موازين الهوية ـ شعر : محمد منير

***
رَفعُوا بِاسْمِكَ عالِيًا كلّ البَيَارِقِ
ورَفعُوكَ نَخْبًا يُعانِقُ نَخْبَ المَشَانِقِ
وأوْدَعُوا فيكَ سِرّ الشعَارَاتِ
وأغْدقُوا عليْكَ رُؤَى البِشَارَاتِ
وترَكُوكَ شَوْكةً ومَطَمَرَةَ
***
أنْشَدُوكَ مَوْجًا فِي بحْرٍ لا شَطّ لَهُ
أنْشدُوكَ كلامًا عَلى صخْرٍ لا إِرْثَ لَهُ
وسَمَاءً عَارِيةً لا لوْنَ لهَا
وهُويّة تنْزِفُ جُرْحًا لا غَدَ لَهَا
وقَدْ أعْدمُوا فِيكَ حُلُمًا وذاكِرَةً
***
الهُوِيّةُ فِيكَ هَرَجٌ وبِالمَرَجِ حُبْلَى
وآلافُ الأسْرَارِ المَجِيدَةِ عنْكَ تُجْلَى
فِي حُقُولِ الشّعِيرِ العَقِيمَةِ
فِي اللاّزِمَةِ العَالِقَةِ.. فِي القَشّةِ القَدِيمَةِ
كأنّهَا مِزَاجَاتٌ وَمعْبَرَةٌ
***
الهُوِيّةُ فيكَ رصِيفٌ وانتِظارَاتٌ
وتغَارِيدٌ في سَلا الإحْتِمالاتِ
وفرَحٌ ينْزفُ عنْد الأصِيلِ
قصَائدَ حُبٍ.. وأبْياتٌ وعَوِيلٌ
وأقْدَاحٌ جفّتْ.. وعِناقٌ وثرْثرَةٌ
***
الهُوِيّةُ فيكَ لوْعَةُ عاشِقٍ لِلغَيْمِ
وقِطافٌ لِلتّمَنِّي وشرَابٌ لِلهِيِم
وتِيهُ الاحْتِمَالاتِ علىَ خَللٍ وسَاقٍ
ورُعُونَةُ عَنْ سَبْق إِصْرارٍ ومَسَاقٍ
وإِرْهَاصَاتٌ مُشْبَعَةٌ ومُتْرَعَةٌ
***
الهُوِيّةُ فيكَ ألْوَانٌ ومُرُوجٌ
ورَقصَاتٌ علىَ وِزَانِ هَاجُوجَ ومَاجُوجَ
ومَطَالِعُ عُجَرٍ وبُجَرٍ ولا مَتَارِيسَ
ومَقَالِعُ رَمْلٍ تُهَالُ عَلىَ المَتَاعِيسِ
ومَوَازِينُ الهَوَى علىَ سَاقٍ وَسَمْسَرَةٍ
***
الهُوِيّةُ فيكَ رحْلةٌ معَ الهَزِيمَةِ
وسفَرٌ دونَمَا زادِ ولا عزِيمَةٍ
ومِنَصّةُ العَاصمَةِ تُرَاقِصُ مَصْرعَ الأحْرَارِ
وكفَنٌ مُعدٌّ هُناكَ كمَا هُنَا في الإِنتِظارِ
والإرْثُ الثّقِيلُ مَوتٌ وغَرْغَرَةٌ
***
الهُوِيّةُ فيكَ حِدادٌ علىَ الغِيابِ
ونُدُوبٌ علىَ الزّيْتُونِ وطَلَلُ الإِيّابِ
وحَظّ يَنْدُبُ حَظّ الحَنَاجِرِ المُعلّبَةِ
وإِكْلِيلُ رَمْلِ علىَ قُبورٍ وَمَصْلَبَةٍ
وحَرْفٌ وأقْلاَمٌ ومحْبرَةٌ
***
الهُوِيّةُ فيكَ يوْمِيّاتُ مُصَارِعٍ لِلثّيرَانِ
ورَعْدةٌ وصَاعِقةٌ ونِيرَانٌ
ومُذكّرَاتٌ لِعِيدٍ وكبْشُ فِداءٍ
كُتِبَتْ علىَ الجُدْرَانِ لِيوْمِ النّدَاءِ
وصَرْخَةٌ وثرْثرَةٌ وصَرْصرَةٌ
***
الهُوِيّةُ فيكَ جُرْحُ رَغِيفٍ رَاعِفٍ
وكفَنٌ جَاهِزٌ ودَمْعُ رَفِيقِ ذَارِفٍ
لِرَعَايَا الوَطَنِ الأوْفِيَاءِ
لِرَعَايَا الوَطَنِ الأشْقِيَاءِ
وأذَانٌ ونَاقُوسٌ وزَمْجَرَة