،
تزين المهالك،
تجعل القهر هواية ؛ تهديء ثورة الفهم.
تعالوا نقرأ دون فهم،
نغير زاوية الرؤى،
نبدأ من حيث لا يرغب الفاعل والمفعول،
ندخل النص من الباب الخلفي،
كما يفعل قراصنة الشعر!
قد نحظى بفسحة جميلة– بعيدا عني- ؛
لنصلح ذات البين بين السماء والأرض