جراح وأملاح.. - شعر: البشير البقالي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
إنك تسألين عني
وتقتحمين أسوار خارطتي
وتفضين أزرار ذاكرتي!
أيا زهرة المجد كيف تستبيحين كراستي؟..
هل تشكين في هويتي؟
إني إذا مجبور على كشف جارحتي ..!
             ***
أنا شراع شارد..
قد ضللت اليوم عن قافلتي..
ونسيت كل فتوحاتي
وصرت مباحا لكل عاتية
ورضيت العيش على انتكاستي
أيا صهوة الريح دليني على قافلتي
إني قد مللت هزيع النكبات..
             ***
أنا موج نائم..
تقاذفني الوهن
وتداولت الأغوار أطرافي..
وغدوت كالأبكار، يستعذب عاري
فلا تفخري بفحولتي
إني قد رسمت بالعقم ذاكرتي.
ولا تأسفي لهزيمتي
إني أنا من صنعت هزيمتي.
ولقد كسرت مرآتي؛
فصرت لا أدري حدود هويتي
             ***
أنا نوح جنين في رحم الأحقاب
أتساءل دوما يا محرجتي؛
كيف تسللت إلى فاجعتي..
وتركت الموج ينكس أحلامي
وتركت الريح تطاردني
وتفض فوهة أسراري؟
أيا وعد العروبة خذني لمهدي وصوابي
واقتحم فجرا لا يبالي ..
إن كنت رسما أو بعض خيال
أو كنت إنسا أو بعض ركام.
فأنا أملك كل كنوز الدنيا..
وأرزح في قبو النكبات!
وأنا أعانق كل بحار الدنيا..
وأسبح في وهج العبرات!
وأنا أحرس شمس الدنيا..
وأركن في جوف العتمات!!
            ***
أنا جمر في كمين الترب
ينفثه الطين ولا يحيا..
ترشقه الريح ولا يفنى..
وأنا في وهج المابين؛
أصارع ليلا يستبيح نهاري
وأطارح أرضي عشقا فوق لهيب
كل قبو يجترني فألوك صمتي..
هائما بين ضلوعي أستلهم دائي
تاهت شفاهي وتاه البوح في أغلالي.
هو التاريخ يلفظ أطيافي
ويذيب الشمع بأقدامي ..
هو التاريخ يحتسي خطواتي
يمحو حوافر أسلافي‼
          ***
أنا نزوة الموت..
وذي تربتي مخمورة بدمي
وكالشهد ينساب دمي؛
يطوي كلوم الأرض كالبلسم.
ضميني قليلا يا بلادي
وأزيحي الظلمة عن قلبي
وخذي مهرك من قلبي.
جربيني في الحب،
واسألي أعداءك عني
كم أنا في حب الوطن شديد؟
واسألي الغابر عني
كم أنا في كل طقوس الموت عنيد؟
واسألي أحشاءك عني
كم أنا في حضن الترب عتيد؟
            ***
أحبيني قليلا إن رضيت خلاصاتي؛
فأنا عربي..
أعيش لأزرع جذوة إنسان
وأموت لأغرس جذوة إنسان.
أبدا لن يخمد ذكري حتى الطوفان
أو تمحو ذاكرتي حمم البركان..
فأنا ابن قحطان
لا ساسان ولا يونان
وأنا سليل عدنان
وكنت قديما أحلب النوق وأسقي الريحان..
وبلادي غرة كل الأزمان.
أحبيني قليلا يا غرة الأوطان
ضمدي جرحي بتربك الفتان
وخذي من محرقتي كحلا..
لعل رفاتي بعينيك يصان...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟