1 ـ البدء
سَريري رَحبٌ اللّيلةَ
يا أفلاكُ اِستريحي بقُربي
دُوري في كفّي كالخُذروفِ
يا سماءُ تَمدّدي على بدنِي
أفصّلُ لك من جِلدي خريطةَ الكونِ
أنتِ
أيّتُها الشّمسُ الغائبةُ خضراءُ
هذا جبيني مَسارٌ لكِ
البحرُ يَدخُل الأرضَ من بوّاباتِ السّواحل
أكونُ ساعةَ الوُلوج
القمرُ يحرُثُ صمتَ المقابر
أكونُ زرعَ الضّوء
الليلُ يرُشّ شجرَ الشّوارع
أكون بدءَ الحُلم
أوّلَ الصّحْو في السّاحة
أحبّـيني يا موجةَ البحر في العُمق
اِغسليني على السّواحل شريحةً تحت الشّمس
أَحـبّـيني أيّتُها القاراتُ الخمسُ
يا نجومَ السّماواتِ السّبع
صُبّي الضّوءَ في مَسامّ جلدي حتى الذّروة
فالأرضُ عَطشى… الأرضُ عطشى
أَحـبّـيني يا خضرةَ حَشيش المقابر
أحـبّـيني خضراءَ
أنا أنتِ أيا أرضُ
بين سِكّة المِحراث وخُطوط الحَرث
أحْيا لحظةَ الدّفق
بدءَ البَذرة تَـنبُت
أنتِ أنا أيا أرضُ
خُضرةُ قمر الليل في النّهر
يصُبّ في حوضي
أنا أنتِ أيا أرضُ
زورقُنا أكبرُ من البحر
هذى يدي جناحُ طير
رجلي صخرةُ مِعراج
لحمي
دمي
عروقي
تُربتي
جذوري
خضرةُ الشجر
تُـناسلُ عَفَن الأرض
أنتِ الخُضرة
أنت الخضرة
أنت الخضرة
أيا أرضُ
لا تسألي عن الخبر
فالسّمعُ
والبصرُ
خُضرة
2 ـ الشمس على جبيني
تََقطّبتِ الشّمسُ على جبيني
تَمَركزتْ بين عينيّ
حَفرتْ جمجمتي .. تَحفُرُها … تَصقُلها
مِرآ ةُ جبيني
تعكسُ العالم وتذُوب
يا ذوبانَ العالم على جبيني
نشوةُ الحرارة على جبيني
اِعشَوْشبِي
يا طرقاتي اِعْشَوْشبي
يا أخاديدَ جبيني أنبِتِي
أسقيكِ دمى
يا شمسُ
حبةُ قمح أو شعير…ليتَ أني
أو صابةُ زيتون
في وادي غير ذي زرع
الصّيفُ والشمسُ.. والجفافُ
عميقًا عميقا… الأشّعةُ تحفُر جبيني بئرا
إلى قراري
يَعشوشِبُ جبيني
يا….. جفافَ إفريقيا وآسيا
أنا غاطسٌ في عَرَقي
3 ـ الحذاء
جاءَ الربيعُ
سيشتري حذاء
جاء الصّيفُ
سيشتري حذاء
جاء الخريفُ
سيشتري حذاء
اِنقضى الشّتاءُ
تعلّم المَشيَ حافيا...
4 ـ رؤيا
كان يَرى
في مَا يرى النائمُ
أنّهُ يَغطِسُ في البحر
يتنفّسُ الماءَ و يُلاعبُ الحيتانَ
كان يرى
في ما يرى النائمُ
أنه يَسكُن الشّمسَ
يَصطلي ويُصلّي في قُرصِها
كان يرى
في ما يرى النائمُ
أنه يَغرِسُ نخلةً في البَراري
تَحُط عليها الطيورُ المُهاجِرةُ
... كان يرى
ليتَه كان رأى
التي أحبّها… وتَركتهُ يحلُمُ
5 ـ المِسرجَة
تبكي وتضحكُ
مَثَلُها مَثَلُ أضواءِ المُرور
مَسلوخةٌ حُبًّا و حُرية
في أرضنا المَجروحة
بقطرةِ زيتٍ
في المِسرجة
بحبّةِ قمح
في السُّنبلة
نقتبسُ من الشّمس أشِعّتَها
ونُوزّعُها بَسمةً
بسمةً
بسمةً
6 ـ الضِدّ
الشّمسُ… الشّمسُ
تكاد تُلامسُ السّطوحَ
تُجفّف الثيابَ على حبال الغَسيل
يكونُ اليومُ أحمرَ
في شيءٍ من البَرد
يكون اليومُ أخضرَ
في شيءٍ من النّار
أبيضَ بياضًا
كأنّهُ منكِ و منّي
اليومُ بلا ظلّ
كان أنْ سقطتْ الشّمسُ من قُرصها
صَهَرتنا الشّمسُ
حتى غَدتْ جُذُورُنا باسِقةً
باسقةٌ أصابعُنا
إلى الضِدّ
7 ـ جنيّةُ الرّيح
مَنشورةٌ على شُرفة الطابق العُلوي
مِن الجنائن المُعَلّقة
جنيةُ الرّيح تَضْفِرُ شَعرَها
تُزغردُ مع الصّبايا
في هَوادج العَشيرة
جنيةُ الرّيح لبِسَتِ الرّيحَ
في عُرسها
و طارتْ
ما عندي موائدُ السّلاطين
أدْعُوها
ما عندي مزارعُ النّبلاء
أحْصُدُها
وتَدّخِرُ جنيةُ الرّيح للعام القَادمِ
عندي مَا عندي
عندي بحرٌ
في مِحبرتي
عندي عَصا مُوسى
في مِقلمتى
أرُشُّ منها على شَفتيها حُروفي
تبتسمُ
فأقبّلُها قُبلتيْن
قُبلةً على الخَدّ
وقُبلةً في الرّيح