أعطيتُ قصيدتي..
بأصابع الارتباك والرغبة
الى الحسناءِ الجالسةِ بجانبي في ــ الباص ــ
قلتُ لها ؟ ... ضعيها بين نهديكِ !!
لتتعرّفِ الى سرّ القصيدة..
ومعناها الأزليّ .
لم تأبه الحسناءُ لكلامي
وتشاغلتْ بحقيبتها الحمراء
وهاتفها الصغيرِ المليء بالمواعيد .
ثم أعطيتُ قصيدتي الجديدة
للطفلِ ؟ الذي يلعبُ في الحديقةِ العامة
قلتُ له...العبْ معها ..!!
ولكَ أن تصنعَ منها لُعَبَاً لا تنتهي
بألوان قوسِ قزحٍ لا حدّ لها.
فصرخَ الطفلُ؟ باكيا..!!
وولّى بعيدا .
ثم أعطيتُ القصيدةَ للنهر
قلتُ له.... خذْها
إنها ابنتكَ أيضا
أيّها الاله؟! المُلقى على الأرض
باركْ سرّها...
وتعرّفْ الى معناها الأزليّ
أيّها الأزليّ...
لكنّ النهرَ ظلّ يحلمُ ويحلمُ
محدّقاً في الأقاصي البعيدة
دون أن يعيرَ كلامي انتباها...
وحدهُ الشرطيّ اقتربَ منّي
وصاحَ بصوتٍ أجشّ
ـــ ماذا في يدك؟ــــ
قلتُ : قصيدة جديدة .
ـــ فماذا تقولُ فيها؟ـــ
قلتُ ...اقرأها لتتعرّف الى سرّها ومعناها ...
فأخذها منّي..
ودخلَ غرفته السوداء...
دخلَ ليربطَ القصيدةَ الى كرسيّ حديدي
ويبدأ بجلدها بسوطٍ طويل!!
ثم أخذَ يضربها ــ بأخمص ـــ المسدس!
على رأسها
حتى نزفت القصيدةُ حروفاً كثيرة
ونقاطاً أكثر...
دون أن تعترفَ بسرّها ومعناها ....