ألا ليتني كنت غيري.........شعر: ماهر المقوسي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
بزهوٍ شدَا:
أَمِثْلي أحدْ؟
و قالَ بحزْنٍ: ألا ليتني كنت غيري
لأخرُجَ من تعبِي
أرفِّه عنِّي هنا، أو هناك
ألا ليتني كنت غيري
أنا من تهبْني الرياحُ مواجِعَهَا
فتسكن أوتارَ قلبِي
كلحنٍ حزينٍ شجيٍِّ
كمعزوفةٍ للفرحْ
كمولودةٍ لي
و بعد قليلٍ
يكفنها أرقي
لتحيا بعيداً
بعيداً
بدونِ ظلالِ احْتِفَائِي
بدونِ انْتِمَائي
أنا ذلكَ الكائن الحي من غيرِ سقفٍ
و من غير قاعٍ
فيسكنني الحلْمُ و الإغترابُ
لأسكنَ في جوفِ نخلِ العراءِ
لأعشقَ حزنَ الثمرْ
و بطشِ الصغارِ
و أُنسِ الغَجَرْ
أنا ذلك المُتَرَصِّدُ و المُرْتَصَدْْ
من اللامبالينْ
فظلِّيْ يُحدِّقُ أعْلى
بكلِّ حواسِ النظرْ
بقيتُ لدمعِ يتيمٍ
لميلادِ أو لانطفاءِ قمرْ
أنا اللحظة الممتعهْ
و ذاكَ الضجرْ
ألا ليتني كنت غيري
فلا تضْطَهِدْني حبالُ الغروبِ
و تشْدُدَنِي بينَ قوسِ المَدَى
و بينَ الشَّجَرْ
تقولُ الصَّبَايا:
فَتِيٌّ
فما أَوْسَمَهْ
و تمضي بِلا قبلةٍ
و من دونِ أيِّ أثرْ
يقولُ النهارُ:
غريبٌ
فمنذ ولادتِهِ
أحبَّ السفرْ
تقولُ اللَّيَالي:
شقيٌ
يطاردُ نجْماً
على سُلَّمٍ من مطرْ
يقولُ الرَّصيفُ:
غبيٌ
يجافي الصديق
يقولُ الطريقُ:
هو المَاردُ
و تطويهِ كفُّ القدرْ
تقولُ البحارُ:
هو الغاطسُ
و يهوى الغرقْ
تقولُ الصُّخورُ:
كَنِدِّي
و لكنهُ انْ تيَقَّنَ هذا
يكونُ انتحرْ
تقولُ النوافذُ:
شبيهٌ لنا
و لكنَّ ألوانهُ لا تليق
يقول الحريقُ:
مريبٌ
ألم يصبحَ النار من دونِ أدْنَى شَرَرْ
يقولُ السَّرابُ:
ضبابٌ
تَجَسَّدَ في صورةٍ لِبَشَرْ
يقول العدوُّ:
عدوٌ وحيدٌ
فليسَ هناكَ خطرْ
يقولُ السنونوْ:
هوَ البرزخُ
فعندَ اليمينِ رصاصٌ
و عندَ اليَسَارِ حَجَلْ
أقولُ:
ألا ليتني كنت غيري
و ما كنْتُ أهوَى الوَرَقْ

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟