كاريزما الشارع العربي – شعر : سيف الدّين العلوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

لحُـكّامِنا الآن في عصْرِنا
هاهنا وهناك
أباطرةِ القرْنِ،
مَنْ أدْمنوا الخُلْدَ فوقَ العُروشِ ،
نُعوشٌ وأكفانُ سوداءُ
إثــمٌ يفوحُ و رجْسٌ يُـــطِلّْ..

أينزاحُ هذا الثّقلْ؟

لِــحُكّامِنا الآنَ ـ  آلهةِ الأبدِ المستحيلِ ،
لأصنامِ هذا الزّمانِ،

شَجيُّ الأغاني،
نياشينُ خِــزْيٍ وهمْ يسقطونْ
أكاليلُ ذلّْ
ونَـــزْرٌ مِن الاحترامِ  أقــلّْ..

كراسيُّهمْ  تتسلّخُ عن معدِنٍ باهضِ،
عن الصّولجان المسوِّسِ يهوي
عقيقٌ ثمينٌ وتنفرطُ اللؤلؤاتْ
وسُجّادهمْ شاحبٌ مهترئْ
بِساطُ البَلاطِ على بهجةِ اللّوْنِ
والزّخْرُفاتِ خبَـا واضمحلّْ..
سينْزاحُ هذا الثّــقلْ..

لِحُكّامِنا الآنَ ـ مَنْ يسقطونْ
وَمَنْ سوفَ تَتْرى عليهمْ تِـراتْ
وثأرٌ دفينْ،
شهيقٌ بِغيْرِ زفيرٍ
زفيرٌ بِغيْرِ شهيقْْ
لهمْ غُصّةٌ في الكوابيسِ،
في الصّحْوِ غرْغرةٌ تتردّدُ بيْن
الضلوعِ وبيْن التّراقـِــي
لهمْ ضحكٌ عالقٌ في الحلوقْ
ودمْــعٌ
تــيبّسَ  مِن وَجَلٍ
بـِالمَـآقِــي
و لا يَرقدون ولا ينكحون
ولا يَـطْـعَـمونَ
ولا يستطيبون مُلْكا
إذِ المَــجْــدُ حنْـــظلُ
والجاهُ خَــلّْ..

سينزاحُ هذا الثّقلْ..

لِحكّامِنا حِـكمةٌ ووضوحْ  
طاقةٌ حيّةٌ واصطبارٌ صريحْ
فهم لا يُسمّون ثورتنا ثورةً
بلْ يُسمّونَـها
في الخطابِ المُهادنِ كَـسْبا لِـودِّ الشّعوب:
جُنونا مؤقّتْ
يُسمّونَـها طفْرةً كالنّشاز،
قَطيعًا تفلّتْ..
مديحٌ بغيْرِ مديـــحْ،
وصوتُ هــوًى خادعٍ في المساءِ 
وفي الفَجْرِ  إحْدى فـنونِ الغــزلْ..

ويَـــــدْعونَنا في خِـطابِ الدّمِ المُستباحِ 
شرذمةَ المارقينْ
فـيُــعلنُ قَــنّاصهمْ ،
بَلْــطجيٌّ
و شبّيحةٌ مُرْعبونْ
"عليْنا  بـِـبتْرِ اليديْنْ
و قَطْعِ اللّسان، وفقْء الرجولةِ
سَمْل ِ المُــقَلْ" ..

سينزاحُ هذا الثّقلْ..

لِحُكّامِنا ـ يالَــحُكّامِنا ـ "الصّامدينَ"
أمام الصّمودْ
"يــالإرادةِ" حكّامِنا،
عَـنَتٌ مِن حـــديدْ
رصاصٌ و نارٌ وقَــتْلٌ وسَحْلٌ
خناجِرُ تغتالُ حُنجرةً للغناء
مدافعُ في الطرقاتِ تصدّ النّشيدْ
ودبّابةٌ تترصّدُ تــعبيرةً مِنْ مللْ
ألا ترْتحلْ يا "زعيمُ"  ارْتحلْ؟..

خفيفٌ أنا الآنَ
من وِزْرِ حُكّامِنا الساقطينْ
وقدْ حطَّهم سيلُنا مِنْ عل ٍ و أساسْ
خفيفٌ،
كأنّي خُلِقْتُ لِـتوّي
بلا عاهةٍ وبلا آهةٍ،
وسَوِيّاً حظيْتُ  بـــكلِّ الحواسّْ،
ومِنْ غيْرِ ذنْبٍ بريئاً وُلِدْتُ
ولا سيّئاتِ
كأنّي شطرتُ زمانَ العروبةِ نِصْفيْن ـ
نِصْفاً لِـنَسْفِ القديمِ العقيمِ
ونِصْفًا لآتِ..

سينزاحُ هذا الثّقلْ..

لحُكّامِنا حِقْبة ٌ مِنْ خواءِ البقاءِ
وأزمنةٌ مِنْ علوِّ المَقامِ هُـلامُ
وساديّةٌ تعْـتريهمْ إذا ما اعْترتْهمْ
كَريزْما النّفوذ،
لهمْ قهقهاتُ انتــصارِ ٍ مريضْ
وقاموسُ حِقْــدٍ وغِــلّ ْ..

ولي لحظةٌ مِنْ خلودِ المكان،
ولي هامشٌ ضيّقٌ في الزّمانِ
بِـشعْبي أقـُـــدُّ كَريزْما التحرّر ِ
أدْحَرُ عَصْرَ الملوك،الطّغاةِ
أعدّلُ لَــحْنَ الخللْ
وإنْ لم يُزاحوا  بِمَحْضِ اختيارٍ
حقيقٌ علينا امتشاقُ الشّوارِعِ
أجْـدَى بــمَجْـرى دِمانا
حلولُ البـطلْ..


سيف الدّين العلوي

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟