’’هل آمل أن أتكلم كما لو أني أنت؟
هل آمل أن تستمع إليّ كما لو أنك تتكلم لوحدك؟’’
شربل داغريا شمس قلبي
ظلالك تضنيني
يا هواجسي المسهدة
يتفتح الغامض فيك
على ناصية القول
أسرارا
وعدا بلقاء
يسخر من أحلامي
خطيئتي الكبرى
حبك
بوح منكشف
على تقاطع الضوء
و السواد
سماء شبيهة غيومها الدكناء
بطعنة في الخاصرة
دوامة التيه
كما لو أني أنت
أشتهيني طائرا
يتفجر حرية
في المدى المجرّد من الأقنعة
سأرتكب جنحة التحديق في ألمي
سأغرق في رحلة القصيدة
موغلة في تفاصيل الوجع
إلى منتهاه
عبق هذا الغروب بالحنين
و الفجر موجع مداه
ينفضح الصمت
تتفتح الدهشة
متسلقة كل الأعذار التبرّر
المنحدر الأخير
حيث لا رجوع إلى السطر ثانية
مستغنية تلك العبارة
عن انبهارها
تغرق ديوتيما في بحر النسيان
و سقراط يتجرع كأسه على مهل
إيذانا بانتهاء حوار حول الحب العذري
أو حول الحب فقط
متغلغل رذاذ عطر نساء غيري
في شقوق الطمأنينة
ش
ق
و
ق
عرّ المفردة من قافها
سكّن واوها
هي الصمت تماما
شوق
عطر قافلة النساء
أطياف
شهاوين
ترقص عارية في دمي
تقذف بي في لجج الشك
و السؤال المجنّح
كما لو أني أنت
اسمعك في الطرف القصيّ مني
يدوّخني الضوء النائم
في لوزك
رفيف الإشارات البيضاء
في أبجدينتنا
يا أنا
خريطة لعتبات الشوق
و النزيف يسكن الليل
يا أنت
جرعة أخرى
من العتمة الباردة
متسلقة ذاك الفراغ
تجتاحني
تجتاحني كقطار منتصف الليل
يحتسي شايه في المحطات على مهل
فيصاب الإنتظار
بالضجر
مدمنة أنا لقصائدك
حدّ التلاشي
على إيقاع زوربا
أرحل إلى الجهة الأخرى
من صوتك
تلك المتأججة بالبياض
متأرجحان بحميمية في أهوائنا
نحتفل بطقوس الهجران
نتشاطر مداومة الضجر
أغنية عبر الأثير
مويجات كسلى
لذة سكّر ممزوج بطعم القهوة
على طرف الفنجان
و سيجارة
نهرب منّا فينا
تقبض على ظلك في صفاتي
و في أعماقك اشهد انشطاري
أحملك ايقونة تشعل
خرائبي
هاربة أنا منك إلى لغتك
هارب أنت منك
إلى البحر في عينيّ
نقتحمنا كذرات الهواء
نتلمظ الفتنة و لواعجنا
في النقط و الفواصل
كما لو أني أنت
أعيدك فيّ فراغا
أعيدك صدى
ذكرى موغلة في النسيان
من النقطة الأخيرة
أعبر إلى اللانهاية
منك إليّ
و منيّ أحفر سردابا
إليك
من ضلوعي خرجت
يا أنت
ذات نيسان
و أضمك توليبات متسكعة
بين ضلوعي
أنت الحلول في صفاتي
أتماهى مع ذاتك
تحتلني
أسكن فيك
تمزّقني
يا أنا
حرّرني من وشوشة الغواية
في صمتك
لا تتركني سروة مبعثرة
في ليل الشتاء
خذ معك روحي
إلى عدن حبنا الهارب
حديقته
مواعيد مؤجلة
أبوابه كلمات عابقة
بعطر نساء غيري
سقفه صمت طازج
ينقشه الغياب
لا تصدقني حبيبي
حين تهرب مني ظلالي
صمتي باب موارب
يتسلل منه الحنين
مخطوطاتي طفل مشاغب
متوسّدا جوعه
ينام تحت المائدة
من حنايا الروح
تسقيك أناي حبّا زلالا
كما لو أني أنت
كما لو أنت أنا.
زوليخا موساوي الأخضري
المغرب