هذيان عند رأس السنة – شعر : أكاديوس

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أيها الصديق الرائع
أيهما تفضل
أن تموت وأنت تحلم
أو تموت وأنت نائم
أن تقتحم عالم الملكوت
بجعبة مليئة بالبسكوت
تهز صفوف الملائكة الجائعين
وأنت تتقدم حاملا أوزار التجربة
بجسارة فرسان العالم الأرضي
أن تجعل السموات أجنحتك الضاربة
بدل ريش الدجاج الواهن
ستموت ثانية
هل تراهن ...؟
يا حاملاً شموع حرمانه
على كفيه المرتجفين
أصمد
فعرس الثوار المحرقة
ونهاية الجبناء القبور المتعفنة
أيها الصديق الرائع
أكتب آخر دواوينك المبهمة
فعيون الرقيب تترصد قوافيك العذارى
أغلق الباب وأنت تغادر المغارة
فذئاب السلطان تتبع رائحة المحابر
وقانون المحذوفات ينتظر التعديل
أكمل هامشك الخائف
وألقِ المسودة في أتون الشهوة الأخيرة
فرأس السنة يقرأ الثلوج البيض
والليل يفاوض آخر غوانيه
على ثمن قارورة اللذة
سمكتان فرّتا من قبة الدراويش
تلتمعان في جسد الحبيبة
وهي خارجة على قوانين العطر
والوشم الصيني
تنين لم يزل في عميه الأول
ينبئ بدخول العام
كرتان من البلور الوردي
ترنوان إلى سلالات الشعر الأسود
وهي تتناسل على عزف السياط اللاهثة
تضاريس مهلوسة
في طريقها إلى مفترق الطرق
خيول الشفق الجنوبي
تنتظر إشارة الرب
لتجتاز قوس النصر
وعشتار غافية على كومة قش
جنب الفرات
يغطيها زغب البط القطني
عدني أن لا تفضح سري
عدني
رقـّاص الزمن يدق على بابي
أحمل نفسي نحو الشباك
أُحرق أثوابي
قساوسة التبت يحجون البيت عراة هذا العام
زحف دموي نحو الحجر اللازوردي
يثير المتاعب لإغفاءة بوم
على جبل التوبة
أطفال البطريق ترسم حدود الولاية
عجوز سكير يلعن الخليفة
حراس الليل يطاردون رامبرانت
لسرقته جسد البقرة المقدس
يدخل معبد إينانا العتيق
ويغلق باب التوبة
عصافير بلادي تحمل أسماء إخوتي
المفقودين منذ الطوفان
مسبحة أمي تفقد خرزتها الواحدة بعد الألف
خيط النور الأصفر يبتز الليل الرابض
يرسم برج الزقـّـورة
ونساء ثكالى يرمين عباءات العري السابع
على نهدي دجلة المدللة
جنود الشمر
يحملون رأس المنصور إلى كراج النهضة
ألوية الحرية وقد صدئت من فرط الانتظار
والجندي فر من الخدمة منذ التاسع من نيسان
أم المذبوح انتبهت من حزنها
دفنت سرها تحت النخلة
والرب ينتظر أذان الظهر
عند رأس الجسر
موسى بباب الجامع يجمع آثام السلطة
قطعت رجليه في الوادي المقدس
عندما فجر أعرابي جهله
وسط السوق
لله يا محسنين أعماركم
وللسلطان نساء الروم
ولي سرير الحبيبة المهجور
منذ الدرس الأول
العزيز يسقط من برج الثور
إلى برج الإذاعة
وعلى القمة وكر النسر المعزول
أيها الصديق الرائع
ماذا نترك للتاريخ
طفلاً جائع
حطباً لصليب معقوف
شمساً تزني وسط الجامع
كلب حراسة دون مرتبٍ
دون زوجة
يا مجانين العالم انتحروا
مات الحلاج بداء الحكمة
مات ولم يدفع ثمن الإطلاقة
يا شعرها العاصف في صمت المآذن
يا سرها المقتول
يا وتر القيثارة المصلوب
على الجدران من الخوف
لحن منك يكفيني
كي أفتح بار الشرق للقرصان
أنشر قصتنا على باب
خرج ولم يعد
منذ سنة نام ولم يعد
منذ سنة كتب ولم يعد
منذ سنة ابتسم ولم يعد
منذ عام صام
ولم يفطر انتقام
الغراب على الباب
يحرس فاختة الدار
حتى لا تخرج سافرة
يحرس أرواحنا
حتى لا تغادر المقبرة
إني أراهم
أرى قرابين السماء المتفحمة
أرى هزيمتهم
أرى عريهم
يعتلون صخور الجاهلية
ونرتقي صهوة الحلم
كل حلم وأنتم
ونحن
بألف ألف خير
 
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟