حمّى القصائد – شعر : يسرى فراوس

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
صباحَ الحكاياتِ الزّهريّةِ يا صبايا المدرسة
صباحَ اللّقاءاتِ الخاطفة
تُشعِلُ عمرًا
تُذهبُ آخرَ
صباحَ مناديلِ الوداع
تَطويها القاطِراتُ وتمضي
...
كأنَّ كلَّ الأحبّةِ عائدون
صباحَ المقصّاتِ يا حلاّقَ الملك
صباحَ الأسرارِ في مقهى الدّبّاغين
خافتةً...
تخرُجُ من بين الصّلبِ والعذاب
تخرُجُ...
لعنةً على القائلِ
على النّادلِ
على حبّاتِ السّكّرِ
على رائحةِ النّعناعِ
إن هيَ طارَت فأفشَت
ما ضاقت بهِ الضّلوع
يا بحرُ...
خُذْ كتمانَنا وارحلْ
أو ارمهِ خلفَ ظهرِكَ
خشيَةَ تَكَلُّسِ الملحِ فيكَ
أو ارمهِ خلفَ ظهرِكَ
خشيةَ أن تَفيضَ بهِ
خُذْ ما أوتينا من كتمان
واتنا ما شئتَ من لغةٍ
صباحَ الصّباحاتِ يا لُغتي
تمّحي التّقاسيمُ
ويبقى ابنُ منظور
فرِحًا
مُتأَبِّطًا لسانَهُ السّحريَّ
تُراقصينَهُ
وتحُطّينَ على شفتيْ درويش
المجدُ لهذا الدّرويش
كيف صيَّرَ الأسماءَ غيومًا
لِيقفِزَ إليها متى شاء
المجدُ لَهُ
كلّما أمطرَت ذكرناهُ قائلين
هل تُمطِرُ في يافا
وهل يعودُ البحّارُ آمنًا
وقضى شِعرُهُ أن نحمِلَ الجرحَ سويًّا
لنبكي قِلاعَنا إذ تهاوت
في النفسِ
نُقعْقِعُ بالكلماتِ
ونسألُ
صباحَ الصّمت
أما من أحدٍ يردُّ السّلام؟
صباحًا
لا يَهُمُّ إن سألْنا كيفَ تَكونُ البِداياتُ
صدفةً نولَدُ
لسنا نعلمُ كيفَ رقصت اللاّمُ في كفّ اللّغة
نولدُ
حَبّةَ قمحٍ
لسنا نعلَمًُ كيفَ تُصبحُ الحبّةُ
انتفاضةَ خبزٍ
ونعجبُ
ما اللغةُ يا لُغتي إن لم يشبعِ الفقراء؟
كم بسطتُكِ للّذينَ أحبَبْتُهم
فخذلوني
حيّةً
أَسرعُوا إلى دفني
ومعي تفاصيلُ تاريخِهم
بالأبيضِ والأسودِ
ومعي حُبيباتُ عنبٍ
كنتُ أنوي نثرَها بالمشرقِ
ليَتَوحّدَ المذهبان
ومعي تَوجّسُ أمِّي من أحلامي
لا تَقْرَبي الحكّامَ طفلتي
إنّهم إذا حكمُوا ظلموا
لَهفي على ليلِ الشّعراءِ
ما أطوله
أطفالٌ يرعاهم حزنُهم
عسى أن يكبروا
ولا يكبرون
ونرى صباحاتِنا تَذوي
كأنّها
تستعذِبُ حُمّى القصائدِ
ونرى الحليبَ الدّافئَ
يقطُرُ من عينِ أمٍّ حنون
تُحمّسُنا لنُراقِصَ المفرداتِ
والمفردات
وتُزيّنُ لنا الأماني
نُطلِقُها...
ثمّ نُلاحقُ أطيافَها
في خفقانِ الورق
ما أرحبَ الكلامَ إن اتّسعَ
لأصغَرِ الأماني
أصغرُ الأماني بحرٌ
يدخُلُ من ثقبِ الباب
ليسكُنَ في عيْنيْ أحمد
خُطافٌ ينقُرُ الشبّاكَ
يُترجِمُ إيقاعَ شوقِ حبيبَةِ أحمد
شمسٌ
تُثبِّتُ على أرضِ أحمد
ظلَّ أحمد
هل كثيرٌ على أحمد
أن يحمِلَ صباحَهُ في كفّيهِ
ولا يسرِقُهُ الغراب
هل كثيرٌ على شاعرٍ أن يقول
صباحَ الوطنِ يا أحمد.
طوفي بي  يا مفرداتي طوفي
تهوي مدنُ الأشباحِ ويبقى
رقصُكِ الأُرجواني
تَطوفينَ بنا
وتَطوفين بهم
وتطوفينَ حتّى....
يُغالِبنا الكلام

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟