يوم مبنيٌّ للمجهولِ – شعر: محمد محضار

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

في يَوم مبني للمجهول
قالت بنات الدهر: لعبة الزمن تَبْدأُ عِندَ المَحاق[1]
وعند التربيع الأول يرتجل العبث قصيدة غَزل خَليعة
ويرتد طرفه إلى الأحدب المتزايد ناثرا ضجيج القطيعة
وعند التربيع الثاني يقرض العمر لامية عَجَل[2] قصيرة
ويرفع عقيرته صوب الأحدب المتناقص مكسرا صَمت الوَتِيرة
في يوم مبني للمجهول
أقطع براري الحلم بمشاعر مَهزوزة
في يدي مسكوكات حسنية
أبحث عن سيدة تَبيعُ الوَرْد
وخلفي تلهث سنوات عمري البئيسة

تُنبئنِي بأحداث تلاشت من الذاكرة
بقصص مسها الضيّم ووجع السؤال
عن نذور استحال استيفاؤها
عن تواريخ يصعب استرجاعها
في يوم مبنيّ للمجهول
أرتدي جبة الفقهاء
وأتلو مَتْنَ ابن عاشر الفاسِي[3]
بصحن القرويين عند العَشِي
وأعبّ كاساتِ العَبير
من حدائق جنان السَّبيل
وأتلو الوِردَ اللازم
عند زاوية الشيخ التِّيجاني[4]
نهرُ الكلام وجَوهرُ المعاني
في يوم مَبني للمجهول
عند الفجر احْتدّ صِراع بين المشاعر
وتكلمت شغاف القلب عن سَبقِ إصرار
هامسة لضوء القمر بتراتيل صوفية
ورأيت الحياة حمالَة أوجه تناور في وجهي
وتقتادني إلى معابر القهقهات
هناك بين حُدود المبنى والمعنى أشدّ عَضُدَ الكلماتِ
وأستميت في البحث عن التأويل عند صاحب الكتاب[5]
علّه يسعفني في فهم ألغاز العالم المجنون
عله يُنبِئُني بِجوهر أسرارِ هذا الكون
في يوم مبني للمجهول
أفتح دفتر التَّشْريفات
وأعلن بدء موسم المخاض
وإنْفَاذَ قانون الاِخضرار
كل الضيوف سيشربون نخبَ السلالات الجديدة
ويرقصون على أنغام السَّامْبا
وسأجلس بينهم كحكيم عاقل يدعو إلى المَحجَّة البيضاء

[1] لمحاق هو غياب ضوء القمر المنعكس بسبب وقوع القمر بين الأرض وامام الشمس
[2] لامية عجل يتعلق الأمر بجناس ناقص بين عجل وعجم في تقاطع مع لامية العجم للطغرائي
[3] أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاشر الأنصاري، اختصارا ابن عاشر ( 990 هـ - 1040 هـ) دفين فاس
[4] بو العباس أحمد التيجاني هو أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد سالم التيجاني من عبدة نواحي أسفي، وأمه عائشة بنت محمد بن السنوسي ولد بعين ماضي ودفن بفاس سنة 1815م
[5] المقصود سيبويه صاحب الكتاب إمام النحاة وأول من بسط النحو تتلمذ على الشيخ الفراهيدي ولد سنه 765م وتوفي سنة796م

 

تعليقات (1)

This comment was minimized by the moderator on the site

نص عميق في تجلياته ، بصور شعرية تتضمن تشبيهات واستعارات يتماهى فيها التاريخ بالظواهر الفلكية وينجلي عن شساعة في المعنى وقوة في المبنى .

فاطمة
لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟