ضعف الجلاد لا يحتمل- شعر: خالد أخازي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أخاف على وطني من انتعاش الجراح...
 وهبوب رياح قديمة في ثوب الإلحاح
أراها في وجوه جديدة تدسها قفازات مرغية...
في ينابيع أنهارنا الجديدة...
يا وطني...!
أتصدق صلاة الغربان؟
بين الجثث والأشلاء...
وتأتيني الوجوه القديمة...!
لم يجف بعد  على عظامها  الرقيقة...
صديد جراحي...
لم يبرح بعد سقف عيونها..
ردم أحلامي..
كيف تأتيني السيوف متشفعة بوجهك القدسي ؟!
 كيف ترحل السيوف من غطرستها  القديمة...؟!
متذرعة بعشقك المرمري....
تقول ظلال منافينا المهاجرة عبر الأحلام..
 القاطنة في أدغالنا الداخلية :
"ضعف الجلاد لا يحتمل..."
تقول السيوف المتشفعة بعشقك الخرافي :
" عناق النصل والورد
ممكن مع الصبر والزهد..."
من أين تنبع كل هذه الحكمة الخرقاء...؟!
يقول الشهيد لشاهده  كل مساء....
"ضعف الجلاد لا يحتمل...
ولا يحتمل خوف السياف..."
 وكل ليلة يهرب الجلاد
من صورة جسد يقطر دما ولحما...
ولازال يلقي أشعاره...
في ليل الجلاد الطويل...
قال الجلاد يوما للصورة :
"امنحيني ثانية غفوة ثم اعتصريني."
بين شفتي الجسد المقطع  البهي
سكنت ابتسامة وتأرجحت.
يا وطني...!
قل للوجوه المتشفعة  بحبك المرتبك
أن تمنع  رحيل الشجر الحزين عبر البحر...
قل للشجر ألا يبلل صورة البلد...
في بحيرة المتوسط الأسود...
يا وطني تريدني أن ألقي  أسفار الأحزان ...
في نار النسيان والصفح...
ألا ترى أنني كلما عدت لشوارعك
أحزن لعصر الغيم ....
بعيدا عن حدائق  الصبار...
فكيف للصبار ألا يرحل  بعيدا...؟!
وليس في جوفه غير غبار الريح القديمة...
فكيف للنسيان أن يطوي ما لم يعد بعد من الماضي... ؟!
وكيف للقلب أن يمسح غلا قديما لازال في زقاقي ؟!
 
خالد أخازي
الدار البيضاء - المغرب



تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟