ضحكتُها سفرْ
حيث تدري ولا أدري
كشتاءِ الخديعةِ
مرّة تذوبُ شمسٌ كالحنّاء في شعرها
ومرّة مَطَرْ
ضحكتُها مَطَرْ..
وزغاريدٌ كزخّات الرّصاصِ
مرّة تُلملِم ظلال الرّوح
ومرّة فرحٌ يُدَقدِقُ كزقزقة العصافير على شبّاك قلبٍ
أتعبه التعب يوماً
وانتصرْ..
وغيوم بيضاءُ تحجبُ القمرْ
ضحكتُها اغفاءةُ شمسٍ بين نجمتين
بين نهارين
أوّل الصّباحْ
لونٌ بنكهةِ النشوى
والتعبْ..
طعمُ الفجرِ
تعانقُ قطرتي ندى على داليةِ البيت
عَرَقُ العنبْ..
"بسم الله" العامل
ضحكتُها حياة
تفاصيلٌ بلا نهاية
ضحكتُها حَكَايا
ضحكتُها إغماضة عينٍ
تفرط الرمّان حبّاتٍ من الاحلام
مرّةً تُفتَح أبوابُ البحرِ للعائدينَ
ومرّةً وطنْ..
وتجمعها في الصّحوِ جسداً من اللذة
أو دميةً تعويذةً كتراتيل الله
ضد الزمنْ..
ضحكتُها بوحٌ لمرايا الخلقِ..
دمعةٌ مرآةٌ تعجن ابتسامات الدوائرْ..
وجعٌ بردٌ يكسر فرحاً باسم النّفي المطلقِ..
وعيٌ خازوقٌ يفقأ عين الحلم
عبثٌ هلامٌ يستبيح ذاكرة الحاضرْ..
ضحكتها تشكيلٌ لدوائرِ العشقِ..
ضحكتها سرٌّ
في الدّوائرْ..
ضحكتها أسئلةٌ تُبَلبِلُ حواسّكَ
تكذّب صدقَ عينيكَ وإن دَمِعَ النهارْ..
وتعودُ تتلمّسُ خيطَ شمسٍ باردٍ
أحقّاً كان القمرُ قطعةَ نارْ..
وتخبّئه في أناملِ يديكَ كي لا تبكي ثانيةً
وتبكي..
تبكي من رمَاكَ متساقطاً بطعم الثّلج
وتشتعلَ انتظاراً بالانتظارْ..
تمشي على رؤوس أصابعكَ كي لا تسمعَ نظراتِ النّاسِ
وتخفضُ نظركَ عن آذانِ الاخرينْ..
هذا حجرٌ من البحرِ
وذاكَ من صنعِ العشقِ
وهذا تحجّرٌ للياسمينْ..
يتكسّرُ ظلّكَ كهدلِ حمامٍ يئنّ بالدهشة
وتدهَشُ
كيف يرتسم ظلّ الروحِ كفسيفساء ضحكتها
حزينْ..
شكّ يسيلُ من تحت جلدكَ ماءٌ
فيخضرُّ من مساماتكَ جوعٌ
وسنابلُ يقينْ..
اكتمالٌ متشابهٌ بالتناقضِ
انغماساً في البهجةِ كصرخة جَنينْ..
وتضحكُ بنتُ الكلماتِ
وتضحكُ لضحكتِها
ضحكتُها تكوينْ..
