إنبهارُ الأعمى – شعر : مشرق الغانم

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
مُنبَهرٌ بمساء ٍشاحب ٍ
بصبية ٍتَتَلمسُ وردتَها السوداء َ
بالأسى
بمدن ٍلا تنامْ
بالعالم ِيزدادُ قُبحاً
وبالناس ِيتسابقونَ توحشا ً.

منبهرٌ بالطيور ِفقَدَتْ نشوة َالتحليقْ
بالأنهار ِتترددُ في الجريان ِ
بقرى ًنائية ًتكسرتْ فوانيسَها
وبفجر ٍأزرق ٍ أنْعَشَهُ الأرَقْ .

منبهرٌ بالزمان ِيتكررُ
بالحروبِ تصيرُ كرنفالاتٍ
برائحة ِالموتِ تعبيءُ صدرَ الطبيعة ِ
بكلابٍ سائبة ٍلا تنبحْ
وبالأغانيَ تتحشرجُ عواء ً.

منبهرٌ بالقلق ِ
بالطائر ِحينَ يوميءُ بعينيه
بالأسماكِ لا تعرفُ معنى الغفلة ِ
وبجلد ِالسماء ِالرمادي يتكثفُ رمادا ً.

منبهرٌ بالترابِ المشقق ِعلى مر ِالفصول ِ
بغموض ِالطريق ِنحوَ الشروق ِ
بالجسد ِالشرس ِيتحولُ جيفة ً
بالنسيان ِالسريع ِ.

منبهرٌ بأحجار ٍصلدة ٍ
شاهدة ًعلى تحجر ِالعقول ِ
بتوتراتِ الطائر ِالضائع ِ
تحتَ هطولِ نيران ِالحروب ِ.

منبهرٌ بجزيرة ٍوحيدة ٍوضيقة ٍ
هيَ مأوايَ الأخيرْ
بالثلج ِيذوبُ بطيئا ً
على كوخيَ المثقوبِ العتيقْ
بمرورِ اللا أحدْ .

منبهرٌ بالدنيا تزدادُ تفسخا ً
بخفوت ِالنار ِبعدَ منتصفِ البردِ
بالتفكير ِإنتحارا ً
برصيف ٍفسيح ٍ
فيه ِعازفُ ناي وحيد ٍ.

منبهرٌ بالضفافِ يابسة ًلا تستجيرْ
بصفاء ِحرير ِالحيرة ِ
بما قبلَ التفتح ِ
ببيتٍ يستفئ ُإليه ِالطيرُ الذبيح ْ.

منبهرٌ بها عمرا ً تتلوى
بجسدٍ يتخشبُ
بشجر ٍيذوي في رمادِ الحقول ْ
وبموسيقى تئنُ بعيدة ً
في عمق ِسكون ِالكون ْ.

منبهرٌ بالجلوس ِفوقَ الخراب ِ
بمقابرَ تواقة ٍللتذكر ِ
بأبيض ِالموت ِ
بالآلهة ِتتعثرُ وهما ً.

منبهرٌ بالاشيءْ
بلزوجة ِالرغبة ِالفائحة ِمن شق ِالأنثى
بالإنحدار ِالمميت ِفي آخرة ِالليل ِ
بالذي يلصفُ ولا ينطفيء ُ
بالبزوغ ِالأخير ْ.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟