قنينة صبري ـ شعر : فوز

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

منذ معرفتي بكِ ومنذ تلاوة نذورك لي أصبحتِ رفيقة دربي
أتجرع منكِ في كل مرة قطرات تدفعني للوقوف ولمّ شتات نفسي
مذاقكِ مُر كالعلقم يا رفيقة !
قنينة الصبر اعذريني فأنا أشتهي خلط  سكر الحياة كله فيكِ
أريد أن أخفف من وطأ و حدة مرارتكِ الطاحن لعظام تحملي
يتطاير سائلك الناري ويغص بي في كل مرة يتم فتحك
كالشوكة التي مضى عليها الدهر وحيدة
أبت أن تُنتزع وتفارق أول قدم حافية رماها طريقها إليها
من مدرستكِ القاسية السوداء
تعلمتُ أخطو خطوتي بكِ
خطوات طفل يتعلم المشي بنفسه


وأظل عن التعلم وعرج وأضاع المشي  كما الغراب!
ضريبة صبر يتم دفعها لا محال
للمضي في صحراء الحياة القاحلة
ولتحميني من نار السراب القادم من بعيد الذي يناديني
و نار السراب الماضي  الذي يهمس خلفي
ولأشرب وألحق وألهث مابين السرابين عطِشه
ارتمي في رحم الرماد المضني بالمنتصف
لا أظن أنني سأتحول إلى طائر الفينيق الجميل
يدً جافة تمتد تنتشلني منه وتُطبق على يدي بشدة تعصرني تكاد
تجعلني أطلق صرخة خانقة لأرى بأنها قنينة الصبر
هذه هي طريقتها في إنقاذي من وحل الأحداث التعسة
ومرة أخرى بعد العاصفة تقوّم وتُركب حطام ذاتي الذي خلفته أمواج الأيام
كأم أرملة أجبرتها الحياة على تربية أطفالها وحدها
وأنكر فضلها الفقير وأظل أنكره وأنكره وأظل المرأة العاقة بها
يبدو لا غِنى عن مائك المالح
ولا غنى عن التصاقي بك كتوأم سيامي
أطلب منكِ الصفح والغفران قنينة صبري
فـ لتسكبي شرابك ولأتخدر
وليذهب هذا الحديث في غيبوبة لا يفيق منها

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟