تجالسني طاولة خشب..
أضع عليها مرفقي من حين إلى حين
وتسند أوراقي العذراء..
على ذراعها، نقشت الحرف الأول
من إسمي.. ونمتُ.. سعيدة بإنجازي..
لقد خلدتُ..
خلدت إلى النوم
خلدت إلى الأبد..
أحدثها فتجاريني.. صمتاً
وأهديها باقة ورد ومزهرية..
فتشع فرحا..
تجالسني طاولة خشب..
في ليلة، طويلة، أخرى
أحمل عنها ورقتي البيضاء
لألطخها بالحبر
بحكايتي وبشيء من الحلم..
ليلا.. تجالسني
صباحا.. تسترجع الطاولة مهامها العادية..
تستقبل فناجين القهوة وفُتاة الخبز..
تستمع إلى الأحاديث الروتينية
لرواد قاعة العبور..
طاولة الخشب،
لا تضع الماكياج
لا تتزين إلا بمنديل أو اثنين -حسب الظروف-
تستر بهما اعوجاج لوحها..
لا تاريخ لها إلا ما تستقرؤه
حين تتطلع إليها مليا..
أنظر إليها كثيرا، لكني
لا أراها..
لكن -بواجب الصداقة-
أشعر بضرورة طرح بعض الأسئلة..
أي شجرة تلك التي قُدمت قربانا
لأحظى بطاولتي..
أي يد احتفظت بشظية منها..
وأي الصدف أتت بها إلي..
نهارا أتجاهلها..
ألملم عنها أوراقي..
كباقي العابرين، آتي إليها في مواقيت الأكل
كباقي العابرين، أتبادل حديثا عابرا مع الآخرين
كباقي العابرين، أنصرف مسرعة
فور انتهاء المهمة -إطعام جوعي-
كباقي العابرين، أنصرف بسرعة..
أبحث عن قطار مغادر..
وإذ لا أجدهُ،
أستعد لموعدي الليلي
..مع طاولة خشب عادية.
فاطمة الزهراء الرغيوي
تطوان- المغرب
تجالسني طاولة خشب..
في ليلة، طويلة، أخرى
أحمل عنها ورقتي البيضاء
لألطخها بالحبر
بحكايتي وبشيء من الحلم..
ليلا.. تجالسني
صباحا.. تسترجع الطاولة مهامها العادية..
تستقبل فناجين القهوة وفُتاة الخبز..
تستمع إلى الأحاديث الروتينية
لرواد قاعة العبور..
طاولة الخشب،
لا تضع الماكياج
لا تتزين إلا بمنديل أو اثنين -حسب الظروف-
تستر بهما اعوجاج لوحها..
لا تاريخ لها إلا ما تستقرؤه
حين تتطلع إليها مليا..
أنظر إليها كثيرا، لكني
لا أراها..
لكن -بواجب الصداقة-
أشعر بضرورة طرح بعض الأسئلة..
أي شجرة تلك التي قُدمت قربانا
لأحظى بطاولتي..
أي يد احتفظت بشظية منها..
وأي الصدف أتت بها إلي..
نهارا أتجاهلها..
ألملم عنها أوراقي..
كباقي العابرين، آتي إليها في مواقيت الأكل
كباقي العابرين، أتبادل حديثا عابرا مع الآخرين
كباقي العابرين، أنصرف مسرعة
فور انتهاء المهمة -إطعام جوعي-
كباقي العابرين، أنصرف بسرعة..
أبحث عن قطار مغادر..
وإذ لا أجدهُ،
أستعد لموعدي الليلي
..مع طاولة خشب عادية.
فاطمة الزهراء الرغيوي
تطوان- المغرب