اِنصَرَفوا كما الأسقام من ذاتِ السّـقِـيم تَـنْصَرِفُ،
وتَبَـدَّتْ عَوْراتُ حُكمهـم حين انكشفوا ،
وكانوا قبل هذا عن الحق قد انحرفوا ،
وظنّـوا أن العروش باقية لمّا خالط سطوتهم الخَرَفُ ..
وأطلقوا أيديهم تُـفسد في الأرض وتُـتلفُ ،
وحَسِـبوا أنّ قِلاعَهم كالطّـود ثابتـةً ،
لكنَهم لمّا فَـار التنُّـورُ مَعَ السَّـيْلِ انْجَرفـوا .كُنتِ كما كنتِ غانيةً ترقُصُ باُسم الزّعيم وتهتِفُ ،
وتَفرِشُ له الرّاحتين ..
وتُعطي من دون رياء وتَعطُـفُ،
ومن رحيق جُودِها العَمـيمِ يسَتسقي القائد وخاصّتُـه ويرشُفُ ،
وما شرُفَتْ بهم ولكنهم هم بِها شرُفـوا،
لكنهم حين دَعَتهم - كأي أمٍّ - للـبِـرٍّ بِها ..
أَنكروا ما سبق من فَضلِهَـا ،
وعاثوا قتْـلاً في بَنِـيـها ،
وكلَّ الجرائم في حقِّها اقْترَفوا ،
وأَضْحَتْ بالنّار والبارودِ تُرْجَمُ و تُقصَـفُ .
تَوَسّلوا إلى العُروش بكل وسيلة ،
وإذا دُعُـوا إلى الصّـوابِ تخَـلَّـفوا ..
كَـلاّ .. قد قال الشعبُ انصرِفـوا !
فهذا ربيع العُربِ قد أَيْنَعَتْ ثِمارُهُ ،
وآن أن تُجْـنَى وتُقْـطَـفُ .
المهدي محمد