في سوريا, الأطفال لا يلعبون ـ شعر : رمضان مصباح الإدريسي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

رأيت على جدران حلب خربشات؛تحكي مرور أطفال.
رسموا زهورا ,فراشات ,وأكفا ؛وانصرفوا.
في واجهة المسجد ,صومعة مذبوحة من الوريد إلى الوريد:
لا,من هنا لم يمر أطفال.
مرت الدبابات متعقبة جنازة طفل
توهم الثورة لعبة .
لم يقل له أحد أن الأطفال في سوريا لا يلعبون.

يا طويل النفس ؛في قتل الأطفال:
هل تحب أطفالك؟ هل يحب أطفالك لعبهم؟
كم يلزمك من طيور الجنة لتنتصر على سوريا؟


وهل ستنتصر, وفيها أمهات وأدت صغارهن؟

يا بشار ابن أبيه
كم حنجرة ستقطع؛ حتى لا تصلك أصوات الحرية؟
كم صومعة ستذبح حتى لا تسمع الآذان؟
يا طبيبا للعيون:
كم عينا ستسمل حتى لا يراك الأطفال؟


أتدري أن الأب الذي قتلت, أنكرته طفلته:
لا هذا ليس أبي ؛أبي طيب وهذا شرير؛به دم.
هذا لا ينظر إلي كأبي.
أعيدوا إلي  أبي ؛لا ,لا ,هذا ليس هو.

كيف تخاطب الطفلة يا ظل أسد ؟
هل ستقنعها بأنه هو؟
أم ستكذب وتقول ليس هو ؟
هروبا من عينيها.
وماذا ستقول للبنت التي أنكرت أمها القتيلة:
لا ليست أمي ؛أمي لاتنام قبلي أبدا.

ألا تخجل ؟ مدافعك تخاف قطط إسرائيل في الجولان.
وتحلم بالانتصار على السباع في حلب.
وحمير ريف دمشق.
وكل حفظة القرآن في جوامع ادلب.

قدرك أن تقتل ؛فاقتل.
اقتل كل السوريين ؛وأكمل كل جرائم السابقين.
اجلس ,بعدها ,على جمر سوريا, وغن كما نيرون:
من هنا مر –ذات عبث- شيخ المجرمين.

قبلك كانت سوريا؛وستبقى بعدك.
أنت راحل إلى أزقتها الخلفية؛ إلى العوالم السفلى ,وممالك الأشباح.
لم تعد تطيقك الشمس ؛فاغرب عن وجهها.
سترحل سوريا إلى حدائقها ,وسترقص ؛لكن ليس لك.

سيمر أطفال ,بنفس الجدران ,وسيرسمون مسوخا بأنياب.
تؤرخ لك.
لقد علمتهم ألا يرسموا غير فظائعك.
وكرسيك الذي قاتلت شعبك من أجله
حتى لا تحكم غير الأشباح.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟