اعلان بحث عن امرأة !... – شعر : خلدون جاويد

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
تمنيتُ أن تكون عندي إمرأة ْ
عراقية من دمي ولحمي
تحنو على سنوات العمر الذابلة ْ
والكهولة الآفلة ْ
أن تحنو على الأغصان المنتكسة ْ
والشجرة الكسيرة ْ
تمنيت آخر قطرات المطرْ
تنثنث على شباكي
تسقي اصصَ الورد
فالأصص محضُ تراب
وحشائش صفراء
وستائر النوافذ خرق بالية ْ
والغبار يملأ الصالة ْ
والفوضى تعم الأرجاء
والكوابيس فيضانات أفاع ٍ
وأنا الوحيد في دهليز البيت – الموت
ابكي واصلي بدموع
اعوي كذئب امام نافذة الليل
امام نجوم خرساء : اريد امرأة
عراقية لاتنكرني على خشبة الصلب
عراقية لاتشتمني
عراقية لاتبكي وتتبرم
عراقية لاتغازل سواي
عراقية لاتلوم وتنتقد
عراقية نازلة من قرص الشمس
هابطة من سلـّم القمر
بأجنحة الملاك
على ظلمة الصالة
على بيت هو تكيا الدموع
والاشواق المحنـّطة بالجروح
والحنين المدمر الى الوطن
امرأة تعني الوطن
فالمرأة هي الوطن 
والنساء اوطان
والنساء امل الحياة المقبلة
 بينما " المقبل على الحياة ليس كالمدبر عنها "
اذن هنا الانتكاسة
ان تطرق باب الشيخوخة
وان تتقلب على سرير الموت البطيء
تسبيك الرغبة بالمرأة - الوطن
ويسحقك الوطن - المرأة
الصالة متربة ... الكوابيس مفزعة
صراخ الليالي الى أقصى كوكب
وأبعد جار !
الخوف هو المداهم هذه الأيام !
من أين يأتي الخوف ؟
الخوف من الجدران والأبواب والمقابض
والزوايا والممرات
من سكون الحجرة الفارغة الثانية !!!!
من شقة الموت هذه
حيث اتركها كل مساء ورائي
كما اترك طولون تحترق !
او كأني اهرب من مقبرة
من حجرة غسيل الموتى
شقتي ... شقة المذابح والاوهام
شقة اذعر منها
بمن سألوذ اذن ؟
ان لم ألـُذ ْ ببيتي ؟
أنام كل مساء في فم الأفعى
لو كان هناك حضن ، صدر حنون
بيت دافئ ، صوت انسان
بيت يلملم حماقاتي
ويترفق بأخطائي
ويحنو على زلتي ويعطف على أساي
آه لقد غادرني الحب
عندما هاجرت هي !
ما نفع اللواتي معي اذن ؟!
السنوات كالريح اقتلعت شجرة الحياة
السنوات عاصفة العمر
السنوات غيـّبَت ْ صباحاتنا الاولى
فرقتنا
لم تبق الاّ الأوجاع
أنين العظام .. الهمس الباكي
والنغم الشاكي
لم يبق َ أحد ٌ الاّ الكلب واقفا ً " أقصدني "
فلقد غادرني الوصيد الحميم
الذي كنت الوي برأسي على اسفلتِهِ
وخاصمني البيت القديم
ولم يبق الاّ برد الشوارع ...
الكلب وحيد ... " إياي أعني "
عيناه في الريح دامعة
يـُتـْمُهُ باد ٍ
الظلام من جهة ٍ ما  لوحة لأشجار داكنة
ومن جهة اخرى
شتاء ماطر
عجلات السيارات وطشيش الماء
البلل والشوارع الخاوية
والضوء الذي يتخافت
والكلب يهرع لائذا بضياء بعيد
عساه يلوذ بحائط
وبضوء بار صاخب
او بمقهى ساهرة
او بدَيـْر ٍ نصف غاف ٍ
هناك يقبع قريبا من الاصوات البشرية
ايما اصوات
حتى ولو اصوات عاهرات او سكارى .
اريد سونيا المومس 
لاصلي في جريمتي والعقاب امامها
اريد بيتشورين اركض وراء عربته
لافتقادي لصديق
اريد حصانا لاحدثه فالليل موحش وطويل
اريد شبحا حنونا ً ارقص معه
اريد صوتا كصوت هاملت الأب كي اتبعه
فلقد اقتلعني الصمت من جذوري
كل هذه البارات
كل هذه المقاهي
كل هذه الاديرة
كل هذه الطقوس
كل هذه الشوارع
كل هذه الضفاف
كل هذي النساء ....
وأنا بلا إمرأة ...
امراة من اللؤلؤ المكنون
وحرائق النخيل
واللهيب الجميل
امراة مستحيلة
امرأة طالعة من الفرات الكوثر
ودجلة الشمس والقمر .
اريد امرأة .....
هل ياترى مر زمان النساء ؟
من بعدما فات زمان الوطن ؟؟؟؟؟؟؟؟
اريد امرأة
امرأة
امرأة
امرأة
إمرررررأ أ أ أ آآآآآآآآآة

*******

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟